کتابخانه روایات شیعه
في أمّته، و أحبّ من خلق اللّه الى اللّه بعده عليّ ابن عمّه لأبيه و أمّه و وليّ كلّ مؤمن بعده؛ ثمّ أحد عشر من ولد محمّد و ولده؛ أوّلهم يسمّى باسم ابني هارون شبّرا و شبيرا، و تسعة من صلب أصغرهما واحد بعد واحد، آخرهم الّذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه و ذكر باقي الحديث بطوله 259 .
السادس و السبعون و مائة غم-
سليم بن قيس الهلاليّ محمّد بن إبراهيم النّعماني بإسناده عن عبد الرّزّاق عن معمّر عن أبان عن سليم بن قيس الهلاليّ قال:
قلت لعليّ عليه السّلام: إنّي سمعت من سلمان و من المقداد و من أبي ذرّ أشياء من تفسير القرآن و من الأحاديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله غير ما في أيدي النّاس، ثمّ سمعت منك تصديقا لما سمعت منهم و رأيت في أيدي النّاس أشياء كثيرة من تفسير القرآن
و من الأحاديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنتم تخالفونهم و تزعمون أنّ ذلك باطل، أفترى أنّهم يكذّبون متعمّدين و يفسّرون القرآن برأيهم؟ قال: فأقبل عليّ عليه السّلام فقال: سألت فافهم الجواب، إنّ في أيدي النّاس حقّا و باطلا و صدقا و كذبا و ناسخا و منسوخا و خاصّا و عامّا و محكما و متشابها و حفظا و وهما، و قد كذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله على عهده حتّى قام خطيبا فقال: أيّها النّاس قد كثر عليّ الكذّابة فمن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّا مقعده من النّار ثمّ كذّب عليه من بعده، و إنّما أتاك بالحديث أربعة ليس لهم خامس؛ رجل منافق مظهر للإيمان مصطنع للإسلام باللّسان، لا يتأثّم و لا يتحرّج أن يكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله متعمّدا، فلو علم المسلمون بأنّه منافق كذّاب لم يقبلوا منه و لم يصدّقوه و لكنّهم قالوا: هذا قد صحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و قد رآه
و سمع منه و قد أخبرك اللّه عن المنافقين بما خبّرك و وصفهم بما وصفهم فقال عزّ و جلّ: وَ إِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَ إِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ 260 ، ثمّ بقوا بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و تقرّبوا إلى أئمّة الضّلال و الدّعاة إلى النّار بالزّور و الكذب و البهتان حتّى ولّوهم الأعمال و حملوهم على رقاب النّاس، و أكلوا بهم الدّنيا، و إنّما النّاس مع الملوك و الدّنيا إلّا من عصم اللّه جلّ و عزّ، فهذا أحد الأربعة، و رجل سمع من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله شيئا و لم يحفظه على وجهه فأوهم فيه و لم يتعهّد كذبا، فهو في يديه يقول به و يعمل به و يرويه و يقول: أنا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فلو علم المسلمون أنّه إنّما و هم فيه لم يقبلوه، و لو علم أنّه و هم لرفضه، و رجل ثالث سمع من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله شيئا يأمر به ثمّ ينهى عنه و هو لا يعلم، أو سمعه ينهى عن
شيء ثمّ أمر به و هو لا يعلم، فحفظ المنسوخ و لم يحفظ النّاسخ، فلو يعلم أنّه منسوخ لرفضه، و لو علم النّاس أو سمعوا منه أنّه منسوخ لرفضوه، و رجل لم يكذب على اللّه و لا على رسوله بغضا للكذب و خوفا من اللّه و تعظيما لرسوله صلّى اللّه عليه و آله و لم يتوهّم بل حفظ الحديث على وجهه فجاء به كما سمعه و لم يزد فيه و لم ينقص، فحفظ النّاسخ و المنسوخ، فعمل بالنّاسخ و رفض المنسوخ، و إنّ أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و نهيه مثل القرآن ناسخ و منسوخ، و عامّ و خاصّ و محكم و متشابه، قد كان يكون من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الكلام له وجهان كلام عامّ و كلام خاصّ مثل القرآن، يسمعه من لا يعرفه ما عنى اللّه عزّ و جلّ و لا ما عنى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و ليس كلّ أصحاب رسول اللّه كان يسأله عن الشيء فيفهم، و كان منهم من يسأله و لا يستفهمه حتّى أنّهم
كانوا يحبّون أن يجيء الأعرابيّ أو الطّاري فيسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حتّى يسمعوا، و كنت أنا أدخل على رسول اللّه كلّ يوم دخلة و كلّ ليلة دخلة يخليني فيها أدور معه حيث دار و قد علم أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنّه لم يكن يصنع ذلك بأحد غيري، و كنت إذا سألت أجابني، و إذا سكتّ ابتدأني، و دعا اللّه أن يحفظني و يفهّمني فما نسيت شيئا أبدا منذ دعا لي، و إنّي قلت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: يا نبيّ اللّه إنّك منذ دعوت لي بما دعوت لم أنس شيئا ممّا تعلّمني، فلم تمله عليّ و تأمرني بكتبه، أتخوّف عليّ النّسيان؟ فقال: يا أخي لست أتخوّف عليك النّسيان و لا الجهل و قد أخبرني اللّه عزّ و جلّ أنّه قد استجاب لي فيك و في شركائك الّذين يكونون من بعدك، فإنّما نكتبه لهم، قلت: يا رسول اللّه و من شركائي؟ فقال: الّذين قرنهم اللّه بنفسه
و بي، فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ قلت: يا نبيّ اللّه و من هم؟ قال: الأوصياء منّي إلى أن يردوا عليّ الحوض كلّهم هاد مهتد لا يضرّهم خذلان من خذلهم هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقونه و لا يفارقهم. بهم تنصر أمّتي و يمطرون، و يدفع عنهم بمستجابات دعواتهم قلت: يا رسول اللّه سمّهم لي، فقال: ابني هذا و وضع يده على رأس الحسن، ثمّ ابني هذا و وضع يده على رأس الحسين، ثمّ ابن له على اسمك يا عليّ، ثمّ ابن عليّ اسمه محمّد بن عليّ، ثمّ أقبل على الحسين فقال: سيولد محمّد بن عليّ في حياتك فاقرأه منّي السّلام، ثمّ تكمله اثني عشر إماما، قلت: يا نبيّ اللّه سمّهم لي فسمّاهم رجلا رجلا، منهم و اللّه يا أخا بني هلال مهديّ أمّة محمّد الّذي يملأ
الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا 261 .
قلت: و روى هذا الحديث محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه في كتاب الغيبة، و زاد فيه بعد قوله ظلما و جورا: و اللّه إنّي لأعرف من يبايعه بين الرّكن و المقام و أعرف أسماء آبائهم و قبائلهم 262 .
السابع و السبعون و مائة غم-