کتابخانه روایات شیعه
إلى نفسه و يجرّد في عدوّه سيفه؟ فقال: الخوف أن يرتدّوا و لا يشهدوا أنّ محمّدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله 529 .
محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه في كتاب العلل قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رحمه اللّه قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر عن عمّه عبد اللّه بن عامر عن محمد بن أبي عمير عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قلت له: ما بال أمير المؤمنين عليه السّلام لم يقاتل فلانا و فلانا؟ قال: الآية في كتاب اللّه عزّ و جلّ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً 530 قال: قلت و ما يعني بتزايلهم؟ قال:
ودايع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين، و كذلك القائم عليه السّلام لن يظهر أبدا حتّى يخرج ودايع اللّه عزّ و جلّ، فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء اللّه فقتلهم 531 .
عنه قال: حدّثنا المظفّر العلويّ رحمه اللّه قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود عن أبيه عن عليّ بن محمّد عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن إبراهيم الكرخيّ قال:
قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: أو قال له رجل: أصلحك اللّه ألم يكن عليّ عليه السّلام قويّا في دين اللّه؟ قال: بلى، قال: فكيف ظهر عليه القوم و كيف لم يدفعهم و ما منعه من ذلك؟
قال: آية في كتاب اللّه عزّ و جلّ منعته، قلت: و أيّة آية؟ قال: قوله: لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً إنّه كان للّه عزّ و جلّ ودايع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين و منافقين، فلم يكن عليّ عليه السّلام ليقتل الآباء حتّى يخرج الودايع؛ فلمّا خرج الودايع ظهر على من ظهر فقتله، و كذلك قائمنا أهل البيت لن يظهر أبدا حتّى تظهر ودايع اللّه عزّ و جلّ فإذا ظهرت ظهر على من ظهر فقتله.
و عنه قال: حدّثنا المظفّر بن جعفر المظفّريّ العلويّ رحمه اللّه قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود عن أبيه قال: حدّثنا جبرئيل أحمد قال: حدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرّحمان عن منصور بن حازم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: في قول
اللّه عزّ و جلّ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً لو أخرج اللّه ما في أصلاب المؤمنين من الكافرين، و ما في الكافرين من المؤمنين لعذّب الّذين كفروا 532 .
علي بن ابراهيم قال: حدّثنا أحمد بن عليّ قال: حدّثنا الحسين بن عبد اللّه السّعديّ قال: حدّثنا الحسن بن موسى الخشّاب عن عبد اللّه بن الحسن عن بعض أصحابه عن فلان الكرخيّ قال: قال رجل لأبي عبد اللّه عليه السّلام ألم يكن عليّ قويّا في بدنه قويّا بأمر اللّه؟ قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: بلى، قال: فما منعه أن يدفع أو يمتنع؟ قال: سألت:
فافهم الجواب، منع عليّا من ذلك آية من كتاب اللّه، فقال: و أيّ آية؟ فقرأ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً إنّه كان للّه ودائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين و منافقين، فلم يكن عليّ عليه السّلام ليقتل الآباء حتّى تخرج ودايع اللّه، فإذا خرجت ظهر على من ظهر فقتله، و كذلك قائمنا أهل البيت لم يظهر أبدا
حتّى تخرج ودائع اللّه، فإذا خرجت ظهر على من ظهر فقتله 533 .
الإيراد الحادي عشر:
معارضتها برواياتنا.
الجواب: أيّ رواية تدّعونها في نصب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الثّلاثة قبل وصيّه أمير المؤمنين عليه السّلام؟ و لا رواية في ذلك بإجماع الفريقين الخاصّة و العامّة، أمّا الخاصّة فمعلوم ذلك منهم، و أمّا العامّة فكذلك لا يدّعون نصب الثّلاثة، برواية من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و لا نصّ على واحد منهم بالخلافة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و إنّ الّذي ذكروه من ذلك أنّ النّاس اختاروا أبا بكر و نصبوه لهم خليفة، فهو خليفة النّاس و لا استخلفه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و أبو بكر استخلف عمر، و عمر جعل الخلافة في ستّة، أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام سادسهم، و هذا معلوم بين الفريقين، فأين رواية النّصّ على الثّلاثة في الخلافة حتّى تعارضوا بها رواياتنا الكثيرة المتّفق على صحّتها الفريقان
أنّ الأئمّة و الخلفاء بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إثنا عشر، بنصّ من اللّه تعالى على لسان نبيّه صلّى اللّه عليه و آله، و ذلك واضح لا مرية فيه و لا شبهة تعتريه.
الايراد الثاني عشر:
قولكم رواية، و ما نحن على دراية، فلا تعارض الرّاوية الدّراية.
الجواب: أنّ هذا الكلام في غاية السّقوط بل هو سفسطة تضحك منه الثّكلى؛ لأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله نصب عليّا أمير المؤمنين عليه السّلام بغدير خمّ بمشهد ألوف من النّاس، و هذا المشهد العظيم دراية، و قال صلّى اللّه عليه و آله فليبلّغ الشّاهد منكم الغائب، فصار بعد ذلك في الاشتهار بين المؤالف و المخالف على هذا التواتر، حتّى قال بعض العلماء في خبر غدير خمّ: إنّ العلماء مطبقون على قبول هذا الخبر قال: و قد بلغ في الانتشار و الاشتهار إلى حدّ لا يوازى به من الأخبار وضوحا و بيانا و ظهورا و عرفا، حتّى لحق بالمعرفة و البيان بالعلم بالحوادث الكبار و البلدان؛ فلا يدفعه إلّا جاحد
و لا يردّه إلّا معاند و أيّ خبر من الأخبار جمع في روايته و معرفته أكثر من ألف مجلّد من تصانيف الخاصّة و العامّة من المتقدّمين و المتأخّرين. إنتهى كلامه.
و قال الشّيخ الفاضل محمّد بن عليّ بن شهرآشوب: قال جدّي شهرآشوب: سمعت أبا المعالي الجوايني يتعجّب و يقول شاهدت مجلّدا ببغداد في يد صحّاف فيه روايات هذا الخبر مكتوبا عليه «المجلّدة الثّامنة و العشرون من طرق قوله: من كنت مولاه فعليّ مولاه» و يتلوه المجلّدة التّاسعة و العشرون و قد ذكر هذه الحكاية السّيّد الأوحد ابن طاووس رحمه اللّه عن شهرآشوب أيضا، و أيّ دراية مثل مشهد غدير خمّ بنصّ من اللّه تعالى على رسوله صلّى اللّه عليه و آله في ذلك الوقت و تلك السّاعة؛ بأن ينصب عليّا أمير المؤمنين عليه السّلام علما للنّاس و إماما يقتدي به من بعده؟ و هل تعارض هذه الدّراية دراية نصب بعض النّاس أبا بكر خليفة في سقيفة بني ساعدة؟ فإنّ أهل الدّراية في سقيفة بني ساعدة في نصب أبي بكر أقلّ قليل ممّن شاهد نصب
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أمير المؤمنين عليه السّلام لأنّ أهل الدّراية ليس إلّا من شهد هذين النّصبين.