کتابخانه روایات شیعه
الخامس و الثلاثون
ما رواه سهل بن حمّاد عن يونس بن أبي يعفور قال: حدّثني عون بن أبي جحيفة: عن أبيه قال: كنت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و عمّي جالس بين يدي فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: لا يزال أمر أمّتي صالحا حتّى يمضي إثنا عشر خليفة كلّهم من قريش. اسم أبي جحيفة وهب بن عبد اللّه 516 .
السادس و الثلاثون
ما رواه اللّيث بن سعد عن خالد بن زيد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف قال: كنّا عند شقيق الأصبحيّ فقال: سمعت عبد اللّه بن عمر قال:
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول: يكون خلفي إثنا عشر خليفة 517 .
السابع و الثلاثون
ما رواه حمّاد بن سلمة عن أبي الطّفيل قال: قال لي عبد اللّه بن عمر؛ يا أبا الطّفيل اعدد إثنا عشر خليفة بعد النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله ثمّ يكون النّقف و النّقاف 518 .
الثامن و الثلاثون
ما رواه الشّيخ أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن أحمد الدّرويستي في كتابه في الرّدّ على الزّيديّة قال: أخبرني أبي قال: أخبرنا الشّيخ أبو جعفر بن بابويه قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن خلف بن حمّاد الأسديّ عن الأعمش عن عباية بن ربعيّ عن ابن عبّاس قال:
سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حين حضرته وفاته فقلت: إذا كان ما نعوذ باللّه منه فإلى من؟
فأشار إلى عليّ عليه السّلام، فقال: إلى هذا؛ فإنّه مع الحقّ و الحقّ معه، ثمّ يكون من بعده أحد عشر إماما مفترضة طاعتهم كطاعته (كطاعتي خ ل) 519 .
التاسع و الثلاثون
ما رواه الدرويستي أيضا قال: أخبرنا المفيد أبو عبد اللّه محمّد ابن محمّد بن النّعمان قال: أخبرني محمّد بن عليّ قال: حدّثني حمزة بن محمّد العلوي حدّثنا أحمد بن يحيى الشّحّام حدّثنا أبو حاتم أحمد بن إدريس الحنظلي حدّثنا أبو بكر محمّد بن أبي غياث الأعين حدّثنا سويد بن سعد الأنباريّ حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمان بن شردين الصّنعاني عن ابن مثنّى عن أبيه عن عايشة قال:
سألتها كم خليفة يكون لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؟ فقالت: أخبرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنّه يكون
بعده إثنا عشر خليفة، فقلت لها: من هم؟ فقالت: أسماؤهم عندي مكتوبة بإملاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقلت لها: فأعرضيه فأبت 520 .
الأربعون
الدّرويستي أيضا قال: أخبرني أبو عبد اللّه محمّد بن وهبان قال: حدّثنا أبو بشر أحمد بن إبراهيم بن أحمد القميّ قال: أخبرنا محمّد بن زكريّا بن دينار الغلابيّ حدّثنا سليمان بن إسحاق عن سليمان بن عبد اللّه بن العبّاس قال: حدّثني أبي، قال: كنت يوما عند الرّشيد فذكر المهديّ و ما ذكر من عدله فأطنب من ذلك له، فقال الرّشيد: إنّي أحسبكم أنّكم تحسبونه أبي المهديّ 521 .
حدّثني عن أبيه عن جدّه عن ابن عبّاس عن أبيه العبّاس بن عبد المطّلب أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال: يا عمّ يملك من ولدي إثنا عشر خليفة، ثمّ تكون أمور كريهة و شدّة عظيمة، ثمّ يخرج المهديّ من ولدي يصلح اللّه أموره في ليلة، فيملأ الأرض عدلا
كما ملئت جورا، يمكث في الأرض ما شاء اللّه ثمّ يخرج الدّجّال 522 .
قال أبو عليّ الطّبرسيّ عقيب هذه الأخبار: هذا بعض ما جاء من الأخبار من طريق المخالفين و رواياتهم في النّصّ على عدد الأئمّة الإثني عشر عليهم السّلام. و إذا كانت الفرقة المخالفة قد نقلت ذلك كما نقله الشّيعة الإماميّة و لم تنكر ما تضمّنه الخبر؛ فهو أدلّ دليل على أنّ اللّه تعالى هو الّذي سخّرهم لروايته إقامة لحجّته و إعلاء لكلمته، و ما هذا الأمر إلّا كالخارق للعادة و الخارج عن الأمور المعتادة، و لا يقدر عليه إلّا اللّه تعالى الّذي يذلّل الصّعب و يقلّب القلب و يسهّل العسير و هو على كلّ شيء قدير «انتهى كلامه» 523 .
فصل فيما يرد على هذه الأحاديث و الجواب عنها و هي إثنا عشر إيرادا
الأوّل:
أنّ هذه الأخبار ليست متواترة، فلا نتيجة فيها؛ لعدم إفادتها العلم.
الجواب: أنّ هذه الأخبار متواترة مفيدة للعلم؛ لأنّ الخبر المتواتر المفيد بنفسه العلم هو ما أجمع على نقله جماعة يؤمن تواطؤهم على الكذب، و لا ينحصر في عدد كما عليه المحقّقون من أهل العلم.
فإن قلت: لو كان متواترا لأفادنا العلم كما أفادكم، و لكن ليس فليس.
قلنا: عدم إفادتكم العلم منها لا يدلّ على عدم إفادتها العلم، لجواز استناد عدم إفادتكم العلم منها من سبب غيرها و هو سبق نقيض العلم الحاصل منها إلى ذهنكم، و اعتقاد حقّيّة نقيضه من سبب شبهة أو تمويه سفسطيّ أو خيال شعريّ كما اتّفق للحكماء في اعتقاد قدم العالم، و أنّ الواحد لا يصدر عنه إلّا واحد، و أنّه تعالى فاعل بالإيجاب إلى غير ذلك من مقالاتهم الرّدّيّة الّتي قال المتكلّمون بخلافها، للبراهين الدّالّة على خلاف ما ذهب إليه الحكماء، فعدم استفادة الحكماء العلم من البراهين الّتي استفاد منها المتكلّمون العلم لا يخرجها عن كونها مفيدة للعلم، و هذا بحمد اللّه تعالى واضح؛ و من ثمّ ذهب بعض محقّقي الاصوليّين إلى أنّ الخبر المتواتر مفيد للعلم و شرطه عدم سبق الشّبهة.
و أقول: بل المعلوم الضّروريّة قد تخلف عن حصولها في الذّهن لفقد شرط من عدم توجّه النّفس نحو المحسوس و توجّه العقل و عدم التّجربة و الحدس، و بعد التّوجّه يحصل العلم، و عند عدم التّوجّه لا يخرج العلم عن أن يكون ضروريّا.