کتابخانه روایات شیعه
الكوفيّ قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن أبي أحمد الهمدانيّ قال: حدّثني أبو المفضّل عبد اللّه بن العبّاس البخاريّ قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن إبراهيم بن عبد اللّه بن القاسم عن محمّد بن أبي بكر قال: حدّثنا عبد السّلام بن صالح الهروي عن عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: ما خلق اللّه خلقا أفضل منّي و لا أكرم عليه منّي، قال عليّ عليه السّلام فقلت: يا رسول اللّه فأنت أفضل أم جبرائيل؟ قال صلّى اللّه عليه و آله: إنّ اللّه تبارك و تعالى فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين، و فضّلني على جميع النّبيّين و المرسلين، و الفضل بعدي لك يا عليّ، و الأئمّة من بعدك فإنّ الملائكة لخدّامنا و خدّام محبّينا، يا عليّ الّذين يحملون العرش و من حوله يسبّحون بحمد ربّهم و يستغفرون للّذين آمنوا بولايتنا، يا عليّ لو لا نحن ما خلق اللّه آدم و لا حوّاء و لا الجنّة و لا النّار و لا السّماء و لا الأرض، و كيف لا نكون أفضل من الملائكة و قد
سبقناهم إلى التّوحيد و معرفة ربّنا عزّ و جلّ و تسبيحه و تقديسه، لأنّ أوّل ما خلق اللّه عزّ و جلّ أرواحنا فأنطقنا بتوحيده و تمجيده؛ ثمّ خلق الملائكة فلمّا شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا فسبّحنا لتعلم الملائكة أنّا مخلوقون، و أنّه منزّه عن صفاتنا، فسبّحت الملائكة بتسبيحنا و نزّهته عن صفاتنا، فلمّا شاهدوا عظم شأننا هلّلنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلّا اللّه و أنّا عبيد و لسنا بآلهة يجب أن نعبد معه أو دونه فقالوا: لا إله إلّا اللّه، فلمّا شاهدوا كبر محلّنا كبّرنا اللّه لتعلم الملائكة أنّ اللّه أكبر من أن ينال عظم المحلّ إلّا به، فلمّا شاهدوا ما جعله اللّه لنا من القدرة و القوّة قلنا: لا حول و لا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم لتعلم الملائكة أن لا حول و لا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم، فقالت الملائكة: لا حول و لا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم، فلمّا
شاهدوا ما أنعم اللّه به علينا و أوجبه من فرض الطّاعة قلنا: الحمد للّه لتعلم الملائكة ما يحقّ للّه تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمه، فقالت الملائكة:
الحمد للّه، فبنا اهتدوا إلى معرفة اللّه تعالى و تسبيحه و تهليله و تحميده و تمجيده، ثمّ إنّ اللّه تعالى خلق آدم عليه السّلام و ودّعنا صلبه و أمر الملائكة بالسّجود له تعظيما لنا و إكراما، و كان سجودهم للّه عزّ و جلّ عبوديّة و لآدم إكراما و طاعة لكوننا في صلبه، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة و قد سجدوا لآدم كلّهم أجمعون، و أنّه لمّا عرج بي إلى السّماء أذّن جبرئيل مثنى مثنى، ثمّ قال: تقدّم يا محمّد فقلت: يا جبرئيل أتقدّم عليك؟ قال: نعم لأنّ اللّه تبارك و تعالى فضّل أنبياءه على ملائكته أجمعين و فضّلك خاصّة، فتقدّمت و صلّيت بهم و لا فخر، فلمّا انتهيت إلى حجب النّور قال
لي جبرئيل: تقدّم يا محمّد و تخلّف عنّي، فقلت: يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟ فقال: يا محمّد إنّ انتهاء حدّي الّذي وضعني اللّه فيه هذا المكان، فإن تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدّي حدود ربّي جلّ جلاله فزخّ بي في النّور زخّة حتّى انتهيت إلى حيث ما شاء اللّه عزّ و جلّ من ملكوته، فنوديت يا محمّد: أنت عبدي و أنا ربّك فإيّاي فاعبد و عليّ فتوكّل؛ فإنّك نوري في عبادي و رسولي إلى خلقي و حجّتي في بريّتي، و لمن تبعك خلقت جنّتي و لمن خالفك خلقت ناري؛ و لأوصيائك أوجبت كرامتي و لشيعتك أوجبت ثوابي، فقلت: يا ربّ و من أوصيائي؟ فنوديت يا محمّد أوصياؤك المكتوبون على ساق العرش، فنظرت و أنا بين يدي ربّي إلى ساق العرش فرأيت إثني عشر نورا في كلّ نور سطر أخضر مكتوب عليه اسم وصيّ من أوصيائي أوّلهم عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و آخرهم مهديّ
أمّتي، فقلت: يا ربّ هؤلاء أوصيائي من بعدي؟ فنوديت يا محمّد هؤلاء أوليائي و أحبّائي و أصفيائي و حججي بعدك على بريّتي و هم أوصياؤك و خلفاؤك و خير خلقي بعدك، و عزّتي و جلالي لأظهرنّ بهم ديني و لأعلينّ بهم كلمتي، و لأطهّرنّ الأرض بآخرهم من أعدائي و لأمكّننّه مشارق الأرض و مغاربها، و لأسخّرنّ له الرّياح و لأذلّنّ له الرّقاب الصعاب و لأرقّينّه في الأسباب، و لأنصرنّه بجندي؛ و لأمدّنّه بملائكتي حتّى يعلن دعوتي و يجمع الخلق على توحيدي، ثمّ لأديمنّ ملكه و لأداولنّ الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة 316 .
قلت: و روى هذا الحديث محمّد بن عليّ رضى اللّه عنه في كتاب علل الشّرايع 317 .
الثاني عشر و مائتان غب-
عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني محمّد بن عليّ قال:
حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدّقّاق رضى اللّه عنه و عليّ بن عبد اللّه الورّاق قالا: حدّثنا
محمّد بن هارون الصّوفي قال: حدّثنا أبو تراب الرّوياني عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني قال: دخلت على سيّدي عليّ بن محمّد عليه السّلام فلمّا بصر بي قال لي:
مرحبا بك يا أبا القاسم أنت وليّنا حقّا، قال: فقلت له: يابن رسول اللّه إنّي أريد أن أعرض عليك ديني؛ فإن كان مرضيّا ثبتّ عليه حتّى ألقى اللّه عزّ و جلّ، فقال: هات يا أبا القاسم فقلت: إنّي أقول: إنّ اللّه تبارك و تعالى واحد ليس كمثله شيء، خارج عن الحدّين: حدّ الإبطال وحدّ التّشبيه، و إنّه ليس بجسم و لا صورة و لا عرض و لا جوهر، بل هو مجسّم الأجسام و مصوّر الصّور و خالق الأعراض و الجواهر، و ربّ كلّ شيء و مالكه و جاعله و محدثه، و إنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله عبده و رسوله خاتم النّبيّين و لا نبيّ بعده إلى يوم القيامة، و إنّ شريعته خاتمة الشّرايع فلا شريعة بعدها إلى يوم القيامة، و أقول: إنّ الإمام و الخليفة بعده و وليّ الأمر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ثمّ الحسن ثمّ الحسين ثمّ عليّ بن الحسين ثمّ محمّد بن عليّ الباقر ثمّ
جعفر بن محمّد الصّادق ثمّ موسى بن جعفر ثمّ عليّ بن موسى ثمّ محمّد بن عليّ ثمّ أنت يا مولاي، فقال عليه السّلام: و من بعدي الحسن ابني، فكيف للنّاس بالخلف من بعده؟