کتابخانه روایات شیعه
الحادي و الثمانون كا-
أبو هاشم داود بن القاسم محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد البرقيّ عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفريّ عن أبي جعفر الثّاني عليه السّلام قال: أقبل أمير المؤمنين و معه الحسن بن عليّ و هو متّكى على يد سلمان، فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللّباس فسلّم على أمير المؤمنين عليه السّلام فردّ عليه السّلام، فقال: يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهنّ علمت أنّ القوم ركبوا من أمرك ما قضى عليهم؛ و أن ليسوا بمأمونين في دنياهم و آخرتهم، و إن تكن الأخرى علمت أنّك و هم شرع سواء، فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام: سلني عمّا بدا لك قال: أخبرني عن الرّجل إذا نام أين يذهب روحه؟ و عن الرّجل كيف يذكر و ينسى؟ و عن الرّجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين عليه السّلام إلى الحسن فقال: يا أبا محمّد أجبه، قال:
فأجابه الحسن عليه السّلام فقال: الرّجل: أشهد أن لا إله إلّا اللّه و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و لم أزل أشهد بذلك و أشهد أنّك وصيّ رسول اللّه و القائم بحجّته، و أشار إلى أمير المؤمنين عليه السّلام: و لم أزل أشهد ها و أشهد أنّك وصيّه و القائم بحجّته بعده، و أشار إلى الحسن عليه السّلام و أشهد أنّ الحسين بن عليّ وصيّ أخيه و القائم بحجّته بعده، و أشهد على عليّ بن الحسين أنّه القائم بأمر الحسين عليه السّلام بعده، و أشهد على محمّد بن عليّ أنّه القائم بأمر عليّ بن الحسين بعده، و أشهد على جعفر بن محمّد أنّه القائم بأمر محمّد، و أشهد على موسى أنّه القائم بأمر جعفر بن محمّد، و أشهد على عليّ بن موسى أنّه القائم بأمر موسى بن جعفر، و أشهد على محمّد أنّه القائم بأمر عليّ بن موسى، و أشهد على عليّ بن محمّد أنّه القائم بأمر محمّد بن
عليّ، و أشهد على الحسن بن عليّ أنّه القائم بأمر عليّ بن محمّد، و أشهد على رجل من ولد الحسين لا يكنّى و لا يسمّى حتّى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا و ظلما، و السّلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، ثمّ قام و مضى فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: يا أبا محمّد اتّبعه فانظر أين يقصد، فخرج الحسن بن عليّ فقال:
ما كان إلّا أن وضع رجله خارجا من المسجد فما دريت أين أخذ من أرض اللّه، فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فأعلمته فقال: يا أبا محمّد تعرفه؟ قلت: اللّه و رسوله و أمير المؤمنين أعلم، قال: هو الخضر عليه السّلام 115 .
قلت: و روى هذا الحديث الشّيخ الطّوسيّ رحمه اللّه في غيبته 116 بإسناده إلى محمّد بن يعقوب و ذكر الحديث إلّا أنّ فيه قليل تغيير لا يخلّ بالمعنى؛ و لعلّه من سهو قلم
النّاسخ.
و أقول: رواه أيضا الشّيخ محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه في غيبته هكذا:
حدّثنا أبي و محمّد بن الحسن رضى اللّه عنه قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه و عبد اللّه بن جعفر الحميريّ و محمّد بن يحيى العطّار و أحمد بن إدريس جميعا قالوا: حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ قال: حدّثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ عن محمّد بن عليّ الثّاني عليه السّلام قال: أقبل أمير المؤمنين عليه السّلام ذات يوم و معه الحسن بن عليّ و سلمان الفارسيّ و أمير المؤمنين عليه السّلام متّكئ على يد سلمان رضى اللّه عنه فدخل المسجد فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللّباس؛ فسلّم على أمير المؤمنين عليه السّلام فردّ عليه السّلام فجلس فقال: يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهنّ علمت أنّ القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم؛ إنّهم ليسوا بمأمونين في دنياهم و آخرتهم؛ و إن تكن الأخرى علمت أنّك و هم شرع سواء، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: سلني عمّا بدا لك قال: أخبرني عن الرّجل إذا نام أين تذهب روحه؟ و عن الرّجل كيف يذكر و ينسى؟ و عن الرّجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين
إلى محمّد عليه السّلام فقال: يا أبا محمّد أجبه فقال الحسن بن عليّ عليه السّلام: أمّا ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه؟ فإنّ روحه معلّقة بالرّيح، و الرّيح معلّقة بالهواء إلى وقت ما يتحرّك صاحبها لليقظة، فإن أذن اللّه عزّ و جلّ بردّ تلك الرّوح على صاحبها جذبت تلك الرّوح الرّيح و جذبت تلك الرّيح الهواء، فرجعت الرّوح فأسكنت في بدن صاحبها، و إن لم يأذن اللّه عزّ و جلّ بردّ تلك الرّوح على صاحبها جذب الهواء الرّيح، و جذبت الرّيح الرّوح، فلم تردّ إلى صاحبها إلّا إلى وقت ما يبعث.
و أمّا ما ذكرت من أمر الذّكر و النّسيان فإنّ قلب الرّجل في حقّ، و على الحقّ طبق؛ فإن صلّى الرّجل عند ذلك على محمّد و آل محمّد انكشف ذلك الطّبق عن ذلك الحقّ، فأضاء القلب و ذكر الرّجل ما كان ينسى، و إن هو لم يصلّ على محمّد و آل
محمّد أو نقص من الصّلاة عليهم انطبق ذلك الطّبق على ذلك الحقّ و أظلم القلب و نسي الرّجل ما كان ذكر.
و أمّا ما ذكرت من أمر المولود الّذي يشبه أعمامه و أخواله، فإنّ الرّجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن و عروق هادئة و بدن غير مضطرب و انسكبت تلك النّطفة فوقعت في جوف الرّحم خرج الولد يشبه أباه و امّه، و إن هو أتاها بقلب غير ساكن و عروق غير هادئة و بدن مضطرب اضطربت النّطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق، فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه، و إن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله، فقال الرّجل:
أشهد أن لا إله إلّا اللّه و لم أزل أشهد بها و أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنّك وصيّه و القائم بحجّته بعده و أشار إلى أمير المؤمنين عليه السّلام و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنّ ابنك هو القائم بحجّتك بعدك و أشار إلى الحسن، و أشهد أنّ الحسين بن عليّ و هو ابنك القائم بأمر الحسن بعده، و أشهد أنّ عليّ بن الحسين القائم بأمر الحسين عليه السّلام بعده، و أشهد على محمّد بن عليّ أنّه القائم بأمر عليّ بن الحسين، و أشهد على جعفر بن محمّد أنّه القائم بأمر محمّد بن عليّ، و أشهد على
موسى بن جعفر أنّه القائم بأمر جعفر بن محمّد، و أشهد على عليّ بن موسى أنّه القائم بأمر موسى بن جعفر، و أشهد على محمّد بن عليّ أنّه القائم بأمر عليّ بن موسى، و أشهد على عليّ بن محمّد أنّه القائم بأمر محمّد بن عليّ، و أشهد على الحسن بن عليّ أنّه القائم بأمر عليّ بن محمّد، و أشهد على رجل من ولد الحسن بن عليّ لا يسمّى و لا يكنّى حتّى يظهر بأمره فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، و السّلام عليك و رحمة اللّه يا أمير المؤمنين، ثمّ قام فمضى، فقال أمير المؤمنين:
يا أبا محمّد اتبعه و انظر أين يقصد؟ فخرج الحسن عليه السّلام في اثره قال: فما كان إلّا أن وضع رجله خارج المسجد فما رأيت أين أخذ من أرض اللّه، فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فأعلمته فقال: يا أبا محمّد تعرفه؟ فقلت: اللّه و رسوله أعلم و أمير المؤمنين يعلم، فقال: هو الخضر عليه السّلام 117 .
قلت: و رواه في كتاب عيون أخبار الرّضا عليه السّلام بسنده هكذا: حدّثنا أبي و محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، و ساق السّند المذكور في كتاب الغيبة 118 ، و في الحديث بعض الاختلاف ممّا لا يغيّر المقصود.