کتابخانه روایات شیعه
لنجعلها في أهل بيته، فآمن العقب من ذرّيّة الأنبياء من كان من قبل إبراهيم لإبراهيم عليه السّلام، و كان بينه و بين هود من الأنبياء عشرة أنبياء؛ و هو قوله تعالى: وَ ما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ و قوله: فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَ قالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ و قوله عزّ و جلّ: وَ إِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ فجرى بين كلّ نبيّين عشرة آباء و تسعة آباء و ثمانية آباء كلّهم أنبياء، و جرى لكلّ نبيّ ما جرى لنوح و هود و صالح و شعيب و إبراهيم حتّى انتهى إلى يوسف بن يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم عليه السّلام ثمّ صارت بعد يوسف في الأسباط إخوته، حتّى انتهت إلى موسى بن عمران؛ و كان بين يوسف و بين موسى عشرة من الأنبياء؛ فأرسل اللّه عزّ و جلّ موسى و هارون إلى فرعون و هامان
و قارون، ثمّ أرسل اللّه عزّ و جلّ الرّسل تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَ جَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ 62 و كانت بنو إسرائيل يقتل نبيّا و إثنان قائما؛ و يقتلون إثنين و أربعة قيام، حتّى أنّه كان ربّما قتلوا في اليوم الواحد سبعين نبيّا، فيقوم في سوق قتلهم آخر النّهار، فلمّا نزلت التّوراة على موسى بن عمران بشّر بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله، و كان بين يوسف و موسى عليه السّلام أنبياء، و كان وصيّ موسى بن عمران يوشع بن نون و هو فتاه الّذي قال اللّه تبارك و تعالى في كتابه.
فلم تزل الأنبياء تبشّر بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله و ذلك قوله: يَجِدُونَهُ 63 يعني اليهود و النّصارى يعني صفة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و اسمه مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ
وَ الْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ و هو قوله عزّ و جلّ يحكي عن عيسى بن مريم: وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فبشّر موسى و عيسى عليهما السّلام بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله كما بشّرت الأنبياء بعضهم بعضا حتّى بلغت محمّدا، فلمّا قضى محمّد صلّى اللّه عليه و آله نبوّته و استكملت أيّامه أوحى اللّه عزّ و جلّ إليه: يا محمّد قد قضيت نبوّتك و استكملت أيّامك، فاجعل العلم الّذي عندك و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار النّبوّة عند عليّ بن أبي طالب؛ فإنّي لن أقطع العلم و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النّبوّة من العقب من ذرّيّتك كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الّذين كانوا بينك و بين أبيك آدم؛ و ذلك قوله عزّ و جلّ: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ. ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ فإنّ اللّه تبارك
و تعالى لم يجعل العلم جهلا، و لم يكل أمره إلى ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل، و لكنّه أرسل رسلا من ملائكته إلى نبيّه فقال له كذا و كذا، و أمره بما يحبّه و ينهاه عمّا يكره، فقصّ عليه ما قبله و ما بعده بعلم، فعلّم ذلك العلم أنبياءه و أولياءه و أصفياءه من الآباء و الإخوان بالذّرّيّة الّتي بعضها من بعض، فذلك قوله عزّ و جلّ: فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فأمّا الكتاب فالنّبوّة، و أمّا الحكمة فهم الحكماء من الأنبياء، و الأصفياء من الصّفوة، و كلّ هؤلاء من الذّرّيّة الّتي بعضها من بعض الّتي جعل اللّه عزّ و جلّ فيهم النّبوّة و فيهم العاقبة و حفظ الميثاق، حتّى تنقضي الدّنيا، فهم العلماء و ولاة الأمر و أهل استنباط العلم و الهداة، فهذا بيان الفضل في الرّسل و الأنبياء و الحكماء و الأئمّة الهداة و الخلفاء الّذين هم ولاة الأمر و أهل استنباط علم اللّه و أهل آثار علم اللّه من الذّرّيّة الّتي بعضها من بعض، من الصّفوة الّتي بعد الأنبياء من الآل و الإخوان و الذّرّيّة من
بيوتات الأنبياء، فمن عمل بعملهم و انتهى إلى أمرهم نجا بنصرهم، و من وضع ولاية اللّه و أهل استنباط علم اللّه في غير أهل الصّفوة من بيوتات الأنبياء فقد خالف أمر اللّه عزّ و جلّ و جعل الجهّال ولاة أمر اللّه و المتكلّمين بغير هدى، و زعموا أنّهم أهل استنباط علم اللّه، فكذبوا على اللّه و زاغوا عن وصيّته و طاعته، فلم يضعوا فضل اللّه حيث وضعه اللّه تبارك و تعالى و أضلّوا أتباعهم، فلا يكون لهم يوم القيامة حجّة، إنّما الحجّة في آل إبراهيم لقول اللّه عزّ و جلّ: فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً و الحجّة الأنبياء و أهل بيوتات الأنبياء حتّى تقوم السّاعة؛ لأنّ كتاب اللّه ينطق بذلك، و وصيّة اللّه جرت بذلك في العقب من البيوت الّتي رفعها اللّه تبارك و تعالى على النّاس، فقال: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ و هي بيوتات الأنبياء و الرّسل
و الحكماء و أئمّة الهدى. فهذا بيان عروة الإيمان الّتي بها نجا من نجا قبلكم، و بها ينجو من اتّبع الأئمّة؛ و قد ذكر اللّه تبارك و تعالى في كتابه: وَ نُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ وَ أَيُّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسى وَ هارُونَ وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. وَ زَكَرِيَّا وَ يَحْيى وَ عِيسى وَ إِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ. وَ إِسْماعِيلَ وَ الْيَسَعَ وَ يُونُسَ وَ لُوطاً وَ كلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ. وَ مِنْ آبائِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَ إِخْوانِهِمْ وَ اجْتَبَيْناهُمْ وَ هَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ فإنّه من وكّل بالفضل من أهل بيته من الأنبياء و الإخوان و الذّرّيّة و هو قول اللّه عزّ و جلّ: فَإِنْ يَكْفُرْ بِها أمّتك فقد وكّلنا أهل بيتك بالإيمان الّذي أرسلتك به فلا يكفرون بها أبدا، و لا أضيع الإيمان الّذي أرسلتك به، و جعلت أهل بيتك بعدك