کتابخانه روایات شیعه
ببغداد إلى علي بن عيسى بن الجراح و هو وزير في أمر ضيعة له، فسأله فقال: إن أهل بيتك في هذا البلد كثير، فإن ذهبنا نعطي كل ما سألوا طال ذلك إلى أن قال:
فانصرفت فجاءني الرسول من عند الحسين بن روح رضي اللّه عنه، فشكوت إليه فذهب من عندي فأبلغه، فجاءني الرسول بمائة درهم عدد و وزن و منديل و شيء من حنوط و أكفان، فقال لي: مولاك يقرئك السّلام و يقول لك: إن أهمّك أمر أو غم فامسح بهذا المنديل وجهك، فإنه منديل مولاك، و خذ هذه الدراهم و هذا الحنوط و الأكفان و ستقضى حاجتك في ليلتك هذه، و إذا قدمت إلى مصر مات محمّد بن إسماعيل من قبلك بعشرة أيام، ثم مت بعده، فيكون هذا كفنك و هذا حنوطك و هذا جهازك، فأخذت ذلك و حفظته و انصرف الرسول «الحديث» 8318 . و فيه أن جميع ما أخبر به وقع كما قال و فيه إعجاز آخر.
و رواه الشيخ في كتاب الغيبة عن جماعة عن ابن بابويه عن الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي نحوه.
81- و قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار عن محمّد بن شاذان في حديث قال: أنفذت مالا و لم أفسر لمن هو؟ فورد في الجواب ورد كذا و كذا، منه لفلان كذا و لفلان كذا 8319 .
82- قال: و قال أبو العباس الكوفي: حمل رجل مالا ليوصله و أحب أن يقف على الدلالة، فوقّع عليه السّلام: إن استرشدت أرشدت، و إن طلبت وجدت، يقول لك مولاك: احمل ما معك، قال الرجل: فأخرجت مما معي ستة دنانير بلا وزن و حملت الباقي، فورد في التوقيع يا فلان ردّ الستة التي أخرجتها بلا وزن و وزنها ستة دنانير و خمسة دوانيق و حبة و نصف، قال الرجل: فوزنت فإذا بها كما قال عليه السّلام 8320 .
83- و قال: حدثنا أحمد بن هارون الفامي رضي اللّه عنه عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن إسحاق بن محمّد الكاتب قال: كان بقم رجل بزاز مؤمن و له شريك مرجئ، فوقع بينهما ثوب نفيس فقال المؤمن: يصلح هذا الثوب لمولاي فقال شريكه: لست أعرف مولاك و لكن افعل بالثوب ما تحب، فلما وصل الثوب إليه عليه السّلام شقّه بنصفين طولا فأخذ نصفه و ردّ النصف، و قال: لا
حاجة لي في مال المرجئ 8321 .
84- و قال: حدثنا محمّد بن علي بن أحمد بن روح قال: سمعت محمّد بن الحسن الصيرفي المقيم بأرض بلخ يقول: أردت الخروج إلى الحج و كان معي مال بعضه ذهب و بعضه فضة، فجعلت ما كان معي من ذهب سبائك، و ما كان من فضة نقرا، و كان قد دفع ذلك المال إليّ لأسلمه إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس اللّه روحه قال: فلما نزلت سرخس ضربت خيمتي على موضع فيه رمل، فجعلت أميّز تلك السبائك و النقر، فسقطت سبيكة من تلك السبائك مني و غاصت في الرمل، و أنا لا أعلم، قال: فلما دخلت همدان ميزت تلك السبائك و النقر مرة أخرى اهتماما مني بها، ففقدت سبيكة وزنها مائة مثقال و ثلاث مثاقيل. أو قال ثلاثة و تسعون مثقالا. فسبكت مكانها من مالي بوزنها سبيكة و جعلتها بين السبائك، فلما وردت مدينة السّلام قصدت الشيخ أبا القاسم الحسين بن روح قدس اللّه روحه، فسلمت إليه ما كان معي من السبائك و النقر، فمدّ يده من بين السبائك إلى السبيكة التي كنت سبكتها من مالي بدلا مما ضاع مني، فرمى بها إليّ و قال: ليست هذه السبيكة لنا و سبيكتنا ضيعتها بسرخس حيث ضربت خيمتك في الرمل، فارجع إلى مكانك و انزل حيث نزلت و اطلب السبيكة هناك تحت الرمل، فإنك ستجدها و تعود إلى هاهنا فلا تراني «الحديث» 8322 .
و فيه أن ما أخبر به وقع كما ذكر.
85- و قال: حدثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن أحمد الرزخي قال: رأيت بسر من رأى رجلا شابا في المسجد المعروف بمسجد زبيد في شارع السوق و ذكر أنه هاشمي إلى أن قال: قال أبو جعفر الرزخي: فلما كان من الغد حملني الهاشمي إلى منزله و أضافني ثم صاح بجارية و قال: حدثي مولاك بحديث المولود و الميل فقالت:
كان لنا طفل وجع فقالت لي مولاتي: ادخلي إلى دار الحسن بن علي عليهما السّلام فقولي لحكيمة تعطينا شيئا نستشفي به مولودنا، فدخلت عليها و سألتها ذلك، فقالت حكيمة ائتوني بالميل الذي كحل به المولود الذي ولد البارحة يعني ابن الحسن بن علي عليه السّلام فأتيت بميل فدفعته إليّ و حملته إلى مولاتي فكحلت به المولود فعوفي و بقي عندنا، فكنا نستشفي به ثم فقدناه، قال: و لقيت أبا الحسن بن مرهون البرسي فحدثني بهذا الحديث عن الهاشمي مثله 8323 .
86- و قال: حدثنا الحسين بن علي بن محمّد القمي المعروف بأبي علي البغدادي قال: كنت ببخارا فدفع إليّ المعروف بابن جاوشير عشرة سبائك ذهبا، و أمرني أن أسلمها بمدينة السّلام إلى أبي القاسم الحسين بن روح، فحملتها معي فلما بلغت آموية ضاعت مني سبيكة من تلك السبائك و لم أعلم بذلك حتى دخلت مدينة السّلام، فأخرجت السبائك لأسلمها فوجدتها ناقصة واحدة منها، فاشتريت سبيكة مكانها فوزنتها و أضفتها إلى التسع سبائك، ثم دخلت على الشيخ أبي القاسم بن الروح قدس اللّه روحه، و وضعت السبائك بين يديه، فقال لي: خذ السبيكة التي اشتريتها. و أشار إليها بيده. فإن السبيكة التي قد ضاعت وصلت إلينا و هي ذا هي، ثم أخرج تلك السبيكة التي كانت ضاعت مني بآموية، فنظرت إليها و عرفتها 8324 .
87- قال: و رأيت تلك السنة بمدينة السّلام امرأة فسألتني عن وكيل مولانا عليه السّلام من هو؟ فأخبرها بعض القميين أنه أبو القاسم الحسين بن روح و أشار لها إليّ، فدخلت عليه و أنا عنده فقالت: أيها الشيخ أيّ شيء معي؟ فقال: ما معك فألقيه في الدجلة ثم ائتيني حتى أخبرك، قال: فذهبت المرأة و ألقته في دجلة ثم رجعت و دخلت على أبي القاسم الروحي رضي اللّه عنه، فقال لمملوكة له: أخرجي إليّ الحقة، فأخرجت إليه حقة فقال للمرأة: هذه الحقة التي كانت معك و رميت بها في دجلة أخبرك بها أو تخبريني، فقالت له: بل أخبرني فقال: في هذه الحقة زوج سوار ذهب و حلقة كبيرة فيها جوهر و حلقتان صغيرتان فيهما جوهر، و خاتمان أحدهما فيروزج و الآخر عقيق، و كان الأمر كما ذكر لم يغادر منه شيئا، ثم فتح الحقة فعرض عليّ ما فيها، و نظرت المرأة إليه و قالت هذا الذي حملته بعينه و رميت به في دجلة، فغشي عليّ و على المرأة فرحا بما شاهدناه من صدق الدلالة 8325 .
88- و قال: حدثنا أبو جعفر محمّد بن جعفر الخزاعي قال: حدثنا أبو علي بن أبي الحسين الأسدي عن أبيه قال: ورد عليّ توقيع من الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري قدس اللّه روحه ابتداء لم يتقدمه سؤال: بسم اللّه الرحمن الرحيم لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين على من استحلّ من مالنا درهما.
قال أبو الحسين الأسدي رضي اللّه عنه: فوقع في نفسي أن ذلك فيمن استحل
من مال الناحية درهما دون من أكل منه غير مستحل له و قلت في نفسي: إن ذلك عامّ في جميع من استحل محرما فأيّ فضل في ذلك للحجة عليه السّلام على غيره؟ قال:
فو الذي بعث محمّدا بالحق بشيرا لقد نظرت بعد ذلك في التوقيع فوجدته قد انقلب إلى ما وقع في نفسي بسم اللّه الرحمن الرحيم لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين على من أكل من مالنا درهما حراما قال: و أخرج إلينا هذا التوقيع حتى نظرنا و قرأنا 8326 .
و رواه أحمد بن علي الطبرسي في كتاب الاحتجاج عن أبي الحسين الأسدي و روى الفضل بن الحسن الطبرسي [في كتاب إعلام الورى] عدة من هذه الأحاديث عن ابن بابويه بالأسانيد السابقة.
الفصل الثاني
89- و روى الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي في كتاب الغيبة قال:
أخبرنا ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن الصفار عن أبي عبد اللّه المطهري عن حكيمة بنت محمّد بن علي الرضا عليه السّلام في حديث ولادة المهدي عليه السّلام: أن أبا محمّد عليه السّلام قال له: يا بني أنطق بقدرة اللّه، فاستعاذ وليّ اللّه من الشيطان الرجيم و استفتح ببسم اللّه الرحمن الرحيم وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ و ذكرت الآيتين قالت: و صلّى على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أمير المؤمنين و الأئمة عليهم السّلام واحدا واحدا حتى انتهى إلى أبيه 8327 .
و رواه بسندين آخرين تقدما في النص عليه السّلام.
90- ثم قال: و في رواية أخرى عن جماعة من الشيوخ: إن حكيمة حدثت بهذا الحديث إلى قوله عليه السّلام: أشهد أن لا إله إلا اللّه، و أن محمّدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و أن عليا أمير المؤمنين حقا، ثم لم يزل يعدّ السادة و الأوصياء إلى أن بلغ إلى نفسه و دعا لأوليائه بالفرج على يديه، و ذكر الحديث بتمامه و زاد فيه:
فلما كان بعد أربعين يوما دخلت على أبي محمّد عليه السّلام فإذا مولانا الصاحب عليه السّلام يمشي على الدار، فلم أر وجها أحسن من وجهه و لا لغة أفصح من لغته «الحديث» 8328 .
91- ثم قال: جعفر بن محمّد بن مالك قال: حدثني محمّد بن جعفر بن عبد اللّه عن أبي نعيم محمّد بن أحمد الأنصاري قال: وجّه قوم من المفوضة و المقصرة كامل بن إبراهيم المدني إلى أبي محمّد عليه السّلام قال كامل: فقلت في نفسي: أسأله لا يدخل الجنة إلا من عرف مثل معرفتي و قال بمقالتي؟ قال: فلما دخلت على أبي محمّد عليه السّلام إلى أن قال: فسلمت و جلست إلى باب عليه ستر مرخى، فجاءت الريح فكشفت طرفه فإذا أنا بفتى كأنه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها، فقال لي: يا كامل بن إبراهيم فاقشعررت من ذلك و ألهمت أن قلت: لبيك يا سيدي، فقال: جئت إلى وليّ اللّه و حجته و بابه تسأله هل يدخل الجنة إلا من عرف معرفتك و قال بمقالتك؟ قلت: أي و اللّه يا سيدي، قال: إذن و اللّه يقلّ داخلها، و اللّه إنه ليدخلها قوم يقال لهم الحقية، قلت: يا سيدي من هم؟ قال: قوم من حبّهم لعلي يحلفون بحقّه و لا يدرون ما حقه و فضله، ثم سكت عليه السّلام عني ساعة ثم قال:
و جئت تسأله عن مقالة المفوضة كذبوا بل قلوبنا أوعية لمشيئة اللّه فإذا شاء شئنا، و اللّه يقول: وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ* ثم رجع الستر إلى حالته فلم أستطع كشفه «الحديث».
قال أبو نعيم: فلقيت كاملا فسألته عن هذا الحديث فحدثني به قال: و روى هذا الخبر أحمد بن علي الرازي عن محمّد بن علي عن علي بن عبد اللّه بن عائذ عن الحسن بن وجناء النصيبي عن أبي نعيم مثله 8329 .
92- قال: و حدث عن رشيق صاحب المادراني قال بعث إلينا المعتضد و نحن ثلاثة نفر، فأمرنا أن يركب كل واحد منا فرسا و نجنب آخر، و نخرج مختفين لا يكون معنا قليل و لا كثير: إلا على السرج مصلى، و قال لنا: الحقوا بسامراء، و وصف لنا محلة و دارا و قال: إذا بلغتموها تجدون على الباب خادما أسود، فاكبسوا الدار و من رأيتموه فيها فأتوني برأسه، فوافينا سامراء فوجدنا الأمر كما وصفه و في الدهليز خادم أسود و في يده تكة ينسجها، فسألناه عن الدار و من فيها فقال: صاحبها، فو اللّه ما التفت إلينا و قل اكتراثه بنا، فكبسنا الدار كما أمرنا فوجدنا دارا سرية و مقابل الدار ستر ما نظرت قطّ إلى أنبل منه كأن الأيدي رفعت عنه في ذلك الوقت، و لم يكن في الدار أحد، فرفعنا الستر فإذا بيت كبير كأنه بحر فيه ماء في أقصى البيت حصير كأنه
(قد علمنا أنه خ ل) على الماء و فوقه رجل من أحسن الناس هيئة، قائم يصلي فلم يلتفت إلينا و لا إلى شيء من أسبابنا فسبق أحمد بن عبد اللّه ليتخطى البيت فغرق في الماء و ما زال يضطرب حتى مددت يدي إليه، فخلّصته و أخرجته و غشي عليه و بقي ساعة و عاد صاحبي الثاني إلى فعل مثل ذلك الفعل، و بقيت مبهوتا فقلت لصاحب البيت: المعذرة إلى اللّه و إليك فو اللّه ما علمت كيف الخبر و لا إلى من أجيء و أنا تائب إلى اللّه، فما التفت إلى شيء مما قلنا و لا انقلب عما كان فيه، فهالنا ذلك و انصرفنا عنه، و قد كان المعتضد ينتظرنا و قد تقدم إلى الحجاب إذا وافيناه أن ندخل عليه في أيّ وقت كان، فوافيناه في بعض الليل فأدخلنا عليه، فسألنا عن الخبر فحكينا له ما رأينا، فقال: ويحكم لقيكم أحد قبلي أو جرى منكم إلى أحد سبب أو قول؟ قلنا لا فقال أنا نفيّ من جدي و حلف بأشد أيمان له أنه رجل إن بلغه هذا الخبر ليضربنّ أعناقنا فما جسرنا أن نحدث به أحدا إلا بعد موته 8330 . و رواه الراوندي في الخرائج عن رشيق و الذي قبله عن أبي نعيم نحوه.
93- و عن أحمد بن عبدون عن محمّد بن علي الشجاعي عن محمّد بن إبراهيم النعماني عن يوسف بن أحمد الجعفري في حديث أنه رأى في طريق مكة أربعة في محمل فتعجب منهم فقال له أحدهم: أ تحب أن ترى صاحب زمانك؟ قال:
فقلت: نعم فأومى إلى أحد الأربعة فقلت: إنّ له دلائل و علامات، فقال: أيّما أحبّ إليك أن ترى المحمل و ما عليه صاعدا إلى السماء أو ترى المحمل صاعدا إلى السماء؟ فقلت: أيّهما كان فهي دلالة فرأيت المحمل و ما عليه يرفع إلى السماء و كان الرجل أومى إلى رجل به سمرة، و كأن لونه الذهب بين عينيه سجادة 8331 .
94- و عن أحمد بن علي الرازي عن أحمد بن أبي سورة عن جماعة عن أبيه أنه خرج إلى الحير قال فلما صرت إلى الحير إذا شاب حسن الوجه يصلي، ثم إنه ودّع و ودّعت فخرجنا فجئنا إلى المشرعة فقال لي: يا أبا سورة أين تريد فقلت:
الكوفة فقال لي: مع من؟ فقلت: مع الناس، فقال: لا تريد نحن جميعا نمضي؟
فقلت: و من معنا قال: ليس نريد معنا أحدا، قال: فمشينا ليلتنا فإذا نحن على مقابل مسجد السهلة فقال لي: هو ذا منزلك فإن شئت فامض، ثم قال لي: تمرّ على ابن الداري عليّ بن يحيى فتقول له يعطيك المال الذي عنده، فقلت له: لا يدفعه إليّ،
فقال: قل له: بعلامة أنه كذا و كذا دينارا، و كذا و كذا درهما، و هو في موضع كذا و كذا، و عليه كذا و كذا مغطى، فقلت له: و من أنت؟ فقال أنا محمّد بن الحسن، فقلت: فإن لم يقبل مني و طولبت بالدلالة؟ فقال: أنا من ورائك قال: فجئت إلى ابن الداري فقلت له، فدفعني فقلت له العلامات التي قال لي و قلت له و قد قال لي إنه من ورائك (من ورائي ظ)، فقال لي: ليس بعد هذا شيء، و قال: لم يعلم بهذا إلا اللّه تعالى فدفع إليّ المال 8332 .
95- قال: و في حديث آخر عنه و زاد فيه قال أبو سورة: فسألني الرجل عن حالي فأخبرته بضيقي و عيالي فلم يزل يماشيني حتى انتهينا إلى النواويس في السحر، فجلسنا ثم حفر حفيرة فإذا الماء قد خرج فتوضّأ ثم صلّى ثلاث عشر ركعة، ثم قال:
امض إلى أبي الحسن علي بن يحيى فاقرأ عليه السّلام و قل له: يقول لك الرجل:
ادفع إلى أبي سورة من السبعمائة دينار التي هي مدفونة في موضع كذا و كذا مائة دينار، و إني مضيت من ساعتي إلى منزله، فدققت عليه الباب فقال: من هذا؟
فقلت: قولي لأبي الحسن هذا أبو سورة فسمعته يقول: ما لي و لأبي سورة، ثم خرج إلى فسلمت عليه و قصصت عليه الخبر، فدخل و أخرج إليّ مائة دينار فقبضتها، و قال لي: صافحته؟ فقلت نعم فأخذ يدي و وضعها على عينيه و مسح بها وجهه 8333 .
قال أحمد بن علي: و قد روي هذا الخبر عن محمّد بن علي الجعفري و أحمد بن الحسن بن بشير و غيرهما و هو مشهور عندهم، و رواه الراوندي في الخرائج عن ابن أبي سورة و كذا الذي قبله و الذي قبلهما عن يوسف بن أحمد نحوه.