کتابخانه روایات شیعه
و معشر سمّيتهم
أئمّة إثنا عشر
حباهم ربّ العلى
ثمّ اصطفاهم من كدر
قد فاز من والاهم
و خاب من عادى الزّهر
آخرهم يشفي الظّماء
و هو الإمام المنتظر
عترتك الأخيار لي
و التّابعون ما أمر
من كان عنكم معرضا
فسوف يصليه سقر 376
.
السادس و الخمسون و مائتان غب-
مجاهد بن عليّ قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه قال: حدّثني عمّي محمّد بن القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال:
حدّثني محمّد بن عليّ القرشيّ قال حدّثني أبو الرّبيع الزّاهرانيّ قال: حدّثنا حريز عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال: قال ابن عبّاس: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول:
إنّ للّه تبارك و تعالى ملكا يقال له دردائيل كان له ستّة عشر ألف جناح؛ ما بين الجناح إلى الجناح هواء، و الهواء كما بين السّماء و الأرض. فجعل يوما يقول في نفسه: أفوق ربّنا جلّ جلاله شيء؟ فعلم اللّه تبارك و تعالى ما قال فزاده أجنحة مثلها، فصار له إثنان و ثلاثون ألف جناح، ثمّ أوحى اللّه عزّ و جلّ إليه أن طر، فطار مقدار خمسين عاما فلم ينل رأسه قائمة من قوائم العرش، فلمّا علم اللّه عزّ و جلّ أتعابه أوحى إليه: أيّها الملك عد إلى مكانك؛ فأنا عظيم فوق كلّ عظيم، و ليس فوقي شيء و لا أوصف بمكان، فسلبه اللّه أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة، فلمّا ولد الحسين بن عليّ عليه السّلام و كان مولده عشيّة الخميس ليلة الجمعة أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى خازن النّيران: أن أخمد النّيران على أهلها كرامة مولود ولد لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله في دار الدّنيا، و أوحى اللّه إلى خازن الجنان: أن زخرف الجنان و طيّبها كرامة لمولود ولد لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله في دار الدّنيا، و أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى حور العين أن
تزيّنّ و تزاورن لكرامة مولود ولد لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله في دار الدّنيا، و أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى الملائكة: أن قوموا صفوفا بالتّسبيح و التّحميد و التّمجيد و التّكبير كرامة لمولود ولد لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله في دار الدّنيا، و أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى جبرئيل عليه السّلام:
أن اهبط إلى نبيّي محمّد صلّى اللّه عليه و آله في ألف قبيل، و القبيل ألف ألف من الملائكة على خيول بلق، مسرجة ملجمة، عليها قباب الدّرّ و الياقوت، و معها ملائكة يقال لهم الرّوحانيّون، بأيديهم أطباق من نور: أن هنّئوا محمّدا بمولود، و أخبره يا جبرئيل بأنّي قد سمّيته الحسين و هنّئه و عزّه، و قل له: يا محمّد يقتله شرار أمّتك على شرار الدّوابّ، فويل للقاتل و ويل للسّائق و ويل للقائد، قاتل الحسين أنا بريء منه و هو منّي بريء، لأنّه لا يأتي أحد يوم القيامة إلّا و قاتل الحسين أعظم جرما منه، قاتل الحسين يدخل النّار يوم القيامة مع الّذين يزعمون مع اللّه إلها آخر، و النّار أشوق إلى قاتل الحسين عليه السّلام ممّن أطاع اللّه إلى الجنّة.
قال: فبينما جبرئيل يهبط من السّماء إلى الدّنيا إذ مرّ بدردائيل، فقال دردائيل:
يا جبرائيل ما هذه اللّيلة في السّماء هل قامت القيامة على أهل الدّنيا؟ قال: لا و لكن ولد مولود لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله في دار الدّنيا و قد بعثني إليه لأهنّئه به، قال الملك: يا جبرائيل بالّذي خلقني و خلقك إذا هبطت إلى محمّد صلّى اللّه عليه و آله فأقرئه منّي السّلام و قل له:
بحقّ هذا المولود عليك إلّا ما سألت ربّك عزّ و جلّ ان يرضى عنّي و يردّ عليّ أجنحتي و مقامي من صفوف الملائكة فهبط جبرئيل عليه السّلام على النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله فهنّأه كما أمر اللّه عزّ و جلّ و عزّاه، فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله: تقتله أمّتي؟ فقال له: نعم يا محمّد، فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله: ما هؤلاء بأمّتي أنا منهم بريء و اللّه عزّ و جلّ بريء منهم، قال: و أنا بريء منهم يا محمّد، فدخل النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله على فاطمة عليها السّلام فهنّأها و عزّاها فبكت فاطمة عليها السّلام ثمّ قالت: يا ليتني لم ألده، قاتل الحسين في النّار، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله: و أنا
أشهد بذلك يا فاطمة و لكنّه لا يقتل حتّى يكون منه إمام يكون منه الأئمّة الهادية بعده؛ ثمّ قال عليه السّلام: و الأئمّة بعدي الهادي و المهتدي و النّاصر و المنصور و الشّفّاع و النّفّاع و الأمين و المؤتمن و الإمام و الفعّال و العلّام و من يصلّي خلفه عيسى بن مريم فسكتت فاطمة عليها السّلام من البكاء.
ثمّ أخبر جبرائيل النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله بقصّة الملك و ما أصيب به قال ابن عبّاس: فأخذ النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله الحسين عليه السّلام و هو ملفوف في خرقة صوف فأشار به إلى السّماء ثمّ قال اللّهمّ بحقّ هذا المولود عليك، لا بل بحقّك عليه و على جدّه محمّد و إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب إن كان للحسين بن عليّ بن فاطمة عندك قدر فارض عن دردائيل و ردّ عليه أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة، فاستجاب اللّه
دعاءه و غفر للملك، فالملك لا يعرف في الجنّة إلّا بأن يقال: هذا مولى الحسين بن عليّ و ابن فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله 377 .
السابع و الخمسون و مائتان غب-
محمّد بن جارود محمّد بن عليّ قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه البرقيّ عن أبيه عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه محمّد بن خالد عن محمّد بن داود عن محمّد بن جارود العبديّ عن الأصبغ بن نباتة قال: خرج علينا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ذات يوم و يده في يد ابنه الحسن و هو يقول: خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ذات يوم و يدي في يده هكذا و هو يقول: خير الخلق بعدي و سيّدهم أخي هذا و هو إمام كلّ مسلم و مولى كلّ مؤمن بعد وفاتي، ألا و إنّي أقول: خير الخلق بعدي و سيّدهم ابني هذا و هو إمام كلّ مؤمن و مولى كلّ مؤمن بعد وفاتي، ألا و إنّه سيظلم بعدي كما ظلمت بعد رسول اللّه،
و خير الخلق و سيّدهم بعد الحسن ابني أخوه الحسين المظلوم بعد أخيه، المقتول في أرض كربلاء أما إنّه و أصحابه من سادات الشّهداء يوم القيامة، و من بعد الحسين تسعة من صلبه خلفاء اللّه في أرضه و حجّته على عباده و أمناؤه على وحيه، و أئمّة المسلمين و قادة المؤمنين و سادة المتّقين، و تاسعهم القائم الّذي يملأ اللّه به الأرض نورا بعد ظلمتها، و عدلا بعد جورها، و علما بعد جهلها، و الّذي بعث محمّدا أخي بالنّبوّة و اختصّني بالإمامة لقد نزل بذلك الوحي من السّماء على لسان الرّوح الأمين جبرئيل، و لقد سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أنا عنده عن الأئمّة بعده، فقال للسّائل: