کتابخانه روایات شیعه
و فاطمة و حسنا و حسينا في كساء ثمّ قال: هؤلاء لحمتي و عترتي و ثقلي و خاصّتي و أهل بيتي، فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا، فقالت أمّ سلمة: و أنا؟ فقال لها:
و أنت إلى خير إنّما نزلت فيّ و في أخي عليّ بن أبي طالب و في ابنتي فاطمة و في ابني الحسن و الحسين، و في تسعة من ولد الحسين خاصّة؛ ليس معنا أحد غيرنا، فقام جلّ القوم فقالوا: [نشهد] أنّ أمّ سلمة حدّثتنا بذلك، فسألنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فحدّثنا كما حدّثتنا أمّ سلمة، فقال عليّ عليه السّلام: ألستم تعلمون أنّ اللّه عزّ و جلّ أنزل في سورة الحجّ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَ فِي هذا
لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ 256 فقام سلمان عند نزولها فقال: يا رسول اللّه من هؤلاء الّذين أنت شهيد عليهم و هم شهداء على النّاس، الّذين اجتباهم اللّه و لم يجعل عليهم في الدّين من حرج ملّة أبيهم إبراهيم؟
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: عنى بذلك ثلاثة عشر إنسانا أنا و أخي عليّا و أحد عشر من ولده فقالوا: اللّهمّ نعم قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فقال عليّ: و أنشدكم باللّه أتعلمون أنّ رسول اللّه قام خطيبا ثمّ لم يخطب بعد ذلك فقال: أيّها النّاس إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما: كتاب اللّه عزّ و جلّ و عترتي أهل بيتي، فإنّ اللّطيف الخبير قد أخبرني و عهد إليّ أنّهما لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض؟ قالوا: اللّهمّ قد شهدنا ذلك كلّه من رسول اللّه، فقام إثنا عشر من الجماعة فقالوا: نشهد أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حين خطب في اليوم الّذي قبض فيه قام عمر بن
الخطّاب شبه المغضب فقال: يا رسول اللّه أكلّ أهل بيتك؟ فقال: لا و لكنّ الأوصياء منهم عليّ أخي و وزيري و وارثي و خليفتي في أمّتي، و وليّ كلّ مؤمن بعدي و هو أوّلهم و خيرهم، ثمّ وصيّه ابني هذا و أشار إلى الحسن، ثمّ وصيّه ابني هذا و أشار إلى الحسين، ثمّ وصيّه ابني سميّ أخي ثمّ وصيّه بعده سميّي، ثمّ سبعة من ولده واحدا بعد واحد حتّى يردوا عليّ الحوض، شهداء اللّه في أرضه و حججه على خلقه، من أطاعهم أطاع اللّه، و من عصاهم عصى اللّه، فقام السّبعون البدريّون و نحوهم من المهاجرين و الأنصار فقالوا: ذكّرتمونا ما كنّا نسينا، نشهد أنّا كنّا سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فانطلق أبو هريرة و أبو درداء فحدّثا معاوية بكلّ ما قال عليّ عليه السّلام و استشهد عليه و ما ردّ عليه النّاس و شهدوا له 257 .
قلت: و روى هذا الحديث محمّد بن عليّ في كتاب الغيبة هكذا سنده: حدّثنا أبي و محمّد بن الحسن رضى اللّه عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا يعقوب بن يزيد عن حمّاد بن عيسى عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس الهلاليّ و ذكر الحديث بزيادة 258 .
الخامس و السبعون و مائة غم-
سليم بن قيس الهلاليّ محمّد بن إبراهيم النّعمانيّ بإسناده المتقدّم عن عبد الرزّاق بن همام قال: حدّثنا معمّر بن راشد عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس الهلاليّ قال: لمّا أقبلنا من صفّين مع أمير المؤمنين عليه السّلام نزل قريبا من دير نصرانيّ إذ خرج علينا شيخ من الدّير جميل الوجه حسن الهيئة و السّمت، معه كتاب في يده حتّى أتى أمير المؤمنين عليه السّلام فسلّم علينا، ثمّ قال: إنّي من نسل حواريّ عيسى بن مريم، و كان أفضل حواري عيسى الإثني عشر و أحبّهم إليه و آثرهم عنده، و إنّ عيسى أوصى إليه و دفع إليه كتبه و علمه و حكمته، فلم يزل أهل هذا البيت على دينه متمسّكين بملّته لم تكفر و لم
ترتدّ و لم تغيّر، و تلك الكتب عندي إملاء عيسى بن مريم و خطّ أبينا بيده، فيها كلّ شيء يفعل النّاس من بعده و اسم ملك ملّك منهم، و أنّ اللّه تبارك و تعالى يبعث رجلا من العرب من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل اللّه من أرض يقال لها تهامة، من قرية يقال لها مكّة يقال له أحمد؛ له إثنا عشر اسما، و ذكر مبعثه و مولده و مهاجره و من يقاتل و من ينصره و من يعاديه و ما يعيش و ما تلقى أمّته بعده إلى أن ينزل عيسى بن مريم من السّماء، و في ذلك الكتاب ثلاثة عشر رجلا من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل اللّه من خير خلق اللّه إليه و اللّه وليّ لمن والاهم و عدوّ لمن عاداهم، من أطاعهم اهتدى و من عصاهم ضلّ، طاعتهم طاعة اللّه و معصيتهم معصية اللّه، مكتوبة أسماؤهم و أنسابهم و نعوتهم و كم يعيش كلّ واحد منهم واحدا
بعد واحد، و كم رجل منهم، يستتر بدينه و يكتمه من قومه و من الّذين يظهر منهم و تنقاد له النّاس حتّى ينزل عيسى بن مريم على آخرهم فيصلّي عيسى خلفه، و يقول: إنّكم الأئمّة لا ينبغي لأحد أن يتقدّمكم فيتقدّم و يصلّي بالنّاس و عيسى خلفه في الصّفّ: أوّلهم و أفضلهم و خيرهم و له مثل أجورهم و أجور من أطاعهم و اهتدى بهم، رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله اسمه محمّد و عبد اللّه و الفتّاح و ياسين و الخاتم و الحاشر و العاقب و الماحي و القائد و نبيّ اللّه و صفيّ اللّه و حبيب اللّه، و إنّه يذكر إذا ذكر، من أكرم خلق اللّه على اللّه و أحبّهم إلى اللّه، لم يخلق ملكا و لا نبيّا مرسلا من آدم فمن سواه خيرا عند اللّه و لا أحد إلى اللّه منه، يقعده يوم القيامة على عرشه و يشفّعه في كلّ من شفع فيه، باسمه جرى القلم في اللّوح المحفوظ محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و يصاحب اللواء يوم الحشر الأكبر، أخوه و وصيّه و وزيره و خليفته
في أمّته، و أحبّ من خلق اللّه الى اللّه بعده عليّ ابن عمّه لأبيه و أمّه و وليّ كلّ مؤمن بعده؛ ثمّ أحد عشر من ولد محمّد و ولده؛ أوّلهم يسمّى باسم ابني هارون شبّرا و شبيرا، و تسعة من صلب أصغرهما واحد بعد واحد، آخرهم الّذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه و ذكر باقي الحديث بطوله 259 .
السادس و السبعون و مائة غم-
سليم بن قيس الهلاليّ محمّد بن إبراهيم النّعماني بإسناده عن عبد الرّزّاق عن معمّر عن أبان عن سليم بن قيس الهلاليّ قال: