کتابخانه روایات شیعه
روى الشيخ جعفر بن محمد بن قولويه 3432 بحذف الأسانيد قال: سأل رجل أبا عبد اللّه عليه السلام: ما لمن زار قبر الحسين عليه السلام؟
فقال: إنّ الحسين عليه السلام 3433 وكّل اللّه به أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له منصور، فلا يزوره زائر إلّا استقبلوه، و لا يودّعه مودّع إلّا شيّعوه، و لا يمرض إلّا عادوه، و لا يموت إلّا صلّوا على جنازته و استغفروا له بعد موته 3434 .
و بحذف الاسناد، عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام، قال: وكّل اللّه بقبر الحسين عليه السلام سبعين ألف ملك يصلّون عليه، و يدعون لمن زاره، و يقولون: يا ربّنا، هؤلاء زوّار الحسين افعل بهم و افعل 3435 .
و بالاسناد عن صالح، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: إنّ للّه تبارك و تعالى ملائكة موكّلين بقبر الحسين عليه السلام، فإذا همّ الرجل بزيارته أعطاهم اللّه ذنوبه، فإذا خطا محوها، ثمّ إذا خطا ضاعفوا له حسناته، فما تزال حسناته تضاعف حتّى يوجب له الجنّة، ثمّ اكتنفوه و قدّسوه، و ينادون ملائكة السماوات: قدّسوا زوّار حبيب حبيب اللّه، فإذا اغتسلوا ناداهم [محمد صلّى اللّه عليه و آله: يا وفد اللّه، أبشروا بمرافقتي في الجنّة، ثمّ ناداهم] 3436 أمير المؤمنين عليه السلام: أنا ضامن
لحوائجكم 3437 ، و دفع البلاء عنكم في الدنيا و الآخرة، ثمّ اكتنفوهم 3438 عن أيمانهم و عن شمائلهم حتّى ينصرفوا إلى أهاليهم 3439 .
و بالاسناد عن الأعمش، قال: كنت نازلا بالكوفة و كان لي جار كثيرا ما كنت أقعد إليه، و كان ليلة جمعة فقلت له: ما تقول في زيارة الحسين عليه السلام؟
فقال لي: بدعة، و كلّ بدعة ضلالة، و كلّ ضلالة في النار.
فقمت من بين يديه و أنا أمتلئ غيظا و قلت: إذا كان في السحر أتيته فحدّثته من فضائل أمير المؤمنين ما يسخّن اللّه به عينه.
قال: فأتيته و قرعت عليه الباب، فإذا أنا بصوت من وراء الباب: إنّه قد قصد الزيارة في أوّل الليل، فخرجت مسرعا، فأتيت الحائر، فإذا أنا بالشيخ ساجد لا يملّ من السجود و الركوع، فقلت له: بالأمس تقول لي بدعة، و كلّ بدعة ضلالة، و كلّ ضلالة في النار، و اليوم تزوره؟!
فقال لي: يا سليمان، لا تلمني فإنّي ما كنت اثبت لأهل هذا البيت إمامة حتّى كانت ليلتي هذه فرأيت رؤيا أرعبتني.
فقلت: ما رأيت أيّها الشيخ؟
قال: رأيت رجلا لا بالطويل الشاهق، و لا بالقصير اللاصق، لا احسن أصفه من حسنه و بهائه، معه أقوام يحفّون به حفيفا، و يزفّونه زفّا، بين يديه
فارس على فرس له ذنوب، على رأسه تاج، للتاج أربعة أركان، في كلّ ركن جوهرة تضيء مسيرة ثلاثة أيّام، فقلت: من هذا؟
فقالوا: محمد بن عبد اللّه بن عبد المطّلب صلّى اللّه عليه و آله.
فقلت: و الآخر؟
فقالوا: وصيّه عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
ثمّ مددت عيني فإذا أنا بناقة من نور، عليها هودج من نور، تطير بين السماء و الأرض.
فقلت: لمن الناقة؟
قالوا: لخديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد عليها السلام.
فقلت: و الغلام؟
قالوا: الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
قلت: فأين يريدون؟
قالوا: يمضون بأجمعهم إلى زيارة المقتول ظلما الشهيد بكربلاء الحسين بن عليّ، ثمّ قصدت الهودج فإذا أنا برقاع تساقط من السماء أمانا من اللّه عزّ و جلّ لزوّار الحسين بن عليّ ليلة الجمعة، ثمّ هتف بنا هاتف: ألا إنّنا و شيعتنا في الدرجة العليا من الجنّة.
و اللّه يا سليمان، لا افارق هذا المكان حتّى تفارق روحي جسدي 3440 .
و بالاسناد قال: حدّثني محمد بن الحسن، قال: حدّثني أحمد بن
إدريس، عن محمد بن أحمد، [عن محمد] 3441 بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، [عن الخيبري،] 3442 عن موسى بن القاسم الحضرمي، قال: ورد أبو عبد اللّه الصادق عليه السلام في أوّل ولاية أبي جعفر فنزل النجف، ثمّ قال:
يا موسى، اذهب إلى الطريق الأعظم فقف على الطريق و انظر فإنّه سيجيئك رجل من ناحية القادسيّة، فإذا دنا منك فقل: هنا رجل من ولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يدعوك، فإنّه سيجيء معك.
قال: فذهبت حتّى قمت على الطريق و الحرّ شديد، فلم أزل قائما حتّى كدت أعصي و أنصرف و أدعه، إذ نظرت إلى شيء مقبل شبه رجل على بعير.
قال: فلم أزل أنظر إليه حتّى دنا منّي، فقلت: يا هذا، هنا رجل من ولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يدعوك، و قد وصفك لي.
فقال: اذهب بنا إليه.
قال: فجاء حتّى أناخ بعيره ناحية قريبا من الخيمة، قال: فدعا به، فدخل الأعرابيّ إليه، و دنوت أنا فصرت على باب الخيمة أسمع الكلام و لا أراهما، فقال له أبو عبد اللّه عليه السلام: من أين أقبلت؟
قال: من أقصى اليمن.
قال: أنت من موضع كذا و كذا؟
قال: نعم.
قال: فيم جئت إلى هاهنا؟
قال: جئت زائرا للحسين عليه السلام.
فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: فجئت من غير حاجة ليس إلّا للزيارة؟
قال: نعم، جئت من غير حاجة إلّا أن اصلّي عنده و أزوره و اسلّم عليه و أرجع إلى أهلي.
قال له أبو عبد اللّه عليه السلام: و ما ترون من زيارته؟
قال: إنّا نرى في زيارته البركة في أنفسنا و أهالينا و أولادنا و أموالنا و معايشنا و قضاء حوائجنا.
قال: فقال له أبو عبد اللّه عليه السلام: أ فلا أزيدك من فضله [فضلا] 3443 ، يا أخا اليمن؟
قال: زدني، يا ابن رسول اللّه.
قال: إنّ زيارة أبي عبد اللّه عليه السلام تعدل حجّة مبرورة مقبولة زاكية مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فتعجّب الرجل من ذلك، فقال: إي و اللّه و حجّتين مبرورتين مقبولتين زاكيتين مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فتعجّب، فلم يزل أبو عبد اللّه عليه السلام يزيده حتّى قال: ثلاثين حجّة مبرورة متقبّلة زاكية مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله 3444 .
و بالاسناد قال: [أبي رحمه اللّه، قال:] 3445 حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبد الملك، قال: كنت مع أبي عبد اللّه عليه السلام فمرّ بنا قوم على حمير،
فقال: أين يريدون هؤلاء؟
فقلت: قبور الشهداء.
قال: فما يمنعهم من زيارة قبر الغريب؟
فقال له رجل من أهل العراق: زيارته واجبة؟
قال: نعم، زيارته واجبة، ثمّ قال: زيارته خير من حجّة و عمرة، و عمرة و حجّة، حتّى عدّ عشرين حجّة و عمرة، ثمّ قال: مبرورات متقبّلات.
قال: فو اللّه ما قمت حتّى أتاه رجل فقال: إنّي قد حججت تسع عشرة حجّة فادع اللّه أن يرزقني تمام العشرين.
قال: فهل زرت قبر الحسين عليه السلام؟
قال: لا.
قال: لزيارته خير من عشرين حجّة 3446 .
و بالاسناد عن سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام و هو في مصلّاه، فجلست حتّى قضى صلاته فسمعته و هو يناجي ربّه فيقول: يا من خصّنا بالكرامة، و وعدنا الشفاعة، و حمّلنا الرسالة، و جعلنا ورثة الأنبياء، و ختم بنا الامم السالفة، و خصّنا بالوصيّة، و أعطانا علم ما مضى و ما بقي، و جعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، اغفر لي و لإخواني و زوّار قبر أبي عبد اللّه عليه السلام الّذين أنفقوا أموالهم و أشخصوا أبدانهم رغبة في برّنا، و رجاء لما
عندك في صلتنا، و سرورا أدخلوه على نبيّك محمد صلّى اللّه عليه و آله، و إجابة منهم لأمرنا، و غيظا أدخلوه على عدوّنا، أرادوا بذلك رضوانك، فكافهم عنّا بالرضوان، و اكلأهم بالليل و النهار، و اخلف على أهاليهم و أولادهم الّذين خلفوا بأحسن الخلف، و أصحبهم و اكفهم شرّ كلّ جبّار عنيد، و كلّ ضعيف من خلقك و شديد، و شرّ شياطين الجنّ و الإنس، و أعطهم أفضل ما أمّلوا منك من 3447 غربتهم عن أوطانهم، و ما آثرونا على أبنائهم و أهاليهم و قراباتهم.
اللّهمّ إنّ أعداءنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن النهوض و الشخوص إلينا خلافا منهم على من خالفنا.
اللّهمّ فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس، و ارحم تلك الخدود الّتي تقلّبت على قبر أبي عبد اللّه عليه السلام، و ارحم تلك الأعين الّتي جرت دموعها رحمة لنا، و ارحم تلك القلوب الّتي جزعت و احترقت لنا، و ارحم تلك الصرخة الّتي كانت لنا.
اللّهمّ إنّي أستودعك تلك الأنفس و تلك الأبدان حتّى ترويهم من الحوض يوم العطش.