کتابخانه روایات شیعه
أرخيا؟ قال: أعرفه يا رسول اللّه و هو الّذي غاب عن بني إسرائيل ثمّ عاد فاظهر شريعته بعد دراستها، و قاتل مع قرسطيا الملك حتّى قتل، فقال عليه السّلام: كائن في أمّتي ما كان في بني إسرائيل حذو النّعل بالنّعل و القذّة بالقذّة، و إنّ الثّاني عشر من ولدي يغيب حتّى لا يرى و يأتي على أمّتي زمن لا يبقى من الإسلام إلّا اسمه، و من القرآن إلّا رسمه، فحينئذ يأذن اللّه له بالخروج فيظهر الإسلام و يجدّد الدّين، ثمّ قال عليه السّلام:
طوبى لمن أحبّهم و طوبى لمن تمسّك بهم و الويل لمبغضيهم، فانقضّ نعثل و قام بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أنشأ يقول:
صلّى العليّ ذو العلى
عليك يا خير البشر
أنت النّبيّ المصطفى
و الهاشميّ المفتخر
بك قد هدانا ربّنا
و فيك نرجوا ما أمر
و معشر سمّيتهم
أئمّة إثنا عشر
حباهم ربّ العلى
ثمّ اصطفاهم من كدر
قد فاز من والاهم
و خاب من عادى الزّهر
آخرهم يشفي الظّماء
و هو الإمام المنتظر
عترتك الأخيار لي
و التّابعون ما أمر
من كان عنكم معرضا
فسوف يصليه سقر 376
.
السادس و الخمسون و مائتان غب-
مجاهد بن عليّ قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه قال: حدّثني عمّي محمّد بن القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال:
حدّثني محمّد بن عليّ القرشيّ قال حدّثني أبو الرّبيع الزّاهرانيّ قال: حدّثنا حريز عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال: قال ابن عبّاس: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:
إنّ للّه تبارك و تعالى ملكا يقال له دردائيل كان له ستّة عشر ألف جناح؛ ما بين الجناح إلى الجناح هواء، و الهواء كما بين السّماء و الأرض. فجعل يوما يقول في نفسه: أفوق ربّنا جلّ جلاله شيء؟ فعلم اللّه تبارك و تعالى ما قال فزاده أجنحة مثلها، فصار له إثنان و ثلاثون ألف جناح، ثمّ أوحى اللّه عزّ و جلّ إليه أن طر، فطار مقدار خمسين عاما فلم ينل رأسه قائمة من قوائم العرش، فلمّا علم اللّه عزّ و جلّ أتعابه أوحى إليه: أيّها الملك عد إلى مكانك؛ فأنا عظيم فوق كلّ عظيم، و ليس فوقي شيء و لا أوصف بمكان، فسلبه اللّه أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة، فلمّا ولد الحسين بن عليّ عليه السّلام و كان مولده عشيّة الخميس ليلة الجمعة أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى خازن النّيران: أن أخمد النّيران على أهلها كرامة مولود ولد لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله في دار الدّنيا، و أوحى اللّه إلى خازن الجنان: أن زخرف الجنان و طيّبها كرامة لمولود ولد لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله في دار الدّنيا، و أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى حور العين أن
تزيّنّ و تزاورن لكرامة مولود ولد لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله في دار الدّنيا، و أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى الملائكة: أن قوموا صفوفا بالتّسبيح و التّحميد و التّمجيد و التّكبير كرامة لمولود ولد لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله في دار الدّنيا، و أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى جبرئيل عليه السّلام:
أن اهبط إلى نبيّي محمّد صلّى اللّه عليه و آله في ألف قبيل، و القبيل ألف ألف من الملائكة على خيول بلق، مسرجة ملجمة، عليها قباب الدّرّ و الياقوت، و معها ملائكة يقال لهم الرّوحانيّون، بأيديهم أطباق من نور: أن هنّئوا محمّدا بمولود، و أخبره يا جبرئيل بأنّي قد سمّيته الحسين و هنّئه و عزّه، و قل له: يا محمّد يقتله شرار أمّتك على شرار الدّوابّ، فويل للقاتل و ويل للسّائق و ويل للقائد، قاتل الحسين أنا بريء منه و هو منّي بريء، لأنّه لا يأتي أحد يوم القيامة إلّا و قاتل الحسين أعظم جرما منه، قاتل الحسين يدخل النّار يوم القيامة مع الّذين يزعمون مع اللّه إلها آخر، و النّار أشوق إلى قاتل الحسين عليه السّلام ممّن أطاع اللّه إلى الجنّة.
قال: فبينما جبرئيل يهبط من السّماء إلى الدّنيا إذ مرّ بدردائيل، فقال دردائيل:
يا جبرائيل ما هذه اللّيلة في السّماء هل قامت القيامة على أهل الدّنيا؟ قال: لا و لكن ولد مولود لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله في دار الدّنيا و قد بعثني إليه لأهنّئه به، قال الملك: يا جبرائيل بالّذي خلقني و خلقك إذا هبطت إلى محمّد صلّى اللّه عليه و آله فأقرئه منّي السّلام و قل له:
بحقّ هذا المولود عليك إلّا ما سألت ربّك عزّ و جلّ ان يرضى عنّي و يردّ عليّ أجنحتي و مقامي من صفوف الملائكة فهبط جبرئيل عليه السّلام على النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله فهنّأه كما أمر اللّه عزّ و جلّ و عزّاه، فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله: تقتله أمّتي؟ فقال له: نعم يا محمّد، فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله: ما هؤلاء بأمّتي أنا منهم بريء و اللّه عزّ و جلّ بريء منهم، قال: و أنا بريء منهم يا محمّد، فدخل النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله على فاطمة عليها السّلام فهنّأها و عزّاها فبكت فاطمة عليها السّلام ثمّ قالت: يا ليتني لم ألده، قاتل الحسين في النّار، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله: و أنا
أشهد بذلك يا فاطمة و لكنّه لا يقتل حتّى يكون منه إمام يكون منه الأئمّة الهادية بعده؛ ثمّ قال عليه السّلام: و الأئمّة بعدي الهادي و المهتدي و النّاصر و المنصور و الشّفّاع و النّفّاع و الأمين و المؤتمن و الإمام و الفعّال و العلّام و من يصلّي خلفه عيسى بن مريم فسكتت فاطمة عليها السّلام من البكاء.
ثمّ أخبر جبرائيل النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله بقصّة الملك و ما أصيب به قال ابن عبّاس: فأخذ النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله الحسين عليه السّلام و هو ملفوف في خرقة صوف فأشار به إلى السّماء ثمّ قال اللّهمّ بحقّ هذا المولود عليك، لا بل بحقّك عليه و على جدّه محمّد و إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب إن كان للحسين بن عليّ بن فاطمة عندك قدر فارض عن دردائيل و ردّ عليه أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة، فاستجاب اللّه
دعاءه و غفر للملك، فالملك لا يعرف في الجنّة إلّا بأن يقال: هذا مولى الحسين بن عليّ و ابن فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله 377 .
السابع و الخمسون و مائتان غب-