کتابخانه روایات شیعه
و في تفسير العيّاشيّ 7590 : عن الصادق- عليه السّلام- : يعني، فيما أمركم به و افترض عليكم.
و في أصول الكافي 7591 : بعض أصحابنا- رفعه- عن محمّد بن سنان، عن داود بن كثير الرّقيّ، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- حديث طويل، يقول فيه- عليه السّلام- :
إنّ اللّه- تبارك و تعالى- لمّا خلق نبيّه و وصيّه و ابنته و ابنيه و جميع الأئمّة- عليهم السّلام- و خلق شيعتهم، أخذ عليهم الميثاق أن يصبروا و يصابروا و يرابطوا و أن يتّقوا اللّه.
و في تفسير العيّاشيّ 7592 : عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- في قول اللّه- تبارك و تعالى-: اصْبِرُوا يقول: عن المعاصي وَ صابِرُوا على الفرائض وَ اتَّقُوا اللَّهَ يقول: اؤمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر، ثمّ قال: و أيّ منكر أنكر من ظلم الأمّة لنا و قتلهم إيّانا؟ وَ رابِطُوا يقول: في سبيل اللّه، و نحن السّبيل فيما بين اللّه و خلقه، و نحن الرّباط الأدنى، فمن جاهد عنّا فقد جاهد عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- و ما جاء به من عند اللّه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ يقول: لعلّ الجنّة توجب لكم إن فعلتم ذلك، و نظيرها في قول اللّه- تعالى-: وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ قالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ و لو كانت هذه الآية في المؤذنين كما فسّرها المفسّرون، لفاز القدريّة و أهل البدع معهم.
عن يعقوب السّرّاج 7593 قال: قلت: لأبي عبد اللّه- عليه السّلام-: تبقى الأرض يوما بغير عالم منكم يفزع النّاس إليه؟
قال: فقال لي: إذا لا يعبد اللّه يا أبا يوسف، لا تخلوا الأرض من عالم منّا ظاهر يفزع النّاس إليه في حلالهم و حرامهم، و إنّ ذلك لمبيّن في كتاب اللّه، قال اللّه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا ] 7594 اصبروا على دينكم، و صابروا عدوّكم ممّن يخالفكم، و رابطوا إمامكم وَ اتَّقُوا اللَّهَ فيما أمركم به و افترض عليكم.
[و في رواية أخرى 7595 عنه : اصبروا على الأذى فينا.
قلت: و صابروا؟
قال: على عدوّكم مع وليّكم «و رابطوا» قال: المقام مع إمامكم وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.
قلت: تنزيل؟
قال: نعم.
و فيه 7596 : بإسناده إلى ابن أبي حمزة 7597 ، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللّه- عليه السّلام- عن قول اللّه- عزّ و جلّ-: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا.
فقال: اصبروا على المصائب، و صابروهم على التّقيّة 7598 ، و رابطوا على من تعتدّون به 7599 ، وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. ] 7600
و في شرح الآيات الباهرة 7601 : روى الشّيخ المفيد- رحمه اللّه- في كتاب الغيبة، عن رجاله- بإسناده- عن بريد بن معاوية العجليّ، عن أبي جعفر- عليه السّلام- في- قوله- تعالى-: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا قال: اصبروا على أداء الفرائض، و صابروا عدوّكم، و رابطوا إمامكم المنتظر.
[و في تفسير فرات بن إبراهيم 7602 الكوفيّ: قال: حدّثنا الحسين بن الحكم معنعنا، عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنه- في يوم أحد [في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] 7603 اصْبِرُوا في أنفسكم وَ صابِرُوا عدوّكم وَ رابِطُوا في سبيل اللّه وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [قال:] 7604 نزلت في رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- و عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام- و حمزة بن عبد المطّلب- رضي اللّه عنه-] 7605 و قد سبق ثواب قراءة هذه السّورة.
و في عيون الأخبار: عن الرّضا- عليه السّلام 7606 - قال : إذا أراد أحدكم الحاجة
فليبكّر في طلبها في يوم الخميس، و ليقرأ إذا خرج من منزله، آخر سورة آل عمران، و آية الكرسيّ، و انّا أنزلناه في ليلة القدر، و أمّ الكتاب، فإنّ فيها قضاء حوائج الدّنيا و الآخرة.
سورة النّساء
سورة النّساء بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 7607 : بإسناده عن أمير المؤمنين- عليه السّلام- قال : من قرأ سورة النّساء في كلّ جمعة، أمن من ضغطة القبر.
و في مصباح الكفعميّ 7608 : عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- : من قرأها فكأنّما تصدّق على كلّ من ورث ميراثا، و أعطي من الأجر كمن اشترى محرّرا، و برئ 7609 من الشّرك، و كان 7610 في مشيئة اللّه من الذين يتجاوز عنهم.
يا أَيُّهَا النَّاسُ : خطاب يعمّ بني آدم.
في كتاب المناقب 7611 - لابن شهر آشوب-: أبو حمزة، عن جعفر- عليه السّلام- في هذه 7612 الآية قال: قرابة الرّسول و سيّدهم أمير المؤمنين- عليه السّلام- أمروا بمودّتهم، فخالفوا ما أمروا به.
الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ : هي آدم- عليه السّلام-.
وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها : عطف على خلقكم، أي: خلقكم من شخص واحد و خلق منها أمّكم حوّاء من فضل طينتها. أو على محذوف، تقديره: من نفس واحدة خلقها و خلق منها زوجها.
في كتاب علل الشّرائع 7613 : بإسناده إلى زرارة- حديث طويل- قال: ثمّ سئل
- عليه السّلام- عن خلق حوّاء و قيل له: إنّ أناسا عندنا يقولون: إنّ اللّه- عزّ و جلّ- خلق حوّاء من ضلع آدم الأيسر الأقصى.
قال: سبحان اللّه و تعالى عن ذلك علوّا كبيرا، يقول 7614 من يقول هذا، إنّ اللّه- تبارك و تعالى- لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجته 7615 من غير ضلعه، و جعل للمتكلّم من أهل التّشنيع سبيلا إلى الكلام، يقول: إنّ آدم كان ينكح بعضه بعضا، إذا كانت من ضلعه ما لهؤلاء حكم اللّه بيننا و بينهم.
ثمّ قال: إنّ اللّه- تبارك و تعالى- لمّا خلق آدم من طين، أمر الملائكة فسجدوا له 7616 ، و ألقى عليه السّبات 7617 ، ثمّ ابتدع له حوّاء. فجعلها 7618 في موضع النّقرة الّتي بين وركيه، و ذلك لكي تكون المرأة تبعا للرّجل، فأقبلت تتحرّك فانتبه لتحرّكها، فلمّا انتبه نوديت: أن تنحّي عنه. فلمّا نظر إليها، نظر إلى خلق حسن يشبه 7619 صورته غير أنّه 7620 أنثى، فكلّمها فكلّمته بلغته.
فقال لها: من أنت؟
فقالت: خلق، خلقني اللّه كما ترى.
فقال آدم عند ذلك: يا ربّ، من هذا الخلق الحسن، الّذي قد آنسني قربه و النّظر إليه؟
فقال اللّه: يا آدم، هذه أمتي حوّاء، أ فتحبّ 7621 أن تكون معك فتؤنسك و تحدّثك و تأتمر لأمرك؟
فقال: نعم يا ربّ، و لك عليّ بذلك الشّكر و الحمد ما بقيت.