کتابخانه روایات شیعه
و جبلت على بغض أهل البيت طينتهم.
[كلام للمؤلّف رحمه اللّه]
و لقد القي على لساني من فيض فكري و جناني كلمات قصدتهم فيها بلعني و زجري، و وجّهت إليهم مطايا ذمّي في نثري، و أشرت إليهم بتعنيفي، و خاطبتهم بتأفيفي، أبعدهم اللّه من رحمته، و أحلّ بهم أليم عقوبته.
أيّها الامّة المغرورة برتبة دنياها، الكفورة بنعمة مولاها، المنكرة معادها و مبدأها، المنهمكة بطغواها في غيّها، المارقة بسعيها و بغيها، الجاحدة نصّ نبيّها، المنكرة فضل وليّها، السالكة نهج شركها، الحائرة في ظلمة شكّها.
يا أتباع أحزاب الشيطان، و يا نصّاب أنصاب الأوثان، و يا شيعة آل أبي سفيان، و يا صحبة الشجرة الملعونة في القرآن، يا من لم يؤمنوا منذ كفروا، و لم يؤتمنوا منذ غدروا، ألمع لهم شراب الباطل فوردوه، و ظنّوه شرابا فلم يجدوه، و نعق بهم ناعق الظلم فأطاعوه، و برق لهم بارق البغي فاتّبعوه، و لمع لهم علم الضلالة فأمّوه، و بدا لهم طريق الجهالة فسلكوه، لما كذبهم رائدهم، و أضلّهم قائدهم، أردتهم آراؤهم، و قادتهم أهواؤهم، إلى النار المؤصدة، و العمد الممدّدة، لا جرم من كان ابن الباغية دليله، و نجل النابغة قبيله، كان جزاؤه من عذاب اللّه جزاء موفورا، و أعدّ له جهنّم و ساءت مصيرا.
ويلكم أ لم يأتكم نبأ الّذين راموا محق شمس الاسلام في احدهم و بدرهم، و إطفاء مصابيح الايمان بأحزابهم و قهرهم؟ أ لم يكونوا لقائدكم آباء و لنبيّكم أعداء؟ أ ليست امّه آكلة أكباد الصدّيقين؟ أ ليس أبوه قائد أحزاب المشركين؟ الّذي لعنه و أباه و ابنه الرسول الصادق في قوله صلّى اللّه عليه و آله:
اللّهمّ العن الراكب و القائد و السائق؟ أ ليست عمّته حمّالة الحطب الّتي تبّ اللّه يدها و يد بعلها أبي لهب؟ يا ويلكم أضلّكم الشيطان فأزلّكم، و زيّن لكم بغروره
سوء عملكم، توادّون من حادّ اللّه و رسوله، و تتّبعون من كان الشيطان قائده و دليله، لا يشكّ في كفركم إلّا كافر، و لا يرتاب في فجوركم إلّا فاجر، أ يصلب رأس ابن نبيّكم على باب جامعكم، و يسبّ صنو رسولكم في مجامعكم، و تساق نساؤه و بناته إلى يزيدكم، و يقمن مقام الخزرج و الترك على باب يزيدكم؟
لا منكر منكم ينكر بلسانه و قلبه، و لا متقرّب يتقرّب بسترهم إلى ربّه، فأنتم قبل الفتح خير منكم بعده، و آباؤكم الهالكون على الكفر أفضل منكم يا أهل الردّة، أزنى من قوم لوط أمتكم، و أشأم من سدوم قريتكم، زنوة الفسوق، و جبهة العقوق، و منزل الشيطان، و معدن البهتان، تأتون الذكران من رجالكم، و تذرون ما خلق لكم ربّكم من أزواجكم، الابنة فاشية في أبنائكم، و الغلمة ناشئة في نسائكم، أورثكم ذلك بغض وصيّ نبيّكم، و سبّكم له على منابركم بكفركم و غيّكم، آه لو أنّ لي بكم قوّة يا بني الزواني، أو آوي إلى ركن شديد من أشباهي و إخواني، لاصلينّكم في الدنيا قبل الآخرة نارا، و لغادرتكم رمادا مستطارا، و لمحوت آثاركم، و لقطعت أخباركم، و لعجّلت بواركم، و لهتكت أستاركم، و لقضيت بصلب قضاتكم، و حرب عتاتكم، و سبي نسائكم، و ذبح أبنائكم، و قطع غراسكم، و قلع أساسكم.
يا أهل المؤتفكة، يا أتباع الطائفة المشركة، و اللّه ما نظرتم حيث نظر اللّه، و لا اخترتم من اختار اللّه، و لا و اليتم من و الى اللّه، و لم تزالوا أتباع العصابة المفتونة، و الشجرة الملعونة، تدحضون الحقّ بأيديكم و ألسنتكم، و تنصرون الباطل في سرّكم و علانيتكم، كم زيّنتم صفوفكم بصفّين؟ و كم قتلتم أعلام المهاجرين الأوّلين؟ لما جبيت على بغض الوصيّ جوانح أضلاعكم، و أعلنتم
بسبّه في جوامعكم و مجامعكم، قامت سوق النفاق في الآفاق، و علت كلمة الشقاق على الاطلاق، و صار وليّ أمركم و سبيل كفركم يزيد القرود، و يزيد اليهود، و يزيد الخمور، و يزيد الفجور.
يا ويلكم أ يقرع ثغر ابن النبيّ بمرأى منكم؟ أ يطاف ببناته و نسائه في شوارعكم؟ فأبعد بكم و بما صدر عنكم، رماكم اللّه بذلّ شامل، و عدوّ قاتل، و سيف قاطع، و عذاب واقع، ليس له من اللّه من دافع.
ويحكم أ تتّخذون يوم مصاب نبيّكم بولده عيدا، و انّ بوار رهطه موسما جديدا، و تظهرون فيه تمام زينتكم، و تعدّونه رأس سنتكم؟ فاقسم باللّه الّذي جعل لكم الأرض قرارا، و السماء بناء، لأنتم أشرّ من اليهود و النصارى، أسأل اللّه أن يرمي دمشق شامكم، و محلّ طغاتكم، و بيت أصنامكم، و مقرّ أنصابكم و أزلامكم، بالموت الذريع، و الأخذ السريع، و القحط الفضيع، و الظلم الشنيع، حتّى تصيروا حصيدا خامدين، و مواتا جامدين، و عباديد في الأقطار، و متفرّقين في الأمصار، أن يطمس على أموالكم، و يشدّد على قلوبكم، فلا تؤمنوا حتّى تروا العذاب الأليم تريدون أن تخرجوا من النار و ما أنتم بخارجين و لكم عذاب مقيم.
و سأختم هذا المجلس بقصيدة تنبئ عن خالص ودادي، و مصاص اعتقادي، و طويل أحزاني، و مديد أشجاني، و محتث منامي، و وافر كربي و هيامي، في مدح من هدّت مصيبته أركان أفراحي و مسرّاتي، و شيّدت واقعته قواعد أحزاني و كرباتي، و قلّدت جند خدّي عقيقا من عبراتي، و أضرمت في أحشائي حريقا من زفراتي، أعني من جعل اللّه قلبي لحبّه و حبّ أهل بيته مسكنا، و لولائه و ولاء آبائه و أبنائه موطنا، و لساني على مدحهم موقوفا،
و شكري إلى كعبة جودهم مصروفا.
[قصيدة للمؤلّف رحمه اللّه]
سيّدي و ابن سادتي، و قائدي و ابن قادتي، أشرف من ارتدى بالمجد و أنور، و أفضل من عرف بالفخر و اشتهر، سبط نبيّي، و رهط وليّي، و نجل سيّدتي، و والد سادتي، و غناي يوم فقري و حاجتي، و غياثي إذا انقطعت من الدنيا وصلتي، سيّد الكونين و ابن سادة الكونين، و إمام الثقلين و أب أئمّة الثقلين، المنزّه عن كلّ رجس و دين، مولاي و سيّدي أبي عبد اللّه الحسين، عليه من صلواتي ما نما و زكا، و من تحيّاتي ما صفا و ضفا، جعلها اللّه حجابا من أليم عذابه، و سترا من وخيم عقابه، و هي هذه: 3228
الفت فؤادي بعدكم أحزاني
لما جفا طيب الكرى أجفاني
يا من لهم منّي بقلبي منزل
ضمّت عليه جوانحي و جناني
أنا واحد في حبّكم لم يثنن
حتّى مماتي عن هواكم ثاني
أوقفت مدحي خالصا لجلالكم
و على مراثيكم وقفت لساني
هدّت مصيبتكم و ما فيكم جرا
ممّن جرا في كفره أركاني
فلأبكينّكم بدمع فيضه
بزري بصور العارض الهتّان
و لأضربنّ بمهجتي لمصابكم
نارا تذيب الطود من أشجاني
أ ألام إن أرسلت نحو جمالكم
من منطقي نظما جناه بياني
أو أرسلت عيني لفرط صبابتي
دمع يمازجه نجيع قاني
و بكم معادي إن عرتني أزمة
بقوارع من طارق الحدثان
و بكم ارجّي فرحة يوما به
أميت أو الفّ في أكفاني
و كذاك في قبري إذا اجلست في
ظلماته و سئلت عن إيماني
و بيوم حشري لا أرى لي منقذا
إلّا ولاءكم لدى الرحمن
و صفاء ودّ لا يشاب بشبهة
مقرونة بوساوس الشيطان
و أراكم من بعد أفضل مرسل
خير الورى من نازح أو دان
و أباكم ذا المجد أشرف من مشى
فوق الثرى من إنسها و الجان
قصّام أبطال الحروب و كاسر ال
أصنام يوم الفتح و الأوثان
و أخ الرسول و صنوه و وصيّه
و نديده في الفضل و الإحسان
ما من نبيّ مرسل كلّا و لا
ملك رقى بالقرب خير مكان
ألا و فضل أبيكم من فضلهم
ما آن له يوم التفاضل ثاني
يا خير من في اللّه وفّى مخلصا
بجهاده في السرّ و الاعلان
يا من عناه المصطفى و المرتضى
و الطهر فاطم خيرة النسوان
يا ابن الأباطح و المشاعر و الصفا
و البيت ذي الأستار و الأركان
يا خامسا لذوي الكساء فصبغ ما
لاقيته ثوب السقام كساني
و مشير رأسك بالدما مخضّبا
منه المشيب على سنان سنان
و أذاب قلبي ثمّ صعّده دما
من مقلتي كالسيل في الجريان
لنسائك اللاتي يسقن حواسرا
يسترن أوجههنّ بالأردان
و لقتل اسرتك الّتي جادت بأن
فسها عليك كمسلم مع هاني
و كذاك من جعلوا وجوههم وقى
لك من سهام عصابة البهتان
أضحوا بعرصة كربلاء صرعى و أم
سوا في نعيم دائم و أمان
في جنّة يسقون من بعد الظما
فيها كئوسا من يد الولدان
من سلسبيل في منازل جنّة
محفوفة بالرّوح و الريحان
يا راكبا يطوي الفلاة بجسرة
كالدال في بيد بغير توان
عج بالطفوف مقبلا أزكى ترى
من حبّه فرض على الأعيان
سبط النبيّ و خامس الأشباح و ال
مخصوص بالتطهير في الفرقان
هدموا بمقتله الطغاة قواعد ال
اسلام و الأحكام و الإيمان
أبلغه عنّي من سلامي ما زكا
و اخبره عمّا ساءني و دهاني
من فرط أحزاني لما لاقاه من
عصب الضلالة من بني سفيان
قوم بأنعم ربّهم كفروا فكم
قصدوا نبيّ اللّه بالشنئان؟
في حرب خير المرسلين و رهطه
بذلوا عنادا غاية الامكان
و عليه في بدر و احد اجلبوا
بمضمر و مهنّد و سنان
و جرت صفوفهم بصفّين على
نهج الالى سلفوا اولي الطغيان
حتّى إذا أكلتهم الحرب الّتي
يروى مواقعها مدى الأزمان
و عليهم زأرت اسود هريرها
لمّا التقى في جنحها الجمعان
داموا فرارا حين صاروا طعمة
فيها لكلّ مهنّد و يمان
و رأوا دماء حماتهم مذ أصبحوا
فوق الصعيد كمفعم الغدران
رفعوا المصاحف حيلة و خديعة
مذ آل أمرهم إلى الخسران
كفروا بأنعم ربّهم فغدوا لما
فعلوه بغيا حمة النيران
و على ابن هند عجلهم عكفوه ك
قوم السامريّ الغادر الخوّان
تركوا أخصّ العالمين برتبة ال
هادي البشير بشاهد القرآن
و بنصّ أفضل مرسل و مبلّغ
و بحجّة من ساطع البرهان
و بنوا معالم دينهم جهلا على
ابن قحّافهم ثمّ العتلّ الثاني
فأضلّ أمّة أحمد بريائه
و اسامها في مرتع البهتان
و أشار بالشورى فعاد الجور من
ه مكمّلا و العدل في نقصان
حتّى إذا ما قام ثالثهم وحا
نثهم و ناكثهم فتى عفّان
جعل العتلّ زمامه بيد العتي
د ابن الطريد حميمه مروان
و غدا لمال اللّه يفرس جاهدا
كالذئب عاث بثلّة من ضأن
حتّى إذا غمر الأنام بظلمه
و تبرّمت من حكمه الثقلان
أردته بطنته فأصبح جارعا
كأس المنيّة واهي الأركان
حتّى إذا قام الوصيّ بعهده
للّه لا نكس و لا متوان
قصدته راكبة البعير بفتنة
يذكي ضرام سعيرها رجسان
حتّى إذا الحرب العوان تحكّمت
بوقودها من أنفس الشجعان
صارا طعام عوامل و مناصل
للعكس قد نأيا عن الأوطان
جاءا لنصر عصابة الشيطان فاخ
ترما ببطش عصابة الرحمن
يا فرقة نكثت عهود نبيّها
و أتت بكلّ منافق فتّان
يا جند راكبة البعير و من عصت
بالبغي أمر الحاكم الديّان
و أتت من البلد الحرام و قلبها
يغلي بنار الحقد و الأضغان
حتّى إذا صارت حماة بعيرها
قوتا لزائرها من السيدان
أبدت خضوعا و استقالت عثرة
و استسلمت بالذلّ و الإذعان
صفح الكريم بحلمه عنها و أف
رشها مهاد تحنّن و أمان
و أعادها كرما فعادت و هي ذو
عقل لفادح هولها و لهان
لمّا اطمأنّت دارها قفلت إلى
نحو ابن هند ذا حشا ملآن
و استنفرته فسار بالجيش الّذي
راياته نصبت على البهتان
فهي الّتي جعلت ضرام وقودها
أجساد قادتها من الفرسان
لمّا أتت بقميص عثمان علي
ه نجيعه كالارجوان القاني
دارت رحاء الحرب و اشتبك القنا
من سعيها و استقتل الجيشان
و اللّه ما خذل الوصيّ و قتله
متبتّلا في طاعة المنّان
إلّا لها فيه نصيب وافر
و لسان باغ غادر و يدان
و كذاك قتل ابن الرسول و رهطه