کتابخانه روایات شیعه
يسير.
و اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبدا و اعمل لآخرتك كأنّك تموت غدا، و إذا أردت عزّا بلا عشيرة و هيبة بلا سلطان فاخرج عن ذلّ معصية اللّه إلى عزّ طاعة اللّه عزّ و جلّ، و إذا نازعتك إلى صحبة الرّجل حاجة فاصحب من إذا صحبته زانك، و إذا خدمته صانك، و إذا أردت منه معونة أعانك، فإن قلت صدّق قولك و إن صلت شدّ صولك و إن مددت يدك بفضل مدّها، و إن بدت منك ثلمة سدّها، و إن رأى منك حسنة عدّها، و إن سألته أعطاك، و إن سكتّ عنه ابتداك، و إن نزلت به إحدى الملمّات ساءك، اصحب من لا يأتيك منه البوائق و لا يختلف عليك منه الطّرائق، و لا يخذلك
عند الحقائق، و إن تنازعتما منقسما آثرك.
قال: ثمّ انقطع نفسه و اصفرّ لونه حتّى خشيت عليه، و دخل الحسين عليه السّلام و الأسود بن أبي الأسود فانكبّ عليه حتّى قبّل رأسه و بين عينيه، ثمّ قعد عنده فتسارّا جميعا، فقال أبو الأسود إنّا للّه إنّ الحسن قد نعيت إليه نفسه؛ و قد أوصى إلى الحسين عليه السّلام و توفّي عليه السّلام يوم الخميس آخر صفر سنة خمسين من الهجرة و له سبع و أربعون سنة و دفن في البقيع 164 .
باب الحاء
الثاني عشر و المائة نص-
حريز بن عثمان محمّد بن عليّ قال: أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن المطّلب الشّيبانيّ رضى اللّه عنه قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن عمارة الثّقفيّ عن عامر بن علوان قال: حدّثني جدّي لأبي أو قال: جدّي لأمّي عن يحيى بن حبشيّ الأسديّ عن أبي جارود عن حسّان عن حبيب بن بشّار عن حريز بن عثمان عن ابي قتادة و ذكر نحوه 165 .
قلت: إشارة إلى متن حديث تقدّمه بلا فصل: حديث عمر بن ميمون متنه هكذا:
عمر بن ميمون عن أبي قتادة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول: الأئمّة بعدي إثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل و حواريّ عيسى 166 .
الثالث عشر و المائة نص-
الحسن بن أبي الحسن البصريّ قال: حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن سعيد قال: حدّثني أبو طالب يزيد السّروانيّ العدل عن حميد قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الرّمليّ بالبصرة قال: حدّثني سبانة بن سواد قال: حدّثنا شعبة عن قتادة عن الحسن عن أنس بن مالك قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله يقول: الأئمّة بعدي إثنا عشر، فقيل: يا رسول اللّه فكم الأئمّة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل 167 .
الرابع عشر و المائة غم-
الحسن بن أبي الحسن البصريّ محمّد بن إبراهيم النّعمانيّ قال: أخبرنا أبو سلمان أحمد بن هوذة بن هراسة الباهليّ قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاونديّ سنة ثلاث و سبعين و مائتين قال: حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن حمّاد الأنصاريّ سنة سبع و عشرين و مائتين قال: حدّثنا عمرو بن شمر عن المبارك بن فضالة عن الحسن بن أبي الحسن البصريّ يرفعه قال: أتى جبرئيل إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله فقال: يا محمّد إنّ اللّه عزّ و جلّ يأمرك أن تزوّج فاطمة من عليّ أخيك فأرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلى عليّ عليه السّلام فقال له: يا عليّ إنّي أزوّجك فاطمة بنتي سيّدة
نساء العالمين و أحبّهنّ إليّ بعدك، و كائن منكما سيّدا شباب أهل الجنّة و الشّهداء المفرجون المقهورون في الأرض من بعدي، و النّجباء الزّهر الّذين يطفئ اللّه بهم الظّلم، و يحيي بهم الحقّ، و يميت بهم الباطل، عدّتهم عدّة أشهر السّنة، آخرهم يصلّي عيسى بن مريم خلفه 168 .
الخامس عشر و المائة نص-
الحسن بن الحسن محمّد بن عليّ قال: حدّثني عليّ بن الحسن بن محمّد قال: حدّثنا عتبة بن عبد اللّه الحمصيّ بمكّة قراءة عليه سنة ثمانين و ثلاثمائة قال: حدّثني عليّ بن موسى القطفانيّ قال: حدّثنا أحمد بن يوسف الحمصيّ قال: حدّثنا محمّد بن عكاشة قال: حدّثنا حسين بن زيد بن عبد عليّ قال:
حدّثني عبد اللّه بن الحسن بن الحسن عن أبيه عن الحسن عليه السّلام قال: خطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يوما فقال بعد ما حمد اللّه و أثنى: معاشر النّاس كأنّي أدعى فأجيب، و إنّي تارك فيكم الثّقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي، أما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا،
فتعلّموا منهم و لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم، لا تخلوا الأرض منهم، و لو خلت إذا لا نساخت بأهلها، ثمّ قال عليه السّلام: اللّهمّ إنّي أعلم أنّ العلم لا يبيد و لا ينقطع و أنّك لا تخلي الأرض من حجّة لك على خلقك؛ ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمور كيلا تبطل حجّتك و لا تضلّ أولياءك بعد إذ هديتهم، أولئك الأقلّون عددا، الأعظمون قدرا عند اللّه، فلمّا نزل عن منبره قلت له: يا رسول اللّه أما أنت الحجّة على الخلق كلّها؟ قال: يا حسن إنّ اللّه يقول: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ فأنا المنذر و عليّ الهاديّ، قلت: يا رسول اللّه قولك: إنّ الأرض لا تخلو من حجّة؟ قال: نعم هو الإمام و الحجّة بعدي و أنت الإمام و الحجّة بعده، و الحسين الإمام و الحجّة و الخليفة من بعدك، و لقد نبّأني اللّطيف الخبير أن يخرج من صلب الحسين ولد