کتابخانه روایات شیعه
الحجر الّذي في بيت المقدس و كذبتم، هو الحجر الّذي نزل به آدم عليه السّلام من الجنّة، قال: صدقت و اللّه إنّه لبخطّ هارون و إملاء موسى عليه السّلام، و أنتم تقولون: إنّ أوّل عين نبعت على وجه الأرض الّتي في بيت المقدس و كذبتم، بل هي عين الحياة الّتي غسل فيها يوشع بن نون السّمكة الّتي شرب منها الخضر و ليس يشرب منها أحد إلّا يحيى، قال: صدقت و اللّه إنّه لبخطّ هارون و إملاء موسى عليه السّلام، و أنتم تقولون: إنّ أوّل شجرة نبتت على وجه الأرض الزّيتونة و كذبتم، هي العجوة نزل بها آدم عليه السّلام من الجنّة قال: صدقت فو اللّه إنّه لبخطّ هارون و إملاء موسى.
قال: فالثّلاثة الأخرى كم لهذه الأمّة من إمام هدى لم يضرّهم من خالفهم؟ قال: إثنا عشر إماما قال: صدقت و اللّه إنّه لبخطّ هارون و إملاء موسى عليه السّلام، و أين يسكن نبيّكم من الجنّة؟ قال: في أعلاها درجة و أشرفها مكانا في جنّات عدن قال: صدقت و اللّه إنّه لبخطّ هارون و إملاء موسى عليه السّلام، قال: فمن ينزل معه في منزله؟ قال: إثنا عشر إماما قال صدقت و اللّه إنّه لبخطّ هارون و إملاء موسى، ثمّ قال: السّابعة و أسألك كم يعيش وصيّه بعده؟ قال: ثلاثين سنة، ثمّ قال: يموت أو يقتل؟ قال:
يضرب على قرنه فتخضب لحيته، قال: صدقت و اللّه إنّه لبخطّ هارون و إملاء موسى عليه السّلام فأسلم اليهوديّ 294 .
قلت: و روى هذا الحديث محمّد بن عليّ في كتاب الخصال 295 و كتاب عيون
أخبار 296 الرّضا إلّا أنّ فيهما الرّاوي صالح بن عقبة فيقرب تعيين ما أطلق في كتاب الغيبة.
الحادي و مائتان معاني الأخبار-
الصّقر بن أبي دلف محمّد بن عليّ قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم عن عبد اللّه بن أحمد الموصليّ عن الصّقر بن أبي دلف قال: لمّا حمل المتوكّل سيّدنا أبا الحسن عليه السّلام جئت أسأل عن خبره، قال: فنظر إليّ الرّزاقي و كان حاجبا للمتوكّل فأومئ إليّ أن أدخل عليه فدخلت إليه فقال: يا صقر ما شأنك؟ فقلت خيرا أيّها الأستاذ، فقال: اقعد فأخذني ما تقدّم و ما تأخّر و قلت: أخطأت في المجيء قال: فأوجأ عنه النّاس ثمّ قال لي: ما شأنك؟ و ممّ جئت؟ قلت لخبر مّا، قال: لعلّك جئت تسأل عن خبر مولاك؟
فقلت: و من مولاي؟ مولاي أمير المؤمنين قال: اسكت مولاك هو الحقّ تخشى
منّي فإنّي على مذهبك، فقلت: الحمد للّه فقال: تحبّ أن تراه؟ فقلت: نعم فقال:
اجلس حتّى يخرج صاحب البريد من عنده، قال: فجلست، فلمّا خرج من عنده قال لغلامه: خذ بيد الصّقر فادخله إلى الحجرة الّتي فيها العلويّ المحبوس و خلّ بينه و بينه، قال: فأدخلني الحجرة و أومئ إلى بيت، فدخلت فقال: فإذا هو عليه السّلام جالس على صدر حصير و بحذاه قبر محفور، قال: فسلّمت عليه فردّ عليّ ثمّ أمرني بالجلوس، ثمّ قال لي: يا صقر ما أتى بك؟ قلت: سيّدي جئت أتعرّف خبرك، ثمّ نظرت إلى القبر فبكيت فنظر إليّ فقال: يا صقر لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء، فقلت الحمد للّه ثمّ قلت: يا سيّدي حديث يروى عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله لا أعرف معناه فقال: و ما هو؟ قلت: قوله: «لا تعادوا الأيّام فتعاديكم» ما معناه؟ فقال: نعم الأيّام نحن ما
قامت السّماوات و الأرض؛ فالسّبت اسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و الأحد أمير المؤمنين، و الإثنين الحسن و الحسين، و الثّلاثاء عليّ بن الحسين و محمّد الباقر و جعفر الصّادق، و الأربعاء موسى بن جعفر و عليّ بن موسى و محمّد بن عليّ و أنا، و الخميس ابني و الجمعة ابن ابني و إليه تجمع عصابة الحقّ، و هو الّذي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، فهذا معنى الأيّام؛ فلا تعادوهم في الدّنيا فيعادونكم في الآخرة، ثمّ قال: ودّع و اخرج فلا آمن عليك 297 .
قلت: و روى هذا الحديث محمّد بن عليّ في كتاب النّصوص عن عليّ بن محمّد بن متوبة قال: حدّثنا أحمد بن زياد الهمداني قال: حدّثني عليّ بن إبراهيم قال: حدّثني عبد اللّه بن أحمد الموصليّ عن الصّقر بن أبي دلف قال: لمّا حمل المتوكّل سيّدنا أبو الحسن عليه السّلام و ساق الحديث بما لا يغيّر المقصود 298 .
باب الطاء
الثاني و المائتان نص-
طاووس محمّد بن عليّ قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسن قال: حدّثني أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبري رضى اللّه عنه قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العدويّ البصري عن محمّد بن إبراهيم بن المنذر المكّيّ عن الحسين بن سعيد عن محمّد بن الهمام بن الهيثم قال: حدّثني الأجلح الكنديّ قال:
حدّثني أفلح بن سعيد عن محمّد بن كعب عن طاووس اليمانيّ عن عبد اللّه بن عبّاس قال: دخلت على النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و الحسن على عاتقه و الحسين على فخذه يلثمهما و يقبّلهما، و يقول: اللّهمّ وال من والاهما و عاد من عاداهما، ثمّ قال: يابن عبّاس كأنّي به و قد خضبت شيبته من دمه يدعو فلا يجاب و يستنصر فلا ينصر،
قلت: فمن يفعل ذلك به يا رسول اللّه؟ قال: شرار أمّتي ما لهم لا أنالهم اللّه شفاعتي، ثمّ بكى و قال: يا ابن عبّاس من زاره عارفا بحقّه وقفت له يوم القيامة و أخذت بيده و قلت لعليّ بن أبي طالب: اسقه من حوضك ثمّ أدخله الجنّة، يابن عبّاس من زاره عارفا كنت و أولادي شفعاءه يوم القيامة، أترى من كنّا شفعاءه يضام أو يعذّب أو يرى هؤلاء؟ و لا يموت زائره حتّى آخذ بيده فأخلّصه من محنة القبر و غصّة الموت، ثمّ قال: يابن عبّاس من زاره عارفا بحقّه كان له ثواب ألف حجّة و ألف عمرة، و من زاره فقد زارني و من زارني فكأنّما زار اللّه، و حقّ الزّائر على اللّه أن لا يعذّبه بالنّار، ألا و إنّ الإجابة تحت قبّته و الشّفاء في تربته و الأئمّة من ولده.
قال ابن عبّاس: يا رسول اللّه فكم الأئمّة بعدك؟ قال: بعدد حواري عيسى و أسباط موسى و نقباء بني إسرائيل، قال: قلت: يا رسول اللّه و كم كانوا؟ قال: كانوا إثني عشر، و الأئمّة بعدي إثنى عشر؛ أوّلهم عليّ بن أبي طالب، و بعده سبطاي الحسن و الحسين، فإذا انقضى الحسين فابنه عليّ، فإذا انقضى عليّ فابنه محمّد، فإذا انقضى محمّد فابنه جعفر، فإذا انقضى جعفر فابنه موسى، فإذا انقضى موسى فابنه عليّ، فإذا انقضى عليّ فابنه محمّد، فإذا انقضى محمّد فابنه عليّ، فإذا انقضى عليّ فابنه الحسن، فإذا انقضى الحسن فابنه الحجّة.