کتابخانه روایات شیعه
فقال لها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام: يا حنفية أ لم تحمل بك أمك في زمان قحط؟ و كانت أمك تقول إنك حمل مشئوم في زمان غير مبارك؟ فلما كان بعد تسعة أشهر رأت في منامها كأنها وضعتك، و أنها تقول: إنك حمل مشئوم في زمان غير مبارك و كأنك تقولين: يا أمي لا تتطيري بي فإني حمل مبارك أنشأ نشوءا صالحا، و يملكني سيد و أرزق منه ولدا يكون للحنفية عزا فقالت: صدقت، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: إنه كذلك و به أخبرني ابن عمي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ثم ذكر أنه أخبرها بأشياء أخر فصدقته و ملكها 1004 .
136- قال: و روي أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: تفوح رائحة الجنة من قرن وا شوقاه إلى أويس القرني، ألا و من لقيه فليقرئه مني السلام؛ إلى أن قال: يؤمن بي و لا يراني و يقتل بين يدي خليفتي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام بصفين.
137- و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال في حديث: يا أم سلمة إن عليا قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين من بعدي 1005 .
138- قال: و عن القاضي محمد بن علي المغازلي يرفعه إلى حارثة بن زيد عن عمر بن الخطاب أنه دخل على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأحب الخلوة به، و كان عنده علي و الفضل بن العباس [قال] فجلست حتى نهض الفضل، فتبين لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما أردت فقال: يا عمر جئت لتسألني إلى من يصير هذا الأمر بعدي؟ قال: فقلت صدقت يا رسول اللّه، فذكر النص على علي عليه السّلام ثم قال إذا نكث الناكثون و قسط القاسطون و مرق المارقون قام هذا مقامي حتى يفتح اللّه و هو خير الفاتحين 1006 .
139- و بالإسناد يرفعه عن زين العابدين عليه السّلام قال: كان الحسين عليه السّلام عند جده رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو جالس بين أصحابه، فقال: يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة يسأل عما يعنيه؛ فنظر الناس إلى الباب و إذا قد خرج رجل طويل، ثم ذكر أنه سأل عن قوله تعالى: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً 1007 إلى أن قال: و سألت عن الرجل فقال: هو الخضر عليه السّلام 1008 .
140- و عن أنس قال: بينما نحن عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذ قال: يدخل
عليكم من هذا الباب رجل هو سيد الوصيين إلى أن قال: فدخل فإذا هو علي بن أبي طالب 1009 .
141- و عن علي بن أبي طالب عليه السّلام أنه قال: قدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حبر من أحبار اليهود، فقال: يا محمد قد أرسلوني إليك قومي و قالوا: قد عهد إلينا نبينا موسى بن عمران فقال: إذا بعث بعدي نبي اسمه محمد و هو عربي فامضوا إليه و اسألوه أن يخرج إليكم من جبل سبع نوق، حمر الوبر سود الحدق، فإذا خرج إليكم فسلموا عليه و آمنوا به، و اتبعوا النور الذي أنزل معه، هو سيد الأنبياء و وصيه سيد الأوصياء، فهو منه بمنزلة هارون مني، فقال: اللّه أكبر قم بنا يا أخا اليهود، فخرج صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و المسلمون حوله إلى ظاهر المدينة و جاء إلى جبل، و بسط البردة و صلى ركعتين و تكلم بكلام خفي، و إذا الجبل يصر صريرا عظيما، فانشق و سمع الناس حنين النوق؛ فقال اليهودي أشهد أن لا إله إلا اللّه و أشهد أنك محمد رسول اللّه (الحديث) 1010 .
142- و عن سليم بن قيس عن ابن عباس في حديث أنه دخل على علي عليه السّلام بذي قار فأخرج له صحيفة و قال: يا ابن عباس هذه صحيفة أملاها علي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و خطي بيدي، قال: فأخرج إليّ الصحيفة فقلت: يا أمير المؤمنين اقرأها، فقرأها و إذا فيها كل شيء منذ قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى قتل الحسين عليه السّلام، و من يقتله و من ينصره و من يستشهد معه، و كان فيما قرأه كيف يصنع به، و كيف تستشهد فاطمة، و كيف يستشهد الحسن و كيف تغدر به الأمة، ثم أدرج الصحيفة و قد بقي ما يكون 1011 إلى يوم القيامة و كان فيما قرأ منها أمر أبي بكر و عمر و عثمان؛ و كم يملك كل إنسان منهم، و كيف بويع علي و وقعة الجمل، و مسير عائشة و طلحة و الزبير، و وقعة صفين و من يقتل بها، و وقعة النهروان و أمر الحكمين، و ملك معاوية و من يقتل من الشيعة، و ما يصنع الناس بالحسن و أمر يزيد بن معاوية حتى انتهى إلى قتل الحسين عليه السّلام؛ فلما أدرج الصحيفة قلت: يا أمير المؤمنين لو كنت قرأت عليّ بقية الصحيفة؟ قال: لا و لكني محدثك ما يمنعني منها، ما يلقى
أهل بيتك و ولدك من أمر فظيع من قتلهم لنا و عداوتهم، و سوء ملكهم و شؤم قدرتهم، فأكره أن تسمعه فتغتم، و يحزنك إلى أن قال [ثم قال]: يا ابن عباس إن ملك بني أمية إذا زال أول من يملك من بني هاشم ولدك فيفعلون الأفاعيل، فقال ابن عباس: لأن يكون نسخني ذلك الكتاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس 1012 .
143- و عن سلمان و المقداد و أبي ذر عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال لعلي عليه السّلام في حديث فاخر أهل الشرق و الغرب أنت أكرمهم إلى أن قال: و أحبهم إلى اللّه و أحبهم إليّ، و ستبقى بعدي ثلاثين سنة تعبد اللّه، و تصبر على ظلم قريش، ثم تجاهد في سبيل اللّه إذا وجدت أعوانا، ثم تقتل شهيدا تخضب لحيتك من دم رأسك 1013 .
144- و عن جابر عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال: خرجت أنا و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى صحراء المدينة، فلما صرنا في الحدائق بين النخل صاحت نخلة بنخلة: هذا النبي المصطفى، و هذا الوصي المرتضى، ثم صاحت ثالثة برابعة: هذا موسى، و هذا هارون، ثم صاحت خامسة بسادسة: هذا خاتم النبيين، و هذا خاتم الوصيين (الحديث) 1014 .
145- و عن زيد بن علي عن أبيه عن جده في حديث قال: جاءت امرأة متنقبة إلى أمير المؤمنين عليه السّلام و هو على المنبر و قد قتل أباها و أخاها فقالت: يا قاتل الأحبة و مفرق الجموع، فقال عليه السّلام: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ستأتيك امرأة و أنت تخطب على منبر البصرة فتقول لك كذا و كذا؛ فاعلم أنها بذية منكرة لا تحيض كما تحيض النساء، لها شيء مدلى ظاهر [ففتّشوها] 1015 فالنبي لا يكذب فأخذها عمرو بن الحارث فأدخلها داره و أمر زوجته و نساء أخر ففتشنها فإذا على وركها شيء مدلى 1016 .
146- و عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن رجلين أتياه فقالا: إن كلب فلان الذمي عقرنا، فقام و دخل عليه و قال: إن كلبك عقور فأخرجه إلينا لنقتله، فبادر الرجل إلى كلبه فأخرجه إليه، فلما نظر الكلب إليه قال له بلسان فصيح: [لا إله إلا]
[اللّه محمد رسول اللّه علي ولي اللّه و قال] 1017 : السلام عليك يا رسول اللّه ما الذي جاء بك؟ و لأي شيء تقتلني؟ قال: لأنك خرقت ثياب فلان و فلان قال: يا رسول اللّه إن القوم الذين ذكرتهم كانوا منافقين نواصب يبغضون ابن عمك علي بن أبي طالب عليه السّلام (الحديث).
و فيه كلام آخر للكلب، و فيه أن صاحبه أسلم و أسلم جميع من كان في داره 1018 .
147- و عن أبي جعدة عن أنس عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث: أنه أهدي إليه بساط شعر، فأمر جماعة من أصحابه فيهم علي عليه السّلام أن يجلسوا عليه و أخبرهم أن الريح تحملهم، فحملتهم الريح و ساروا حتى أتوا أصحاب الكهف و رأوا عجائب كثيرة؛ ثم رجعوا فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا أنس تحدثني أم أحدثك؟ قلت: من فيك أحلى يا رسول اللّه، فابتدأ بالحديث من أوله إلى آخره كأنه كان معنا 1019 .
الفصل العاشر
148- و روى الصدوق بن بابويه أيضا في كتاب الأمالي قال: حدثنا محمد بن عمر الحافظ عن محمد بن أحمد بن ثابت عن محمد بن حسن الخزاعي عن حسن ابن الحسين العرني عن عمرو بن ثابت عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى عن ابن عباس عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث قال: إن اللّه أوحى إليّ أني مقبوض و أن ابن عمي عليا مقتول 1020 .
149- و قال: حدثنا أبي عن محمد بن معقل عن جعفر الوراق عن محمد بن الحسن الأشج عن يحيى بن زيد بن علي عن أبيه عن علي بن الحسين عليه السّلام قال:
خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ذات يوم فصلى الفجر، ثم قال: معاشر الناس أيكم ينهض إلى ثلاثة نفر قد آلوا باللات و العزى ليقتلوني و قد كذبوا و رب الكعبة؟ قال: فأفحم الناس و ما تلكم أحد، فقال: ما أحسب علي بن أبي طالب فيكم؟ فقال عامر بن قتادة: إنه وعك في هذه الليلة فلم يخرج يصلي معك فتأذن أن أخبره؟ فقال: شأنك! فمضى إليه فأخبره فخرج أمير المؤمنين عليه السّلام كأنما نشط من عقال، ثم ذكر أنه خرج إليهم و غاب ثلاثة أيام، ثم أقبل و معه أسيران و رأس إلى أن قال: قدم إليّ أحد الرجلين ثم أمره بالإسلام فأبى، فقال: يا علي أخره و اضرب عنقه ففعل، ثم قدم
الآخر فأمره بالإسلام فأبى فأمر بقتله، ثم هبط جبرئيل و قال: ربك يقرئك السلام و هو يقول: لا تقتله فإنه حسن الخلق سخي في قومه، فقال: يا علي فإن هذا رسول ربي يخبرني أنه حسن الخلق سخي في قومه؛ ثم ذكر أنه أسلم و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة 1021 . و رواه في الخصال بهذا السند مثله.
150- و قال: حدثنا علي بن أحمد بن موسى عن محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسن بن علي ابن أبي حمزة عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه بكى و قد أقبل الحسن و الحسين و فاطمة و علي عليهم السّلام و قال: إني و إياهم أكرم الخلق على اللّه عز و جل، و ما في الأرض نسمة أحب إليّ منهم، أما علي بن أبي طالب فإنه أخي و شقيقي، و إني بكيت حين أقبل لأني ذكرت غدر الأمة به حتى إنه ليزال عن مقعدي و قد جعله اللّه له بعدي ثم لا يزال الأمر به حتى يضرب على قرنه ضربة تخضب منها لحيته في أفضل الشهور: شهر رمضان، و أما فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين و إني بكيت لما يصيبها بعدي كأني بها و قد دخل الذل بيتها، و انتهكت حرمتها و غصب حقها، و منعت إرثها و كسر جنبها و أسقط جنينها و هي تنادي يا محمداه فلا تجاب، و تستغيث فلا تغاث، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية ثم يبتدئ بها الوجع فتمرض فيلحقها اللّه بي فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي، و أما الحسن فإنه ابني و ولدي و مني و قرة عيني، و إني لما نظرت إليه تذكرت ما يجري عليه من الذل بعدي فلا يزال الأمر به حتى يقتل بالسم ظلما و عدوانا، و أما الحسين فإنه مني و هو ابني و إني لما رأيته تذكرت ما يصنع به بعدي، كأني به و قد استجار بحرمي و قبري فلا يجار، فأضمه في منامه إلى صدري و آمره بالرحلة من دار هجرتي و أبشره بالشهادة فينصرف إلى أرض مقتله و موضع مصرعه أرض كرب و بلاء، تنصره عصابة من المسلمين كأني به و قد رمي بسهم فخر عن فرسه صريعا، ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوما؛ و الحديث أيضا طويل أخذنا منه مواضع الحاجة 1022 .
151- و قال: حدثنا الحسين بن محمد بن ادريس عن أبيه عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن الحسين بن زياد عن زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال علي عليه السّلام لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يا رسول اللّه إنك
لتحب عقيلا؟ فقال: أي و اللّه إني لأحبه حبين: حبا له و حبا لحب أبي طالب له، و إن ولده مقتول في محبة ولدك؛ فتدمع عليه عيون المؤمنين، و تصلي عليه الملائكة المقربون ثم بكى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتى جرت دموعه على صدره، ثم قال: إلى اللّه أشكو ما تلقى عترتي من بعدي 1023 .
152- و قال: حدثنا محمد بن الحسن عن أحمد بن ادريس و محمد بن يحيى جميعا عن محمد بن أحمد بن يحيى عن أبي عبد اللّه الرازي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن سيف بن عميرة عن محمد بن عقبة عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال: بينما أنا و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذ التفت إلينا فبكى، فقلت ما يبكيك يا رسول اللّه؟ قال: أبكي من ضربتك على القرن، و لطم فاطمة خدها، و طعنة الحسن في الفخذ و السم الذي يسقى، و قتل الحسين [قال] فبكى أهل البيت عليهم السّلام جميعا (الحديث) 1024
. 153- و قال: حدثنا أحمد بن الحسين بن عبدويه عن الحسن بن علي السكري عن محمد بن زكريا الجوهري عن العباس بن بكار عن الحسن بن يزيد عن عمر بن علي بن الحسين عن فاطمة بنت الحسين عن أسماء بنت أبي بكر عن صفية بنت عبد المطلب عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث أنه بكى لما ولد الحسين عليه السّلام؛ و قال لعن اللّه قوما هم قاتلوك يا بني قالها ثلاثا، قالت: فقلت فداك أبي و أمي و من يقتله؟ قال:
تقتله الفئة الباغية من بني أمية لعنهم اللّه 1025 .
154- و قال: حدثنا أبي رحمه اللّه عن حبيب بن الحسن التغلبي عن عباد بن يعقوب عن عمرو بن ثابت عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام في حديث أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لأم سلمة و في يده شيء يقلبه و عنده الحسين: هذا جبرئيل يخبرني عن اللّه: أن هذا مقتول، و هذه التربة التي يقتل عليها، فضعيه عندك فإذا صار دما فقد قتل حبيبي 1026 .
155- و قال: حدثنا أبي عن سعد عن علي بن حماد البغدادي عن بشر بن غياث المريسي عن يعقوب بن ابراهيم عن أبي حنيفة عن عبد الرحمن السلماني عن حبش بن المعتمر عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال: دعاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى
اليمن لأصلح بينهم فقلت يا رسول اللّه إنهم قوم كثير و لهم سن و أنا شاب حدث، فقال: يا علي إذا صرت بأعلى عقبة أفيق فناد بأعلى صوتك: يا شجر يا مدر يا ثرى [محمد] رسول اللّه يقرئكم السلام، قال: فذهبت فلما صرت بأعلى العقبة أشرفت على أهل اليمن، فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي، مشرعون رماحهم، مسنون أسنتهم متنكبون قسيّهم شاهرون سلاحهم فناديت بأعلى صوتي: يا شجر يا مدر يا ثرى محمد رسول اللّه يقرئكم السلام، فاضطربت قوائم القوم و ارتعدت ركبهم، و وقع السلاح من أيديهم و أقبلوا إليّ مسرعين، فأصلحت بينهم و انصرفت 1027 .
156- و قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السّلام قال: إن اليهود أتت امرأة يقال لها: عبدة، فقالوا لها: يا عبدة قد علمت أن محمدا قد هد ركن بني إسرائيل و هدم اليهودية و قد غالى الملأ من بني إسرائيل بهذا السمّ و هم جاعلون لك جعلا على أن تسمّيه في هذه الشاة، فعمدت عبدة إلى الشاة و شوتها، ثم جمعت الرؤساء في بيتها و أتت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقالت: يا محمد قد علمت ما يوجب لي و قد حضرني رؤساء اليهود، فزرني بأصحابك؛ فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و معه علي و أبو دجانة و سهل بن حنيف و جماعة من المهاجرين، فلما دخلوا و أخرجت الشاة سدت اليهود آنافها بالصوف و قاموا على أرجلهم و توكئوا على عصيهم فقال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اقعدوا فقالوا: إنا إذا زارنا نبي لم يقعد منا أحد، و كرهنا أن يصل إليه من أنفاسنا ما يتأذى به، و كذبت اليهود عليها لعنة اللّه، إنما فعلت ذلك مخافة سورة السم و دخانه، فلما وضعت الشاة بين يديه تكلم كتفها فقال: يا محمد لا تأكلني فإني مسمومة، ثم ذكر أن جبرئيل هبط عليه فعلمه كلاما يقول فقاله و أمر أصحابه فتكلموا [به] ثم قال: كلوا ثم أمرهم أن يحتجموا 1028 .
أقول: حمله بعض علمائنا على كون الأكل وقع قبل تحريم ذبائح اليهود و بعضهم على علمه عليه السّلام بكون الذابح مسلما.