کتابخانه روایات شیعه
باب الميم
الخامس و الخمسون و مائتان نص-
مجاهد محمّد بن عليّ قال: أخبرني أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطّلب الشّيبانيّ رحمه اللّه قال: حدّثنا محمّد بن مطرف بن سواد أبو الحسين البستيّ بمكّة قال: حدّثنا أبو الحاتم المهلّبيّ المغيرة بن محمّد المهلّب قال: حدّثنا عبد الغفّار بن كثير الكوفيّ عن أبي مريم عن إبراهيم بن حميد عن أبي هاشم عن مجاهد عن عبد اللّه بن العبّاس قال: قدم يهوديّ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقال له نعثل، فقال: يا محمّد إنّي أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين، فإن أنت أجبتني عنها أسلمت على يدك، فقال: سل يا أبا عمارة، قال: يا محمّد صف لي ربّك، فقال: إنّ الخالق لا يوصف إلّا كما وصف به نفسه، كيف يوصف الخالق الّذي تعجز الحواسّ أن تدركه، و الأوهام أن تناله و الخطرات أن تحدّه
و الأبصار أن تحاط به، جلّ عمّا يصفه الواصفون، نأى في قربه، و قرب في نأيه كيّف الكيف؛ فلا يقال له: كيف هو، و أيّن الأين؛ فلا يقال: أين هو، فينقطع الكيفيّة فيه و الاينونيّة فهو الأحد الصّمد كما وصف نفسه، و الواصفون لا يبلغون نعته، لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد قال: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن قولك: إنّه واحد لا شبيه له أليس اللّه واحد و الإنسان واحد و وحدانيّته قد أشبهت وحدانيّة الإنسان؟ فقال صلّى اللّه عليه و آله: اللّه واحد واحديّ المعنى، و الإنسان واحد ثنويّ المعنى، جسم و عرض و بدن و روح، و إنّما التّشبيه في المعاني لا غير، قال: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن وصيّك من هو؟ فما من نبيّ إلّا و له وصيّ، و إنّ نبيّنا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون؟ فقال: نعم إنّ وصيّي و الخليفة من بعدي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، و بعده سبطاي الحسن و الحسين تتلوهم تسعة من صلب الحسين أئمّة
أبرار فقال: يا محمّد سمّهم لي، قال: نعم إذا مضى الحسين فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه الحسن و بعد الحسن الحجّة بن الحسن بن عليّ، هذه إثنا عشر إماما عدد نقباء بني إسرائيل، قال: فأين مكانهم في الجنّة؟ قال: معي في درجتي، قال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، و أنّ محمّدا عبده و رسوله و أشهد أنّهم الأوصياء بعدك، و لقد وجدت هذا في الكتب المتقدّمة، و فيما عهد إلينا موسى بن عمران عليه السّلام، قال: إذا كان آخر الزّمان يخرج نبيّ يقال له أحمد خاتم الأنبياء لا نبيّ بعده، يخرج من صلبه أئمّة أبرار عدد الأسباط، قال: فقال يا أبا عمارة أتعرف الأسباط؟ فقال: نعم يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، إنّهم كانوا إثني عشر، قال: إنّ فيهم لاوى بن
أرخيا؟ قال: أعرفه يا رسول اللّه و هو الّذي غاب عن بني إسرائيل ثمّ عاد فاظهر شريعته بعد دراستها، و قاتل مع قرسطيا الملك حتّى قتل، فقال عليه السّلام: كائن في أمّتي ما كان في بني إسرائيل حذو النّعل بالنّعل و القذّة بالقذّة، و إنّ الثّاني عشر من ولدي يغيب حتّى لا يرى و يأتي على أمّتي زمن لا يبقى من الإسلام إلّا اسمه، و من القرآن إلّا رسمه، فحينئذ يأذن اللّه له بالخروج فيظهر الإسلام و يجدّد الدّين، ثمّ قال عليه السّلام:
طوبى لمن أحبّهم و طوبى لمن تمسّك بهم و الويل لمبغضيهم، فانقضّ نعثل و قام بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أنشأ يقول:
صلّى العليّ ذو العلى
عليك يا خير البشر
أنت النّبيّ المصطفى
و الهاشميّ المفتخر
بك قد هدانا ربّنا
و فيك نرجوا ما أمر
و معشر سمّيتهم
أئمّة إثنا عشر
حباهم ربّ العلى
ثمّ اصطفاهم من كدر
قد فاز من والاهم
و خاب من عادى الزّهر
آخرهم يشفي الظّماء
و هو الإمام المنتظر
عترتك الأخيار لي
و التّابعون ما أمر
من كان عنكم معرضا
فسوف يصليه سقر 376
.
السادس و الخمسون و مائتان غب-
مجاهد بن عليّ قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه قال: حدّثني عمّي محمّد بن القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال:
حدّثني محمّد بن عليّ القرشيّ قال حدّثني أبو الرّبيع الزّاهرانيّ قال: حدّثنا حريز عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال: قال ابن عبّاس: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:
إنّ للّه تبارك و تعالى ملكا يقال له دردائيل كان له ستّة عشر ألف جناح؛ ما بين الجناح إلى الجناح هواء، و الهواء كما بين السّماء و الأرض. فجعل يوما يقول في نفسه: أفوق ربّنا جلّ جلاله شيء؟ فعلم اللّه تبارك و تعالى ما قال فزاده أجنحة مثلها، فصار له إثنان و ثلاثون ألف جناح، ثمّ أوحى اللّه عزّ و جلّ إليه أن طر، فطار مقدار خمسين عاما فلم ينل رأسه قائمة من قوائم العرش، فلمّا علم اللّه عزّ و جلّ أتعابه أوحى إليه: أيّها الملك عد إلى مكانك؛ فأنا عظيم فوق كلّ عظيم، و ليس فوقي شيء و لا أوصف بمكان، فسلبه اللّه أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة، فلمّا ولد الحسين بن عليّ عليه السّلام و كان مولده عشيّة الخميس ليلة الجمعة أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى خازن النّيران: أن أخمد النّيران على أهلها كرامة مولود ولد لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله في دار الدّنيا، و أوحى اللّه إلى خازن الجنان: أن زخرف الجنان و طيّبها كرامة لمولود ولد لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله في دار الدّنيا، و أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى حور العين أن
تزيّنّ و تزاورن لكرامة مولود ولد لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله في دار الدّنيا، و أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى الملائكة: أن قوموا صفوفا بالتّسبيح و التّحميد و التّمجيد و التّكبير كرامة لمولود ولد لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله في دار الدّنيا، و أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى جبرئيل عليه السّلام: