کتابخانه روایات شیعه
و شكري إلى كعبة جودهم مصروفا.
[قصيدة للمؤلّف رحمه اللّه]
سيّدي و ابن سادتي، و قائدي و ابن قادتي، أشرف من ارتدى بالمجد و أنور، و أفضل من عرف بالفخر و اشتهر، سبط نبيّي، و رهط وليّي، و نجل سيّدتي، و والد سادتي، و غناي يوم فقري و حاجتي، و غياثي إذا انقطعت من الدنيا وصلتي، سيّد الكونين و ابن سادة الكونين، و إمام الثقلين و أب أئمّة الثقلين، المنزّه عن كلّ رجس و دين، مولاي و سيّدي أبي عبد اللّه الحسين، عليه من صلواتي ما نما و زكا، و من تحيّاتي ما صفا و ضفا، جعلها اللّه حجابا من أليم عذابه، و سترا من وخيم عقابه، و هي هذه: 3228
الفت فؤادي بعدكم أحزاني
لما جفا طيب الكرى أجفاني
يا من لهم منّي بقلبي منزل
ضمّت عليه جوانحي و جناني
أنا واحد في حبّكم لم يثنن
حتّى مماتي عن هواكم ثاني
أوقفت مدحي خالصا لجلالكم
و على مراثيكم وقفت لساني
هدّت مصيبتكم و ما فيكم جرا
ممّن جرا في كفره أركاني
فلأبكينّكم بدمع فيضه
بزري بصور العارض الهتّان
و لأضربنّ بمهجتي لمصابكم
نارا تذيب الطود من أشجاني
أ ألام إن أرسلت نحو جمالكم
من منطقي نظما جناه بياني
أو أرسلت عيني لفرط صبابتي
دمع يمازجه نجيع قاني
و بكم معادي إن عرتني أزمة
بقوارع من طارق الحدثان
و بكم ارجّي فرحة يوما به
أميت أو الفّ في أكفاني
و كذاك في قبري إذا اجلست في
ظلماته و سئلت عن إيماني
و بيوم حشري لا أرى لي منقذا
إلّا ولاءكم لدى الرحمن
و صفاء ودّ لا يشاب بشبهة
مقرونة بوساوس الشيطان
و أراكم من بعد أفضل مرسل
خير الورى من نازح أو دان
و أباكم ذا المجد أشرف من مشى
فوق الثرى من إنسها و الجان
قصّام أبطال الحروب و كاسر ال
أصنام يوم الفتح و الأوثان
و أخ الرسول و صنوه و وصيّه
و نديده في الفضل و الإحسان
ما من نبيّ مرسل كلّا و لا
ملك رقى بالقرب خير مكان
ألا و فضل أبيكم من فضلهم
ما آن له يوم التفاضل ثاني
يا خير من في اللّه وفّى مخلصا
بجهاده في السرّ و الاعلان
يا من عناه المصطفى و المرتضى
و الطهر فاطم خيرة النسوان
يا ابن الأباطح و المشاعر و الصفا
و البيت ذي الأستار و الأركان
يا خامسا لذوي الكساء فصبغ ما
لاقيته ثوب السقام كساني
و مشير رأسك بالدما مخضّبا
منه المشيب على سنان سنان
و أذاب قلبي ثمّ صعّده دما
من مقلتي كالسيل في الجريان
لنسائك اللاتي يسقن حواسرا
يسترن أوجههنّ بالأردان
و لقتل اسرتك الّتي جادت بأن
فسها عليك كمسلم مع هاني
و كذاك من جعلوا وجوههم وقى
لك من سهام عصابة البهتان
أضحوا بعرصة كربلاء صرعى و أم
سوا في نعيم دائم و أمان
في جنّة يسقون من بعد الظما
فيها كئوسا من يد الولدان
من سلسبيل في منازل جنّة
محفوفة بالرّوح و الريحان
يا راكبا يطوي الفلاة بجسرة
كالدال في بيد بغير توان
عج بالطفوف مقبلا أزكى ترى
من حبّه فرض على الأعيان
سبط النبيّ و خامس الأشباح و ال
مخصوص بالتطهير في الفرقان
هدموا بمقتله الطغاة قواعد ال
اسلام و الأحكام و الإيمان
أبلغه عنّي من سلامي ما زكا
و اخبره عمّا ساءني و دهاني
من فرط أحزاني لما لاقاه من
عصب الضلالة من بني سفيان
قوم بأنعم ربّهم كفروا فكم
قصدوا نبيّ اللّه بالشنئان؟
في حرب خير المرسلين و رهطه
بذلوا عنادا غاية الامكان
و عليه في بدر و احد اجلبوا
بمضمر و مهنّد و سنان
و جرت صفوفهم بصفّين على
نهج الالى سلفوا اولي الطغيان
حتّى إذا أكلتهم الحرب الّتي
يروى مواقعها مدى الأزمان
و عليهم زأرت اسود هريرها
لمّا التقى في جنحها الجمعان
داموا فرارا حين صاروا طعمة
فيها لكلّ مهنّد و يمان
و رأوا دماء حماتهم مذ أصبحوا
فوق الصعيد كمفعم الغدران
رفعوا المصاحف حيلة و خديعة
مذ آل أمرهم إلى الخسران
كفروا بأنعم ربّهم فغدوا لما
فعلوه بغيا حمة النيران
و على ابن هند عجلهم عكفوه ك
قوم السامريّ الغادر الخوّان
تركوا أخصّ العالمين برتبة ال
هادي البشير بشاهد القرآن
و بنصّ أفضل مرسل و مبلّغ
و بحجّة من ساطع البرهان
و بنوا معالم دينهم جهلا على
ابن قحّافهم ثمّ العتلّ الثاني
فأضلّ أمّة أحمد بريائه
و اسامها في مرتع البهتان
و أشار بالشورى فعاد الجور من
ه مكمّلا و العدل في نقصان
حتّى إذا ما قام ثالثهم وحا
نثهم و ناكثهم فتى عفّان
جعل العتلّ زمامه بيد العتي
د ابن الطريد حميمه مروان
و غدا لمال اللّه يفرس جاهدا
كالذئب عاث بثلّة من ضأن
حتّى إذا غمر الأنام بظلمه
و تبرّمت من حكمه الثقلان
أردته بطنته فأصبح جارعا
كأس المنيّة واهي الأركان
حتّى إذا قام الوصيّ بعهده
للّه لا نكس و لا متوان
قصدته راكبة البعير بفتنة
يذكي ضرام سعيرها رجسان
حتّى إذا الحرب العوان تحكّمت
بوقودها من أنفس الشجعان
صارا طعام عوامل و مناصل
للعكس قد نأيا عن الأوطان
جاءا لنصر عصابة الشيطان فاخ
ترما ببطش عصابة الرحمن
يا فرقة نكثت عهود نبيّها
و أتت بكلّ منافق فتّان
يا جند راكبة البعير و من عصت
بالبغي أمر الحاكم الديّان
و أتت من البلد الحرام و قلبها
يغلي بنار الحقد و الأضغان
حتّى إذا صارت حماة بعيرها
قوتا لزائرها من السيدان
أبدت خضوعا و استقالت عثرة
و استسلمت بالذلّ و الإذعان
صفح الكريم بحلمه عنها و أف
رشها مهاد تحنّن و أمان
و أعادها كرما فعادت و هي ذو
عقل لفادح هولها و لهان
لمّا اطمأنّت دارها قفلت إلى
نحو ابن هند ذا حشا ملآن
و استنفرته فسار بالجيش الّذي
راياته نصبت على البهتان
فهي الّتي جعلت ضرام وقودها
أجساد قادتها من الفرسان
لمّا أتت بقميص عثمان علي
ه نجيعه كالارجوان القاني
دارت رحاء الحرب و اشتبك القنا
من سعيها و استقتل الجيشان
و اللّه ما خذل الوصيّ و قتله
متبتّلا في طاعة المنّان
إلّا لها فيه نصيب وافر
و لسان باغ غادر و يدان
و كذاك قتل ابن الرسول و رهطه
دوح الفخار و أشرف الأفنان
لم أنسها يوم الزكي و قد غدت
بالقول تنفث نفثة الثعبان
آليت ألّا تدفنوا في منزلي
من لست أهواه و لا يهواني
يا بنت أرذل تيم مرّة خادم ال
تيمي نجل زعيمهم جدعان
هذي الشجاعة من أبيك بخيبر
جاءتك ترقل رقلة الفحلان
يا آل أحمد إن جزعت لثابت
في الناس غيركم فما أشقاني
حزني عليكم سرمدا لا ينقضي
ما شبّه في القلب بالسلوان
كم ناصب علم الأذيّة لي بكم
أمسى للعن عدوّكم يلحاني
و يلسمني وقرا إذا ما ضلّ عن
لعن الطواغيت الالى ينهاني
عن جاحدي نصّ الغدير و غاصبي
فدكا من الزهراء ذات الشأن
ستّ النساء و بنت أكرم مرسل
شرفت برفعته بنو عدنان
يا من مصابهم جميع مصائب ال
دنيا و فادح خطبها أنساني
أنتم عياذي و الّذي أرجوهم
حصنا إذا الخطب الجسيم دهاني
و بكم ارجّي يوم حشري زلفة
من خالقي بالعفو و الغفران
و إليه أفزع من عدوّ كاشح
بالبغي يقصدني و بالعدوان
إن يعدني عدوا عليه يرى لها
متسربلا بالخزي ثوب هوان
و يصدّه عنّي بذلّ شامل
ليكون معتبرا لمن ناواني
أو أن تصبّرني على ما حلّ بي
من حمقه و أضرّ بي و دهاني
ثمّ الصلاة عليكم ما غرّدت
و رقاء في دوح على الأغصان
أو حرّكت ريح الصباء صاعدا
ناء عن الأوطان و الخلّان
المجلس التاسع مفتتحا بالتعزية الّتي و سمتها ب «مجرية العبرة و محزنة العترة»
قلتها بإذن اللّه، و تلوتها يوم التاسع في شهر المحرّم الحرام على المنبر في جمع لا يحصى كثرة أجريت بها عيون المؤمنين، و أحزنت قلوب المتّقين، و أخزيت من رام هظمي من الشانئين تجاه ضريحه الشريف، و مقامه المنيف، متقرّبا بذلك إلى اللّه ربّ العالمين، و نبيّه الأمين، و وليّه سيّد الوصيّين، و آلهم الأئمّة الطاهرين.
الخطبة