کتابخانه روایات شیعه
فذلك قولكم: يا معشر اليهود إنّ عزيرا ابن اللّه و اللّه لا يعلم له ولد، قال: فقال جندل: أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّك محمّد رسول اللّه حقّا، ثمّ قال: يا رسول اللّه إنّي رأيت البارحة في النّوم موسى بن عمران عليه السّلام فقال لي: يا جندل أسلم على يد محمّد و استمسك بالأوصياء من بعده، فقد أسلمت و رزقني اللّه ذلك فأخبرني من الأوصياء بعدك لأستمسك بهم؟ فقال: يا جندل أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل، فقال: يا رسول اللّه إنّهم كانوا إثني عشر هكذا وجدناهم في التّوراة، قال:
نعم الأئمّة بعدي إثنا عشر، فقال: يا رسول اللّه كلّهم في زمن واحد؟ قال: لا و لكن خلف بعد خلف، و إنّك لن تدرك منهم إلّا ثلاث، أوّلهم سيّد الأوصياء و وارث الأنبياء بعدي أبو الأئمّة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ثمّ ابناه الحسن و الحسين، فاستمسك بهم من بعدي، و لا يغرّنّك جهل الجاهلين، فإذا كان وقت ولادة ابنه
عليّ بن الحسين سيّد العابدين يقضي اللّه عليك و يكون آخر زادك من الدّنيا شربة من لبن تشربه، فقال: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله هكذا وجدت في التّوراة اليا اليا يقطو شبرا و شبيرا فلم أعرف أسماءهم فكم بعد الحسين عليه السّلام من الأوصياء و ما أسماؤهم؟
فقال: تسعة من صلب الحسين عليه السّلام و المهديّ منهم، فإذا انقضت مدّة الحسين عليه السّلام قام بالأمر من بعده عليّ ابنه يلقّب زين العابدين، فإذا انقضت مدّة عليّ قام بالأمر من بعده محمّد يدعى بالباقر؛ فإذا انقضت مدّة محمّد قام بالأمر بعده ابنه جعفر يدعى بالصّادق عليه السّلام، فإذا انقضت مدّة جعفر قام بالأمر بعده ابنه موسى و يدعى بالكاظم ثمّ إذا انقضت مدّة موسى قام بالأمر بعده ابنه عليّ يدعى بالرّضا، فإذا انقضت مدّة عليّ قام بالأمر محمّد ابنه يدعى بالزّكيّ، فإذا انقضى مدّة محمّد قام بالأمر عليّ ابنه يدعى بالنّقيّ، فإذا انقضت مدّة عليّ قام بالأمر من بعده ابنه الحسن يدعى
بالأمين، ثمّ يغيب عنهم إمامهم، قال: يا رسول اللّه هو الحسن يغيب عنهم؟ قال: لا و لكن ابنه، قال: يا رسول اللّه فما اسمه؟ قال: لا يسمّى حتّى يظهر، فقال جندل:
يا رسول اللّه وجدنا ذكرهم في التّوراة و قد بشّرنا موسى بن عمران بك و بالأوصياء من ذرّيّتك، ثمّ تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً 419 فقال جندل: يا رسول اللّه فما خوفهم؟ قال: يا جندل في زمن كلّ واحد منهم شيطان يعتريه و يؤذيه، فإذا عجّل اللّه خروج قائمنا يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، ثمّ قال عليه السّلام: طوبى للمقيمين على محبّتهم، أولئك من وصفهم اللّه في
كتابه فقال: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ثم قال: أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ قال ابن الأسقع: ثمّ عاش جندل إلى أيّام حسين بن عليّ عليه السّلام ثمّ خرج إلى الطّايف، فحدّثني نعيم بن أبي قيس قال: دخلت عليه بالطّائف و هو عليل ثمّ إنّه دعا بشربة من لبن فشربه، ثمّ قال: هكذا عهد إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنّه يكون آخر زادي من الدّنيا شربة من لبن، ثمّ مات و دفن بالطّائف في الموضع المعروف بالكوراء رحمه اللّه 420 .
السادس و الثمانون و مائتان غب-
وهب بن منبّه محمّد بن عليّ قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أبو زياد سهل بن زياد الأدميّ الرّازيّ قال: حدّثنا محمّد بن آدم الشّيبانيّ عن أبيه آدم بن أبي إياس قال:
حدّثنا المبارك بن فضالة عن وهب بن منبّه رفعه عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: لمّا عرج بي إلى ربّي جلّ جلاله أتاني النّداء: يا محمّد، قلت: لبّيك ربّ
العظمة لبّيك، فأوحى اللّه إليّ يا محمّد فيما اختصصت بالملأ الأعلى؟ فقلت: لا أعلم يا إلهي، فقال: يا محمّد هل اتّخذت من الآدميّين أخا و وزيرا و وصيّا من بعدك؟
قلت: يا إلهي و من أتّخذ؟ تخيّر أنت لي يا إلهي، فأوحى اللّه إليّ: يا محمّد قد اخترت لك من الآدميّين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، فقلت: يا إلهي ابن عمّي؟ فأوحى اللّه إليّ:
يا محمّد إنّ عليّا وارثك و وارث العلم من بعدك و صاحب لوائك لواء الحمد يوم القيامة، و صاحب حوضك يسقي من ورد عليه من مؤمني أمّتك، ثمّ أوحى إليّ:
يا محمّد إنّي قد أقسمت على نفسي قسما حقّا، لا يشرب من ذلك الحوض مبغض لك و لأهل بيتك و ذرّيّتك الطّاهرين، حقّا حقّا أقول: يا محمّد لأدخلنّ جميع أمّتك الجنّة إلّا من أبى من خلقي فقلت: إلهي هل من واحد يأبى من دخول الجنّة؟ فأوحى اللّه إليّ: بلى فقلت: فكيف يأبى؟ فأوحى اللّه إليّ: يا محمّد اخترتك من خلقي و اخترت لك وصيّا من بعدك، و جعلته منك بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ
بعدك، و ألقيت محبّته في قلبك، و جعلته أبا لولدك، فحقّه بعدك على أمّتك كحقّك عليهم في حياتك، فمن جحد حقّه جحد حقّك، و من أبى أن يواليه فقد أبى أن يدخل الجنّة، فحمدت اللّه عزّ و جلّ ساجدا شكرا لما أنعم اللّه عليّ، فإذا مناديا ينادي:
ارفع يا محمّد رأسك و اسألني أعطك، فقلت: إلهي اجمع أمّتي من بعدي على ولاية عليّ بن أبي طالب ليردوا عليّ جميعا حوضي يوم القيامة، فأوحى اللّه إليّ: يا محمّد إنّي قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم و قضائي ماض فيهم، لأهلك به من أشاء، و أهدي به من أشاء، و قد آتيته علمك و جعلته وزيرك و خليفتك من بعدك على أهلك و أمّتك، عزيمة منّي أن لا أدخل الجنّة من أبغضه و عاداه، و أنكر ولايته بعدك، فمن أبغضه أبغضك و من أبغضك أبغضني، و من عاداه عاداك و من عاداك عاداني، و من أحبّه فقد أحبّك و من أحبّك فقد أحبّني، قد جعلت له هذه الفضيلة و أعطيتك أن