کتابخانه روایات شیعه
الخلق، و علينا حسابهم، فما كان لهم من ذنب بينهم و بين الله تعالى حتمنا على الله في تركه لنا، فأجابنا إلى ذلك، و ما كان بينهم و بين الناس استوهبناه منهم و أجابوا إلى ذلك و عوضهم الله عز و جل».
11575/ 23398 - ابن بابويه، قال: حدثنا أبو علي أحمد بن أبي جعفر البيهقي بفيد 23399 بعد منصرفي من حج بيت الله [الحرام] في سنة أربع و خمسين و ثلاثمائة، قال: حدثنا 23400 علي بن محمد بن مهرويه القزويني، قال: حدثنا داود بن سليمان، قال: حدثني علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد ابن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): إذا كان يوم القيامة ولينا حساب شيعتنا، فمن كانت مظلمته فيما بينه و بين الله عز و جل حكمنا فيها فأجابنا، و من كانت مظلمته فيما بينه و بين الناس استوهبناها منهم فوهبوها لنا، و من كانت مظلمته فيما بينه و بيننا كنا أحق من عفا و صفح».
11576/ 23401 - محمد بن العباس: عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «إذا كان يوم القيامة وكلنا 23402 بحساب شيعتنا، فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا، فهو لهم، و ما كان للآدميين سألنا الله أن يعوضهم بدله، فهو لهم، و ما كان لنا فهو لهم». ثم قرأ: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ* ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ .
11577/ 23403 - و عنه: بهذا الإسناد إلى عبد الله بن حماد، عن محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) ، في قوله عز و جل: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ* ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ، قال: «إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا، فما كان لله سألناه أن يهبه لنا، فهو لهم، و ما كان لمخالفيهم فهو لهم، و ما كان لنا فهو لهم» ثم قال:
«هم معنا حيث كنا».
11578/ 23404 - و عنه، قال: حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن يعقوب، عن جميل بن دراج، قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): أحدثهم بحديث 23405 جابر؟ قال: «لا تحدث به السفلة فيذيعوه، أما تقرأ إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ* ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ؟ قلت: بلى. قال: «إذا كان يوم القيامة و جمع الله الأولين و الآخرين، ولانا حساب شيعتنا، فما كان بينهم و بين الله حكمنا على الله فيه فأجاز حكومتنا، و ما كان بينهم و بين
الناس استوهبناه منهم فوهبوه لنا، و ما كان بيننا و بينهم فنحن أحق من عفا و صفح».
11579/ 23406 - و عن الصادق (عليه السلام) ، في قوله: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ* ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ، قال (عليه السلام):
«إذا حشر الناس في صعيد واحد، أجل الله أشياعنا أن يناقشهم في الحساب، فنقول: إلهنا، هؤلاء شيعتنا.
فيقول الله عز و جل: قد جعلت أمرهم إليكم و شفعتكم فيهم، و غفرت لمسيئهم، أدخلوهم الجنة بغير حساب».
11580/ 23407 - الشيخ في (التهذيب): بإسناده، عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، قال: حدثنا علي بن أحمد بن موسى و الحسين بن إبراهيم بن أحمد الكاتب، قالا: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا موسى بن عبد الله النخعي، قال: قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام): علمني- يا بن رسول الله- قولا أقوله بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم- ثم ذكر زيارة الجامعة لجميع الأئمة (عليهم السلام)، و قال علي (عليه السلام) فيها: «فالراغب عنكم مارق، و اللازم لكم لاحق، و المقصر في حقكم زاهق، و الحق معكم و فيكم و منكم و إليكم، و أنتم أهله و معدنه 23408 ، و ميراث النبوة عندكم، و إياب الخلق إليكم، و حسابهم عليكم، و فصل الخطاب عندكم».
11581/ 23409 - و عنه، في (أماليه): بإسناده، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري، عن عبد الرحمن ابن أحمد التميمي، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «إذا كان يوم القيامة وكلنا بحساب شيعتنا، فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا، فهو لهم، و ما كان لنا فهو لهم» ثم قرأ أبو عبد الله (عليه السلام): إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ* ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ».
11582/ 23410 - علي بن إبراهيم: قال الصادق (عليه السلام): «كل أمة يحاسبها إمام زمانها، و يعرف الأئمة أولياءهم و أعداءهم بسيماهم، و هو قوله تعالى: وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ ، [و هم الأئمة] يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ 23411 ، فيعطون أولياءهم كتبهم بأيمانهم، فيمرون على الصراط إلى الجنة بغير حساب، و يعطون أعدائهم كتبهم بشمالهم فيمرون إلى النار بغير حساب، فإذا نظر أولياؤهم في كتبهم يقولون لإخوانهم هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ* إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ* فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ 23412 ، أي مرضية، فوضع الفاعل مكان المفعول».
سورة الفجر
فضلها
11583/ 23413 - ابن بابويه: بإسناده، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «اقرءوا سورة الفجر في فرائضكم و نوافلكم، فإنها سورة للحسين بن علي (عليهما السلام)، من قرأها كان مع الحسين (عليه السلام) يوم القيامة في درجته من الجنة، إن الله عزيز حكيم».
11584/ 23414 - و من (خواص القرآن): روي عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال: «من قرأ هذه السورة غفر الله له بعدد من قرأها، و جعل له نورا يوم القيامة، و من كتبها و علقها على وسطه، و جامع زوجته حلالا، رزقه الله ولدا ذكرا قرة عين».
11585/ 23415 - و قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «من أدمن قراءتها جعل الله له نورا يوم القيامة، و من كتبها و علقها على زوجته رزقه الله ولدا مباركا».
11586/ 23416 - و قال الصادق (عليه السلام): «من قرأها عند طلوع الفجر أمن من كل شيء إلى طلوع الفجر في اليوم الثاني، و من كتبها و علقها على وسطه ثم جامع زوجته يرزقها الله تعالى ولدا تقر به عينه و يفرح به».
قوله تعالى:
11587/ 23417 - شرف الدين النجفي، [قال]: روي بالإسناد مرفوعا، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «قوله عز و جل: وَ الْفَجْرِ الفجر هو القائم (عليه السلام): وَ لَيالٍ عَشْرٍ الأئمة (عليهم السلام) من الحسن إلى الحسن وَ الشَّفْعِ أمير المؤمنين و فاطمة (عليها السلام)، وَ الْوَتْرِ هو الله وحده لا شريك له: وَ اللَّيْلِ إِذا يَسْرِ هي دولة حبتر، فهي تسري إلى دولة 23418 القائم (عليه السلام)».
11588/ 23419 - محمد بن العباس: عن الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال: «الشفع هو رسول الله (صلى الله عليه و آله) و علي (عليه السلام)، و الوتر هو الله الواحد القهار عز و جل».
11589/ 23420 - علي بن إبراهيم، قال: ليس فيها (واو) و إنما هو (الفجر و ليال عشر) قال: عشر ذي الحجة وَ الشَّفْعِ قال: ركعتان وَ الْوَتْرِ ركعة.
11590/ 23421 - قال: و في حديث آخر قال: الشفع الحسن و الحسين، و الوتر أمير المؤمنين (عليهم السلام).
11591/ 23422 - الشيباني في (نهج البيان)، قال: روي عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): «أن الشفع محمد
و علي، و الوتر الله تعالى».
11592/ 23423 - الطبرسي، قال: الشفع يوم النحر، و الوتر [يوم] عرفة، قال: و هي رواية جابر، عن النبي (صلى الله عليه و آله).
قال: و الوجه فيه أن يوم النحر يشفع بيوم 23424 نفر بعده، و ينفرد يوم عرفة، [
و قيل: الشفع يوم التروية، و الوتر يوم عرفة] و روي ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام)».
قوله تعالى:
هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ - إلى قوله تعالى- وَ فِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ [5- 10] 11593/ 23425 - علي بن إبراهيم: ثم قال تعالى: هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ، يقول: لذي عقل. وَ اللَّيْلِ إِذا يَسْرِ ، قال: هي ليلة جمع 23426 ».
11594/ 23427 - ثم قال علي بن إبراهيم: قال الله لنبيه (صلى الله عليه و آله) أَ لَمْ تَرَ أي ألم تعلم كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ* إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ* الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ ، ثم مات عاد، و أهلك الله 23428 قومه بالريح الصرصر.
قوله تعالى: وَ ثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ ، أي حفروا الجوبة 23429 ، في الجبال، قوله تعالى:
وَ فِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ عمل الأوتاد التي أراد أن يصعد بها إلى السماء.
11595/ 23430 - ابن بابويه، قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب الرازي (رضي الله عنه)، قال:
حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان الأحمر، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: وَ فِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ لأي شيء سمي ذا الأوتاد؟ قال: «لأنه كان إذا عذب رجلا بسطه على الأرض على وجهه، و مد يديه و رجليه فأوتدها بأربعة أوتاد في الأرض، و ربما بسطه على خشب منبسط فوتد
رجليه و يديه بأربعة أوتاد، ثم تركه على حاله حتى يموت، فسماه الله عز و جل فرعون ذا الأوتاد لذلك».
قوله تعالى:
إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ - إلى قوله تعالى- وَ جِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ [14- 23] 11596/ 23431 - علي بن إبراهيم: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ أي حافظ قائم على كل نفس 23432 .
11597/ 23433 - محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن مفضل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): أخبرني الروح الأمين أن الله لا إله غيره، إذا وقف الخلائق و جمع الأولين و الآخرين، أتى بجهنم تقاد بألف زمام، أخذ بكل زمام مائة ألف ملك من الغلاظ الشداد، و لها هدة 23434 و تحطم و زفير و شهيق، و إنها لتزفر الزفرة، فلو لا أن الله عز و جل أخرها إلى الحساب لأهلكت الجمع 23435 ، ثم يخرج منها عنق يحيط بالخلائق، البر منهم و الفاجر، فما خلق الله عبدا من عباده، ملك و لا نبي إلا و ينادي: يا رب نفسي نفسي، و أنت تقول: يا رب أمتي أمتي، ثم يوضع عليها صراط أدق من الشعر، و أقطع 23436 من السيف، عليه ثلاث قناطر: الأولى عليها الأمانة و الرحم 23437 ، و الثانية عليها الصلاة، و الثالثة عليها رب العالمين لا إله غيره، فيكلفون الممر عليها، فتحبسهم الأمانة و الرحم 23438 ، فإن نجوا منها حبستهم الصلاة، فإن نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين جل ذكره، و هو قوله تبارك و تعالى: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ .
و الناس على الصراط، فمتعلق تزل قدمه و تثبت قدمه، و الملائكة حولها ينادون: يا حليم يا كريم، اعف و اصفح و عد بفضلك و سلم، و الناس يتهافتون فيها كالفراش، فإذا نجا ناج برحمة الله تبارك و تعالى، نظر إليها فقال:
الحمد لله الذي نجاني منك بفضله و منه 23439 ».