کتابخانه روایات شیعه
تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)
إلى الحسين شهيد الطفّ أندب أم
لمسلم حين أذري الدمع أوهاني؟
أوقفت فكري على الربع الّذي ظعنوا
عنه و أخلوه من أهل و سكّان
و الوجد يقلقني و الشوق يحرقني
و الدمع يغرقني من فيض أجفاني
و قلت و الحزن يطويني و ينشرني
و الكرب يظهر في سرّي و إعلاني
يا ربع أين الاولى كانوا حماتك من
ريب الزمان و من هضم و عدوان
و من ألفتهم كانت غيوث سخا
بعارض من سماء الجود هتّان
و من هم في الندى كالشمس تحيي ما
على البسيطة من نبت و حيوان
غنا الفقير و أمن المستجير و من
سمّوا بمجد و إخلاص و عرفان
أعلام علم علت ما أمّها بشر
إلّا تنزّه عن جهل و نقصان
أجابني الربع أو داني الزمان بهم
و كلّ شيء سوى ربّ العلى فان
أخنت عليهم صروف الدهر فانقلبوا
بالبعد نائين عن أهل و أوطان
في اللّه اوذوا و باعوا أنفسا طهرت
من ذي الجلال بجنّات و رضوان
و استشعروا حبّنا من حسن صبرهم
في اللّه لم يصرعوا من فقد معواني
قلوبهم جعلوها للدروع وقا
من وقع حرب بني حرب و سفيان
كانت مجالس غاداني مكارمهم
و هم محال ساداتي و أعياني
فشتّت البين شملا كان مجتمعا
و هدّني و بسهم الحزن أصماني
مأواهم في سويدا القلب ما برحوا
و في سواد عيوني كلّ أحياني
يهزّني ذكرهم في خلوتي حزنا
كما يهزّ الصبا غصنا من الباني
فأرسل الطرف لي أطفي ضرام جوى
إطفاؤه بغزير الدمع أعياني
وددت لو كنت تربا ضمّ أعظمهم
قد عظّم اللّه من مثواهم شاني
و صرت أسمو على البيت الحرام بما
اوتيت إذ خير أهل الأرض سكّان
فيا لها غصّة لا تنقضي و جوى
لا ينطفي و قضاء جرّ حرماني
كانوا شموسا و أرجائي مشارقها
و حسن معناهم روحي و ريحاني
حتّى إذا غربت عنّي محاسنهم
هدّ البعاد بكفّ البين بنياني
يا لائمي لا تلمني إن بكيت دما
عليهم بعويل طول أزماني
أو حرّمت مقلتي طيب المنام أو ال
فؤاد منّي لم يسمح بسلواني
فإنّ من عمروا ربعي بجودهم
و شادني مجدهم فخرا و أعلاني
آل الرسول و أولاد البتول و أب
واب الوصول إلى حور و ولدان
نجل الكرام مصابيح الظلام مجا
ديح الأنام و أعلا نجل عدنان
بفضلهم صحف اللّه الاولى نطقت
كما أتى مدحهم في آي فرقان
أخنى الزمان عليهم فانثنوا و هم
ما بين مخترم بالقتل ظمآني
و بين معتقل بالأسر يرسف في
قيوده بين غدّار و خوّان
ما ان له مستجيب ان شكا برحا
من مستشيط بتقريع و عدوان
كم من وليد لهم قبل الفطام سقي
من كأس حتف بكفّ الموت ملآن؟
و نسوة منهم عنفا تساق بها
إلى زنيم لفرط البغي جذلان
فكم رءوس لهم فوق الرماح غدت
تهدى إلى شرّ موصوف بطغيان؟
من عصبة نشئوا في الكفر كم نصبوا
الوجوه منهم لأنصاب و أوثان؟
أصحاب بدر و احد و الّذي نصروا
ودا و نسرا بإشراك و بهتان
كم أزمعوا حرب خير المرسلين
و أعلى العالمين بفرسان و ركبان
أولاد آكلة الأكباد أخبث من
نشأ على الكفر من شيب و شبّان
و عترة الطلقاء القاسطين و من
لم يخلصوا دينهم يوما بإيمان
كلّا و لا اعتقدوا الاسلام مذ كفروا
حقّا و لا اتّخذوه دين ديّان
كلّا و لا أسلموا طوعا بلى قهروا
فاستسلموا حذرا من فتك سلطان
حتّى إذا وجدوا عونا يمدّ لهم
حبل الضلالة من رجس و شيطان
أبدوا نفاقا به ضاقت صدورهم
و أظهروا الغدر مقرونا بشتّان
و أقبلت نحو صفّين صفوفهم
بصافنات عليها شرّ فرسان
ليكتموا نعمة اللّه الّتي ظهرت
و يبدلوا شكرها بغيا بكفران
بحرب أولى الورى منهم بأنفسهم
بنصّ ذكر و تصديق ببرهان
و نصّ أكرم مبعوث و أشرف من
عوت بصدق و تبليغ و تبيان
و أظهروا شبهة منهم مدلّسة
في حربه باخترام الرجس عثمان
و هكذا بوحي من سمومهم
أردوا فتاه فأمسى رهن أكفان
و سادة من ذويه في الطفوف ثووا
أكرم بهم خير سادات و فتيان
تجمّلوا بلباس الصبر لم يهنوا
في اللّه ما شأنهم في جدّهم شان
صلّى عليهم إله العرش ما طلعت
شمس و ما أودعت روح بجثمان
و مثلها لعنات للّذين بغوا
عليهم ما شدّت ورق بأغصان
المجلس العاشر في فضل زيارته صلوات اللّه عليه، و ما صدر في فضله من الأحاديث النبويّة، و إجابة الدعاء لدى تربته الشريفة
[خطبة للمؤلّف رحمه اللّه و سمها ب «تحفة الزوّار و منحة الأبرار»]
و اصدّر المجلس بالخطبة الموسومة ب «تحفة الزوّار و منحة الأبرار» قلتها بإذن اللّه في المشهد الشريف.
الحمد للّه الّذي أظهر دين الاسلام و نشر أعلامه، و أشهر شرع الايمان و بيّن أحكامه، و جعل أسباب حججه و بيّناته متّصلة إلى يوم القيامة، و أسّس بنيانه على عرفان درجتي النبوّة و الإمامة، و أوضح برهانه بمقال سيّد الخلق و كلمة اللّه التامّة، محمد سيّد المرسلين و شفيع المذنبين يوم الطامّة.
شيّد اللّه به الرسالة، و أيّد بالمعجز مقاله، و أعلى على كلّ جلال جلاله و مقامه، فهو صلّى اللّه عليه و آله أكرم وارث و موروث، و أفضل مرسل و مبعوث، إلى الخاصّة و العامّة.
أيّده اللّه بوصيّه سيّد الأوصياء، و صفيّه قدوة الأصفياء، و بعاضده في الشدّة و الرخاء، ربّ الرئاسة العامّة. أمير المؤمنين، و مبير الظالمين، و نصير المظلومين، ذي الامامة و الزعامة. صاحب الغدير، و صائم الهجير، و بدر الحقّ
المنير، إذا أبدى الباطل ظلامه.
جعل اللّه سبطي نبيّ الرحمة و لديه، و سيّدي شباب أهل الجنّة، و فرعي جميع الامّة فرعيه، و حبّه بداء الايمان و ختامه، الأئمّة الأطهار من ولده، و العترة الأخيار من عدّه، و الملائكة الأبرار من جنده، حين أظهر الحقّ ببدر و حنين و أقامه.
نحمد ربّنا إذ جعلنا من المستمسكين بعروة عصمته، السالكين واضح طريقته، لا نقدّم عليه من لا يعادل عند اللّه شسع نعله، و لا نؤخّره عمّن ليس له فضل كفضله و لا أصل كأصله، بل نعتقده بعد سيّد المرسلين، أفضل أهل السماوات و أهل الأرضين، و نقدّمه بعد خاتم النبيّين، على جميع الأنبياء و الأولياء الصدّيقين، بل و على الصافّين الحافّين، و حملة العرش من الملائكة المقرّبين.
حبّه مفاتيح أبواب الجنان، و بغضه مقاليد دركات النيران، لا إيمان إلّا حبّه، و لا قربى إلّا قربه، و لا عترة إلّا عترته، و لا ذرّيّة إلّا ذرّيّته، جلّ أن يدرك وصف الواصفين سيّدا البتولة الزهراء عرسه، و الأئمّة النجباء غرسه، و نفس سيّد الأنبياء نفسه، و سرّة البطحاء فضله و جنسه.