کتابخانه روایات شیعه
و أبو رافع، و زين العابدين و الباقر، أنه لما عبر الفرات لم يفرغوا من العبور حتى غابت فلم يصلّ الجمهور، فتكلم الناس في ذلك، فسأل اللّه، فردت فصلّوا 5447 .
قال: و قد أنشد فيه ابن حماد و المفصح المصري، و كشاجم، و العوني و الرضي، و السرجي، و ابن الحجاج، و الصنوبري، و ابن رزيك، و ابن الرومي، و الجماني، و الإسكافي، و الأصفهاني 5448 .
430- قال: و روى محمّد بن مسلم عن الباقر عن جابر: أن الشمس كلمت عليا سبع مرات، الأول قالت يا أمير المؤمنين! اشفع لي إلى ربي ألا يعذبني، الثاني مرني أحرق مبغضيك، الثالث لما قال لها ببابل: ارجعي، فقالت: لبّيك، الرابع لما قال لها: هل تعرفين لي خطيئة؟ قالت: و عزة ربي لو خلق اللّه الخلق مثلك لم يخلق النار الخامس لما اختلفوا في الصلاة في عهد أبي بكر فخالفوا عليا، فقالت: الحق له و بيده و معه، سمعها قريش و من حضر، السادس لما جاءته بالسطل فتوضأ و قال: من أنت؟ قالت: الشمس المضيئة السابع لما دنت وفاته جاءته فسلمت عليه، و عهد إليها و عهدت إليه، و أنشأ في ذلك الناشي، و العوني، و ابن حماد، و المغربي و غيرهم.
431- قال: و جاء في الأحاديث الحسان، أن عليا مضى في ليلة إلى المدائن لتغسيل سلمان.
432- قال: و روى أن ابن هبيرة شكا إليه عليه السّلام شوقه إلى أولاده، فأغمض عينيه ثم فتحهما فإذا هو بداره في المدينة، و علا على السطح فجلس هنيئة ثم قال:
هلم ننصرف فأغمض عينيه ثم فتحهما فإذا هو في الكوفة فتعجب.
433- قال: و أخرج خطيب دمشق الشافعي في قتاله للخوارج لما قال له رجل: قد عبروا النهر هاربين، فقال: لا يعبرون و لا يبلغون قصر كسرى حتى يقتل اللّه مقاتلتهم على يدي، فلا يبقى منهم إلا أقل من عشرة، و لا يقتل من أصحابي إلا أقل من عشرة فكان كما قال 5449 .
434- قال: و أسند صاحب النخب إلى الكلبي إلى أبي صالح: إن الصحابة اجتمعت فقالت: الألف أكثر دخولا في الكلام فارتجل عليه السّلام خطبة المونقة، أولها
حمدت من عظمت منته، و سبغت نعمته، و سبقت رحمته غضبه، إلى آخرها لم يوجد فيها ألف، ثم ارتجل أخرى خالية من النقط 5450 .
435- قال: و أسند النيشابوري إلى ابن عباس قول النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي عليه السّلام بعد فتح مكة: يا علي قم فانظر إلى كرامتك على اللّه، و كلم الشمس، فقام و سلم عليها، فقالت و عليك السلام يا أخا رسول اللّه و وصيه، و حجته على خلقه 5451 .
436- قال: و روى ابن حنبل عن مشيخته: أنه انقلع باب خيبر، فحمله سبعون رجلا فكان جهدهم أن أعادوه 5452 .
437- قال: و أسند الحافظ أنه لما اقتلعه دحا به خلف ظهره، و لم يطق حمله أربعون رجلا قال: و قال البستي في كتاب الدرجات: كان وزن حلقته أربعون منّا فهزه حتى ظنوا زلزلة، ثم هزه أخرى فاقتلعه و دحا به أربعون ذراعا 5453 .
438- قال: و قال الطبري صاحب المسترشد حمله بشماله و هو أربعة أذرع في خمسة أشبار في أربعة أصابع، و كان صخرا صلدا، فأثرت إبهامه فيه، و حمله بغير مقبض، و قال ميثم كان من صخرة واحدة، [قال]: و قيل كان طول الباب ثمانية عشر و عرض الخندق عشرون، فوضع على طرف الخندق جانبها و ضبط الآخر بيده حتى عبر الجيش و هو ثمانية آلاف و سبعمائة رجل.
قال: و روى أن بعض الصحابة قال: ما عجبنا من قوته و حمله و رميه، بل من وضع إحدى يديه تحت طرفه! قال: و هذا كله خرق العادات لا يتفق إلا لنبي أو وصي و لما لم يكن نبيا اتفاقا، كان وصيا التزاما، و قد أنشدت الفضلاء و الشعراء مدائحهم مثل الوراق، و الناشي، و ابن حماد، و العوني، و ابن العلوية، و الحميري، و تاج الدين و ابن مكي 5454 .
439- قال: و روى أبو بصير عن الصادق عليه السّلام قال: أراد قوم بناء مسجد بساحل عدن، فكلما بنوه سقط، فسألوا أبا بكر، فخطب و سأل الناس فلم يجد عندهم شيئا فقال عليه السّلام: احفروا تجدوا قبرين مكتوب عليهما: أنا رضوى و أختي حبى، متنا لا نشرك باللّه، فغسلوهما، و [كفنوهما] و صلوا عليهما، و ادفنوهما، ثم ابنوا يقوم البناء، فوجدوا كما قال 5455 .
440- قال: و ذكر الشريف النسابة: إن غلاما طلب مال أبيه من عمر و ذكر أنه مات بالكوفة فطرده، فخرج يتظلم فأتي به إلى علي عليه السّلام فنبش قبر أبيه، و أخرج منه ضلعا له و أمره بشمه، ففعل فخرج الدم من أنفه، فقال عمر: و بهذا نسلم إليه المال؟ فقال: هو أحق به منك و من سائر الخلق، ثم أمر الحاضرين بشمه فلم ينبعث الدم، فأعاده إلى الغلام فانبعث الدم، فسلم إليه مال أبيه، و قال: و اللّه ما كذبت و لا كذبت 5456 .
441- قال: و روى أخطب خوارزم صياح نخل المدينة هذا محمّد سيد النبيين و هذا علي سيد الوصيين و روى نقلا من كتاب المراصد أن ذا الفقار كان يحدث عليا عليه السّلام و ذكر كلامه له 5457 .
442- و قال علي بن يونس في الاحتجاج على العامة: قد جاء في كتبكم قول علي عليه السّلام عند الامتناع عن البيعة لعمر: احلب حلبا لك شطره، اشدده له اليوم يردده عليك غدا 5458 .
443- قال: و قال للخثعمي: كأني بك و قد نفرت في هذه الفتنة، و كأني بحوافر خيلي و قد شدخت رأسك فكان كما قال، قال: و قال قبيصة: للّه در أبي الحسن ما حرك شفتيه بشيء قط إلا كان كما قال 5459 .
444- قال: و قد أخرج الطبري قول علي عليه السّلام لحذيفة: كيف أنت و قد ظلمت العيون العين؟ قال حذيفة لا أعلم تأويل كلامك، ثم فسّرها له، بأن العين علي و العيون عتيق، و عمر، و عثمان، و عبد الرحمن بن عوف، و عمرو بن العاص، و عبد الرحمن بن ملجم، و أول كل اسم عين 5460 .
الفصل الثالث و الخمسون
445- و روى أحمد بن حنبل من أعيان أصحاب المذاهب الأربعة الذين هم من أئمة أهل السنة، في كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام و هو رواية ولده عنه بإسناد ذكره: أن عليا عليه السّلام سأل رجلا عن حديث في الرحبة، فكذبه، فقال: إنك قد كذبتني فقال: ما كذبتك، قال: فأدعو اللّه عليك إن كنت قد كذبتني أن يعمي اللّه
بصرك، قال: فدعى اللّه أن يعميه فعمي 5461 .
446- و بإسناد ذكره قال: خرج علي إلى الفجر، فأقبلت الوز يصحن في وجهه، فطردوهن عنه، قال: دعوهن فإنهن نوائح فضربه ابن ملجم 5462 .
الفصل الرابع و الخمسون
447- و روى صاحب كتاب فتح المطالب في سيرة علي بن أبي طالب من علماء السنة بإسناد ذكره عن أبي سلمان المؤذن قال: قام علي ينشد الناس فقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقام اثنى عشر رجلا فشهدوا قال زيد بن أرقم: كنت أنا فيمن سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لعلي، فاستشهدني، فكتمته، فدعا علي فذهب بصري. و روى حديث رد الشمس له من طريقين إلا أنه ضعّف أحدهما 5463 .
448- و بإسناده عن أبي رافع مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: خرجنا مع علي عليه السّلام حين بعثه النبي برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله، فقاتلهم، فضربه يهودي فطرح ترسه من يده، فتناول علي بابا عند الحصن فتترس به عن نفسه، فلم يزل في يده و هو يقاتل حتى يفتح اللّه علينا، ثم ألقاه من يده، فلقد رأيتني في نفر معي سبعة أنا ثامنهم نجهد أن نقلب ذلك الباب فما استطعنا أن نقلبه 5464 .
449- و بإسناده عن جابر بن عبد اللّه ، أن عليا حمل الباب على ظهره يوم خيبر حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها، و أنهم جروه بعد فلم يحمله إلا أربعون رجلا 5465 .
450- و بإسناده عن عثمان بن المغيرة، قال: لما دخل شهر رمضان كان علي عليه السّلام يتعشى ليلة عند الحسن، و الحسين، و ابن عباس، و لا يزيد على ثلاث لقم، يقول يأتيني أمر اللّه و أنا خميص، إنما هي ليلة أو ليلتين، فأصيب من الليل 5466 .
451- و بإسناده عن الأصبغ قال: لما كان الليلة التي أصيب فيها عليّ أتاه ابن
النباح حين طلع الفجر يؤذنه بالصلاة و هو مضطجع متثاقل، فعاد إليه الثانية و هو كذلك ثم عاد إليه الثالثة فقام و هو يقول:
اشدد حيازيمك للموت
فإن الموت لاقيك
و لا تجزع من الموت
إذا حلّ بواديك
فلما بلغ الباب الصغير شد عليه ابن ملجم فضربه.
452- و بإسناده في حديث ابن ملجم لما ضرب عليا عليه السّلام أتي به إليه، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: شحذت سيفي أربعين يوما، ثم دعوت اللّه أن أقتل به شر خلقه، فقال علي: ما أراك إلا مقتولا به فقتل بذلك السيف 5467 .
الفصل الخامس و الخمسون
453- و روى الحسن بن محمّد المهلبي في كتاب الأنوار البدرية نقلا من كتاب ابن قتيبة أن أهل الكوفة بايعوا عليا عليه السّلام على التسليم، و شرط علي عليه السّلام عليهم كتاب اللّه و سنة نبيه، قال: فجاءه رجل من خثعم، فقال له علي عليه السّلام تبايع على كتاب اللّه و سنة نبيه قال: لا، و لكن على كتاب اللّه و سنة نبيه و سنة أبي بكر و عمر، فقال علي عليه السّلام ما أدخل سنة أبي بكر و عمر مع كتاب اللّه و سنة نبيه، فأبى الخثعمي، و أبى علي عليه السّلام إلا كتاب اللّه و سنة نبيه إلى أن قال: فقال علي عليه السّلام كأني بك و قد نفرت في هذه الفتنة، و كأني بحوافر خيلي قد شدخت وجهك! فلحق بالخوارج فقتل يوم النهروان قال: قال قبيصة: فرأيته يوم النهروان قتيلا قد وطئت الخيل وجهه و شدخت رأسه، و قد مثلت به، فذكرت قول علي عليه السّلام و قلت: للّه در أبي الحسن ما حرّك شفتيه بشيء قط إلا كان 5468 .
الفصل السادس و الخمسون
454- و روى علي بن الحسين المسعودي في كتاب مروج الذهب عن ابن عباس قال قدمت من مكة بعد مقتل عثمان بخمسة أيام، فجئت عليا أدخل عليه، فقيل لي: عنده المغيرة بن شعبة، فجلست بالباب ساعة فخرج المغيرة فسلم عليّ و قال: متى قدمت؟ قلت الساعة، و دخلت على عليّ و سلمت عليه، و قال: أين لقيت الزبير و طلحة؟ قلت بالنواصف، قال: و من معهما؟ قلت أبو سعيد الخدري في
فتية من قريش، فقال قريش! أما إنهم لن يدعوا أن يخرجوا يقولون نطلب بدم عثمان، و اللّه يعلم أنهم قتلة عثمان (الحديث) 5469 .
455- قال المسعودي: و دخل طلحة و الزبير مكة و قد كانا استأذنا عليا عليه السّلام في العمرة، فقال لهما: لعلكما تريدان البصرة أو الشام (الحديث) و فيه أنهما خرجا بعائشة إلى البصرة 5470 .
الفصل السابع و الخمسون
456- و روى الفخر الرازي من علماء أهل السنة في تفسيره الكبير الموسوم بمفاتيح الغيب قال: يروى أن واحدا من محبي علي بن أبي طالب عليه السّلام سرق و كان عبدا أسود فأتي به إلى علي عليه السّلام فقال: أ سرقت؟ قال: بلى، فقطع يده فانصرف من عند علي فلقيه سلمان الفارسي، و ابن الكواء، فقال ابن الكواء: من قطع يدك؟ قال: أمير المؤمنين و يعسوب المسلمين، و حبيب رب العالمين، و ختن الرسول، و زوج البتول، فقال: قطع يدك و تمدحه؟ فقال: و لم لا أمدحه و قد قطع يدي بحق، و خلصني من النار، فسمع ذلك سلمان فأخبر به عليا عليه السّلام فدعا الأسود و وضع يده على ساعده، و غطاه بمنديل و دعا بدعوات فسمعنا صوتا من السماء ارفع الرداء عن اليد، فرفعاه فإذا اليد قد برئت بإذن اللّه 5471 .
الفصل الثامن و الخمسون
457- و روى محمّد بن علي بن شهرآشوب في المناقب جملة كثيرة من المعجزات السابقة، و ذكر في خبر رد الشمس، قال: روى أبو بكر بن مردويه في المناقب، و أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره و أبو عبد اللّه بن منده في المعرفة، و أبو عبد اللّه النطنزي في الخصائص، و الخطيب في الأربعين، و أبو أحمد الجرجاني في تاريخ جرجان رد الشمس لعلي، قال: و لأبي بكر الوراق كتاب طرق من روى رد الشمس، و لأبي عبد اللّه الجعل مصنف في جواز رد الشمس، و لأبي القاسم الحسكاني مسألة في تصحيح رد الشمس، و ترغيم النواصب الشمس، و لأبي الحسن الشاذان كتاب بيان رد الشمس على أمير المؤمنين عليه السّلام، و ذكره أبو بكر الشيرازي في كتابه بإسناده، و ذكر أن الشمس ردت عليه مرارا، الذي رواه سلمان و يوم
البساط، و يوم الخندق، و يوم حنين و يوم خيبر، و يوم قرقيساء و يوم براثا، و يوم الغاضرية، و يوم النهروان و يوم بيعة الرضوان، و يوم صفين، و في النجف، و في بني مازن، و بوادي العقيق، و بعد أحد 5472 .
و روى الكليني في الكافي أنها رجعت بمسجد الفضيخ بالمدينة، و أما المعروف مرتان في حياة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بكراع الغميم و بعد وفاته ببابل، ثم ذكر عدة روايات.
458- ثم روى عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام عن جابر قال: كلمت الشمس علي بن أبي طالب سبع مرات، ثم ذكر كلامها بالتفصيل و هو طويل، ثم قال: و حدثني ابن شيرويه الديلمي و عبدوس الهمداني، و الخطيب الخوارزمي من كتبهم، و أجازني جدي الكيا شهرآشوب و محمّد الفتال من كتب أصحابنا، نحو: ابن قولويه، و الكشي و العبدكي، عن سلمان، و أبي ذر و ابن عباس و علي، ثم ذكر حديث كلام الشمس 5473 .
459- قال: و روى الكليني، عن أبي صالح، و أبو جعفر بن بابويه بإسناده عن الرضا عليه السّلام أنه اجتمعت الصحابة فتذاكروا أن الألف أكثر دخولا في الكلام فارتجل عليه السّلام الخطبة المونقة التي أولها: حمدت من عظمت منته، و سبغت نعمته، و سبقت رحمته و تمت كلمته، و نفذت مشيئته، و بلغت قضيته، إلى آخرها، ثم ارتجل خطبة أخرى من غير النقط التي أولها: الحمد للّه أهل الحمد و مأواه، و له أوكد الحمد و أحلاه و أسرع الحمد و أسراه، و أطهر الحمد و أسماه، و أكرم الحمد و أولاه إلى آخرها، و قد أوردتهما في المكنون و المخزون 5474 .
460- قال: و في حديث ثابت بن الأفلح، قال: ضلّت لي فرس نصف الليل فأتيت باب أمير المؤمنين عليه السّلام، فلما وصلت الباب خرج إليّ قنبر، فقال لي يا ابن الأفلح الحق فرسك، فخذه من عوف بن طلحة الأسدي 5475 .
461- و روى أنه كذّب من أخبره بموت معاوية، و أخبر أن الأمة تجتمع عليه من بعده.