کتابخانه روایات شیعه
تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)
له تمهيدا فصدف عن طريق رسولك، و فتحت عليه أبواب كلّ شيء بما اوتي، و تقوّى على ضعفنا ثقة بما اعطي، فجعله الشيطان عبدا له من دونك، و زيّن له سوء عمله فعدل عن دينك، و أرخى له عنان فجوره فجرى في ميدان كفره، و حمله على مطايا غروره فتاه في بيداء كبره، فهو عجز البغي و صدره، و يد الغيّ و نحره، فصلّ على محمد و آل محمد، و اقطع دابره، و اقمع سائره، و اخسف بدره، و اخفض قدره، و اهدم بنيانه، و هدّ أركانه، و اجعله عبرة لمن اعتبر، و تذكرة لمن يتذكّر.
اللّهمّ إنّا قد ألجأتنا ظلمة إلى الاستضاءة بعدلك، و ساقنا سوط بغيه إلى الاعتصام بحبلك، و أجاءنا طوفان عدوانه إلى هضبة إنصافك، و فررنا من صولة سطوته إلى عزّة أكنافك، فلا تغلق دوننا أبواب رجائك، و لا تمدّ منّا الأيدي إلى سواك.
اللّهمّ إنّا قد استظللنا من هواجر ظلمه بأروقة منعك، و اعتصمنا من عواصف هضمه بمعاقد دفعك، فصلّ على محمد و آل محمد، و أر كل رياحه، و أطف مصباحه، و اشغله بنفسه، و غيّبه في رمسه، و اجعل دائرة السوء عليه دائرة، و كواكب النحوس في افق مطالعه سائرة، و شمس دولته بأيدي الطوارق مكوّرة، و قضيّة وجوده بأداة المهالك مسورة، و العكوس إلى قضايا حكمه موجّهة، و النحوس بذكر معايبه مفوّهة، و خبث عقيدته لقبح سريرته بين الناس مشهورة، و صحائف ذنوبه برذائل عيوبه على مرّ الزمان منشورة، حتّى تكون لعنة اللاعنين كالقلادة في جيده، و ذمّ الذامّين كالعلاوة من فوق حبل وريده.
اللّهمّ أيّم عياله، و أيتم أطفاله، و كدّر زلاله، و خيّب آماله، و اقمع هامته،
و استأصل شأفته 3502 .
اللّهمّ إنّك حمدت نفسك على هلاك الظالمين، و وعدت نصرك من انتصر بك من المظلومين، و لم تكن سبحانك لتحمد نفسك على ذلك إلّا لأنّه نعمة لا يحصى شكرها، و لا يستقصى ذكرها، فصلّ على محمد و آل محمد، و اقض نعمتك على عبادك بإنزال عقابك بساحته، و اكشف غمّة أنامك و بلادك بصبّ سوط عذابك على هامته.
اللّهمّ اشف صدورنا بمماته، و أذهب غيظ قلوبنا بوفاته، و لا تخرجنا من دار الفناء إلّا بأفئدة مسرورة بهلكه، و أنفس مطمئنّة من فتكه.
اللّهمّ إنّه قد اقتدى في غصبنا و تكذيب صدقنا بعدوّك الزنيم الأكبر، نجل صهّاك الدلام الأفجر، إذ اغتصب ابنة نبيّك تراثها، و حاز دونها ميراثها، و رفع عليها صوته، و قنعها سوطه.
اللّهمّ فكما استجبت دعاءها عليه و خيّبت ظنّه، و أتحت له من بقر بمديته بطنه، و نقلته إلى دار نكالك، و قرى و بالك، و أصليته نارك الحامية، و عجّلت بروحه إلى جحيمك الهاوية، و صببت على هامته مقامع الزبانية، و لعنته و شيعته الناصبة الغاوية، فصلّ على محمد و آل محمد، و أذقه ما أذقته
من عذاب الدنيا و الآخرة، بحقّ محمد و آل محمد العترة الطاهرة.
[قصيدة للمؤلّف رحمه اللّه]
عبد لعزّ جلال مجدك يخضع
بيد التذلّل باب جودك يقرع
لو لا زفير سعير لوعة وجده
ممّا عراه لأغرقته المدمع
ضاقت به الدنيا فلا تهمله يا
من جوده من كلّ شيء أوسع
إن تطرد العافي فمن ذا يرتجى؟
أو تمنح الراجي فمن ذا يمنع؟
أشكو إليك ظلامة من ظالم
للبغي منه لدى الخلائق منبع
أضمى الحشا منّي بأسهم ظلمه
و أحلّ بي ما لم أكن أتوقّع
فمن الّذي أرجوه بعدك ناصرا؟
و من الّذي منه إليه أفزع؟
و من الّذي أدعوه في غسق الدجى
فيرى مقامي في الظلام و يسمع؟
و بمن ألوذ من الردى و بمن أعوذ
من العدى و بمجد من أتشفّع؟
و بمن أرجي ناصرا و لكسر قلبي
جابرا و بحقّ من أتضرّع؟
يا من على العرش استوى يا من
على الملك احتوى يا من يذلّ و يرفع
يا غافرا يا ساترا يا جابرا يا
كاسرا يا فاطرا يا مبدع
يا عالما يا دائما يا قائما
يا حاكما يا قاهرا لا يدفع
يا من عليه توكّلي و به عليه
توسّلي و بلطفه لي مطمع
خذ لي بحقّي من ظلوم لم يزل
قلبي بسهم عناده يتقطّع
كم ليلة من بغيه أمسيت ذا
كبد على حمر الغضا يتلوّع؟
و الفكر منّي حائر و الطرف ساه
ساهر و حشاي وجدا ينجع
من يحر وافر ظلمه و مد يده
ليلي طويل فجره لا يطلع
فظّ غليظ أحمق متجبّر
متكبّر نذل دعيّ ألكع
لانت أسافله فقلّ حياؤه
و غدت وقاحته عليه تشنع
يا أيّها المهدار و المنقار
و الختّار و الرجس اللئيم المبدع
بؤ خاسئا من كلّ فضل
عاريا و عليك من نسج الملامة أدرع
و على جبينك إن قبلت نضيحتي
بدل العمامة للأمة برقع
و عليك ألفا ألف ألفي لعنة
من ذي المعارج وصلها لا يقطع
ما فاه مظلوم بلعنة ظالم
متهجّد في ليله متضرّع 3503
المناجاة
اللّهمّ لك الحمد إذ جعلت قلوبنا مجالس عرفانك، و منحت نفوسنا نفائس رضوانك، و ألهمتنا شكر فضلك و امتنانك، و وفّقتنا له من عرفان عظيم شأنك، و أطلقت ألسنتنا بحسن الثناء على مجدك، و جبلت أفئدتنا بزلال صدق الوفاء لعهدك، و أفضت من شآبيب الايمان على قلوبنا ما ينقع غليلها، و أرسلت من سحائب الايقان على نفوسنا ما شفا غليلها، و فضّلتنا على كثير ممّن خلقت بالبيان الموضح، و شرّفتنا على الجمّ الغفير باللسان المفصح،
مروّق المجالس فيصحّ لفظنا، و يشوّق المجالس صحيح وعظنا، و يشنّف الأسماع بلآلئ نثرنا، و يضرب الأمثال 3504 ...
و قد تمّ الفراغ من تحقيق هذا السفر الثمين في الحادي عشر من شهر ذي القعدة سنة 1417 ه. ق، سائليه تعالى أن يوفّقنا لمرضاته، و يتقبّل عملنا هذا بأحسن قبوله، إنّه نعم المولى و نعم النصير.
فارس حسّون كريم قم المقدّسة
فهرس الموضوعات
الموضوع الصفحة المجلس الرابع: في خصائص الامام الثاني سبط المصطفى، و رابع أصحاب الكساء، ذي المآثر و المنن، مولانا و سيّدنا أبي محمد الحسن، و ذكر شيء من فضائله المختصّة به و المشتركة مع جدّه و أبيه و امّه و أخيه صلوات اللّه عليهم أجمعين 7
خطبة للمؤلّف رحمه اللّه 7
فصل فيما ورد في فضل السيّد الشكور، و الامام الصبور، سبط خير المرسلين، و رهط إمام المتّقين، و نجل سيّد الوصيّين، و نتيجة سيّدة نساء العالمين، رابع الخمسة الميامين، و ثالث الأولياء المنتجبين، الّذي جعله اللّه و أخاه أشرف خلقه أجمعين 9
في استجابة دعائه و هيبته عليه السلام 11
أنّه كان عليه السلام يسمع الوحي فيحفظه، و إخباره عليه السلام بمقتله على يد زوجته 12
قيل للحسن عليه السلام: إنّ فيك عظمة، قال: لا، العظمة للّه 14
في قضائه عليه السلام، و خطبة له عليه السلام 15
في خشيته من ربّه، و حجّه و صدقته عليه السلام 17