کتابخانه روایات شیعه
تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)
إدريس، عن محمد بن أحمد، [عن محمد] 3441 بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، [عن الخيبري،] 3442 عن موسى بن القاسم الحضرمي، قال: ورد أبو عبد اللّه الصادق عليه السلام في أوّل ولاية أبي جعفر فنزل النجف، ثمّ قال:
يا موسى، اذهب إلى الطريق الأعظم فقف على الطريق و انظر فإنّه سيجيئك رجل من ناحية القادسيّة، فإذا دنا منك فقل: هنا رجل من ولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يدعوك، فإنّه سيجيء معك.
قال: فذهبت حتّى قمت على الطريق و الحرّ شديد، فلم أزل قائما حتّى كدت أعصي و أنصرف و أدعه، إذ نظرت إلى شيء مقبل شبه رجل على بعير.
قال: فلم أزل أنظر إليه حتّى دنا منّي، فقلت: يا هذا، هنا رجل من ولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يدعوك، و قد وصفك لي.
فقال: اذهب بنا إليه.
قال: فجاء حتّى أناخ بعيره ناحية قريبا من الخيمة، قال: فدعا به، فدخل الأعرابيّ إليه، و دنوت أنا فصرت على باب الخيمة أسمع الكلام و لا أراهما، فقال له أبو عبد اللّه عليه السلام: من أين أقبلت؟
قال: من أقصى اليمن.
قال: أنت من موضع كذا و كذا؟
قال: نعم.
قال: فيم جئت إلى هاهنا؟
قال: جئت زائرا للحسين عليه السلام.
فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: فجئت من غير حاجة ليس إلّا للزيارة؟
قال: نعم، جئت من غير حاجة إلّا أن اصلّي عنده و أزوره و اسلّم عليه و أرجع إلى أهلي.
قال له أبو عبد اللّه عليه السلام: و ما ترون من زيارته؟
قال: إنّا نرى في زيارته البركة في أنفسنا و أهالينا و أولادنا و أموالنا و معايشنا و قضاء حوائجنا.
قال: فقال له أبو عبد اللّه عليه السلام: أ فلا أزيدك من فضله [فضلا] 3443 ، يا أخا اليمن؟
قال: زدني، يا ابن رسول اللّه.
قال: إنّ زيارة أبي عبد اللّه عليه السلام تعدل حجّة مبرورة مقبولة زاكية مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فتعجّب الرجل من ذلك، فقال: إي و اللّه و حجّتين مبرورتين مقبولتين زاكيتين مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فتعجّب، فلم يزل أبو عبد اللّه عليه السلام يزيده حتّى قال: ثلاثين حجّة مبرورة متقبّلة زاكية مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله 3444 .
و بالاسناد قال: [أبي رحمه اللّه، قال:] 3445 حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبد الملك، قال: كنت مع أبي عبد اللّه عليه السلام فمرّ بنا قوم على حمير،
فقال: أين يريدون هؤلاء؟
فقلت: قبور الشهداء.
قال: فما يمنعهم من زيارة قبر الغريب؟
فقال له رجل من أهل العراق: زيارته واجبة؟
قال: نعم، زيارته واجبة، ثمّ قال: زيارته خير من حجّة و عمرة، و عمرة و حجّة، حتّى عدّ عشرين حجّة و عمرة، ثمّ قال: مبرورات متقبّلات.
قال: فو اللّه ما قمت حتّى أتاه رجل فقال: إنّي قد حججت تسع عشرة حجّة فادع اللّه أن يرزقني تمام العشرين.
قال: فهل زرت قبر الحسين عليه السلام؟
قال: لا.
قال: لزيارته خير من عشرين حجّة 3446 .
و بالاسناد عن سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام و هو في مصلّاه، فجلست حتّى قضى صلاته فسمعته و هو يناجي ربّه فيقول: يا من خصّنا بالكرامة، و وعدنا الشفاعة، و حمّلنا الرسالة، و جعلنا ورثة الأنبياء، و ختم بنا الامم السالفة، و خصّنا بالوصيّة، و أعطانا علم ما مضى و ما بقي، و جعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، اغفر لي و لإخواني و زوّار قبر أبي عبد اللّه عليه السلام الّذين أنفقوا أموالهم و أشخصوا أبدانهم رغبة في برّنا، و رجاء لما
عندك في صلتنا، و سرورا أدخلوه على نبيّك محمد صلّى اللّه عليه و آله، و إجابة منهم لأمرنا، و غيظا أدخلوه على عدوّنا، أرادوا بذلك رضوانك، فكافهم عنّا بالرضوان، و اكلأهم بالليل و النهار، و اخلف على أهاليهم و أولادهم الّذين خلفوا بأحسن الخلف، و أصحبهم و اكفهم شرّ كلّ جبّار عنيد، و كلّ ضعيف من خلقك و شديد، و شرّ شياطين الجنّ و الإنس، و أعطهم أفضل ما أمّلوا منك من 3447 غربتهم عن أوطانهم، و ما آثرونا على أبنائهم و أهاليهم و قراباتهم.
اللّهمّ إنّ أعداءنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن النهوض و الشخوص إلينا خلافا منهم على من خالفنا.
اللّهمّ فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس، و ارحم تلك الخدود الّتي تقلّبت على قبر أبي عبد اللّه عليه السلام، و ارحم تلك الأعين الّتي جرت دموعها رحمة لنا، و ارحم تلك القلوب الّتي جزعت و احترقت لنا، و ارحم تلك الصرخة الّتي كانت لنا.
اللّهمّ إنّي أستودعك تلك الأنفس و تلك الأبدان حتّى ترويهم من الحوض يوم العطش.
قال: فما زال صلوات اللّه عليه يدعو بهذا الدعاء و هو ساجد، فلمّا انصرف قلت: جعلت فداك لو أنّ الدعاء الّذي سمعته منك كان لمن لا يعرف اللّه لظننت أنّ النار لا تطعم منه شيئا أبدا، و اللّه لقد تمنّيت أنّي كنت زرته و لم أحجّ، فقال: ما أقربك من ذلك؟! فما الّذي يمنعك من زيارته يا معاوية؟ و لم
تدع ذلك؟
قلت: جعلت فداك، لم أدر أنّ الأمر يبلغ هذا كلّه.
فقال: يا معاوية، من يدعو لزوّاره في السماء أكثر ممّن يدعو لهم في الأرض، لا تدعه لخوف من أحد، فمن تركه لخوف رأى من الحسرة ما يتمنّى أنّ قبره كان عنده 3448 ، أ ما تحبّ أن ترى 3449 شخصك و سوادك ممّن يدعو له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؟ أ ما تحبّ أن تكون غدا فيمن رؤي 3450 و ليس عليه ذنب فيتبع به؟ أ ما تحبّ أن تكون غدا فيمن تصافحه الملائكة؟ أ ما تحبّ أن تكون غدا فيمن يصافح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؟ 3451
و بالاسناد عن الحسن بن محبوب، عن داود الرقّي، قال: سمعنا 3452 أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: ما خلق اللّه خلقا أكثر من الملائكة، و إنّه لينزل من السماء في كلّ مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت ليلتهم حتّى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فسلّموا عليه، ثمّ يأتون قبر أمير المؤمنين عليه السلام فيسلّمون عليه، ثمّ يأتون قبر الحسين عليه السلام فيسلّمون عليه، ثمّ يعرجون 3453 إلى السماء قبل أن تطلع الشمس، ثمّ تنزل
ملائكة النهار سبعون ألف ملك فيطوفون بالبيت الحرام نهارهم حتّى إذا غابت الشمس 3454 انصرفوا إلى قبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فيسلّمون عليه، ثمّ يأتون قبر أمير المؤمنين عليه السلام فيسلّمون عليه، ثمّ يأتون قبر الحسين عليه السلام فيسلّمون [عليه] 3455 ، ثمّ يعرجون إلى السماء قبل أن تغيب الشمس 3456 .
و بالاسناد: [أبي رحمه اللّه] 3457 ، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمد ابن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن حنّان بن سدير، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: زوروه- يعني [قبر] 3458 الحسين عليه السلام- و لا تجفوه، فإنّه سيّد [الشهداء و سيّد] 3459 شباب أهل الجنّة. 3460
فصل في ذكر فضل كربلاء
بالاسناد عن محمد بن جعفر القرشي 3461 الرزّار، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطّاب [عن أبي سعيد، عن بعض رجاله، عن أبي الجارود] 3462 ، قال: