کتابخانه روایات شیعه
رواية أخرى: «يا علي أما علمت أنه من أحبنا و انتحل محبتنا أسكنه الله معنا». و تلا هذه الآية: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ* فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ .
10285/ 21120 - الشيخ الأجل شرف الدين النجفي: عن الشيخ أبي جعفر الطوسي (رحمه الله)، قال: رويناه بالإسناد إلى جابر بن عبد الله (رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) لعلي (عليه السلام): « [يا علي] من أحبك و تولاك أسكنه الله معنا في الجنة». ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه و آله) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ* فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ .
10286/ 21121 - و من طريق المخالفين: موفق بن أحمد في (المناقب) قال روى السيد أبو طالب، بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) لعلي (عليه السلام): «إن من أحبك و تولاك أسكنه الله الجنة معنا». ثم قال: و تلا رسول الله (صلى الله عليه و آله): إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ* فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ .
المستدرك (سورة القمر)
قوله تعالى:
أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ [10]
21122 - الطبرسي في (الاحتجاج): روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان جالسا في بعض مجالسه بعد رجوعه من النهروان، فجرى الكلام حتى قيل له: لم لا حاربت أبا بكر و عمر كما حاربت طلحة و الزبير و معاوية؟
فقال علي (عليه السلام): «إني كنت لم أزل مظلوما مستأثرا على حقي». فقام إليه الأشعث بن قيس فقال: يا أمير المؤمنين. لم لم تضرب بسيفك، و لم تطلب بحقك؟ فقال: «يا أشعث، قد قلت قولا فاسمع الجواب و عه، و استشعر الحجة، إن لي أسوة بستة من الأنبياء (صلوات الله عليهم أجمعين).
أولهم: نوح حيث قال: رب أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ فإن قال قائل: إنه قال هذا لغير خوف فقد كفر، و إلا فالوصي أعذر».
قوله تعالى:
تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ [20]
21123 - ابن بابويه في (علل الشرائع)، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن شاذان بن احمد بن عثمان البروازي، قال: حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الحارث بن سفيان الحافظ السمرقندي، قال: حدثنا صالح بن سعيد
الترمذي، عن عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبه: أن الريح العقيم تحت هذه الأرض التي تحت هذه الأرض التي نحن عليها، قد زمت بسبعين ألف زمام من حديد، قد وكل بكل زمام سبعون ألف ملك، فلما سلطها الله عز و جل على عاد، استأذنت خزنة الريح ربها عز و جل أن يخرج منها في مثل منخري الثور، و لو أذن الله عز و جل لها ما تركت شيئا على ظهر الأرض إلا أحرقته، فأوحى الله عز و جل إلى خزنة الريح: أن أخرجوا منها مثل ثقب الخاتم فأهلكوا بها. و بها ينسف الله عز و جل الجبال نسفا، و التلال و الآكام و المدائن و القصور يوم القيامة، و ذلك قوله عز و جل: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً* فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً* لا تَرى فِيها عِوَجاً وَ لا أَمْتاً 21124 ، و القاع: الذي لا نبات فيه، و الصفصف: الذي لا عوج فيه، و الأمت: المرتفع، و إنما سميت العقيم لأنها تلقحت بالعذاب، و تعقمت عن الرحمة كتعقم الرجل إذا كان عقيما لا يولد له، و طحنت تلك القصور و المدائن و المصانع، حتى عاد ذلك كله رملا رقيقا تسفيه الريح، فذلك قوله عز و جل: ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ 21125 .
و إنما كثر الرمل في تلك البلاد، لأن الريح طحنت تلك البلاد و عصفت عليهم سبع ليال و ثمانية أيام حسوما، فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية، و الحسوم: الدائمة، و يقال: المتتابعة الدائمة. و كانت ترفع الرجال و النساء فتهب بهم صعدا، ثم ترمي بهم من الجو، فيقعون على رؤوسهم منكسين، تقلع الرجال و النساء من تحت أرجلهم، ثم ترفعهم، فذلك قوله عز و جل: تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ، و النزع:
القلع، و كانت الريح تعصف الجبل كما تعصف المساكن فتطحنها، ثم تعود رملا رقيقا، فمن هناك لا يرى في الرمل جبل، و إنما سميت عاد إرم ذات العماد، من أجل أنهم كانوا يسلخون العمد من الجبال، فيجعلون طول العمد مثل طول الجبل الذي يسلخونه من أسفله إلى أعلاه، ثم ينقلون تلك العمد فينصبونها، ثم يبنون القصور عليها، فسميت ذات العماد لذلك.
سورة الرحمن
فضلها
10287/ 21126 - الشيخ: بإسناده، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن يحيى الخزاز، عن حماد بن عثمان، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «يستحب أن تقرأ في دبر صلاة الغداة يوم الجمعة الرحمن، ثم تقول كلما قلت:
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ 21127 قلت: لا بشيء من آلائك رب أكذب».
10288/ 21128 - ابن بابويه: بإسناده، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «لا تدعوا قراءة سورة الرحمن و القيام بها، فإنها لا تقر في قلوب المنافقين، و يأتي [بها ربها] يوم القيامة في صورة آدمي، في أحسن صورة، و أطيب ريح، حتى تقف من الله موقفا لا يكون أحد أقرب إلى الله منها، فيقول لها: من الذي كان يقوم بك في الحياة الدنيا، و يدمن قراءتك؟ فتقول: يا رب، فلان و فلان. فتبيض وجوههم، فيقول [لهم]: اشفعوا فيمن أحببتم.
فيشفعون، حتى لا يبقى لهم غاية [و لا أحد يشفعون له]، فيقول لهم: ادخلوا الجنة، و اسكنوا فيها حيث شئتم».
10289/ 21129 - و عنه: عن أبيه (رحمه الله)، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام، أو بعض أصحابنا، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «من قرأ سورة الرحمن، فقال عند كل آية فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ : لا بشيء من آلائك رب أكذب، فإن قرأها ليلا ثم مات شهيدا، و إن قرأها نهارا ثم مات مات شهيدا».
10290/ 21130 - ابن شهر آشوب: عن محمد بن المنذر، عن جابر بن عبد الله، قال: لما قرأ النبي (صلى الله عليه و آله) الرحمن على الناس سكتوا، فلم يقولوا شيئا، فقال (صلى الله عليه و آله): «للجن كانوا أحسن جوابا منكم، لما قرأت عليهم فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ، قالوا: لا بشيء من آلائك ربنا نكذب».
10291/ 21131 - و من (خواص القرآن): روي عن النبي (صلى الله عليه و آله)، أنه قال: «من قرأ هذه السورة رحم الله ضعفه، و أدى شكر ما أنعم عليه، و من كتبها و علقها عليه هون الله عليه كل أمر صعب، و إن علقت على من به رمد برىء».
10292/ 21132 - و قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «من كتبها و علقها عليه أمن و هان عليه كل أمر صعب؛ و إن علقت على من به رمد يبرأ بإذن الله تعالى».
10293/ 21133 - و قال الصادق (عليه السلام): «من كتبها و علقها على الأرمد زال عنه، و إذا كتبت جميعا على حائط البيت منعت الهوام منه بإذن الله تعالى».
قوله تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الرَّحْمنُ* عَلَّمَ الْقُرْآنَ - إلى قوله تعالى- فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ [1- 13]
10294/ 21134 - الطبرسي: قال الصادق (عليه السلام): «البيان: الاسم الأعظم الذي علم به كل شيء».
10295/ 21135 - سعد بن عبد الله: عن إبراهيم بن هاشم، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله عز و جل: الرَّحْمنُ* عَلَّمَ الْقُرْآنَ ، فقال: «إن الله عز و جل علم [محمدا] القرآن».
قلت: خَلَقَ الْإِنْسانَ* عَلَّمَهُ الْبَيانَ ؟ قال: «ذاك علي بن أبي طالب (عليه السلام)، علمه بيان كل شيء مما يحتاج إليه الناس».
10296/ 21136 - علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ، في قوله تعالى: الرَّحْمنُ* عَلَّمَ الْقُرْآنَ ، قال (عليه السلام): «الله علم [محمدا] القرآن».
قلت: خَلَقَ الْإِنْسانَ ؟ قال: «ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام)».
قلت: عَلَّمَهُ الْبَيانَ ؟ قال: «علمه تبيان كل شيء يحتاج الناس إليه».
قلت: الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبانٍ ، قال: «هما يعذبان». قلت: الشمس و القمر يعذبان؟ قال: «إن سألت عن شيء فأتقنه، إن الشمس و القمر آيتان من آيات الله، يجريان بأمره، مطيعان له، ضوؤهما من نور عرشه،
و جرمهما 21137 من جهنم، فإذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما، و عاد إلى النار جرمهما، فلا يكون شمس و لا قمر، و إنما عنا هما لعنهما الله، أليس قد روى الناس: أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال: إن الشمس و القمر نوران [في النار]؟». قلت: بلى. قال: «و ما سمعت قول الناس: فلان و فلان شمسا هذه الأمة و نورهما؟ فهما في النار، و الله ما عنى غيرهما».
قلت: وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ يَسْجُدانِ قال: «النجم: رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و لقد سماه الله في غير موضع، فقال: وَ النَّجْمِ إِذا هَوى 21138 ، و قال: وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ 21139 ، [فالعلامات: الأوصياء، و النجم:
رسول الله (صلى الله عليه و آله)»].
قلت: يَسْجُدانِ ؟ قال: «يعبدان».
قلت: وَ السَّماءَ رَفَعَها وَ وَضَعَ الْمِيزانَ ؟ قال: «السماء: رسول الله (صلى الله عليه و آله)، رفعه الله إليه، و الميزان:
أمير المؤمنين (عليه السلام)، نصبه لخلقه».
قلت: أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ ؟ قال: «لا تعصوا الإمام».
قلت: [ وَ أَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ ؟ قال: «أقيموا الإمام بالعدل».
قلت:] وَ لا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ ؟ قال: «لا تبخسوا الإمام حقه، و لا تظلموه».
و قوله تعالى: وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ ، قال: «للناس»، فِيها فاكِهَةٌ وَ النَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ قال:
«يكبر ثمر النخل في القمع، ثم يطلع منه».
و قوله تعالى: وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَ الرَّيْحانُ ، قال: «الحب: الحنطة و الشعير و الحبوب، و العصف:
التين، و الريحان: ما يؤكل منه، و قوله تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ، قال: «في الظاهر مخاطبة للجن و الإنس، و في الباطن فلان و فلان».
10297/ 21140 - محمد بن العباس، قال: حدثنا الحسن بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن يعقوب، عن غير واحد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «سورة الرحمن نزلت فينا من أولها إلى آخرها».
10298/ 21141 - و عنه: عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن هاشم، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله عز و جل: الرَّحْمنُ* عَلَّمَ الْقُرْآنَ ؟ قال: «الله علم القرآن».