کتابخانه روایات شیعه
عباد اللّه بتقوى اللّه الّذي لا يستغني عنه العباد؛ فإنّ من رغب في التّقوى زهد في الدّنيا، و اعلموا أنّ الموت سبيل العالمين و مصير الباقين، يختطف المقيمين و لا يعجزه إلحاق الهاربين يهدم كلّ لذّة و يزيل كلّ نعمة و يشنع كلّ بهجة، و الدّنيا دار الفناء و لأهلها منها الجلاء؛ و هي حلوة خضر، و قد عجّلت للطالب؛ فارتحلوا عنها رحمكم اللّه بخير ما يحضركم من الزّاد، و لا تطلبوا منها أكثر من البلاغ، و لا تمدّوا أعينكم فيها إلى ما متّع به المترفون، ألا إنّ الدّنيا قد تنكّرت و أدبرت و إخلولقت و آذنت بوداع، و إنّ الآخرة قد حلّت و أقبلت باطّلاع، معاشر النّاس كأنّي على الحوض يرد قوم عليّ منكم و ستؤخّر أناس دوني، فأقول: يا ربّ منّي و من أمّتي فيقال: هل شعرت بما عملوا بعدك؟ و اللّه ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم. أيّها النّاس أوصيكم في أهل بيتي خيرا؛ فإنّهم مع الحقّ و الحقّ معهم؛ و هم الأئمّة
الرّاشدون بعدي و الأمناء المعصومون فقام إليه عبد اللّه بن العبّاس فقال:
يا رسول اللّه كم الأئمّة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل و حواريّ عيسى؛ تسعة من صلب الحسين، و منهم مهديّ هذه الأمّة 94 .
الرّابع و السّتّون نص-
أبو الطّفيل محمّد بن عليّ قال: أخبرنا القاضي المعافا بن زكريّا قال: حدّثنا عليّ بن عقبة عن أبيه قال: حدّثني الحسين بن علوان عن أبي عليّ الخراساني عن معروف بن خربوذ عن أبي الطّفيل عن عليّ عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: أنت الوصيّ على الأموات من أهل بيتي، و الخليفة على الأحياء من أمّتي، حربك حربي و سلمك سلمي، أنت الإمام أبو الأئمّة، أحد عشر من صلبك أئمّة مطهّرون، و منهم المهديّ الّذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا فالويل لمبغضيهم، يا عليّ لو أنّ رجلا أحبّ في اللّه حجرا لحشره اللّه معه؛ إنّ
محبّيك و شيعتك و محبّي أولادك و الأئمّة بعدك يحشرون معك، و أنت معي في الدّرجات العلى و أنت قسيم الجنّة و النّار؛ تدخل محبّيك في الجنّة و مبغضيك النّار 95 .
الخامس و الستون نص-
أبو الطفيل محمّد بن عليّ قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطّلب قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن إسحاق الهاشميّ قال: حدّثني أبي عن عبد اللّه بن بكر الغنويّ عن حكيم بن جبير عن أبي الطّفيل عامر بن واثلة عن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول: عليّ بن أبي طالب قائد البررة و قاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله، الشّاكّ في عليّ كالشّاكّ في الإسلام، و خير من أخلف بعدي و خير أصحابي عليّ، لحمه لحمي، و دمه دمي، و أبو سبطيّ، و من صلب الحسين يخرج الأئمّة التّسعة و منهم مهديّ هذه الأمّة 96 .
السادس و الستون نص-
أبو الطفيل محمّد بن عليّ قال: حدّثني عليّ بن الحسين بن محمّد قال: حدّثنا أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبريّ قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن معمّر قال: حدّثني عبد اللّه بن سعيد قال: حدّثني موسى بن إبراهيم بن الممتنع قال: حدّثني عبد الكريم بن هلال عن أسلم عن الطّفيل عن عمّار قال: لمّا حضر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الوفاة دعا بعليّ عليه السّلام فسارّه طويلا ثمّ قال: يا عليّ أنت وصيّي و وارثي قد أعطاك اللّه علمي و فهمي، فإذا متّ ظهرت لك ضغاين في صدور قوم و غصبت على حقّك، فبكت فاطمة عليها السّلام و بكى الحسن و الحسين، فقال لفاطمة:
يا سيّدة النّسوان ممّ بكاؤك؟ قالت: أخشى الضّيعة بعدك، قال: ابشري يا فاطمة؛ فإنّك أوّل من يلحقني من أهل بيتي، لا تبكي و لا تحزني؛ فإنّك سيّدة نساء أهل الجنّة و أباك سيّد الأنبياء و ابن عمّك سيّد الأوصياء و ابنيك سيّدا شباب أهل الجنّة، و من صلب الحسين يخرج اللّه الأئمّة التّسعة مطهّرون معصومون، و منّا مهديّ هذه الأمّة، ثمّ التفت إلى عليّ عليه السّلام و قال: يا عليّ لا يلي غسلي و لا تكفيني غيرك، فقال
عليّ: يا رسول اللّه من يناولني الماء؛ فإنّك رجل ثقيل لا أستطيع أن أقلّبك؟ فقال:
إنّ جبرئيل معك و يناولك الفضل الماء، قل له فليغطّ عينيه؛ فإنّه لا يرى أحد عورتي غيرك إلّا انفقأت عيناه.
قال: فلمّا مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان الفضل يناوله الماء و جبرئيل يعاونه، فلمّا أن غسّله و كفّنه أتاه العبّاس فقال: يا عليّ إنّ النّاس قد اجتمعوا على أن يدفنوا النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله بالبقيع و أن يؤمّهم رجل منهم واحد فخرج عليّ إلى النّاس فقال: أيّها النّاس إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إمامنا حيّا و ميّتا، و هل تعلمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لعن من جعل القبور مصلّى، و لعن من جعل مع اللّه إلها آخر، و لعن من كسر رباعيّته و شقّ لثّته؟ قال: فقالوا الأمر إليك فاصنع ما رأيت قال: و إنّي أدفن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في
البقعة الّتي قبض فيها؛ ثمّ قام عليّ على الباب فصلّى عليه و أمر النّاس عشرة عشرة يصلّون عليه ثمّ يخرجون 97 .
السابع و الستون نص-
أبو الطّفيل محمّد بن وهبان بن محمّد البصريّ قال: حدّثنا محمّد بن عمر الجعابيّ قال: حدّثني إسماعيل بن محمّد بن شيبة القاضي البصريّ قال: حدّثني محمّد بن أحمد بن الحسن قال: حدّثنا يحيى بن خلف الرّاسني عن عبد الرّحمان قال: يزيد بن الحسن عن معروف بن خربوذ عن أبي الطّفيل عن حذيفة ابن أسيد قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول على منبره: معاشر النّاس إنّي فرطكم و إنّكم واردون عليّ الحوض، حوضا أعرض ما بين بصرى و صنعاء، فيه عدد النّجوم قدحان من فضّة، و إنّي سائلكم حين تردون عليّ عن الثّقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما: الثّقل الاكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه و طرفه بيدكم
فاستمسكوا به لن تضلّوا، و لا تبدّلوا في عترتي؛ فإنّه قد نبّأني اللّطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، معاشر النّاس كأنّي على الحوض أنتظر من يرد عليّ منكم، و سوف تؤخّر أناس دوني، فأقول يا ربّ منّي و من أمّتي؟ فقال: يا محمّد هل شعرت بما عملوا إنّهم ما يرجعون؟ يرجعون بعدك على أعقابهم القهقرى، ثم قال: أوصيكم في عترتي خيرا ثلاثا أو قال في أهل بيتي، فقام إليه سلمان فقال: