کتابخانه روایات شیعه
قوله تعالى:
وَ أَغْطَشَ لَيْلَها وَ أَخْرَجَ ضُحاها - إلى قوله تعالى- فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى [29- 41] 11370/ 23059 - علي بن إبراهيم: قوله: وَ أَغْطَشَ لَيْلَها أي أظلم. قال الأعشى:
و يهماء 23060 بالليل غطش الفلا
ة يؤنسني صوت فيادها 23061
قوله تعالى: وَ أَخْرَجَ ضُحاها ، قال: الشمس، قوله: وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها قال: بسطها، وَ الْجِبالَ أَرْساها أي أثبتها، قوله: يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى ، قال: يذكر ما عمله كله، وَ بُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى قال: أحضرت، قوله: وَ أَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى قال: هو العبد إذا وقف على معصية الله و قدر عليها ثم تركها مخافة الله و نهى النفس عنها فمكافأته الجنة.
11371/ 23062 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن داود الرقي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله عز و جل: وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ 23063 ، قال: «من علم أن الله يراه و يسمع ما يقول و يعلم ما يعلمه من خير أو شر، فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال، فذلك الذي خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى».
11372/ 23064 - و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن الحسين، عن محمد ابن سنان، عن أبي سعيد المكاري، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، قال: قال: «إن رجلا ركب البحر بأهله فكسر بهم، فلم ينج ممن كان في السفينة إلا امرأة الرجل، فإنها نجت على لوح من ألواح السفينة حتى ألجئت إلى جزيرة من جزائر البحر، و كان في تلك الجزيرة رجل يقطع الطريق، و لم يدع لله حرمة إلا انتهكها، فلم يعلم إلا و امرأة قائمة على رأسه، فرفع رأسه إليها، فقال: إنسية أم جنية؟ فقالت: إنسية، فلم يكلمها [كلمة] حتى جلس منها مجلس الرجل من أهله، فلما أن هم بها اضطربت، فقال [لها]: مالك تضطربين؟ فقالت: أفرق 23065
من هذا، و أومأت بيدها إلى السماء، قال: فصنعت من هذا شيئا؟ قالت: لا و عزته. قال: فأنت تفرقين [منه] هذا الفرق، و لم تصنعي من هذا شيئا! و إنما أستكرهك استكراها، فأنا و الله أولى بهذا الفرق و الخوف و أحق منك.
قال: فقام، و لم يحدث شيئا، و رجع إلى أهله، و ليست له همة إلا التوبة و المراجعة، فبينا هو يمشي، إذ جاء 23066 راهب يمشي في الطريق، فحميت عليهما الشمس، فقال الراهب للشاب: أدع الله يظلنا بغمامة فقد حميت علينا الشمس. فقال الشاب: ما [أعلم أن] لي عند ربي حسنة فأتجاسر على أن أسأله شيئا، قال: فأدعو أنا و تؤمن أنت؟
قال: نعم، فأقبل الراهب يدعو و الشاب يؤمن، فما كان بأسرع من أن أظلتهما غمامة، فمشيا تحتها مليا من النهار، ثم تفرقت الجادة جادتين، فأخذ الشاب في واحدة، و أخذ الراهب في واحدة، فإذا السحابة مع الشاب، فقال الراهب: أنت خير مني، لك استجيب و لم يستجب لي، فخبرني ما قصتك؟ فخبره بخبر المرأة، فقال: غفر الله لك ما مضى حيث دخلك الخوف، فانظر ما تكون فيما تستقبل».
11373/ 23067 - ابن شهر آشوب: عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن مجاهد، عن ابن عباس: فَأَمَّا مَنْ طَغى* وَ آثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا فهو علقمة بن الحارث بن عبد الدار، و أما من خاف مقام ربه: علي بن أبي طالب (عليه السلام)، خاف و انتهى عن المعصية، و نهى عن الهوى نفسه فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى خاصا لعلي و من كان على منهاج علي، هكذا عاما.
قوله تعالى:
يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها - إلى قوله تعالى- إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها [42- 46] 11374/ 23068 - علي بن إبراهيم، قوله: يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها ، قال: متى تقوم؟ فقال الله:
إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها ، أي علمها عند قوله: كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها ، قال: يوم القيامة 23069 .
11375/ 23070 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن داود، عن محمد بن عطية، قال: جاء رجل إلى أبي جعفر (عليه السلام) من أهل الشام من علمائهم، فقال:
يا أبا جعفر، جئت أسألك عن مسألة قد أعيت علي أن أجد أحدا يفسرها، و قد سألت عنها ثلاثة أصناف من الناس، فقال كل صنف منهم شيئا غير الذي قال الصنف الآخر؟
فقال له أبو جعفر (عليه السلام): «ما ذاك؟». قال: إني أسألك عن أول ما خلق الله من خلقه، فإن بعض من سألته قال: القدر، و قال بعضهم: القلم، و قال بعضهم: الروح؟
فقال أبو جعفر (عليه السلام): «ما قالوا شيئا، أخبرك أن الله تبارك و تعالى كان و لا شيء غيره، و كان عزيزا و لا أحد كان قبل عزه، و ذلك قوله تعالى: سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ 23071 ، و كان الخالق قبل المخلوق، و لو كان أول ما خلق الله من خلقه الشيء من الشيء إذن لم يكن له انقطاع أبدا، و لم يزل إذن و معه شيء ليس هو يتقدمه، و لكن كان إذ لا شيء غيره، و خلق الشيء الذي جميع الأشياء منه، و هو الماء الذي خلق الأشياء منه، فجعل نسب كل شيء إلى الماء، و لم يجعل للماء نسبا يضاف إليه، و خلق الريح من الماء ثم سلط الريح على الماء، فشققت الريح متن الماء حتى ثار من متن الماء زبد على قدر ما شاء أن يثور، فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء نقية، ليس فيها صدع و لا ثقب و لا صعود و لا هبوط و لا شجرة، ثم طواها فوضعها فوق الماء، ثم خلق الله النار من الماء، فشققت النار متن الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر ما شاء الله أن يثور، فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية، ليس فيها صدع و لا ثقب، و ذلك قوله تعالى: السَّماءُ بَناها* رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها* وَ أَغْطَشَ لَيْلَها وَ أَخْرَجَ ضُحاها 23072 قال: و لا شمس و لا قمر و لا نجوم و لا سحاب، ثم طواها فوضعها فوق الأرض، ثم نسب الخلقتين، فرفع السماء قبل دحو 23073 الأرض، فذلك قوله عز ذكره: وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها 23074 يقول: بسطها».
و الحديث طويل تقدم بطوله في قوله تعالى: وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ من سورة الأنبياء 23075 .
سورة عبس
فضلها
11376/ 23076 - ابن بابويه: بإسناده، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «من قرأ عبس و تولى، و إذا الشمس كورت، كان تحت جناح الله من الجنان، و في ظل الله و كرامته، و في جناته، و لم يعظم ذلك على الله إن شاء الله».
11377/ 23077 - و من (خواص القرآن): روي عن النبي (صلى الله عليه و آله)، أنه قال: «من قرأ هذه السورة خرج من قبره يوم القيامة ضاحكا مستبشرا، و من كتبها في رق غزال و علقها لم ير إلا خيرا أينما توجه».
11378/ 23078 - و قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «من أكثر قراءتها خرج يوم القيامة و وجهه ضاحكا مستبشرا، و من كتبها في رق غزال و علقها عليه لم يلق إلا خيرا أينما توجه».
11379/ 23079 - و قال الصادق (عليه السلام): «إذا قرأها المسافر في طريقه يكفى ما يليه في طريقه في ذلك السفر».
قوله تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ عَبَسَ وَ تَوَلَّى* أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى - إلى قوله تعالى- فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى [1- 10] 11380/ 23080 - علي بن إبراهيم، قال: نزلت في عثمان و ابن أم مكتوم، و كان ابن أم مكتوم مؤذنا لرسول الله (صلى الله عليه و آله)، و كان أعمى، فجاء إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله) و عنده أصحابه، و عثمان عنده، فقدمه رسول الله (صلى الله عليه و آله) على عثمان، فعبس عثمان وجهه و تولى عنه، فأنزل الله: عَبَسَ وَ تَوَلَّى [يعني عثمان] أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى* وَ ما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أي يكون طاهرا زكيا 23081 أَوْ يَذَّكَّرُ قال: يذكره رسول الله (صلى الله عليه و آله) فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى .
ثم خاطب عثمان، فقال: أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى* فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ، قال: أنت إذا جاءك غني تتصدى له و ترفعه: وَ ما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى أي لا تبالي زكيا كان أو غير زكي، إذا كان غنيا وَ أَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى يعني ابن أم مكتوم وَ هُوَ يَخْشى* فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى أي تلهو و لا تلتفت إليه.
11381/ 23082 - الطبرسي: روي عن الصادق (عليه السلام): أنها نزلت في رجل من بني أمية، كان عند النبي (صلى الله عليه و آله) فجاء ابن أم مكتوم، فلما رآه تقذر منه و عبس وجهه و جمع نفسه، و أعرض بوجهه عنه، فحكى الله سبحانه ذلك عنه و أنكره عليه».
11382/ 23083 - و قال الطبرسي أيضا: و روي أيضا عن الصادق (عليه السلام) [أنه] قال: «كان رسول الله (صلى الله عليه و آله) إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم قال: مرحبا مرحبا، [و الله] لا يعاتبني الله فيك أبدا، و كان يصنع به من اللطف حتى كان يكف عن النبي (صلى الله عليه و آله) مما يفعل [به]».
قوله تعالى:
كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ - إلى قوله تعالى- كِرامٍ بَرَرَةٍ [11- 16] 11383/ 23084 - علي بن إبراهيم: قوله تعالى: كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ ، قال: القرآن فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ* مَرْفُوعَةٍ ، قال: عند الله مُطَهَّرَةٍ* بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ، قال: بأيدي الأئمة كِرامٍ بَرَرَةٍ .
11384/ 23085 - محمد بن العباس: عن الحسين بن أحمد المالكي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن خلف بن حماد، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله تعالى: بِأَيْدِي سَفَرَةٍ* كِرامٍ بَرَرَةٍ ، قال: «هم الأئمة (عليهم السلام)».
11385/ 23086 - سعد بن عبد الله: عن علي بن محمد بن عبد الرحمن الحجال 23087 ، عن صالح بن السندي، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن بريد بن معاوية العجلي، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: صُحُفاً مُطَهَّرَةً* فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ 23088 ، قال: «هو حديثنا في صحف مطهرة من الكذب».
قوله تعالى:
قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ - إلى قوله تعالى- كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ [17- 23] 11386/ 23089 - علي بن إبراهيم: قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ ، قال: [هو] أمير المؤمنين (عليه السلام)، [قال]:
ما أَكْفَرَهُ أي ماذا فعل و أذنب حتى قتلوه؟ ثم قال: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ* مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ* ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ، قال: يسر له طريق الخير ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ* ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ قال: في الرجعة كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ أي لم يقض أمير المؤمنين (عليه السلام) ما قد أمره، و سيرجع حتى يقضي ما أمره.
11387/ 23090 - ثم قال علي بن إبراهيم: أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر، عن جميل بن دراج، عن أبي أسامة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله عز و جل: قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ قال: «نعم، نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) ما أَكْفَرَهُ يعني بقتلكم إياه، ثم نسب أمير المؤمنين (عليه السلام)، فنسب خلقه و ما أكرمه الله به، فقال: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ من طينة الأنبياء خلقه فقدره للخير ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ يعني سبيل الهدى، ثم أماته ميتة الأنبياء، ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ ».
قلت: ما قوله: إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ ؟ قال: «يمكث بعد قتله في الرجعة، فيقضي ما أمره».
11388/ 23091 - محمد بن العباس: عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد ابن أبي نصر، عن جميل بن دراج، عن أبي اسامة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله عز و جل:
كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ ، قلت له: جعلت فداك، متى ينبغي [له] أن يقضيه؟ قال: «نعم، نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقوله تعالى: قُتِلَ الْإِنْسانُ يعني أمير المؤمنين (عليه السلام) ما أَكْفَرَهُ يعني قاتله بقتله إياه، ثم نسب أمير المؤمنين (عليه السلام)، فنسب خلقه و ما أكرمه الله به، فقال: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ من نطفة الأنبياء خلقه فقدره للخير ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ يعني سبيل الهدى، ثم أماته ميتة الأنبياء ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ قلت: ما معنى قوله إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ ؟ قال: «يمكث بعد قتله ما شاء الله، ثم يبعثه الله، و ذلك قوله: إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ و قوله تعالى: لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ في حياته، ثم يمكث بعد قتله في الرجعة».
قوله تعالى:
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ - إلى قوله تعالى- فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ [24- 33]