کتابخانه روایات شیعه
مستند إلى اللّه سبحانه و تعالى و رسوله صلّى اللّه عليه و آله فهو تقليد محض منهيّ عنه في الشّريعة المحمّديّة.
على أنّا نعارضكم بما هم أرجح ممّا ذكرتم، و هم أهل البيت عليهم السّلام فإنّهم لم يقولوا بإمامة المتقدّمين على أمير المؤمنين عليه السّلام، و من فضلاء الإماميّة و مشايخهم و علمائهم كالشّيخ الفضل بن شاذان و ابني بابويه، و محمّد بن يعقوب و محمّد بن الحسن الطّوسي و الشّيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النّعمان، و السّيّد الأجلّ السّيّد المرتضى، و أخيه السّيّد الرّضيّ و السّيّد الأوحد أبي القاسم بن طاووس و العلّامة الحلّيّ الّذي أحصى له بعضهم نحو ألف مصنّف، و جمع سلطانه الفرق و ناظرهم و ظهر عليهم، و تشيّع السّلطان و أهل مملكته، و غير هؤلاء من الفضلاء و الحكماء
كالخواجة نصير الدّين و قطب الدّين الرّاونديّ و فخر المحقّقين ممّن لا يحصى عددهم و لا يستقصى بددهم من علماء شيعة أهل البيت عليهم السّلام.
الإيراد السابع:
أنتم ناقلوها.
الجواب: إنّا و إيّاكم ناقلوا الرّوايات بطرق عديدة و أسانيد سديدة كما هو مذكور في صحاحكم الّذي لا يردّ ما فيه و تحكمون بصحّة ما تضمّنته كصحيح مسلم و البخاري و الصّحاح السّتّة و غير ذلك ممّا قدّمنا النّقل عنه، فهو حجّة لنا و حجّة عليكم و رواياتنا في ذلك أكثر و ضياء شمسها أنور، و نور ثراها أزهر، فنحن بما اتّفقت عليه الأمّة من الرّوايات عاملون، و على سنّة محمّد و آل محمّد مقيمون، و على ولايتهم و محبّتهم لائذون، و من أعدائهم متبرّئون و الحمد للّه ربّ العالمين.
الإيراد الثامن:
نحن أكثر عددا؟
الجواب: أنّ كثرة العدد على شيء من الأديان لا يوجب حقّيّة ذلك الدّين، كيف و متّبع الدّين في كلّ وقت و زمان قليلون، و الكثرة على الباطل، و ذلك واضح لمن تأمّل كلام اللّه تعالى القرآن الحكيم، و قد ذكر سبحانه في سورة الشعراء في عدّة آيات قوله تعالى: وَ ما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ* . 526
و قد جاء في الحديث أنّه يستدعى على الحقّ بقلّة متّبعه، فكيف تجعل الكثرة إمارة الحقّ؟ بل لو جعل الكثرة دليل البطلان و قلّة الإتّباع دليل الحقّ لكان أصحّ استدلالا؛ لأنّه عمل بالواقع و المعتاد، و اللّه سبحانه الموفّق.
الإيراد التّاسع:
أنّ رواياتكم في بعضها إجمال.
الجواب: أنّ بعض الرّوايات فيها تفصيل يذكر الأئمّة بأسمائهم و أسماء آبائهم، و في بعضها إجمال و المجمل يحمل على المفصّل كما تقرّر في الأصول.
و أيضا إذا ثبت أنّ الأئمّة إثنا عشر تثبت إمامة أئمّتنا الإثني عشر عليهم السّلام، لكنّ المقدّم
حقّ كما هو في الرّوايات المتّفق عليها من الفريقين، فالتّالي مثله في الحقيقة.
بيان الشّرطيّة أنّه بثبوت أنّ الأئمّة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إثنا عشر بالنّصّ من اللّه و رسوله كان هم أئمّتنا الإثنا عشر و لا قائل بأنّ الأئمّة الإثني عشر بالنّصّ من اللّه و رسوله هم غير أئمّتنا، و ذلك معلوم بين الفريقين و ذلك واضح بيّن.
الإيراد العاشر:
لم تجاهد أئمّتكم عن حقّها.
الجواب: أنّ أئمّتنا الإثني عشر عليهم السّلام أئمّة أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله إلى انقطاع التّكليف، فيجب التّرافع إليهم؛ لأنّ العالم و الحكم يؤتى و لا يأتي و هم أهل الذّكر كما جاءت به صحاح الأخبار الكثيرة عن أئمّتنا عليهم السّلام.
و من طريق المخالفين ما رواه الحافظ محمّد بن مؤمن الشّيرازيّ في كتابه المستخرج من تفاسير إثني عشر، في تفسير قوله: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ* يعني أهل
بيت النّبوّة و معدن الرّسالة و مختلف الملائكة، و اللّه ما سمّي المؤمن مؤمنا إلّا كرامة لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام.
فهم المسؤولون و نحن السّائلون، فيجب التّرافع إليهم و لا يجوز إزعاجهم و لا توجب عليهم لوصول إليهم (كذا) و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون، فأوجب علينا النّفر إليهم في بيوتهم.
و روى محمود بن لبيد عن سيّدة نساء العالمين فاطمة الزّهراء أمّ الأئمّة عليها السّلام في حديث رواه عنها يتضمّن النّصّ على الأئمّة الإثني عشر إلى أن قال محمود بن لبيد:
فما باله قعد عن حقّه يعني عليا عليه السّلام؟ قالت: يا أبا عمر لقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: مثل الإمام مثل الكعبة تؤتى و لا تأتي، أو قالت مثل عليّ، ثمّ قالت: أما و اللّه لو تركوا الحقّ على أهله و اتّبعوا عترة نبيّهم لما اختلف في اللّه تعالى إثنان، و لورثها الخلف عن سلف، و خلف بعد خلف، حتّى يقوم قائمنا التّاسع من صلب ولدي الحسين عليه السّلام،
و لكن قدّموا من أخّره اللّه و أخّروا من قدّمه اللّه 527 .
و أيضا روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام لمّا اتّصل إليه الخبر أنّه لم لم ينازع الثّلاثة؟
فقال عليه السّلام: لي بستّة من الأنبياء أسوة؛ أوّلهم خليل الرّحمان إذ قال: وَ أَعْتَزِلُكُمْ وَ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فإن قلتم إنّه اعتزلهم من غير مكروه فقد كفرتم، و إن قلتم إنّه اعتزلهم لمّا رأى المكروه منهم فالوصيّ أعذر، و بلوط إذ قال: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ فإن قلتم إنّ لوطا كانت له قوّة فقد كفرتم، و إن قلتم لم يكن به قوّة فالوصيّ أعذر، و يوسف إذ قال: رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ فإن قلتم طلب السّجن لغير مكروه بسخط اللّه فقد كفرتم، و إن قلتم
إنّه راعى ما يسخط اللّه فالوصيّ أعذر، و بموسى إذ قال: فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فإن قلتم إنّه فرّ من غير خوف فقد كفرتم، و إن قلتم إنّه فرّ منهم لسوء أرادوه فالوصيّ أعذر، و بهارون إذ قال لأخيه: ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي فإن قلتم لم يستضعفوه و لم يشرفوا على قتله فقد كفرتم، و إن قلتم استضعفوه و أشرفوا على قتله فلذلك سكت عنهم فالوصيّ أعذر، و بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله إذ هرب إلى الغار و خلّفني على فراشه و وهبت مهجتي للّه، فإن قلتم إنّه هرب من غير خوف أخافوه فقد كفرتم و إن قلتم إنّهم أخافوه فلم يسعه إلّا الهرب إلى الغار فالوصيّ أعذر، فقال النّاس: صدقت يا أمير المؤمنين 528 .