کتابخانه روایات شیعه
عشر بعد يوسف ثمّ موسى و هارون إلى فرعون و ملأه إلى مصر وحدها، ثمّ إنّ اللّه أرسل يوشع بن نون إلى بني إسرائيل من بعد موسى، فنبوّته بدؤها في البريّة الّتي تاه فيها بنو إسرائيل، ثمّ كانت أنبياء كثيرة منهم من قصّه اللّه عزّ و جلّ على محمّد صلّى اللّه عليه و آله و منهم من لم يقصصهم على محمّد، ثمّ إنّ اللّه عزّ و جلّ أرسل عيسى عليه السّلام إلى بني إسرائيل خاصّة و كانت نبوّته ببيت المقدس، و كانت من بعده الحواريّون إثنا عشر، فلم يزل الإيمان يستتر في بقيّة أهل بيته منذ رفع اللّه عيسى، و أرسل اللّه محمّدا صلّى اللّه عليه و آله إلى الجنّ و الإنس عامّة، و كان خاتم الأنبياء، و كان من بعده الإثنا عشر الأوصياء؛ منهم من أدركنا و منهم من سبقنا و منهم من بقي، فهذا أمر النّبوّة و الرّسالة، فكلّ نبيّ أرسل إلى بني إسرائيل خاصّ أو عامّ؛ له وصيّ جرت به السّنّة،
و كان الأوصياء الّذين بعد النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله على سنّة أوصياء عيسى عليه السّلام، و كان أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه على سنّة المسيح عليه السّلام، فهذا تبيان السّنّة و أمثال الأوصياء بعد الأنبياء 64 .
الثّالث و الأربعون هداية الكبرى
، أبو حمزة الثّماليّ الحسين بن حمدان الحصينيّ عن عليّ بن الطّيّب الصّابونيّ عن عليّ بن مهزيار عن الحسن بن سماعة عن جابر العبرتائي عن أبي حمزة الثّمالي عن محمّد بن عليّ الباقر عن أبيه عليّ بن الحسين عليه السّلام عن جدّه الحسين بن عليّ قال: دخلت و أخي الحسن بن عليّ على جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فأجلسني على فخذه و أجلس أخي على فخذه الآخر و قبّلنا و قال:
بأبي أنتما إمامان زاكيان صالحان، اختار كما اللّه عزّ و جلّ منّي و من أبيكما و أمّكما، و اختار من صلبك يا حسين تسعة أئمّة تاسعهم قائمهم، و كلّهم في الفضل و المنزلة عند اللّه سواء 65 .
الرّابع و الأربعون غب-
أبو حمزة محمّد بن عليّ قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضى اللّه عنه قال: حدّثني أبي عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن أبي سعيد العصفوري عن عمر بن ثابت عن أبي حمزة قال: سمعت عليّ بن الحسين عليه السّلام يقول: إنّ اللّه تبارك و تعالى خلق محمّدا و عليّا و الأئمّة الأحد عشر من نور عظمته أرواحا في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق، يسبّحون اللّه عزّ و جلّ و يقدّسونه و هم الأئمّة الهادية من آل محمّد عليهم السّلام 66 .
قلت: قال محمّد بن عليّ: قال مصنّف هذا الكتاب: قد روي هذا الخبر بغير هذا اللفظ إلّا أنّ مسموعي ما قد ذكرته 67 . و روى هذا الحديث محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى و ساق الحديث إلّا أنّ فيه: أشباحا مقام أرواحا، و هم الأئمّة من ولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عوض: و هم الأئمّة الهادية من آل محمّد عليهم السّلام 68 .
الخامس و الأربعون غب-
أبو حمزة محمّد بن عليّ قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم ابن إسحاق قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمدانيّ قال: حدّثنا أبو عبد اللّه العاصميّ عن الحسن بن القاسم عن الحسن بن محمّد بن سماعة عن وهب. و ح (كذا) عن أبي حمزة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنّه قال: منّا إثنا عشر مهديّا 69 .
السّادس و الأربعون نص-
أبو خالد الكابليّ محمّد بن عليّ قال: أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ رحمه اللّه قال: حدّثنا هارون بن موسى قال: حدّثنا الحسين بن حمدان عن عثمان بن سعيد عن أبي عبد اللّه محمّد بن مهران عن محمّد بن إسماعيل الحسيني عن خالد بن المفلّس قال: حدّثني أبو نعيم بن جعفر عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي خالد الكابليّ قال: دخلت على عليّ بن الحسين عليه السّلام و هو جالس في محرابه فجلست حتّى انثنى و أقبل عليّ بوجهه و مسح يده على لحيته فقلت: يا مولاي أخبرني كم يكون الأئمّة بعدك؟ قال: قال ثمانية قلت: و كيف ذلك؟
قال: لأنّ الأئمّة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إثنا عشر عدد الأسباط، ثلاثة من الماضين و أنا
الرّابع، و ثمانية من ولدي أئمّة أبرار من أحبّنا و عمل بأمرنا كان معنا في السّنام الأعلى، و من أبغضنا أو ردّنا أو ردّ واحدا منّا فهو كافر باللّه و بآياته 70 .
السّابع و الأربعون غب-
أبو خالد الكابليّ محمّد بن عليّ قال: حدّثنا صفوان بن يحيى عن إبراهيم بن أبي زياد عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي خالد الكابليّ قال:
دخلت على سيّدي زين العابدين عليه السّلام فقلت له: يابن رسول اللّه أخبرني بالّذين فرض اللّه عزّ و جلّ طاعتهم و مودّتهم و أوجب على عباده الاقتداء بهم بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال لي: يا كابليّ إنّ أولي الأمر الّذين جعلهم اللّه أئمّة للنّاس و أوجب عليهم طاعتهم: أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ثمّ الحسن و الحسين ابنا عليّ بن أبي طالب، ثمّ انتهى إلينا ثمّ سكت، فقلت: يا سيّدي روي لنا أنّ أمير المؤمنين قال: إنّ الأرض لا تخلو من حجّة للّه على عباده؛ فمن الحجّة و الإمام
بعدك؟ فقال: ابني محمّد و اسمه في التّوراة باقر يبقر العلم بقرا، هو الحجّة و الإمام بعدي، و من بعد محمّد ابنه جعفر و اسمه عند أهل السّماء الصّادق، فقلت له:
يا سيّدي فكيف صار اسمه الصّادق و كلّهم صادقون فقال: حدّثني أبي عن أبيه عليهما السّلام أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال: إذا ولد ابني جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب فسمّوه الصّادق؛ فإنّ الخامس من ولده الّذي اسمه جعفر يدّعي الإمامة اجتراء على اللّه عزّ و جلّ و كذبا عليه، فهو عند اللّه جعفر الكذّاب المفتري على اللّه و المدّعي ما ليس له بأهل، المخالف على أبيه و الحاسد لاخيه، الّذي يروم كشف سرّ اللّه عند غيبة وليّ اللّه عزّ و جلّ، ثمّ بكى عليّ بن الحسين عليه السّلام بكاء شديدا، ثمّ قال: كأنّي بجعفر الكذّاب و قد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر وليّ اللّه و المغيّب في حفظ اللّه و الموكّل بحرم أبيه جهلا منه بولادته و حرصا منه على قتله