کتابخانه روایات شیعه
494- قال: و روى عكرمة عن شيبة قال: لما رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوم حنين ذكرت أبي و عمي و قتل علي و حمزة لهما، فقلت: اليوم أدرك ثأري من محمد إلى أن قال: ثم جئته من خلفه فلم يبق إلا أن أسوره سورة بالسيف، إذ رفع لي شواظ من نار بيني و بينه كأنه برق، فخفت أن يمحشني فوضعت يدي على بصري و مشيت القهقرى، فالتفت إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قال: يا شبيب ادن مني؛ اللهم أذهب عنه الشيطان، قال: فرفعت إليه نظري و هو أحب إليّ من سمعي و بصري، فقال: يا شبيب قاتل الكفار 1305 .
495- قال: و قال سلمة بن الأكوع نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب، ثم استقبل به وجوههم و قال: شاهت الوجوه فما خلق اللّه منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة، فولوا مدبرين و اتبعهم المسلمون فقتلوهم، و غنّمهم اللّه نساءهم و ذراريهم و شياههم و أموالهم 1306 .
496- و روى حديث إسلام زيد الخيل و فيه أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: لن يسلم زيد من حمى المدينة أو من أم ملدم، فلما انتهى من بلد نجد إلى ماء يقال له قردة، فأصابته الحمى فمات بها 1307 .
497- قال: و روى الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى اليمن فقلت: يا رسول اللّه تبعثني و أنا شاب أقضي بينهم و لا أدري ما القضاء؟ قال: فضرب بيده على صدري و قال: اللهم اهد قلبه و ثبت لسانه، فوالذي نفسي بيده ما شككت في قضاء بين اثنين 1308 .
498- و في حديث طويل عن فاطمة عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه أخبرها أنها أول أهل بيته لحوقا به، و أنه لا تطول المدة بها بعده حتى تدركه 1309 .
499- قال: و عن أم سلمة قالت: وضعت يدي على صدر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوم مات، فمر بي جمع آكل و أتوضأ و لا يذهب ريح المسك من يدي 1310 .
500- قال الطبرسي: في ذكر أولاد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: و أما رقية بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فتزوجها عتبة بن أبي لهب، فطلقها قبل أن يدخل بها و لحقها منه أذى،
فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اللهم سلط على عتبة كلبا من كلابك، فتناوله الأسد من بين أصحابه 1311 .
501- قال: و خطب النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم امرأة من بني مرة فقال أبوها: إن بها برصا و لم يكن بها شيء فرجع فرأى فإذا هي برصاء 1312 .
502- و روى حديثا عن علي عليه السّلام يقول فيه بعد ما ذكر أن رجلا ورد عليه بذي قار فبايعه فقال له: ما اسمك؟ قال: أويس، قال أنت أويس القرني؟ قال:
نعم؛ قال: اللّه أكبر أخبرني حبيبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أني أدرك رجلا من أمته يقال له أويس القرني 1313 .
503- و روى حديث جمعه عليه السّلام بني عبد المطلب و هم أربعون رجلا و قد صنع لهم فخذ شاة مع مدّ من البر، و قد كان الرجل منهم يأكل الجذعة في مقام و يشرب الزق من الشراب، ثم أمر بتقديمه لهم فأكل الجماعة من ذلك اليسير حتى تملّوا منه، و لم يبيّن ما أكلوه و شربوه فيه 1314 .
504- قال: و روى نقلة الآثار أن ميثم التمار كان عند امرأة من بني أسد فاشتراه أمير المؤمنين عليه السّلام منها فأعتقه؛ فقال له: ما اسمك؟ قال: سالم، فقال: قد أخبرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن اسمك الذي سماك به أبوك في العجم ميثم، قال:
صدق اللّه و رسوله قد صدقت، قال: فارجع إلى اسمك الذي سماك به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ودع سالما؛ فرجع إلى ميثم و اكتنى بأبي سالم إلى أن قال: و حج في السنة التي قتل فيها، فدخل على أم سلمة فقالت له: من أنت؟ قال أنا ميثم قالت: و اللّه لربما سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوصي بك عليا عليه السّلام في جوف الليل (الحديث) 1315 .
505- قال: و روى عبد الرحمن بن أبي ليلى أن الناس قالوا له: قد أنكرنا من أمير المؤمنين عليه السّلام أنه يخرج في البرد في الثوبين الخفيفين، و في الصيف في الثوب الثقيل و المحشو إلى أن قال ما حاصله أنهم سألوا عليا عليه السّلام عن ذلك، فذكر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم دعا له يوم خيبر فقال: اللهم اكفه الحر و البرد؛ فما وجدت حرا بعد و لا بردا، قال: و في رواية أخرى: فنفث في عيني فما اشتكيتها بعد (6).
506- قال: و روى حبيب بن أبي ثابت عن الجعد عن سويد بن غفلة عن علي عليه السّلام في حديث قال: أما إني كنت مقرورا فلما بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى خيبر قلت له: إني أرمد فتفل في عيني و دعا لي، فما وجدت بردا بعد و لا رمدت عيناي 1316 .
507- قال: و روى الأوزاعي عن عبد اللّه بن شداد عن أم الحرث: أنها دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقالت: رأيت الليلة حلما منكرا؛ قال: و ما هو؟ قالت:
رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت، فوضعت في حجري فقال: خيرا رأيت! تلد فاطمة غلاما فيكون في حجرك، فولدت الحسين عليه السّلام إلى أن قالت:
فقال عليه السّلام: إن أمتي ستقتل ابني هذا؛ و روى عدة أخبار في الإخبار بقتله عليه السّلام 1317 .
508- و عن جابر بن عبد اللّه قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يوشك أن تبقي حتى تلقى ولدا لي من الحسين يقال له محمد، يبقر علم الدين بقرا، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام 1318 .
509- و عن ميمون القداح عن جابر عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ذكر حديثا يقول فيه:
لعلك تبقى حتى تلقى رجلا من ولدي اسمه محمد بن علي بن الحسين، يهب اللّه له النور و الحكمة فأقرئه مني السلام 1319 .
الفصل الثامن و العشرون
510- و روى الحسن بن الفضل بن الحسن الطبرسي في كتاب مكارم الأخلاق عن جابر بن عبد اللّه عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث أنه كان معه في بعض غزواته قال:
فأعيى ناضحي تحت الليل، فبرك فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: معك عصا؟ قلت:
نعم فضربه ثم بعثه ثم أناخه و وطىء على ذراعه؛ و قال: اركب فركبت فسايرته، فجعل جملي يسبقه، ثم ذكر أن أباه مات و عليه دين كثير إلى أن قال: فقال: لا عليك، إذا حضر جذاذ نخلكم فآذنّي، فآذنته فجاء فدعا لنا فاستوفى كل غريم كان يطلب تمرا وفاء و بقي لنا ما كنا نجذّ و أكثر، و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ارفعوا بغير
كيل فرفعنا و أكلنا منه زمانا. و روى جملة من إخباره عليه و آله السلام بالمغيبات المذكورة سابقا 1320 .
الفصل التاسع و العشرون
و روى الثقة الجليل سعيد بن هبة اللّه الراوندي في كتاب الخرائج و الجرائح جملة من المعجزات السابقة، مثل خوف أبي جهل منه لما أمره أن يعطي الأعرابي حقه، و مثل كلام الذئب و كلام الظبية له و إيمان الضب به، و كلام الناقة له لما اتهم صاحبها بسرقتها؛ و عبوره و عبور أصحابه على وجه الماء حتى جاوزه و لم تبتل حوافر دوابهم و إخبار العباس بالمال الذي أودعه عند زوجته و لم يطلع عليه غيرها، و محو اسمه من الرسالة و إخباره عليا بأنه يدعى إلى مثلها، و دعائه على من كذبه بأن يسلط اللّه عليه كلبا من كلابه فافترسه الأسد، و إخباره الذي أراد قتله فمنعه اللّه منه بجميع ما في نفسه، و إخباره بقتل زيد و غيره في بعض الغزوات يوم قتلوا و هو في المدينة، و إشباعه العسكر العظيم من زاد قليل و بقي الزاد كما كان لم ينقص، و إرسال سهم ينصب في واد قد نضب ماؤه فنبعت منه اثنتا عشرة عينا إلى غير ذلك.
و قال: عند ذكر معجزات النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من طريق العامة:
511- و منها: أن من كان بحضرته من المنافقين كانوا لا يكونون في شيء من ذكره إلا أطلعه اللّه عليه و بيّنه، فيخبرهم به حتى كان بعضهم يقول لصاحبه: اسكت فو اللّه لو لم يكن عنده إلا حجارة البطحاء لأخبرته، و لم يكن ذلك منه و لا منهم مرة و لا مرات يحصى عددها حتى يظن ظان أن ذلك بالظن و التخمين، كيف و هو يخبرهم بما قالوا على ما لفظوا؛ و يخبرهم عما في ضمائرهم، فكلما ضوعفت عليهم الآيات ازدادوا عمى لعنادهم 1321 .
512- و منها: أن سلمان أتاه فأخبره أنه قد كاتب مواليه على كذا و كذا و دية و هي صغار النخل كلها تعلق و كان العلوق أمرا غير مضمون عند العاملين على ما جرت به عادتهم لو لا ما علم من تأييد اللّه لنبيه، فأمر سلمان بضمان ذلك لهم فجمعها ثم قام عليه السّلام فغرسها بيده فما سقطت منها واحدة، و بقيت علما معجزا يستشفى بتمرها و ترجى بركاتها، و أعطاه تبرة من ذهب كبيضة الديك فقال: اذهب بها
و أوف أصحابك الديون؛ فقال متعجبا مستقلا لها: و أين تقع هذه مما عليّ؟ فأدارها على لسانه، ثم أعطاه إياها و قد كانت في هيئتها و رزانتها لا تفي بربع حقهم، فذهب بها فأوفى القوم منها حقوقهم، و رواه أيضا بلفظ آخر أبلغ من هذا 1322 .
513- و منها: أن جارية يقال لها زائدة، ثم ذكر حديثا لها مع النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تقول فيه: فمضيت فأخذت الحطب أحمله فثقل علي، فالتفت عليه السّلام و قال لي: ثقل عليك حطبك فقلت: نعم و كان في يده قضيب، فغمز الحطب ثم نظر فإذا صخرة تأتيه، فقال لها: أيتها الصخرة احملي الحطب معها، قالت: فخف عني و قري 1323 .
514- و منها: أن كسرى كتب إلى فيروز الديلمي و هو بقية أصحاب سيف بن ذي يزن: أن احمل إليّ هذا العبد الذي بدأ باسمه قبل اسمي، و اجترأ علي و دعاني إلى غير ديني، فأتاه فيروز فقال له: إن ربي أمرني أن آتيه بك فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إن ربك قتل البارحة فجاء الخبر أن ابنه و ثب عليه فقتله في تلك الليلة، فأسلم فيروز من وقته و من معه (الحديث) 1324 .
ثم قال عند ذكر معجزاته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من طريق الخاصة.
515- و منها: أن أبا عبد اللّه عليه السّلام قال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خرج في غزاة فلما انصرف راجعا نزل في بعض الطريق، فبينما هو يطعم و الناس معه إذ أتاه جبرئيل فقال له: قم فاركب فقام النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فركب و جبرئيل معه فطويت له الأرض كطيّ الثوب حتى انتهى إلى فدك، فلما سمع أهل فدك وقع الخيل ظنوا أن عدوهم قد جاءهم فغلقوا أبواب المدينة و دفعوا المفاتيح إلى عجوز لهم في بيت لهم خارج المدينة، و لحقوا برءوس الجبال، فأتى جبرئيل و أخذ المفاتيح و دخل المدينة و أدار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في بيوتها و قراها فقال جبرئيل: يا محمد هذا ما خصك اللّه به و أعطاك دون الناس، ثم غلق الباب و دفع المفاتيح إليه؛ ثم ركب و طويت له الأرض كطي الثوب، فأتاهم و هم على مجالسهم لم يتفرقوا (الحديث) و فيه أنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أعطاها فاطمة عوضا عن مهر أمها خديجة 1325 .
516- و منها: ما روي عن فاطمة بنت أسد و ذكر حديثا طويلا مضمونه أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لما كان صبيا صغيرا دخل بستانا و أشار إلى نخلة و قال: أيتها النخلة
إني جائع، قالت: فرأيت النخلة قد ألقت أغصانها التي عليها الرطب حتى أكل منها ما أراد، ثم ارتفعت إلى مواضعها 1326 .
517- و منها: أن جابرا روى سبب تزويج خديجة بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثم ذكر حديثا فيه أنه لما سافر إلى الشام ما مر بشجرة و لا مدرة إلا قالت السلام عليك يا رسول اللّه إلى أن قال: فنظرت خديجة إلى غمامة عالية على رأسه تسير بسيره، و رأت ملكين ملكا عن يمينه و ملكا عن يساره، و في يد كل واحد سيف مسلول يجيئان في الهواء معه 1327 .
518- و منها: أنه لما انصرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من خيبر راجعا إلى المدينة قال جابر: أشرفنا على واد عظيم قد امتلأ من الماء! فقاسوا عمقه برمح فلم يبلغ قعره؛ فنزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قال: اللهم أعطنا اليوم آية من آيات أنبيائك و رسلك؛ ثم ضرب الماء بقضيبه و استوى على راحلته و قال: سيروا خلفي على اسم اللّه فمضت راحلته على وجه الماء و اتبعه الناس على رواحلهم و دوابهم، فلم ترطب أخفافها و لا حوافرها 1328 .
519- و منها: أنه لما بعث سرية ذات السلاسل، ثم ذكر حديثا موضع الحاجة منه: أن اللّه أذل لهم السباع فصارت كالسنانير، و أخبر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بما كان منهم قبل رجوعهم، و بينه و بينهم خمسة مراحل 1329 .
520- و منها: أن جابرا قال: كان الحكم بن أبي العاص ممن يستهزىء من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بحضرته من مشيته و يسخر منه، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوما و الحكم خلفه يحرك كتفيه و يكسر يديه خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم استهزاء منه بمشيته؛ فأشار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بيده الشريفة و قال: هكذا فكن، فبقي الحكم على تلك الحال من تحريك أكتافه و تكسير يديه ثم نفاه عن المدينة و لعنه، و كان مطرودا إلى أيام عثمان فرده إلى المدينة و أكرمه 1330 .
521- و منها: أنه لما غزوا تبوك كان معه من المسلمين خمس و عشرون الفا سوى خدمه، فمرّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في مسيره بجبل يرشح الماء من أعلاه إلى أسفله من غير
سيلان، فقالوا: ما أعجب رشح هذا الجبل! فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنه يبكي، فقالوا:
و الجبل يبكي؟ فقال: أ تحبون أن تعلموا ذلك؟ قالوا: نعم، فقال: أيها الجبل مم بكاؤك؟ فأجابه الجبل و قد سمعه الجماعة بلسان فصيح: يا رسول اللّه مرّ بي المسيح بن مريم عليه السّلام و هو يتلو: نار وقودها الناس و الحجارة، فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أسكن من بكائك فلست منها، إنما تلك حجارة الكبريت؛ فجفّ الرشح من الجبل في الوقت حتى لم ير شيء من الرشح 1331 .
522- و عن أبي ذر قال: كنت أنا و عثمان نمشي و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم متّكئ في المسجد إلى أن قال: أما إنه سيبغضك و تبغضه و الظالم منكما في النار (الحديث) 1332 .
523- قال: و منها ما روي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: إن ثلاثة من البهائم نطقوا على عهد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم منها الجمل و كلامه شكوى أربابه و غير ذلك، و منها الذئب جاء إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فشكا إليه الجوع إلى أن قال: و أما البقرة فإنها آذنت بالنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقالت بلسان فصيح عربي: بأن لا إله إلا اللّه رب العالمين، محمد رسول اللّه سيد النبيين علي وصيه سيد الوصيين 1333 .
524- قال: و منها ما روي عن أبي ذر قال: دخلت على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال:
ما فعلت غنيماتك؟ فقلت: إن لها قصة عجيبة؛ بينا أنا في صلاتي إذ عدا الذئب على غنمي، فقلت في نفسي: لا أقطع الصلاة فأخذ حملا فذهب به و أنا أحس به، إذ أقبل على الذئب أسد فاستنقذ الحمل منه و رده إلى القطيع، ثم ناداني: يا أبا ذر أقبل على صلاتك فإن اللّه وكلني بغنمك، فلما فرغت قال لي الأسد: امض إلى محمد فأخبره أن اللّه أكرم صاحبك الحافظ لشريعتك، و وكل أسدا يحفظ غنمه! فتعجب من كان حول النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من ذلك 1334 .