کتابخانه روایات شیعه
يا سادتي يا بني إمامي
أقولها عنوة صراحا
أوحشتم الحجر و المساعي
أنستم القفر و البطاحا
أوحشتم الذكر و المثاني
و السور النزّل الفصاحا 3273
[إخبار الحسن باستشهاد أخيه الحسين عليهما السلام، و أبيات للمؤلّف رحمه اللّه]
عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام، قال: دخل الحسين على أخيه الحسن عليهما السلام، فلمّا بصر به بكى، فقال: ما يبكيك، يا أبا عبد اللّه؟
قال: أبكي لما يفعل بك.
قال: و ما يفعل بي هل هو إلّا سمّ يلقى إليّ فاقتل؟ و لكن لا يوم كيومك، يا أبا عبد اللّه، يزدلف إليك ثلاثون ألفا، ينتحلون دين الإسلام، و يزعمون أنّهم من أمّة جدّك فيجتمعون على قتلك، و سفك دمك، و انتهاك حرمتك، و سبي ذراريك و نسائك، فعندها تحلّ اللعنة ببني اميّة، و تمطر السماء دما و ترابا أحمر، و يبكي عليك كلّ شيء حتى الوحوش في الفلوات، و الحيتان في البحار، و الطير في جوّ السماء 3274 .
كربلاء كم فيك من شيب خضيب
بدم النحر و كم هام نقيف؟
و سعيد بصعيد الطفّ ثاو
رأسه يعلى على رمح ثقيف
لبني الزهراء أرباب المساعي
و المعالي و العوالي و السيوف
زلفت نحوهم عصبة سوء
ليس فيهم غير زنديق و كوفي
لعن اللّه بني الكوفة لم
يك فيهم من بعهد اللّه يوفي
سل يزيدا قائما بالقسط
من حاز المعالي من تليد و طريف
صلبوا من بعد خذل ثمّ قتل
آه ممّا حلّ بالبدن الشريف 3275
[حديث يوم عاشوراء]
عن سيّدنا و مولانا أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: إنّ شهر المحرّم كان أهل الجاهليّة 3276 يحرّمون فيه القتال فاستحلّت فيه دماؤنا، و هتكت فيه حرمنا، و سبي فيه ذرارينا و نساؤنا، و اضرمت النيران في مضاربنا، و لم يترك لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حرمة فينا، إنّ يوم عاشوراء 3277 أقرح جفوننا، و أسبل دموعنا، و أذلّ عزيزنا، أرض كربلاء أورثتنا الكرب و البلاء، إلى يوم الانقضاء، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإنّ البكاء فيه محطّ الذنوب.
ثمّ قال صلوات اللّه عليه: إنّ أبي عليه السلام كان إذا هلّ المحرّم لم ير
ضاحكا، و كانت الكآبة و الحزن غالبين عليه، فإذا كان يوم عاشوراء كان يوم جزعه و بكائه، و يقول: في هذا اليوم قتل جدّي الحسين عليه السلام 3278 .
و عن ابن فضّال، عن أبيه، عن الرضا عليّ بن موسى عليه السلام، قال:
من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى اللّه له حوائج الدنيا و الآخرة، [و من كان يوم عاشوراء يوم مصيبته و حزنه و بكائه جعل اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة يوم فرحه و سروره و قرّت بنا في الجنان عينه] 3279 و من سمّى يوم عاشوراء يوم بركة أو ادّخر بمنزله فيه شيئا لم يبارك له فيه، و حشره اللّه يوم القيامة في زمرة يزيد و عبيد اللّه و عمر بن سعد في أسفل درك من النار 3280 .
و عن جبلّة المكّيّة قالت: سمعت ميثم التمّار رضي اللّه عنه يقول: لتقتلنّ هذه الامّة ابن نبيّها في اليوم العاشر من المحرّم، و يتّخذون أعداء اللّه ذلك اليوم يوم سرور و بركة، أعلم ذلك بعهد عهده إليّ أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه، و أعلمني أنّه يبكي عليه كلّ شيء حتى الوحوش في الفلوات، و الحيتان في البحار، و الطير في جوّ السماء، و تبكي عليه الشمس و القمر و النجوم و العرش و الكرسيّ و حملة العرش.
قالت جبلة: فقلت: يا ميثم، كيف يتّخذ الناس اليوم الّذي يقتل فيه ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يوم سرور و عيد و بركة؟
قال: بحديث يضعونه، و يزعمون أنّه اليوم الّذي تاب اللّه فيه على آدم
عليه السلام، و إنّما كان ذلك في ذي الحجّة.
و يزعمون أنّه اليوم الّذي قبل اللّه فيه توبة داود، و إنّما كان ذلك في ذي الحجّة أيضا.
و يزعمون أنّه اليوم الّذي أخرج اللّه فيه يونس من بطن الحوت، و إنّما كان ذلك في ذي القعدة.
و يزعمون أنّه اليوم الّذي استقرّت فيه سفينة نوح على الجوديّ، و إنّما كان ذلك يوم الثامن عشر من ذي الحجّة.
و يزعمون أنّه اليوم الّذي فرق اللّه فيه البحر لموسى 3281 ، و إنّما كان ذلك في ربيع الأوّل.
ثمّ قال: يا جبلة، إنّ الحسين سيّد الشهداء عند اللّه و لأصحابه درجة عند اللّه.
يا جبلة، إذا رأيت الشمس قد طلعت حمراء كالدم العبيط فاعلمي أنّ سيّدك الحسين قد قتل.
قالت جبلة: فلمّا مضى صلوات اللّه عليه إلى العراق خرجت ذات يوم فرأيت الشمس على الحيطان كالملاحف المعصفرة، فصحت و بكيت، و قلت:
قتل و اللّه سيّدي و مولاي أبو عبد اللّه 3282 .
و عن الريّان بن شبيب قال: قال لي مولاي الرضا عليه السلام: يا ابن شبيب، اعلم أنّ الجاهليّة فيما مضى كانت تعظّم هذا الشهر و تحرّم الظلم
و القتال فيه، فما عرفت هذه الامّة حرمة شهرها و لا حرمة نبيّها صلّى اللّه عليه و آله، لقد قتلوا و اللّه في هذا الشهر ذرّيّته، و سبوا نساءه، و انتهبوا ثقله، فلا غفر اللّه لهم.
يا ابن شبيب، إن كنت باكيا من شيء فابك للحسين عليه السلام، فإنّه ذبح في هذا الشهر كما يذبح الكبش، و قتل معه ثمانية عشر رجلا من أهل بيته ليس لهم شبيه في الخلق.
و لقد حدّثني أبي، عن جدّي أنّه لمّا قتل جدّي الحسين عليه السلام أمطرت السماء دما و ترابا أحمر، و هبط إلى الأرض أربعة آلاف ملك لينصروه فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره مقيمون يبكونه شعثا غبرا إلى أن يقوم القائم من آل محمد فيكونون معه، و شعارهم: «يا لثارات الحسين».
يا ابن شبيب، إن بكيت على الحسين عليه السلام حتى تسيل دموعك على خدّيك غفر اللّه لك كلّ ذنب أذنبته، صغيرا كان أو كبيرا، دقيقا أو جليلا.
يا ابن شبيب، إن يسرّك أن تلقى اللّه عزّ و جلّ و لا ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام.
يا ابن شبيب، إن سرّك أن تكون معنا في الغرف المبنيّة فالعن قتلة الحسين.
يا ابن شبيب، إن سرّك أن يكون لك من الأجر مثل ما لمن قتل مع الحسين عليه السلام فقل متى ما ذكرتهم: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما.
يا ابن شبيب، إن سرّك أن تكون معنا في الرفيق الأعلى فافرح لفرحنا،
و احزن لحزننا، و عليك بولايتنا، فلو أنّ أحدا أحبّ حجرا لحشر معه يوم القيامة 3283 .
[كلام للمؤلّف رحمه اللّه]
فيا إخواني، أ في غفلة أنتم من هذا اليوم المعكوس الّذي ابتلى به العالم المركوس بذرّيّة نبيّهم الأطهار، و عترته الأبرار، الّذين أوجب اللّه مودّتهم، و ألزم محبّتهم؟ كيف اقتطفوا ببيض الظبا رءوسهم، و اختطفوا بسمر القنا نفوسهم، و تركوا تلك الوجوه الّتي طال ما قبّلها الرسول، و أكرمتها البتول، و ناغاها جبريل، و أوجب حقّها الجليل، يسار بها على أطراف الرماح، مخضّبا شيبها بدم الجراح، و النسوة اللاتي يعدّون الوصيّ و الزهراء أبا و امّا، و النبيّ و الطيّار جدّا و عمّا، على أقتاب الجمال اسارى، و بين الأعداء حيارى، لا شفيق يجيب دعوتهنّ، و لا رفيق يسكّن روعتهنّ.
فهذا كان جزاء فضل نبيّهم عليهم، و رأفته لديهم أن يبدّلوا نعمة اللّه كفرا، و أن يحلّوا بنبيّه حسدا و غدرا.
فاستشعروا و تنبّهوا رحمكم اللّه في هذا اليوم شعار الأحزان، و أفيضوا الدموع المقرحة للأجفان، فإنّه يوم المصيبة الكبرى، و الواقعة العظمى، و عزّوا نبيّكم المصطفى، و إمامكم المرتضى، و سيّدتكم الزهراء، بهذا الرزء الّذي أبكى ملائكة السماء، و اهتزّ له عرش المليك الأعلى، قائلين: يا سيّد الأنبياء، و يا خاتم الأصفياء، هذا سبطك منبوذ بالعراء، هذا سبطك محزوز الرأس من القفا، هؤلاء بناتك اسارى يسار بها إلى الأعداء.
[أبيات للصنوبري]
يا خير من لبس النبو
وة من جميع الأنبياء
وجدي على سبطيك وج
د ليس يؤذن بانقضاء
هذا قتيل الأدعيا
ء و ذا قتيل الأشقياء
يوم الحسين ارقت دم
ع الأرض بل دمع السماء
يوم الحسين تركت با
ب الصبر مهجور الفناء
يا كربلاء خلقت من
كرب علا و من بلاء
كم فيك من وجه تشر
رب ماؤه ماء البهاء
نفسي الفداء لمصطلي
نار الوغا أيّ اصطلاء
حيث الأسنّة في الجوا
شن كالكواكب في السماء
فاختار درع الصبر ان
ن الصبر من لبس الثناء 3284
و أبى إباء الاسد إن
ن الاسد صادقة الإباء
منعوه طعم الماء لا
ذاقوا لماء طعم ماء
و قضى كريما إذ قضى
ظمآن في نفر ظماء
من ذا لمعفور الجوا
دممال أعواد الخباء
من للطريح الشلو عر
يانا مخلّى بالعراء؟
من للمحنّط بالترا
ب و للمغسّل بالدماء؟
من لابن فاطمة المغي
يب عن عيون الأولياء؟ 3285