کتابخانه روایات شیعه
عليّ، و أشهد على الحسن بن عليّ أنّه القائم بأمر عليّ بن محمّد، و أشهد على رجل من ولد الحسين لا يكنّى و لا يسمّى حتّى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا و ظلما، و السّلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، ثمّ قام و مضى فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: يا أبا محمّد اتّبعه فانظر أين يقصد، فخرج الحسن بن عليّ فقال:
ما كان إلّا أن وضع رجله خارجا من المسجد فما دريت أين أخذ من أرض اللّه، فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فأعلمته فقال: يا أبا محمّد تعرفه؟ قلت: اللّه و رسوله و أمير المؤمنين أعلم، قال: هو الخضر عليه السّلام 115 .
قلت: و روى هذا الحديث الشّيخ الطّوسيّ رحمه اللّه في غيبته 116 بإسناده إلى محمّد بن يعقوب و ذكر الحديث إلّا أنّ فيه قليل تغيير لا يخلّ بالمعنى؛ و لعلّه من سهو قلم
النّاسخ.
و أقول: رواه أيضا الشّيخ محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه في غيبته هكذا:
حدّثنا أبي و محمّد بن الحسن رضى اللّه عنه قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه و عبد اللّه بن جعفر الحميريّ و محمّد بن يحيى العطّار و أحمد بن إدريس جميعا قالوا: حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ قال: حدّثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ عن محمّد بن عليّ الثّاني عليه السّلام قال: أقبل أمير المؤمنين عليه السّلام ذات يوم و معه الحسن بن عليّ و سلمان الفارسيّ و أمير المؤمنين عليه السّلام متّكئ على يد سلمان رضى اللّه عنه فدخل المسجد فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللّباس؛ فسلّم على أمير المؤمنين عليه السّلام فردّ عليه السّلام فجلس فقال: يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهنّ علمت أنّ القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم؛ إنّهم ليسوا بمأمونين في دنياهم و آخرتهم؛ و إن تكن الأخرى علمت أنّك و هم شرع سواء، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: سلني عمّا بدا لك قال: أخبرني عن الرّجل إذا نام أين تذهب روحه؟ و عن الرّجل كيف يذكر و ينسى؟ و عن الرّجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين
إلى محمّد عليه السّلام فقال: يا أبا محمّد أجبه فقال الحسن بن عليّ عليه السّلام: أمّا ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه؟ فإنّ روحه معلّقة بالرّيح، و الرّيح معلّقة بالهواء إلى وقت ما يتحرّك صاحبها لليقظة، فإن أذن اللّه عزّ و جلّ بردّ تلك الرّوح على صاحبها جذبت تلك الرّوح الرّيح و جذبت تلك الرّيح الهواء، فرجعت الرّوح فأسكنت في بدن صاحبها، و إن لم يأذن اللّه عزّ و جلّ بردّ تلك الرّوح على صاحبها جذب الهواء الرّيح، و جذبت الرّيح الرّوح، فلم تردّ إلى صاحبها إلّا إلى وقت ما يبعث.
و أمّا ما ذكرت من أمر الذّكر و النّسيان فإنّ قلب الرّجل في حقّ، و على الحقّ طبق؛ فإن صلّى الرّجل عند ذلك على محمّد و آل محمّد انكشف ذلك الطّبق عن ذلك الحقّ، فأضاء القلب و ذكر الرّجل ما كان ينسى، و إن هو لم يصلّ على محمّد و آل
محمّد أو نقص من الصّلاة عليهم انطبق ذلك الطّبق على ذلك الحقّ و أظلم القلب و نسي الرّجل ما كان ذكر.
و أمّا ما ذكرت من أمر المولود الّذي يشبه أعمامه و أخواله، فإنّ الرّجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن و عروق هادئة و بدن غير مضطرب و انسكبت تلك النّطفة فوقعت في جوف الرّحم خرج الولد يشبه أباه و امّه، و إن هو أتاها بقلب غير ساكن و عروق غير هادئة و بدن مضطرب اضطربت النّطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق، فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه، و إن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله، فقال الرّجل:
أشهد أن لا إله إلّا اللّه و لم أزل أشهد بها و أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنّك وصيّه و القائم بحجّته بعده و أشار إلى أمير المؤمنين عليه السّلام و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنّ ابنك هو القائم بحجّتك بعدك و أشار إلى الحسن، و أشهد أنّ الحسين بن عليّ و هو ابنك القائم بأمر الحسن بعده، و أشهد أنّ عليّ بن الحسين القائم بأمر الحسين عليه السّلام بعده، و أشهد على محمّد بن عليّ أنّه القائم بأمر عليّ بن الحسين، و أشهد على جعفر بن محمّد أنّه القائم بأمر محمّد بن عليّ، و أشهد على
موسى بن جعفر أنّه القائم بأمر جعفر بن محمّد، و أشهد على عليّ بن موسى أنّه القائم بأمر موسى بن جعفر، و أشهد على محمّد بن عليّ أنّه القائم بأمر عليّ بن موسى، و أشهد على عليّ بن محمّد أنّه القائم بأمر محمّد بن عليّ، و أشهد على الحسن بن عليّ أنّه القائم بأمر عليّ بن محمّد، و أشهد على رجل من ولد الحسن بن عليّ لا يسمّى و لا يكنّى حتّى يظهر بأمره فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، و السّلام عليك و رحمة اللّه يا أمير المؤمنين، ثمّ قام فمضى، فقال أمير المؤمنين:
يا أبا محمّد اتبعه و انظر أين يقصد؟ فخرج الحسن عليه السّلام في اثره قال: فما كان إلّا أن وضع رجله خارج المسجد فما رأيت أين أخذ من أرض اللّه، فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فأعلمته فقال: يا أبا محمّد تعرفه؟ فقلت: اللّه و رسوله أعلم و أمير المؤمنين يعلم، فقال: هو الخضر عليه السّلام 117 .
قلت: و رواه في كتاب عيون أخبار الرّضا عليه السّلام بسنده هكذا: حدّثنا أبي و محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، و ساق السّند المذكور في كتاب الغيبة 118 ، و في الحديث بعض الاختلاف ممّا لا يغيّر المقصود.
قلت: و روى هذا الحديث محمّد بن إبراهيم النّعمانيّ في غيبته بسنده هكذا: أخبرنا
عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس الموصليّ قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن خالد قال: حدّثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه السّلام عن آبائه عليهم السّلام قال: أقبل أمير المؤمنين عليه السّلام ذات يوم و معه الحسن بن عليّ و سلمان الفارسيّ و أمير المؤمنين متّكئ على يد سلمان، فدخل المسجد و ساق الحديث بما لا يغيّر المقصود 119 .
قلت: و رواه محمّد بن يعقوب في الكافي ثانيا عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبي هاشم.
الثاني و الثمانون غب-
أبو يحيى المدائنيّ محمّد بن عليّ قال: حدّثنا أبي رحمه اللّه قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن محمّد بن عيسى عن عبد الرّحمان بن أبي هاشم عن أبي يحيى المدائنيّ عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: جاء يهوديّ إلى عمر يسأله عن مسائل، فأرشده إلى عليّ بن أبي طالب ليسأله فقال عليّ عليه السّلام: سل، فقال:
أخبرني كم بعد نبيّكم من إمام عادل؟ و في أيّ جنّة هو؟ و من يسكن معه في جنّته؟
فقال له عليّ عليه السّلام: يا هارونيّ لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله بعده إثنا عشر إماما عادلا لا يضرّهم خذلان
من خذلهم و لا يستوحشون بخلاف من خالفهم، أثبت في دين اللّه من الجبال الرّواسيّ، و منزل محمّد صلّى اللّه عليه و آله في جنّة عدن، و الّذين يسكنون معه هؤلاء الإثنا عشر إماما فأسلم الرّجل و قال: أنت أولى بهذا المجلس من هذا، أنت الّذي يفوق و لا يفاق، و يعلو و لا يعلى 120 .
الثالث و الثمانون نص-