کتابخانه روایات شیعه
من يغيب؟ فقال: نعم يغيب عن أبصار النّاس شخصه، و لا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره، و هو الثّاني عشر منّا، و يسهّل اللّه له كلّ عسر، و يذلّ له كلّ صعب، و يظهر له كلّ كنوز الأرض، و يقرّب له كلّ بعيد، و يبتر به كلّ جبّار عنيد، و يهلك على يده كلّ شيطان مريد، ذلك ابن سيّدة الإماء الّذي يخفى على النّاس ولادته و لا يحلّ لهم تسميته، حتّى يظهره اللّه عزّ و جلّ فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
قلت: ثمّ قال محمّد بن عليّ بن بابويه قدّس سرّه: قال مؤلّف هذا الكتاب: لم أسمع هذا الحديث إلّا من أحمد بن زياد رحمه اللّه بهمدان منصرفي من حجّ بيت اللّه الحرام، و كان رجلا ثقة ديّنا فاضلا رحمة اللّه عليه. انتهى 13 .
العاشر من طرائف الطّاووسيّ
أبو إسحاق و بالإسناد عن الإمام محمّد بن أحمد ابن شاذان قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن الفضل عن محمّد بن القاسم عن عبّاد بن يعقوب عن موسى بن عثمان عن الأعمش قال: حدّثني أبو إسحاق عن الحارث و سعيد بن بشير عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: أنا واردكم، و أنت يا عليّ السّاقي، و الحسن الذّائد، و الحسين الآمر، و عليّ بن الحسين الفارط، و محمّد بن عليّ النّاشر، و جعفر بن محمّد السّائق، و موسى بن جعفر محصي المحبّين و المبغضين و قامع المنافقين، و عليّ بن موسى مزيّن المؤمنين، و محمّد بن عليّ منزل أهل الجنّة في درجاتهم، و عليّ بن محمّد خطيب شيعته و مزوّجهم الحور العين، و الحسن بن عليّ سراج أهل الجنّة يستضيئون به، و الهادي شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن اللّه إلّا لمن يشاء و يرضى 14 .
قلت: و رأيت في بعض الكتب في هذا الحديث مهديّ بدل الهادي.
الحادي عشر غم-
أبو أيّوب عن أبيه محمّد بن إبراهيم قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال: حدّثنا حميد بن زياد عن كتابه قرأته عليه قال: حدّثني جعفر بن إسماعيل المقري عن عبد الرّحمان بن أبي نجران عن عليّ بن إسماعيل البصريّ عن أبي أيّوب المؤدّب عن أبيه و كان مؤدّبا لبعض ولد جعفر بن محمّد عليهما السّلام قال: لمّا توفّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله دخل المدينة رجل من ولد داود على دين اليهوديّة، فرأى السّكك خالية، فقال لبعض أهل المدينة: ما لي أرى السّكك خالية؟
قيل له: توفّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال الدّاووديّ:
أما إنّه قد توفّي في اليوم الّذي في كتابنا، ثمّ قال: و أين النّاس؟ قيل له: في المسجد، فأتى المسجد فإذا أبو بكر و عمر و عثمان و عبد الرّحمان بن عوف و أبو عبيدة بن الجرّاح و النّاس قد غصّ المسجد بهم، فقال: وسّعوا لي حتّى أدخل،
و أرشدوني إلى الّذي خلّفه نبيّكم، فأرشدوه إلى أبي بكر فقال له: إنّي رجل من ولد داود على دين اليهوديّة، و قد جئت لأسألك عن أربعة أحرف، فإن خبّرت بها أسلمت، فقال انتظر قليلا، فأقبل أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام من بعض أبواب المسجد فقال له: عليك بالفتى، فقام إليه، فلمّا دنا منه قال له: أنت علي بن أبي طالب عليه السّلام؟
فقال له عليّ عليه السّلام: أنت فلان بن فلان بن داود؟ قال: نعم، فأخذ عليّ بيده و جاء به إلى أبي بكر فقال اليهوديّ: إنّي سألت هؤلاء عن أربعة أحرف فأرشدوني إليك، فأسألك؟ قال: اسأل، فقال: ما أوّل حرف كلّم به نبيّكم لمّا أسري به و رجع من عند ربّه، و خبّرني عن الملك الّذي زحم نبيّكم و لم يسلّم عليه؟
و خبّرني عن الأربعة الّذين كشف عنهم مالك طبقا من نار فكلّموا نبيّكم؟ و خبّرني عن منزل نبيّكم أيّ موضع هو في الجنّة؟ فقال عليّ عليه السّلام: أمّا أوّل ما كلّم به نبيّنا عليه و آله السّلام قول اللّه: آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ 15 فقال: ليس هذا أردت، قال: فقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ 16 فقال: ليس هذا أردت فقال: اترك الأمر مستورا قال: لتخبرني أولست أنت هو؟ قال: أمّا إذا أبيت فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لمّا رجع من عند ربّه و الحجب ترفع له قبل أن يصير إلى موضع جبرائيل، ناداه ملك يا أحمد قال: لبّيك، قال: إنّ اللّه يقرأ عليك السّلام و يقول لك:
اقرأ على السّيّد الوليّ السّلام، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: و من السّيّد الوليّ؟ قال
الملك: عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، قال اليهوديّ: صدقت و اللّه إنّي لأجده في كتاب أبي، فقال عليّ عليه السّلام: و أمّا الملك الّذي زاحم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فملك الموت جاء من عند جبّار من أهل الدّنيا قد تكلّم بكلام عظيم فغضب للّه، فزحم رسول اللّه و لم يعرفه، فقال جبرائيل: يا ملك الموت هذا رسول اللّه أحمد [هذا] حبيب اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فرجع إليه و لصق به و اعتذر إليه، و قال: يا رسول اللّه إنّي أتيت ملكا جبّارا قد تكلّم بكلام عظيم فغضبت و لم أعرفك فعذره، و أمّا الأربعة الّذين كشف عنهم مالك طبقا من النّار؛ فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مرّ بمالك و لم يضحك قط، فقال جبرئيل: يا مالك هذا نبيّ الرّحمة فتبسّم في وجهه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: يا جبرئيل مره يكشف طبقا من النّار، فكشف طبقا، فإذا قابيل و نمرود و فرعون و هامان، فقالوا: يا محمّد سل ربّك