کتابخانه روایات شیعه
قال: «سمعت رسول الله (صلى الله عليه و آله) يقول: التوحيد ثمن الجنة، و الحمد لله وفاء كل نعمة؛ و خشية الله مفتاح كل حكمة و الإخلاص ملاك كل طاعة».
10354/ 21226 - ثم قال: بإسناده، قال: «سمعت رسول الله (صلى الله عليه و آله) يقول: إني سميت فاطمة لأن الله فطمها و ذريتها من النار، من لقي الله منهم بالتوحيد، و الإيمان بما جئت به».
10355/ 21227 - المفيد في (الاختصاص) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ قال: «سمعت النبي (صلى الله عليه و آله) يقول: إن الله عز و جل يقول: ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة».
10356/ 21228 - الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد): عن عثمان بن عيسى، عن علي بن سالم، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: [آية] في كتاب الله مسجلة». قلت: ما هي؟ قال: «قول الله تبارك و تعالى: هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ جرت في المؤمن و الكافر و البر و الفاجر، من صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به، و ليست المكافاة أن يصنع كما صنع به، بل حتى يرى مع فعله لذلك: أن له فضل المبتدئ».
قوله تعالى:
مُدْهامَّتانِ [64]
10357/ 21229 - - علي بن إبراهيم: عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن علي بن حماد الخزاز، عن الحسين بن أحمد المنقري، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله مُدْهامَّتانِ ، قال: «تتصل ما بين مكة و المدينة نخلا».
قوله تعالى:
فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ - إلى قوله تعالى- حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ [66- 72] 10358/ 21230 - علي بن إبراهيم: قوله تعالى: فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ قال: تفوران، و قوله تعالى:
فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ قال: جوار نابتات على شط الكوثر، كلما أخذت منها واحدة نبتت مكانها أخرى، و قوله تعالى:
حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ قال: يقصر الطرف عنها.
10359/ 21231 - محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن الحلبي، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ ، قال: «هن صوالح المؤمنات العارفات».
قال: قلت: حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ ؟ قال: «الحور: هن البيض المصونات المخدرات في خيام الدر و الياقوت و المرجان، لكل خيمة أربعة أبواب، على كل باب سبعون كاعبا حجابا لهن، و يأتيهن في كل يوم كرامة من الله عز ذكره، يبشر الله عز و جل بهن المؤمن».
10360/ 21232 - و عنه: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن يزيد، النوفلي، عن الحسين ابن أعين أخي مالك بن أعين، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الرجل للرجل: جزاك الله خيرا، ما يعنى به؟
قال: أبو عبد الله (عليه السلام): «إن خيرا نهر في الجنة، مخرجه من الكوثر، و الكوثر مخرجه من ساق العرش، عليه منازل الأوصياء و شيعتهم، على حافتي ذلك النهر جوار نابتات، كلما قلعت واحدة نبتت أخرى، سمي بذلك 21233 النهر، و ذلك قوله تعالى: فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ ، فإذا قال الرجل لصاحبه: جزاك الله خيرا، فإنما يعني بذلك تلك المنازل التي أعدها الله عز و جل لصفوته و خيرته من خلقه».
و رواه ابن بابويه عن أبيه (رحمه الله)، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن يزيد، عن الحسين بن أعين أخي مالك بن أعين، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)، الحديث بعينه 21234 .
10361/ 21235 - كتاب (صفة الجنة و النار): عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن عيسى، قال: حدثني سعيد بن جناح، عن عوف بن عبد الله الأزدي 21236 ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث طويل- قال: و حدث: «أن الحور العين خلقهن الله في الجنة مع شجرها، و حبسهن على أزواجهن في الدنيا، على كل واحدة منهن سبعون حلة، يرى بياض سوقهن من وراء الحلل السبعين، كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء، و السلك الأبيض في الياقوتة الحمراء، يجامعها في قوة مائة رجل في شهوة أربعين سنة، و هن أتراب أبكار عذارى، كلما نكحت صارت
عذراء: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌ 21237 يقول: لم يمسهن إنسي و لا جني قط: فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ ، يعني خيرات الأخلاق حسان الوجوه: كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَ الْمَرْجانُ 21238 ، يعني صفاء الياقوت و بياض اللؤلؤ».
قال: «و إن في الجنة لنهرا حافتاه الجواري- قال: فيوحي إليهن الرب تبارك و تعالى: أسمعن عبادي تمجيدي و تسبيحي و تحميدي؛ فيرفعن أصواتهن بألحان و ترجيع لم يسمع الخلائق مثلها قط، فيطرب أهل الجنة».
10362/ 21239 - ابن بابويه، قال: حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق، قال: حدثنا محمد بن الحسن الخشاب، قال: حدثنا محمد بن الحصين، عن محمد بن الفضيل، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن أبيه (عليهم السلام)، قال: «قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)- في حديث يذكر فيه زهده- لو شئت لتسربلت بالعبقري 21240 المنقوش من ديباجكم».
قوله تعالى:
تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ [78]
10363/ 21241 - علي بن إبراهيم، قال: حدثنا علي بن الحسين، عن أحمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن هشام بن سالم، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله تبارك و تعالى: تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ فقال: «نحن جلال الله و كرامته التي أكرم الله العباد بطاعتنا».
10364/ 21242 - و رواه سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن محمد ابن أبي نصر، عن هشام بن سالم، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «قال الله عز و جل: تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ ، فنحن جلال الله و كرامته التي أكرم الله تبارك و تعالى العباد بطاعتنا».
و الحديث يأتي بتمامه- إن شاء الله تعالى- في قوله تعالى: وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ ، من سورة الحديد 21243 .
سورة الواقعة
فضلها
10365/ 21244 - ابن بابويه، عن أبيه، قال: حدثني أحمد بن إدريس، قال: حدثني محمد بن أحمد، قال: حدثني محمد بن حسان، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «من قرأ في كل ليلة جمعة الواقعة، أحبه الله و أحبه الى الناس أجمعين، و لم ير في الدنيا بؤسا أبدا و لا فقرا و لا فاقة، و لا آفة من آفات الدنيا، و كان من رفقاء أمير المؤمنين (عليه السلام)، و هذه السورة لأمير المؤمنين (عليه السلام) خاصة، لم يشركه فيها أحد».
10366/ 21245 - و عنه، قال: حدثني محمد بن الحسن، قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثني محمد بن يحيى، عن أحمد بن معروف، عن محمد بن حمزة، [قال]: قال الصادق (عليه السلام): «من اشتاق إلى الجنة و إلى صفتها، فليقرأ الواقعة، و من يحب أن ينظر إلى صفة النار، فليقرأ سجدة لقمان».
10367/ 21246 - و عنه، قال: حدثني محمد بن الحسن، قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن العباس، عن حماد، عن عمرو، عن زيد الشحام، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «من قرأ الواقعة كل ليلة قبل أن ينام، لقي الله عز و جل و وجهه كالقمر ليلة البدر».
10368/ 21247 - و من (خواص القرآن): روي عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال: «من قرأ هذه السورة لم يكتب من الغافلين، و إن كتبت و جعلت في المنزل نما من الخير فيه، و من أدمن على قراءتها زال عنه الفقر، و فيها قبول و زيادة
حفظ و توفيق و سعة في المال».
10369/ 21248 - و قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «من كتبها و علقها في منزله كثر الخير عليه، و من أدمن قراءتها زال عنه الفقر، و فيها قبول و زيادة و حفظ و توفيق و سعة في المال».
10370/ 21249 - و قال الصادق (عليه السلام): «إن فيها من المنافع ما لا يحصى، فمن ذلك إذا قرئت على الميت غفر الله له، و إذا قرئت على من قرب أجله عند موته سهل الله عليه خروج روحه بإذن الله تعالى».
قوله تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ - إلى قوله تعالى- أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ [1- 11]
10371/ 21250 - ابن بابويه، قال: حدثني أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الأصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، قال: سمعت علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: «من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، و الله ما الدنيا و الآخرة إلا ككفتي الميزان، فأيهما رجح ذهب الآخر 21251 » ثم تلا قوله عز و جل: إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ «يعني القيامة لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ* خافِضَةٌ خفضت و الله أعداء الله إلى النار رافِعَةٌ رفعت و الله أولياء الله إلى الجنة».
10372/ 21252 - علي بن إبراهيم، في قوله تعالى: إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ* لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ ، قال: [القيامة] هي حق، قوله تعالى خافِضَةٌ ، قال: لأعداء الله رافِعَةٌ ، قال: لأولياء الله إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا قال:
يدق بعضها بعضا وَ بُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا ، قال: قلعت الجبال قلعا فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا قال: الهباء: الذي يدخل في الكوة من شعاع الشمس.
قوله تعالى وَ كُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً ، قال: يوم القيامة فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ و هم المؤمنون من أصحاب التبعات يوقفون للحساب وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ* وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ الذين قد سبقوا إلى الجنة بلا حساب.
10373/ 21253 - ثم قال: علي بن إبراهيم: أخبرنا الحسن بن علي، عن أبيه، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين
ابن علوان الكلبي، عن علي بن الحسين العبدي، عن أبي هارون العبدي، عن ربيعة السعدي، عن حذيفة بن اليمان: أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) أرسل إلى بلال، فأمره أن ينادي 21254 بالصلاة قبل وقت كل يوم في رجب لثلاث عشرة خلت منه، قال: فلما نادى بلال بالصلاة فزع الناس من ذلك فزعا شديدا و ذعروا، و قالوا: رسول الله بين أظهرنا، لم يغب عنا، و لم يمت! فاجتمعوا و حشدوا، فأقبل رسول الله (صلى الله عليه و آله) يمشي حتى انتهى إلى باب من أبواب المسجد، فأخذ بعضادتيه، و في المسجد مكان يسمى السدة، فسلم ثم قال: «هل تسمعون أهل السدة؟» فقالوا: سمعنا و أطعنا. فقال: «هل تبلغون؟» قالوا ضمنا ذلك لك يا رسول الله. ثم قال رسول الله (صلى الله عليه و آله):
«أخبركم أن الله خلق الخلق قسمين، فجعلني في خيرهما قسما، و ذلك قوله: وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ 21255 وَ أَصْحابُ الشِّمالِ 21256 ، فأنا من أصحاب اليمين، و أنا من 21257 خير أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا، فجعلني في خيرها ثلثا، و ذلك قوله: فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ* وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ* وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ، فأنا من السابقين، و أنا خير السابقين، ثم جعل الأثلاث قبائل، فجعلني في خيرها قبيلة، و ذلك قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ 21258 ، فقبيلتي خير القبائل، و أنا سيد ولد آدم و أكرمهم على الله و لا فخر، ثم جعل القبائل بيوتا، فجعلني في خيرها بيتا، و ذلك قوله: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً 21259 .
ألا و إن الله اختارني في ثلاثة من أهل بيتي، و أنا سيد الثلاثة و أتقاهم [و لا فخر] لله، اختارني و عليا و جعفرا أبني أبي طالب، و حمزة بن عبد المطلب، كنا رقودا بالأبطح، ليس منا إلا مسجى بثوبه على وجهه، علي بن أبي طالب عن يميني، و جعفر عن يساري، و حمزة عند رجلي، فما نبهني عن رقدتي غير حفيف أجنحة الملائكة، و برد ذراع علي بن أبي طالب في صدري، فانتبهت من رقدتي و جبرئيل في ثلاثة أملاك، يقول له أحد الأملاك الثلاثة: يا جبرئيل إلى أي هؤلاء أرسلت، فركضني برجله، فقال: إلى هذا. قال: و من هذا؟ يستفهمه، فقال: هذا محمد سيد النبيين، و هذا علي بن أبي طالب سيد الوصيين، و هذا جعفر بن أبي طالب له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة، و هذا حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء».