کتابخانه روایات شیعه
و الملائكة فقالوا: يا ربّنا ائذن لنا في هلاك الخلق حتّى نجدهم من جديد الأرض بما اتحلّوا من حرمتك و قتلوا صفوتك؟ فأوحى اللّه إليهم: يا ملائكتي و يا سماواتي و يا أرضي اسكنوا، ثمّ كشف حجابا من الحجب فإذا خلفه محمّد و إثنا عشر وصيّا له، و أخذ بيد القائم من بينهم، فقال: يا ملائكتي و يا سماواتي و يا أرضي بهذا أنتصر- قالها ثلاث مرّات- 373 .
قلت: و روى هذا الحديث محمّد بن إبراهيم النّعماني في كتاب الغيبة عن محمّد بن يعقوب عن عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد عن محمّد بن الحسن بن شمون، و ساق الحديث بما لا يغيّر المعنى المقصود 374 ، قال بعد ذلك: و جاء في غير رواية محمّد بن يعقوب الكلينيّ: بهذا أنتصر منهم و لو بعد حين.
الرابع و الخمسون و مائتان نص-
الكميت أبو المستهلّ محمّد بن عليّ قال:
حدّثنا أبو المفضّل قال: حدّثنا جعفر بن محمّد القاسم العلويّ قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن نهيك قال: حدّثني محمّد بن أبي عمير عن الحسن بن عطيّة عن عمر بن يزيد عن الوارد بن الكميت عن أبيه الكميت أبو المستهلّ قال: دخلت على سيّدي أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السّلام فقلت: يابن رسول اللّه إنّي قلت فيكم أبياتا،
أفتأذن لي في إنشادها؟ قال: إنّها أيّام البيض، قلت: فهو فيكم خاصّة؟ قال: هات، فأنشأت أقول:
أضحكني الدّهر و أبكاني
و الدّهر ذو صرف و ألوان
لتسعة بالطّفّ قد غودروا
صاروا جميعا رهن أكفاني
فبكى عليه السّلام و بكى أبو عبد اللّه و سمعت بجارية تبكي من وراء الخباء، فلمّا بلغت إلى قولي:
و ستّة لا يتجازى بهم
بنو عقيل خير فرسان
ثمّ عليّ الخير مولاهم
ذكرهم هيّج أحزاني
قال عليه السّلام: ما من رجل ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينيه ماء مثل جناح البعوضة إلّا
بنى اللّه له بيتا في الجنّة، و جعل ذلك الدّمع حجابا بينه و بين النّار، فلمّا بلغت إلى قولي:
من كان مسرورا بما مسّكم
أو شامتا يوما من الآن
فقد ذللتم بعد عزّ فما
أدفع ضيما حين يغشاني
أخذ بيدي و قال: اللّهمّ اغفر لكميت ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر فلمّا بلغت إلى قولي:
متى يقوم الحقّ فيكم متى
يقوم مهديّكم الثّاني
قال: سريعا إن شاء اللّه، سريعا إن شاء اللّه، سريعا، ثمّ قال: يا أبا المستهلّ إنّ قائمنا هو التّاسع من ولد الحسين عليه السّلام، لأنّ الأئمّة بعد رسول اللّه إثنا عشر، الثّاني عشر هو القائم قلت: يا سيّدي فمن هؤلاء الإثنا عشر؟ قال: أوّلهم عليّ بن أبي طالب، و بعده
الحسن و بعده الحسين، و بعده عليّ بن الحسين و أنا، ثمّ بعدي هذا و وضع يده على كتف جعفر، قلت: فمن بعد هذا؟ قال: ابنه موسى و بعد موسى ابنه عليّ، و بعد عليّ ابنه محمّد، و بعد محمّد ابنه عليّ، و بعد عليّ ابنه الحسن و هو أبو القائم الّذي يخرج فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و يشفي صدور شيعتنا، قلت:
فمتى يخرج يابن رسول اللّه؟ قال: لقد سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عن ذلك فقال: إنّما مثله كمثل السّاعة لا تأتيكم إلّا بغتة 375 .
باب الميم
الخامس و الخمسون و مائتان نص-
مجاهد محمّد بن عليّ قال: أخبرني أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطّلب الشّيبانيّ رحمه اللّه قال: حدّثنا محمّد بن مطرف بن سواد أبو الحسين البستيّ بمكّة قال: حدّثنا أبو الحاتم المهلّبيّ المغيرة بن محمّد المهلّب قال: حدّثنا عبد الغفّار بن كثير الكوفيّ عن أبي مريم عن إبراهيم بن حميد عن أبي هاشم عن مجاهد عن عبد اللّه بن العبّاس قال: قدم يهوديّ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقال له نعثل، فقال: يا محمّد إنّي أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين، فإن أنت أجبتني عنها أسلمت على يدك، فقال: سل يا أبا عمارة، قال: يا محمّد صف لي ربّك، فقال: إنّ الخالق لا يوصف إلّا كما وصف به نفسه، كيف يوصف الخالق الّذي تعجز الحواسّ أن تدركه، و الأوهام أن تناله و الخطرات أن تحدّه
و الأبصار أن تحاط به، جلّ عمّا يصفه الواصفون، نأى في قربه، و قرب في نأيه كيّف الكيف؛ فلا يقال له: كيف هو، و أيّن الأين؛ فلا يقال: أين هو، فينقطع الكيفيّة فيه و الاينونيّة فهو الأحد الصّمد كما وصف نفسه، و الواصفون لا يبلغون نعته، لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد قال: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن قولك: إنّه واحد لا شبيه له أليس اللّه واحد و الإنسان واحد و وحدانيّته قد أشبهت وحدانيّة الإنسان؟ فقال صلّى اللّه عليه و آله: اللّه واحد واحديّ المعنى، و الإنسان واحد ثنويّ المعنى، جسم و عرض و بدن و روح، و إنّما التّشبيه في المعاني لا غير، قال: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن وصيّك من هو؟ فما من نبيّ إلّا و له وصيّ، و إنّ نبيّنا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون؟ فقال: نعم إنّ وصيّي و الخليفة من بعدي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، و بعده سبطاي الحسن و الحسين تتلوهم تسعة من صلب الحسين أئمّة