کتابخانه روایات شیعه
الّذين شهدوا مع عليّ صفّين: قد حفظنا كلّما قلت و لم نحفظه كلّه و هؤلاء الإثنا عشر خيارنا و أفاضلنا، فقال عليه السّلام: صدقتم ليس كلّ النّاس تحفظ؛ بعضهم أفضل من بعض، و قام من الإثني عشر أربعة: أبو الهيثم بن التّيهان، و أبو أيّوب، و عمّار؛ و خزيمة ذو الشّهادتين، فقالوا: نشهد أنّا حفظنا قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال يومئذ و عليّ قائم إلى جنبه: يا أيّها النّاس إنّ اللّه أمرني أن أنصب لكم إمامكم و وصيّي فيكم و خليفتي في أهلي و في أمّتي من بعدي و الّذي فرض اللّه طاعته على المؤمنين في كتابه، و أمركم فيه بولايته فقلت: يا ربّ خشية طعن أهل النّفاق و تكذيبهم؟ فأوعدني اللّه لأبلّغها أو ليعاقبني، أيّها النّاس إنّ اللّه جلّ ذكره أمركم في كتابه بالصّلاة و قد بيّنها لكم و بيّنتها لكم، و الزّكاة و الصّوم و الحجّ فبيّنتها
لكم و فسّرتها لكم، و أمركم في كتابه بالولاية و إنّي أشهدكم أيّها النّاس أنّها خاصّة لعليّ و أوصيائي من ولدي و ولده، أوّلهم ابني الحسن ثمّ ابني الحسين، ثمّ تسعة من ولد الحسين عليه السّلام، لا يفارقون الكتاب حتّى يردوا عليّ الحوض، يا أيّها النّاس قد أعلمتكم مفزعكم بعدي و وليّكم و إمامكم و هاديكم بعدي، و هو أخي عليّ بن أبي طالب و هو فيكم بمنزلتي فقلّدوه دينكم و أطيعوه في جميع أموركم، فإنّ عنده جميع ما علّمني جلّ و عزّ و أمرني اللّه أن أعلّمه إيّاه و أن أعلمكم أنّه عنده، فأسألوه و تعلّموا منه و من أوصيائه، و لا تعلّموهم و لا تقدموهم و لا تخلّفوا منهم؛ فإنّهم مع الحقّ و الحقّ معهم، و لا يزايلونه و لا يزايلهم، ثمّ قال عليّ عليه السّلام لأبي الدّرداء و أبي هريرة و من حوله: يا أيّها النّاس تعلمون أنّ اللّه أنزل في كتابه: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فجمعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
و فاطمة و حسنا و حسينا في كساء ثمّ قال: هؤلاء لحمتي و عترتي و ثقلي و خاصّتي و أهل بيتي، فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا، فقالت أمّ سلمة: و أنا؟ فقال لها:
و أنت إلى خير إنّما نزلت فيّ و في أخي عليّ بن أبي طالب و في ابنتي فاطمة و في ابني الحسن و الحسين، و في تسعة من ولد الحسين خاصّة؛ ليس معنا أحد غيرنا، فقام جلّ القوم فقالوا: [نشهد] أنّ أمّ سلمة حدّثتنا بذلك، فسألنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فحدّثنا كما حدّثتنا أمّ سلمة، فقال عليّ عليه السّلام: ألستم تعلمون أنّ اللّه عزّ و جلّ أنزل في سورة الحجّ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَ فِي هذا
لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ 256 فقام سلمان عند نزولها فقال: يا رسول اللّه من هؤلاء الّذين أنت شهيد عليهم و هم شهداء على النّاس، الّذين اجتباهم اللّه و لم يجعل عليهم في الدّين من حرج ملّة أبيهم إبراهيم؟
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: عنى بذلك ثلاثة عشر إنسانا أنا و أخي عليّا و أحد عشر من ولده فقالوا: اللّهمّ نعم قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فقال عليّ: و أنشدكم باللّه أتعلمون أنّ رسول اللّه قام خطيبا ثمّ لم يخطب بعد ذلك فقال: أيّها النّاس إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما: كتاب اللّه عزّ و جلّ و عترتي أهل بيتي، فإنّ اللّطيف الخبير قد أخبرني و عهد إليّ أنّهما لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض؟ قالوا: اللّهمّ قد شهدنا ذلك كلّه من رسول اللّه، فقام إثنا عشر من الجماعة فقالوا: نشهد أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حين خطب في اليوم الّذي قبض فيه قام عمر بن
الخطّاب شبه المغضب فقال: يا رسول اللّه أكلّ أهل بيتك؟ فقال: لا و لكنّ الأوصياء منهم عليّ أخي و وزيري و وارثي و خليفتي في أمّتي، و وليّ كلّ مؤمن بعدي و هو أوّلهم و خيرهم، ثمّ وصيّه ابني هذا و أشار إلى الحسن، ثمّ وصيّه ابني هذا و أشار إلى الحسين، ثمّ وصيّه ابني سميّ أخي ثمّ وصيّه بعده سميّي، ثمّ سبعة من ولده واحدا بعد واحد حتّى يردوا عليّ الحوض، شهداء اللّه في أرضه و حججه على خلقه، من أطاعهم أطاع اللّه، و من عصاهم عصى اللّه، فقام السّبعون البدريّون و نحوهم من المهاجرين و الأنصار فقالوا: ذكّرتمونا ما كنّا نسينا، نشهد أنّا كنّا سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فانطلق أبو هريرة و أبو درداء فحدّثا معاوية بكلّ ما قال عليّ عليه السّلام و استشهد عليه و ما ردّ عليه النّاس و شهدوا له 257 .
قلت: و روى هذا الحديث محمّد بن عليّ في كتاب الغيبة هكذا سنده: حدّثنا أبي و محمّد بن الحسن رضى اللّه عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا يعقوب بن يزيد عن حمّاد بن عيسى عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس الهلاليّ و ذكر الحديث بزيادة 258 .
الخامس و السبعون و مائة غم-
سليم بن قيس الهلاليّ محمّد بن إبراهيم النّعمانيّ بإسناده المتقدّم عن عبد الرزّاق بن همام قال: حدّثنا معمّر بن راشد عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس الهلاليّ قال: لمّا أقبلنا من صفّين مع أمير المؤمنين عليه السّلام نزل قريبا من دير نصرانيّ إذ خرج علينا شيخ من الدّير جميل الوجه حسن الهيئة و السّمت، معه كتاب في يده حتّى أتى أمير المؤمنين عليه السّلام فسلّم علينا، ثمّ قال: إنّي من نسل حواريّ عيسى بن مريم، و كان أفضل حواري عيسى الإثني عشر و أحبّهم إليه و آثرهم عنده، و إنّ عيسى أوصى إليه و دفع إليه كتبه و علمه و حكمته، فلم يزل أهل هذا البيت على دينه متمسّكين بملّته لم تكفر و لم