کتابخانه روایات شیعه
متأسّف و متلهّف حيران عند فقده، ثمّ أطرق مليّا ثمّ رفع رأسه و قال: بأبي و أمي شبيهي و شبيه موسى بن عمران، عليه جيوب النّور أو قال: جلابيب النّور، يتوقّد من شعاع القدس، كأنّي بهم آيس من كانوا، ثمّ نودوا بنداء يسمع من البعيد كما يسمع من القريب، يكون رحمة على المؤمنين و عذابا على المنافقين، قلت: و ما ذاك النّداء؟ قال: ثلاثة أصوات في رجب، أوّلها: ألا لعنة اللّه على الظّالمين، الثّاني:
أزفت الآزفة، و الثّالث: يرون بدنا بارزا مع قرن الشّمس ينادي: إنّ اللّه قد بعث فلان بن فلان حتّى ينسبه إلى عليّ، فيه هلاك الظّالمين، فعند ذلك يأتي الفرج و يشفي اللّه صدورهم و يذهب غيظ قلوبهم، قلت: يا رسول اللّه فكم يكون بعدي من الأئمّة؟ قال: بعد الحسين تسعة و التّاسع قائمهم 379 .
التاسع و الخمسون و مائتان نص-
محمّد بن زيد بن أرقم محمّد بن عليّ قال:
حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن سعيد قال: حدّثني أبو الحسين محمّد بن أبي عبد اللّه الكاتب قال: حدّثني محمّد بن إسماعيل البرمكيّ قال: حدّثني مندل بن عليّ بن أبي نعيم عن محمّد عن أبيه زيد بن أرقم قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول لعليّ: أنت الإمام و الحسن و الحسين إمامان و سيّدا شباب أهل الجنّة، و تسعة من صلب الحسين أئمّة أبرار معصومون، و منهم قائمنا أهل البيت، ثمّ قال: يا عليّ ليس في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة فقام إليه رجل من الأنصار فقال: فداك أبي و أمّي يا رسول اللّه و من هم؟ قال: أنا على دابّة البراق، و أخي صالح على ناقة اللّه الّتي عقرت، و عمّي حمزة على ناقتي العضباء، و أخي عليّ على ناقة من نوق الجنّة و بيده لواء الحمد، ينادي: لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فيقول الآدميّون: ما هذا إلّا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو حامل عرش، فيجيبهم ملك من
بطنان العرش: ليس هذا ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل و لا حامل عرش، هذا الصّدّيق عليّ بن أبي طالب عليه السّلام 380 .
الستون و مائتان نص-
محمّد بن عمّار محمّد بن عليّ قال: أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن المطّلب الشّيبانيّ قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن الحفص الخثعميّ الكوفيّ قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: حدّثنا عليّ بن هاشم عن محمّد بن عبد اللّه عن أبي عبيدة محمّد بن عمّار عن جدّه عمّار قال: كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في بعض غزواته و قتل عليّ عليه السّلام أصحاب الألوية و فرّق جمعهم، و قتل عمرو بن عبد اللّه الجمحيّ و قتل شيبة بن نافع أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقلت له: يا رسول اللّه إنّ عليّا قد جاهد في اللّه حقّ جهاده، فقال: لأنّه منّي و أنا منه، و أنّه وارث علمي و قاضي ديني و منجز وعدي و الخليفة من بعدي، و لولاه لم يعرف المؤمنون المحض بعدي، حربه حربي و حربي حرب اللّه، و سلمه سلمي و سلمي سلم اللّه، ألا إنّه أبو سبطيّ و الأئمّة
بعدي، من صلبه يخرج اللّه تعالى الأئمّة الرّاشدين، و منهم مهديّ هذه الأمّة، فقلت: بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه ما هذا المهديّ عليه السّلام؟ قال: يا عمّار إنّ اللّه تبارك و تعالى عهد إليّ أنّه يخرج من صلب الحسين عليه السّلام أئمّة تسعة و التّاسع من ولده يغيب عنهم و ذلك قوله عزّ و جلّ: قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ يكون له غيبة طويلة يرجع عنها قوم و يثبت عليها آخرون، فإذا كان في آخر الزّمان يخرج فيملأ الدّنيا قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، و يقاتل على التّأويل كما قاتلت على التّنزيل و هو سميّي و أشبه النّاس بي، يا عمّار سيكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فاتّبع عليّا و حزبه، فإنّه مع الحقّ و الحقّ معه، يا عمّار إنّك ستقاتل مع عليّ صنفين: النّاكثين و القاسطين، ثمّ تقتلك الفئة الباغية، قلت: يا رسول اللّه أليس ذلك على رضى اللّه و رضاك؟ قال:
نعم على رضى اللّه و رضائي، يكون آخر زادك من الدّنيا شربة من لبن تشربه، فلمّا كان يوم صفّين خرج عمّار بن ياسر إلى أمير المؤمنين فقال له: يا أخا رسول اللّه أتأذن لي في القتال؟ فقال: مهلا رحمك اللّه، فلمّا كان ساعة أعاد عليه الكلام فأجابه بمثله، فأعاد عليه ثالثا فبكى أمير المؤمنين عليه السّلام، فنظر إليه عمّار فقال: يا أمير المؤمنين إنّه اليوم الّذي وصفه لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فنزل أمير المؤمنين عن بغلته و عانق عمّارا و ودّعه ثمّ قال: يا أبا اليقظان جزاك اللّه عن نبيّك و عنّي خيرا فنعم الأخ كنت و نعم الصّاحب كنت ثمّ بكى عليه السّلام و بكى عمّار ثمّ قال: و اللّه يا أمير المؤمنين ما تبعتك إلّا ببصيرة، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول يوم خيبر: يا عمّار ستكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فاتّبع عليّا و حزبه؛ فإنّه مع الحقّ و الحقّ معه، و ستقاتل بعدي النّاكثين و القاسطين، فجزاك اللّه يا أمير المؤمنين عن الإسلام
أفضل الجزاء فلقد أدّيت و أبلغت و نصحت، ثمّ ركب و ركب أمير المؤمنين عليه السّلام، ثمّ برز إلى القتال ثمّ دعا بشربة من ماء فقيل: ما معنا ماء، فقام إليه رجل من الأنصار و سقاه شربة من لبن، فشربه ثمّ قال: هكذا عهد إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن يكون آخر زادي من الدّنيا شربة لبن، ثمّ حمل على القوم فقتل ثمانية عشر نفسا، فخرج عليه رجلان من أهل الشّام فطعناه و قتل رحمه اللّه، فلمّا كان باللّيل طاف أمير المؤمنين عليه السّلام في القتلى فوجد عمّارا ملقى بين القتلى، فجعل رأسه على فخذه ثمّ بكى عليه السّلام و أنشأ يقول:
ألا أيّها الموت الّذي لست تاركي
أرحني فقد أفنيت كلّ خليلي
أراك بصيرا بالّذين أحبّهم
كأّنّك تمضي نحوهم بدليل 381
الحادي و الستون و مائتان كا-
محمّد بن عمران محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى و أحمد بن محمّد عن محمّد بن الحسين عن أبي طالب عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: كنت أنا و أبو بصير و محمّد بن عمران مولى أبي جعفر في منزله بمكّة فقال محمّد بن عمران: سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول: نحن إثنا عشر محدّثا فقال له أبو بصير: سمعت من أبي عبد اللّه عليه السّلام؟ فحلّفه مرّة أو مرّتين أنّه سمعه، فقال أبو بصير: لكنّي سمعته من أبي جعفر عليه السّلام 382 .
قلت: و روى هذا الحديث محمّد بن الحسين بن بابويه في كتاب الخصال هكذا سنده حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن أبي طالب بن الصّلت القميّ عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: كنت أنا و أبو بصير، و ساق الحديث إلّا أنّ في آخره فقال أبو بصير:
لكنّي سمعته من أبي جعفر عليه السّلام 383 .