کتابخانه روایات شیعه
النّبوّة من العقب من ذرّيّتك كما لم أقطعها من ذرّيات الأنبياء الّذين كانوا بينك و بين أبيك آدم، قلت: يا رسول اللّه فمن يملك هذا الأمر بعدك؟ قال: أبوك عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أخي و خليفتي و يملك بعد عليّ الحسن، ثمّ تملكه أنت و تسعة من صلبك، يملكه إثنا عشر إماما ثمّ يقوم قائمنا يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، و يشفي صدور قوم مؤمنين من شيعته 345 .
الثاني و الثلاثون و مائتان غب-
عليّ بن الحسن السّائح محمّد بن عليّ قال:
حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضى اللّه عنه قال: أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني قال:
حدّثنا محمّد بن هشام قال: حدّثنا عليّ بن الحسن السّائح قال: سمعت الحسن بن عليّ العسكريّ عليه السّلام قال: حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام: يا عليّ لا يحبّك إلّا مؤمن طابت ولادته، و لا يبغضك إلّا من
خبث ولادته، و لا يواليك إلّا مؤمن و لا يعاديك إلّا كافر، فقام إليه عبد اللّه بن مسعود فقال: يا رسول اللّه قد عرفنا علامة خبث الولادة و الكافر في حياتك ببغض عليّ و عداوته، فما علامة خبيث الولادة و الكافر بعدك إذا أظهر الإسلام بلسانه و أخفى مكنون سريرته؟ فقال صلّى اللّه عليه و آله: يا ابن مسعود عليّ بن أبي طالب إمامكم بعدي و خليفتي عليكم، فإذا مضى فابني الحسن إمامكم بعده و خليفتي عليكم، فإذا مضى فابني الحسين إمامكم بعده و خليفتي عليكم، ثمّ تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد أئمّتكم و خلفائي عليكم تاسعهم قائمهم قائم أمّتي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، لا يحبّهم إلّا من طابت ولادته، و لا يبغضهم إلّا من خبثت ولادته، و لا يواليهم إلّا مؤمن و لا يعاديهم إلّا كافر، و من أنكر واحدا منهم فقد أنكرني، و من أنكرني فقد أنكر اللّه عزّ و جلّ، و من جحد واحدا منهم فقد جحدني،
و من جحدني فقد جحد اللّه عزّ و جلّ، لأنّ طاعتهم طاعتي و طاعتي طاعة اللّه، و معصيتهم معصيتي و معصيتي معصية اللّه عزّ و جلّ، يابن مسعود إيّاك أن تجد في نفسك حرجا ممّا قضيت فتكفر بعزّة ربّي، و ما أنا متكلّف و لا ناطق عن الهوى في عليّ و الأئمّة من ولده، ثمّ قال عليه السّلام و هو رافع يديه إلى السّماء: اللّهمّ وال من والى خلفائي و أئمّة أمّتي بعدي، و عاد من عاداهم، و انصر من نصرهم و اخذل من خذلهم، و لا تخل الأرض من قائم منهم بحجّتك ظاهرا أو خفيّا مغمورا، لئلّا يبطل حجّتك و برهانك ثمّ قال صلّى اللّه عليه و آله: يابن مسعود قد جمعت لكم في مقامي هذا ما إن فارقتموه هلكتم، و إن تمسّكتم به نجوتم، و السّلام على من اتّبع الهدى 346 .
الثالث و الثلاثون و مائتان غب-
عليّ بن عاصم محمّد بن عليّ قال: حدّثنا أبو
الحسن أحمد بن ثابت الدّولانيّ بمدينة السّلام قال: حدّثنا محمّد بن الفضل النّحويّ قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن عبد الصّمد الكوفيّ قال: حدّثنا عليّ بن عاصم عن الإمام محمّد بن عليّ بن موسى عن أبيه عليّ بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ عليهم السّلام قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و عنده أبيّ بن كعب فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: مرحبا بك يا أبا عبد اللّه يا زين السّموات و الأرض، فقال له أبيّ: كيف يكون يا رسول اللّه زين السّموات و الأرض أحد غيرك؟ فقال له: يا أبيّ و الّذي بعثني بالحقّ نبيّا إنّ الحسين بن عليّ في السّماء أكبر منه في الأرض؛ فإنّه مكتوب عن يمين العرش: مصباح هاد و سفينة نجاة و إمام غير وهن و عزّ و فخر و بحر علم، فلم لا يكون كذلك و أنّ اللّه عزّ و جلّ ركّب في صلبه نطفة طيّبة مباركة زكيّة، خلقت من قبل أن يكون مخلوق في الأرحام أو يجري ماء في الأصلاب أو يكون ليل أو نهار، و لقد لقّن دعوات ما يدعو بهنّ مخلوق إلّا حشره اللّه عزّ و جلّ
معه، و كان شفيعه في آخرته، و فرّج اللّه عنه كربه، و قضى بها دينه و يسّر أمره و أوضح سبيله و قوّاه على عدوّه و لم يهتك ستره، فقال أبيّ: و ما هذه الدّعوات يا رسول اللّه؟ قال: تقول إذا فرغت من صلاتك و أنت قاعد: «اللّهمّ إنّي أسألك بملكك و معاقد عزّك و سكّان سماواتك و أنبيائك و رسلك فقد رهقني من أمري عسرا، فأسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تجعلني من أمري يسرا» فإنّ اللّه عزّ و جلّ يسهّل أمرك، و يشرح لك صدرك، و يلقّنك شهادة أن لا إله إلّا اللّه عند خروج نفسك.
قال له أبيّ بن كعب: يا رسول اللّه فما هذه النّطفة الّتي في صلب الحسين؟ قال: مثل هذه النّطفة كمثل القمر و هي نطفة تبيّن و بيان يكون من اتّبعه رشيدا و من ضلّ عنه هويّا، قال: فما اسمه و ما دعاؤه؟ قال: اسمه عليّ، و دعاؤه «يا دائم يا ديّوم يا حيّ
يا قيّوم يا كاشف الغمّ يا فارج الهمّ و يا باعث الرّسل و يا صادق الوعد» من دعا بهذا الدّعاء حشره اللّه عزّ و جلّ مع عليّ بن الحسين عليه السّلام، و كان قائده إلى الجنّة، قال له أبيّ: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فهل له من خلف أو وصيّ؟ قال: نعم له مواريث السّموات و الأرض، قال: فما معنى مواريث السّموات و الأرض يا رسول اللّه؟ قال: القضايا بالحقّ و الحكم بالدّيانة، و تأويل الأحكام و بيان ما يكون، قال: فما اسمه؟ قال:
اسمه محمّد، فإنّ الملائكة تستأنس به في السّموات و يقول في دعائه: «اللّهمّ إن كان لي عندك رضوان و ودّ فاغفر لي و لمن تبعني من إخواني و شيعتي و طيّب ما في صلبي يا أرحم الرّاحمين» فركّب في صلبه نطفة مباركة زكيّة فأخبرني جبرئيل عليه السّلام أنّ اللّه عزّ و جلّ طيّب هذه النّطفة و سمّاها عنده جعفرا و جعله هاديا مهديّا و راضيا مرضيّا، يدعو ربّه فيقول في دعائه: «يا ديّان غير متوان يا أرحم الرّاحمين اجعل لشيعتي من النّار وقاء و لهم عندك رضاء فاغفر ذنوبهم و يسّر
أمورهم و اقض ديونهم و استر عوراتهم و اغفر لهم الكبائر الّتي بينك و بينهم يا من لا يخاف الضّيم و لا تأخذه سنة و لا نوم اجعل لي من الغمّ فرجا» و من دعا بهذا الدّعاء حشره اللّه عنده أبيض الوجه مع حضرة جعفر بن محمّد إلى الجنّة، يا أبيّ إنّ اللّه تبارك و تعالى ركّب على هذه النّطفة نطفة زكيّة مباركة طيّبة أنزل عليها الرّحمة و سمّاها عنده موسى و جعله إماما قال له أبيّ: يا رسول اللّه كأنّهم يتواصفون و يتناسلون و يتوارثون و يصف بعض بعضا؟