کتابخانه روایات شیعه
و بعد: فيقول فقير اللّه الغنيّ عبده هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد الحسينيّ البحرانيّ: قد أوردت في هذا الكتاب ثلاث مائة و ما يزيد على ذلك أحاديث مشتملة على النّصّ على إمامة الأئمّة الأطهار الإثني عشر، منقولة عن رجال الخاصّة و العامّة، مسندة الّا نادرا غير مرسلة، عن رجال مشهورين و مشائخ معتبرين، و قد ذكرها في كتبهم فحول الرّجال، و قد عثرت على أكثر من هذه الأحاديث، لكن ضربت عن الإطالة صفحا، و طويت عنها كشحا، و فيما ذكرت غنية للّبيب السّعيد الرّشيد إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ 1 و أرجو اللّه تبارك و تعالى أن ينفع به المستفيد الخارج عن ربقة أهل الأهواء و التّقليد، و المستشرف للحقّ من القريب و البعيد، و أن يجعل ذلك نجاة لي يوم التّناد، و لمن استضاء و انتفع به من العباد، و قد أفردت لأسماء الرّجال الرّواة
مقدّمة على حدة محتوية على أسماء الكتب المنقول منها الكتاب، و اسماء مصنّفيها، و قد استخرت اللّه جلّ جلاله بعد تحصيل مقدّماته في ذلك.
ابن بابويه قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطّالقاني قدّس سرّه قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى قال: حدّثنا المغيرة بن محمّد قال: حدّثنا رجاء بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفيّ قال: قلت لأبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السّلام: لايّ شيء يحتاج الى النّبيّ و الإمام؟ قال: لبقاء العالم على صلاحه، و ذلك أنّ اللّه عزّ و جلّ يرفع العذاب عن أهل الارض اذا كان فيها نبيّ أو إمام، قال اللّه تعالى: وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ . و قال النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله: النّجوم أمان لأهل السّماء، و أهل بيتي أمان لأهل الأرض؛ فإذا ذهبت النّجوم أتى أهل السّماء ما يكرهون، و إذا ذهبت أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون 2 .
و الكتب المنقول منها هذا الكتاب يشار إلى بعضها برمز؛ فالإشارة إلى كتاب النّصوص على الأئمّة الإثني عشر لابن بابويه القميّ «نص» و إلى غيبته «غب» و إلى كتاب الخصال «خل» و إلى كتابه عيون أخبار الرّضا عليه السّلام «عض» و إلى غيبة الشّيخ الطّوسي «غخ» و إلى كتاب محمّد بن إبراهيم النّعماني «غم» و إلى كتاب الكافي لمحمّد بن يعقوب الكلينيّ «كا»، و الباقي من الكتب يصرّح باسمها.
و كلّما فيه من أوّل السّند محمّد بن عليّ فهو أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه.
و كلّما فيه عن ابن طاووس فهو السّيّد الأجلّ السّيّد عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس، و ربّما أوردت نادرا تكرّر متن بعض الأحاديث لتغاير ما فيها، و لتغاير راويه، و سمّيته «كتاب الإنصاف في النّصّ على الأئمّة الإثني عشر من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله الأشراف» و اللّه حسبي و نعم الوكيل.
. باب الهمزه
الحديث الأوّل نص-
«أبان بن تغلب» محمّد بن عليّ قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الشّيبانيّ رحمه اللّه قال: حدّثنا جعفر بن محمّد الحسينيّ قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن عبد المنعم الصّيداويّ قال: حدّثنا بن صالح عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السّلام قال: سألته عن الأئمّة قال: و اللّه لعهد عهد إلينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنّ الأئمّة بعده إثنا عشر؛ تسعة من صلب الحسين، و منّا المهديّ الّذي يقوم بالدّين في آخر الزّمان، من أحبّنا حشر من حفرته معنا، و من أبغضنا أو ردّنا أو ردّ واحدا منّا حشر من حفرته إلى النّار و قد خاب من افترى 3 .
الثاني نص-
إبراهيم بن أبي عيلة محمّد بن عليّ قال: أخبرني القاضي أبو الفرج المعافي بن زكريّا البغداديّ قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن عقبة القاضيّ قال:
حدّثنا محمّد بن إسحاق الأنصاريّ قال: حدّثنا عبد اللّه بن مروان بن معاوية قال:
حدّثنا شدّاد بن عبد الرّحمان من أهل بيت المقدس قال: حدّثني إبراهيم بن أبي عيلة عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: حبّي وحبّ أهل بيتي نافع في سبعة مواضع أهوالهنّ عظيمة؛ عند الوفاة، و القبر، و عند النّشور، و عند الكتاب، و عند الميزان، و عند الحساب، و عند الصّراط؛ فمن أحبّني و أحبّ أهل بيتي و استمسك بهم من بعدي فنحن شفعاؤه يوم القيامة، فقيل: يا رسول اللّه و كيف الاستمساك بهم؟ فقال: إنّ الأئمّة من بعدي إثنا عشر، فمن أحبّهم و اقتدى بهم فاز و نجا، و من تخلّف عنهم ضلّ و غوى 4 .
الثالث: غب-
إبراهيم الكرخي محمّد بن عليّ قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن
عبد اللّه عن أبيه محمّد بن خالد عن محمّد بن سنان و أبي عليّ الزّرّاد جميعا عن إبراهيم الكرخيّ قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السّلام، و أنا لجالس عنده إذ دخل أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السّلام و هو غلام، فقمت إليه و قبّلته و جلست معه، فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: يا إبراهيم أمّا أنت فهذا صاحبك من بعدي، اما ليهلكنّ فيه أقوام، و ليسعد آخرون، و لعن اللّه قاتله، و ضاعف عليه العذاب، اما ليخرجنّ اللّه من صلبه خير أهل الأرض في زمانه سميّ جدّه، و وارث علمه و أحكامه في قضاياه؛ معدن الإمامة و رأس الحكمة؛ يقتله جبّار بني فلان بعد عجائب طريفة حسدا له، و لكنّ اللّه عزّ و جلّ بالغ أمره و لو كره المشركون، و يخرج اللّه عزّ و جلّ من صلبه تكملة إثني عشر مهديّا، اختصّهم اللّه بكرامته، و أحلّهم دار قدسه؛ المنتظر الثاني عشر منهم، المقرّ به كالشّاهر سيفه بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يذبّ عنه، قال: فدخل
رجل من موالي بني اميّة، فانقطع كلامه، فعدت إلى أبي عبد اللّه عليه السّلام أحد عشر مرّة أريد منه أن يستتمّ الكلام فما قدرت على ذلك، فلمّا كان قابل السّنة الثّانية دخلت عليه و هو جالس فقال: يا إبراهيم مفرّج الكرب عن شيعته بعد ضنك شديد و بلاء طويل و جوع و خوف، فطوبى لمن أدرك ذلك الزّمان حسبك يا إبراهيم، قال إبراهيم:
فما رجعت بشيء هو أسرّ من هذا لقلبي، و لا أقرّ لعيني 5 .
الرابع غم-