کتابخانه روایات شیعه
رجل من موالي بني اميّة، فانقطع كلامه، فعدت إلى أبي عبد اللّه عليه السّلام أحد عشر مرّة أريد منه أن يستتمّ الكلام فما قدرت على ذلك، فلمّا كان قابل السّنة الثّانية دخلت عليه و هو جالس فقال: يا إبراهيم مفرّج الكرب عن شيعته بعد ضنك شديد و بلاء طويل و جوع و خوف، فطوبى لمن أدرك ذلك الزّمان حسبك يا إبراهيم، قال إبراهيم:
فما رجعت بشيء هو أسرّ من هذا لقلبي، و لا أقرّ لعيني 5 .
الرابع غم-
إبراهيم الكرخي محمّد بن إبراهيم النعمانيّ عن أبي عليّ أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب بن عمّار الكوفيّ قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا القاسم بن هشام اللّؤلؤي عن الحسن بن محبوب عن إبراهيم الكرخيّ قال: دخلت على أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليه السّلام فإنّي عنده جالس إذ دخل أبو الحسن موسى و هو غلام
فقمت إليه فقبّلته و جلست، فقال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام: يا إبراهيم أما إنّه صاحبك من بعدي، أما ليهلكنّ فيه أقوام و يسعد آخرون؛ فلعن اللّه قاتله، و ضاعف على روحه العذاب، اما ليخرجنّ اللّه من صلبه خير أهل الأرض في زمانه، سميّ جدّه و وارث علمه و أحكامه و قضاياه، معدن الإمامة و رأس الحكمة؛ يقتله جبّار بني فلان بعد عجائب طريفة، و لكنّ اللّه بالغ أمره و لو كره المشركون، يخرج اللّه من صلبه تكملة إثني عشر إماما مهديّا اختصّهم اللّه بكرامته، و أحلّهم دار قدسه، المنتظر الثّاني عشر منهم، المقرّ به كالشّاهر سيفه بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يذبّ عنه، و دخل رجل من موالي بني أميّة فانقطع الكلام، فعدت إلى أبي عبد اللّه عليه السّلام أحد عشر مرّة أريد أن يستتمّ الكلام فما قدرت على ذلك، فلمّا كان قابل السّنة الثّانية دخلت عليه و هو جالس فقال: يا إبراهيم و هو مفرّج الكرب عن شيعته بعد ضنك شديد، و بلاء طويل، وجوع و خوف، طوبى لمن أدرك ذلك الزّمان، حسبك يا إبراهيم، فما رجعت بشيء آنس إلى قلبي من هذا، و لا أقرّ لعيني 6 .
قال مؤلف هذا الكتاب: لا يبعد اتّحاد إبراهيم في هذين الحديثين، لكن لمّا اختلف السّند ذكرتهما حديثين كما هو دأبي في هذا الكتاب، و دأب غيري أيضا، و ذلك نادر في هذا الكتاب.
الخامس غب-
إبراهيم بن يحيى المدنيّ محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي و محمّد ابن الحسن رضي اللّه عنه قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه و محمّد بن يحيى العطّار و أحمد بن إدريس جميعا عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي و يعقوب بن يزيد و إبراهيم بن هاشم جميعا عن ابن فضّال عن أيمن بن محرز الحضرميّ عن محمّد بن سماعة الكنديّ عن إبراهيم بن يحيى المدنيّ عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: لمّا بايع النّاس عمر بعد موت أبي بكر أتاه رجل من شبّان اليهود و هو في المسجد فسلّم عليه و الناس حوله فقال: يا أمير المؤمنين دلّني على أعلمكم باللّه و برسوله و بكتابه و سنّته؟
فأومى بيده إلى عليّ عليه السّلام فقال: هذا فتحوّل الرّجل إلى عليّ عليه السّلام فسأله: أنت كذلك؟
فقال: نعم فقال: إنّي أسألك عن ثلاثة و ثلاثة و واحدة، فقال له أمير المؤمنين: أفلا قلت عن سبع؟ فقال اليهوديّ: لا إنّما أسألك عن ثلاثة؛ فإن أصبت فيهنّ فسألتك عن ثلاث بعدها، و إن لم تصب لم أسألك، فقال امير المؤمنين عليه السّلام: أخبرني إن أنا أجبتك بالصّواب و الحقّ تعرف ذلك؟ و كان الفتى من علماء اليهود و أحبارها يرون
أنّه من ولد هارون بن عمران أخي موسى عليه السّلام فقال: نعم، فقال أمير المؤمنين: باللّه الّذي لا اله إلّا هو لئن أجبتك بالحقّ و الصّواب لتسلمنّ و لتدعنّ اليهوديّة؟ فحلف اليهوديّ: ما جئتك الّا مرتادا أريد الإسلام، فقال: يا هارونيّ إسأل عمّا بدا لك تخبر قال: أخبرني عن أوّل شجرة نبتت على وجه الأرض؟ و عن أوّل عين نبعت على وجه الأرض؟ و عن أوّل حجر وضع على وجه الأرض؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام:
أمّا سؤالك عن أوّل شجرة نبتت على وجه الأرض فإنّ اليهود يزعمون أنّها الزّيتون و كذبوا، إنّما هو النّخلة؛ و هي العجوة هبط بها آدم عليه السّلام معه من الجنّة فغرسها، و أصل النّخل كلّه منها، و أمّا قولك أوّل عين نبعت على وجه الأرض فإنّ اليهود يزعمون أنّها العين الّتي ببيت المقدس تحت الحجر و كذبوا، و إنّما هي عين الحيوان الّتي
انتهى موسى و فتاه إليها؛ فغسل فيها السّمكة المالحة فحييت، و ليس من ميّت يصيبه ذلك الماء إلّا يحيا، و كان الخضر عليه السّلام على مقدمة ذي القرنين يطلب عين الحياة فوجدها الخضر و شرب منها، و لم يجدها ذو القرنين، و أمّا قولك أوّل حجر وضع على وجه الأرض، فإنّ اليهود يزعمون أنّه الحجر الّذي في بيت المقدس و كذبوا، و إنّما هو الحجر الأسود هبط به آدم معه من الجنّة فوضعه على الرّكن و النّاس يستلمونه، و كان أشدّ بياضا من الثّلج، فاسودّ من خطايا بني آدم، قال:
فأخبرني كم لهذه الأمّة من إمام هدى هادين مهديّين لا يضرّهم خذلان من خذلهم؟
و أخبرني أين منزل محمّد في الجنّة؟ و من معه من أمّته في الجنّة؟ قال: أمّا قولك كم لهذه الأمّة من إمام هدى هادين مهديّين لا يضرّهم خذلان من خذلهم، فإنّ لهذه
الأمّة إثنا عشر إماما هادين مهديّين لا يضرّهم خذلان من خذلهم، و أمّا قولك: أين منزل محمّد صلّى اللّه عليه و آله ففي أفضلها و أشرفها عدن، و أمّا قولك من مع محمّد صلّى اللّه عليه و آله في الجنّة من أمّته؟ فهؤلاء الإثنا عشر أئمّة الهدى، فقال الفتى: صدقت و اللّه الّذي لا إله إلّا هو إنّه لمكتوب عندي بإملاء موسى و خطّ هارون بيده، فقال: أخبرني كم يعيش وصيّ محمّد من بعده؟ و هل يموت موتا أو يقتل قتلا؟ فقال عليّ عليه السّلام: ويحك يا هاروني أنا وصيّ محمّد صلّى اللّه عليه و آله أعيش بعده ثلاثين سنة لا أزيد يوما و لا أنقص يوما، ينبعث أشقاها أشقى من عاقر ناقة ثمود فيضربني على ههنا في مفرقي، فيخضب منه لحيتي ثمّ بكى بكاء شديدا قال: فصرخ الفتى و قطع كستيجه فقال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و أنّ محمّدا رسول اللّه و أنّك وصيّ رسول اللّه، قال:
أبو جعفر العبديّ رفعه، قال: هذا الرّجل اليهوديّ أقرّ له من بالمدينة أنّه أعلمهم، و أنّ أباه كان كذلك فيهم 7 .
السّادس غب-
ابن سيرين محمّد بن عليّ قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسحاق الدّينوريّ قال: حدّثنا أبي بكر أبي داود قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن شاذان قال: حدّثنا الوليد بن هاشم قال: حدّثنا أبي عن أبيه عن ابن سيرين عن جابر بن سمرة قال: كنّا عند النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله فقال: يلي هذا الأمر إثنا عشر قال: فصرخ النّاس فلم أسمع ما قال فقلت لأبي- و كان أقرب إلى رسول اللّه- ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؟
فقال: قال: كلّهم من قريش، و كلّهم لا يرى مثله 8 .