کتابخانه روایات شیعه
على دين هؤلاء فليرم نفسه في النار معه، فجعل أصحابه يتهافتون في النار، فجاءت امرأة معها صبي لها ابن شهر، فلما هجمت على النار هابت و رقت على ابنها، فناداها الصبي: لا تهابي و ارميني و نفسك 23300 في النار، فإن هذا و الله في الله قليل؛ فرمت بنفسها في النار و صبيها، و كان ممن تكلم في المهد».
11521/ 23301 - و عنه: بإسناده، عن ميثم التمار، قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) ، و ذكر أصحاب الأخدود، فقال: «كانوا عشرة، و على مثالهم عشرة يقتلون في هذا السوق».
قوله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ - إلى قوله تعالى- وَ هُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ [11- 14]
11522/ 23302 - محمد بن العباس: عن الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن مقاتل، عن عبد الله بن بكير، عن صباح الأزرق، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في قول الله عز و جل: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ : هو أمير المؤمنين (عليه السلام) و شيعته».
11523/ 23303 - علي بن إبراهيم، قال: حدثنا سعيد بن محمد، قال: حدثنا بكر بن سهل، قال: حدثنا عبد الغني ابن سعيد، قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا يريد الذين صدقوا و آمنوا بالله عز و جل و وحدوه، يريد لا إله إلا الله وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يريد ما لا عين رأت و لا أذن سمعت ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ، يريد فازوا بالجنة و آمنوا العقاب إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ ، يا محمد لَشَدِيدٌ إذا أخذ الجبابرة و الظلمة و الكفار 23304 ، كقوله في سورة هود: إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ 23305 .
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَ يُعِيدُ ، يريد الخلق، ثم أماتهم ثم يعيدهم بعد الموت أيضا هُوَ الْغَفُورُ يريد لأوليائه و أهل طاعته، الْوَدُودُ كما يود أحدكم أخاه و صاحبه بالبشرى و المحبة.
قوله تعالى:
ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ - إلى قوله تعالى- فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ [15- 22]
11524/ 23306 - ثم قال علي بن إبراهيم، و في رواية أبى الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام): «قوله ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فهو الله الكريم المجيد».
11525/ 23307 - علي بن إبراهيم: في قوله تعالى: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ* فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ، قال: اللوح المحفوظ له طرفان: طرف على يمين العرش، و طرف على جبهة إسرافيل، فإذا تكلم الرب جل ذكره بالوحي ضرب اللوح جبين إسرافيل، فينظر في اللوح، فيوحي بما في اللوح إلى جبرئيل (عليه السلام).
سورة الطارق
فضلها
11526/ 23308 - ابن بابويه: بإسناده، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «من كانت قراءته في فرائضه وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ ، كانت له يوم القيامة عند الله جاه و منزلة، و كان من رفقاء المؤمنين 23309 و أصحابهم في الجنة».
11527/ 23310 - و من (خواص القرآن): روي عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال: «من قرأ هذه السورة كتب الله له عشر حسنات بعدد كل نجم في السماء، و من كتبها و غسلها بالماء، و غسل بها الجراح لم ترم، و إن قرئت على شيء حرسته و أمن صاحبه عليه».
11528/ 23311 - و قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «من كتبها في إناء و غسلها بالماء و غسل بها الجراح لم ترم، و إن قرئت على شيء حرسته و أمن عليه صاحبه».
11529/ 23312 - و قال الصادق (عليه السلام): «من غسل بمائها الجراح سكنت و لم تقح، و من قرأها على شيء يشرب دواء يكون فيه الشفاء».
قوله تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ - إلى قوله تعالى- فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً [1- 17]
11530/ 23313 - ابن بابويه، قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن الحسين، السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه 23314 ، و عن محمد بن سليمان الصنعاني، عن إبراهيم بن الفضل، عن أبان بن تغلب، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن فسلم عليه فرد عليه السلام، و قال له: «مرحبا بك يا سعد» فقال له الرجل: بهذا الاسم سمتني أمي، و ما أقل من يعرفني به! فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): «صدقت، يا سعد المولى» فقال له الرجل: جعلت فداك، بهذا كنت ألقب. فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): «لا خير في اللقب، إن الله تبارك و تعالى يقول في كتابه: وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ 23315 ، ما صنعك 23316 يا سعد؟». فقال: جعلت فداك، أنا من [أهل] بيت ننظر في النجوم، لا نقول إن باليمن أحدا أعلم بالنجوم منا.
فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): «فما زحل عندكم في النجوم؟». فقال اليماني: نجم نحس. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «مه، لا تقولن هذا، فإنه نجم أمير المؤمنين (عليه السلام) و هو نجم الأوصياء (عليهم السلام) و هو النجم الثاقب الذي قال الله عز و جل في كتابه».
فقال [له] اليماني: فما يعني بالثاقب؟ قال: «إن مطلعه في السماء السابعة، و إنه ثقب بضوئه حتى أضاء في السماء الدنيا، فمن ثم سماه الله عز و جل النجم الثاقب».
11531/ 23317 - و عنه، قال: حدثني أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن محمد بن مروان 23318 ، عن الضحاك بن مزاحم، قال: و سئل علي (عليه السلام) عن الطارق؟
قال: «هو أحسن 23319 نجم في السماء، و ليس تعرفه الناس، و إنما سمي الطارق لأنه يطرق نوره سماء سماء إلى سبع سماوات، ثم يطرق راجعا حتى يرجع إلى مكانه».
11532/ 23320 - علي بن إبراهيم، قال: حدثنا جعفر بن أحمد، عن عبد الله بن موسى، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله: وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ ، قال: «السماء في هذا الموضع: أمير المؤمنين (عليه السلام)، و الطارق: الذي يطرق الأئمة (عليهم السلام) من عند ربهم مما يحدث بالليل و النهار، و هو الروح الذي مع الأئمة (عليهم السلام) يسددهم 23321 ».
قال: و النَّجْمُ الثَّاقِبُ قال: «ذاك رسول الله (صلى الله عليه و آله)».
11533/ 23322 - علي بن إبراهيم، قوله تعالى: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ قال: الملائكة، قال: في قوله تعالى: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ ، قال: النطفة التي تخرج بقوة يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرائِبِ ، قال: الصلب للرجل، و الترائب للمرأة 23323 ، و هي عظام صدرها إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ كما خلقه من نطفة يقدر أن يرده إلى الدنيا و إلى يوم القيامة يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ ، قال: يكشف عنها وَ السَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ قال: ذات المطر وَ الْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ أي ذات النبات، و هو قسم، و جوابه: إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ يعني ماض، أي قاطع وَ ما هُوَ بِالْهَزْلِ أي ليس بالسخرية إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً أي يحتالون الحيل وَ أَكِيدُ كَيْداً فهو من الله العذاب فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً ، قال: دعهم قليلا.
11534/ 23324 - ثم قال علي بن إبراهيم: حدثنا جعفر بن أحمد، عن عبد الله بن موسى، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، في قوله: فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَ لا ناصِرٍ ، قال: «ما له قوة يقوى بها على خالقه، و لا ناصر من الله ينصره، إن أراد به سوءا».