کتابخانه روایات شیعه
الرابع و السبعون و مائة غم-
سليم بن قيس الهلاليّ محمّد بن إبراهيم النّعمانيّ روى عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة و محمّد بن همام بن سعد و عبد العزيز و عبد الواحد ابني عبد اللّه بن يونس عن رجالهم عن عبد الرزّاق بن همام عن معمّر بن راشد عن أبان بن عيّاش عن سليم بن قيس، و أخبرنا به من غير هذه الطّرق هارون بن محمّد قال: حدّثني أحمد بن عبد اللّه بن جعفر المعلّى الهمدانيّ قال:
حدّثني أبو الحسن عمرو بن جامع عن عمر بن حرب الكنديّ قال: حدّثنا عبد اللّه بن مبارك شيخ لنا كوفيّ ثقة قال: حدّثنا عبد الرّزّاق بن همام عن معمّر بن أبان بن عيّاش عن سليم بن قيس الهلاليّ، و ذكر أبان أنّه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة قال: معمّر و ذكر أبو هارون العبديّ أنّه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة عن سليم:
أنّ معاوية لمّا دعا أبا الدّرداء و أبا هريرة- و نحن مع أمير المؤمنين عليه السّلام بصفّين- فحمّلهما الرّسالة إلى أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام و أدّيا إليه قال: قد بلّغتماني ما أرسلكما به معاوية فاسمعا منّي و بلّغاه عنّي، قالا: نعم فأجابه عليّ عليه السّلام الجواب بطوله حتّى انتهى إلى نصب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بغدير خمّ بأمر اللّه عزّ و جلّ لمّا أنزل عليه: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ
الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ و قال النّاس: يا رسول اللّه أخاصّة لبعض المؤمنين أم عامّة لجميعهم، فأمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه و آله أن يعلّمهم ولاية من أمر اللّه به و أن يفسّر لهم من الولاية ما فسّر من صلاتهم و زكاتهم و صومهم و حجّهم.
قال عليّ عليه السّلام: فنصبني رسول اللّه بغدير خمّ و قال: إنّ اللّه عزّ و جلّ أرسلني برسالة ضاق بها صدري و ظننت أنّ النّاس مكذّبيّ، فأوعدني لابلّغها أو ليعذّبني، ثمّ قال:
قم عليّ، ثمّ نادى بأعلى صوته بعد أن أمر أن ينادى بالصّلاة جامعة فصلّى بهم الظّهر ثمّ قال: أيّها النّاس إنّ اللّه مولاي و أنا مولى المؤمنين و أنا أولى بهم من أنفسهم، و من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه، فقام إليه
سلمان الفارسيّ فقال: يا رسول اللّه ولاء ماذا؟ فقال: من كنت أولى به من نفسه فعليّ أولى به من نفسه، فأنزل اللّه: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فقال سلمان: يا رسول اللّه هؤلاء الآيات في عليّ خاصّة؟ فقال: بل فيه و في أوصيائي إلى يوم القيامة فقال: يا رسول اللّه سمّهم لي، فقال: عليّ وصيّي و وزيري و وارثي و خليفتي في أمّتي و وليّ كلّ مؤمن من بعدي، و أحد عشر إماما من ولدي؛ أوّلهم ابني حسن ثمّ ابني حسين ثمّ تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد، هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقونه حتّى يردوا عليّ حوضي.
فقام إثنا عشر رجلا من البدريّين فقالوا: نشهد أنّا سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كما قلت يا أمير المؤمنين سواء لم تزد و لم تنقص، و قال بقيّة السّبعين من البدريّين
الّذين شهدوا مع عليّ صفّين: قد حفظنا كلّما قلت و لم نحفظه كلّه و هؤلاء الإثنا عشر خيارنا و أفاضلنا، فقال عليه السّلام: صدقتم ليس كلّ النّاس تحفظ؛ بعضهم أفضل من بعض، و قام من الإثني عشر أربعة: أبو الهيثم بن التّيهان، و أبو أيّوب، و عمّار؛ و خزيمة ذو الشّهادتين، فقالوا: نشهد أنّا حفظنا قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال يومئذ و عليّ قائم إلى جنبه: يا أيّها النّاس إنّ اللّه أمرني أن أنصب لكم إمامكم و وصيّي فيكم و خليفتي في أهلي و في أمّتي من بعدي و الّذي فرض اللّه طاعته على المؤمنين في كتابه، و أمركم فيه بولايته فقلت: يا ربّ خشية طعن أهل النّفاق و تكذيبهم؟ فأوعدني اللّه لأبلّغها أو ليعاقبني، أيّها النّاس إنّ اللّه جلّ ذكره أمركم في كتابه بالصّلاة و قد بيّنها لكم و بيّنتها لكم، و الزّكاة و الصّوم و الحجّ فبيّنتها
لكم و فسّرتها لكم، و أمركم في كتابه بالولاية و إنّي أشهدكم أيّها النّاس أنّها خاصّة لعليّ و أوصيائي من ولدي و ولده، أوّلهم ابني الحسن ثمّ ابني الحسين، ثمّ تسعة من ولد الحسين عليه السّلام، لا يفارقون الكتاب حتّى يردوا عليّ الحوض، يا أيّها النّاس قد أعلمتكم مفزعكم بعدي و وليّكم و إمامكم و هاديكم بعدي، و هو أخي عليّ بن أبي طالب و هو فيكم بمنزلتي فقلّدوه دينكم و أطيعوه في جميع أموركم، فإنّ عنده جميع ما علّمني جلّ و عزّ و أمرني اللّه أن أعلّمه إيّاه و أن أعلمكم أنّه عنده، فأسألوه و تعلّموا منه و من أوصيائه، و لا تعلّموهم و لا تقدموهم و لا تخلّفوا منهم؛ فإنّهم مع الحقّ و الحقّ معهم، و لا يزايلونه و لا يزايلهم، ثمّ قال عليّ عليه السّلام لأبي الدّرداء و أبي هريرة و من حوله: يا أيّها النّاس تعلمون أنّ اللّه أنزل في كتابه: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فجمعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
و فاطمة و حسنا و حسينا في كساء ثمّ قال: هؤلاء لحمتي و عترتي و ثقلي و خاصّتي و أهل بيتي، فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا، فقالت أمّ سلمة: و أنا؟ فقال لها:
و أنت إلى خير إنّما نزلت فيّ و في أخي عليّ بن أبي طالب و في ابنتي فاطمة و في ابني الحسن و الحسين، و في تسعة من ولد الحسين خاصّة؛ ليس معنا أحد غيرنا، فقام جلّ القوم فقالوا: [نشهد] أنّ أمّ سلمة حدّثتنا بذلك، فسألنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فحدّثنا كما حدّثتنا أمّ سلمة، فقال عليّ عليه السّلام: ألستم تعلمون أنّ اللّه عزّ و جلّ أنزل في سورة الحجّ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَ فِي هذا
لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ 256 فقام سلمان عند نزولها فقال: يا رسول اللّه من هؤلاء الّذين أنت شهيد عليهم و هم شهداء على النّاس، الّذين اجتباهم اللّه و لم يجعل عليهم في الدّين من حرج ملّة أبيهم إبراهيم؟