کتابخانه روایات شیعه
أمّتي- أحد عشر إماما بعد أخي واحدا بعد واحد، كلّما هلك واحد قام واحد، مثلهم في أمّتي كمثل نجوم السّماء كلّما غاب نجم طلع نجم أئمّة هداة مهتدون لا يضرّهم كيد من كادهم، و لا خذلان من خذلهم، بل لعن اللّه بذلك من كادهم و خذلهم، هم حجج اللّه في أرضه و شهداؤه على خليفته، من أطاعهم أطاع اللّه، و من عصاهم عصى اللّه هم مع القرآن و القرآن معهم، لا يفارقونه و لا يفارقهم حتّى يردوا عليّ حوضي، أوّل الأئمّة عليّ خيرهم، ثمّ ابني حسن ثمّ ابني حسين، ثمّ تسعة من ولد الحسين، و ذكر الحديث بطوله 264 .
التاسع و السبعون و مائة غب-
سليم بن قيس الهلاليّ محمّد بن عليّ قال:
حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد رضى اللّه عنه قال حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار عن يعقوب بن يزيد عن حمّاد بن عيسى عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن
إبراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت سلمان الفارسيّ رضى اللّه عنه يقول: كنت جالسا بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في مرضته الّذي توفّي فيها فدخلت فاطمة عليها السّلام فلمّا رأت ما بأبيها من الضّعف بكت حتّى جرت دموعها على خدّيها فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: و ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت: يا رسول اللّه أخشى على نفسي و ولدي الضّيعة بعدك، فاغرورقت عينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بالبكاء ثمّ قال:
يا فاطمة أما علمت إنّا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدّنيا، و إنّه حتم الفناء على جميع خلقه، و إنّ اللّه تبارك و تعالى اطّلع على الأرض اطّلاعة فاختارني من خلقه، ثمّ اطّلع اطّلاعة ثانية فاختار منها زوجك و أوحى إليّ أن أزوّجك إيّاه، و أن أتّخذه وليّا و وزيرا و أن أجعله خليفتي في أمّتي، فأبوك خير أنبياء اللّه و رسله، و بعلك خير الأوصياء و أنت أوّل من يلحق بي من أهلي، ثمّ اطّلع إلى الأرض ثالثة
فاختارك و ولدك، فأنت سيّدة نساء أهل الجنّة و ابناك حسن و حسين سيّدا شباب أهل الجنّة، و أنا و بعلك و أوصيائي إلى يوم القيامة كلّهم هادون مهديّون؛ أوّل الأوصياء بعدي أخي عليّ ثمّ الحسن ثمّ الحسين، ثمّ تسعة من ولد الحسين في درجتي، و ليس في الجنّة درجة أقرب إلى اللّه من درجتي و درجة أخي، أما تعلمين يا بنيّة انّ من كرامة اللّه إيّاك أن زوّجك خير أمّتي و خير أهل بيتي و أقدمهم سلما و أعظمهم حلما، و أكثرهم علما، فاستبشرت فاطمة عليها السّلام و فرحت بما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ثمّ قال: يا بنيّة إنّ لبعلك مناقب: إيمانه باللّه و رسوله قبل كلّ أحد، لم يسبقه إلى ذلك أحد من أمّتي، و علمه بكتاب اللّه عزّ و جلّ و سنّتي، فليس أحد من أمّتي يعلم بجميع علمي غير عليّ عليه السّلام، و إنّ اللّه عزّ و جلّ علّمني علما لا يعلمه غيري،
و علّم ملائكته و رسله علما؛ فكلّما علّمه ملائكته و رسله فأنا أعلمه، و أمرني اللّه أن أعلّمه إيّاه ففعلت، فليس أحد من أمّتي يعلم جميع علمي و فهمي و حكمتي غيره، و إنّك يا بنيّة زوجته؛ و ابناه سبطاي حسن و حسين و هما سبطا أمّتي، و أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر؛ فإنّ اللّه عزّ و جلّ آتاه الحكمة و فصل الخطاب، يا بنيّة إنّا أهل بيت أعطانا اللّه عزّ و جلّ ستّ خصال لم يعطها أحد من الأوّلين كان قبلكم، و لا يعطيها أحد من الآخرين غيرنا: نبيّنا سيّد الأنبياء و المرسلين؛ و هو أبوك، و وصيّنا سيّد الأوصياء؛ و هو بعلك، و شهيدنا سيّد الشّهداء؛ و هو حمزة بن عبد المطّلب عمّ أبيك، قالت: يا رسول اللّه هو سيّد الشّهداء الّذين قتلوا معك؟ قال:
بل سيّد الشّهداء الأوّلين و الآخرين ما خلا الأنبياء و الأوصياء، و جعفر بن أبي طالب
ذو جناحين الطّيّار في الجنّة مع الملائكة، و ابناك حسن و حسين سبطا أمّتي و سيّدا شباب أهل الجنّة منّا و الّذي نفسي بيده مهديّ هذه الأمّة الّذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، قالت: و أيّ هؤلاء الّذين سمّيتهم أفضل؟ قال: عليّ بعدي أفضل أمّتي و حمزة و جعفر أفضل أهل بيتي بعد عليّ و بعدك و بعد ابني و سبطيّ حسن و حسين و بعد الأوصياء من ولد ابني هذا و أشار إلى الحسين منهم المهديّ، و إنّا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدّنيا.
ثمّ نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إليها و إلى بعلها و إلى ابنيها فقال: يا سلمان أشهد اللّه أنّي سلم لمن سالمهم و حرب لمن حاربهم، أما إنّهم في الجنّة معي، ثمّ أقبل على عليّ عليه السّلام فقال: يا أخي أنت ستبقى بعدي و ستلقى من قريش شدّة و من تظاهرهم عليك و ظلمهم لك، فإن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم و قاتل من خالفك بمن
وافقك، و إن لم تجد أعوانا فاصبر و كفّ يدك و لا تلق بها إلى التّهلكة؛ فإنّك منّي بمنزلة هارون من موسى، و لك بهارون أسوة حسنة إذ استضعفه قومه و كادوا يقتلونه، فاصبر بظلم قريش و تظاهرهم عليك؛ فإنّك بمنزلة هارون و من تبعه. و هم بمنزلة العجل و من تبعه، يا عليّ إنّ اللّه تبارك و تعالى قد قضى الفرقة و الاختلاف على هذه الأمّة، فلو شاء اللّه لجمعهم على الهدى حتّى لا يختلف إثنان من هذه الأمّة و لا يتنازع في شيء من أمره و لا يجحد المفضول لذي الفضل فضله، و لو شاء اللّه يعجّل النّقمة و كان منه التّغيير حتّى يكذّب الظّالم و يعلم الحقّ أين مصيره، و لكنّه جعل الدّنيا دار الأعمال و جعل الآخرة دار القرار؛ ليجزي الّذين أساءوا بما عملوا و يجزي الّذين أحسنوا بالحسنى، فقال عليه السّلام: الحمد للّه شكرا على نعمائه و صبرا على بلائه 265 .
الثمانون و مائة نص-
سماك بن حرب محمّد بن عليّ قال: حدّثنا أحمد بن الحسن قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن عليّ بن إسماعيل بالرّيّ قال: حدّثنا الفضل بن عبد الجبّار المروزي قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن شقيق قال: حدّثنا الحسين بن واقد قال: حدّثنا سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: أتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله فسمعته يقول: إنّ هذا الأمر لن ينقضي حتّى يملك إثنا عشر خليفة فقال كلمة خفيّة لأبي، قال:
قال: كلّهم من قريش 266 .
قلت: و روى هذا الحديث محمّد بن عليّ رضى اللّه عنه في كتاب الخصال إلّا أنّ فيه: فقال كلمة خفيّة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: قال عليه السّلام: كلّهم من قريش 267 .