کتابخانه روایات شیعه
سورة النّحل
مكّيّة، غير ثلاث آيات في آخرها. و هي مائة [و ثمان] 20676 و عشرون آية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 20677 ، بإسناده إلى أبي جعفر- عليه السّلام- قال: من قرأ سورة النّحل في كلّ شهر، كفي المغرم في الدّنيا و سبعين نوعا من أنواع البلاء 20678 ، أهونه الجنون و الجذام و البرص، و كان مسكنه في جنّة عدن و هي وسط الجنّان.
و في مجمع البيان 20679 : أبي بن كعب عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال: من قرأها، لم يحاسبه اللّه- تعالى- بالنّعم الّتي أنعمها عليه في دار الدّنيا 20680 . و إن مات في يوم تلاها أو ليلته، اعطي 20681 . من الأجر، كالّذي مات و أحسن الوصيّة.
أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ قيل 20682 : كانوا يستعجلون ما أوعدهم الرّسول- صلّى اللّه عليه و آله- من قيام السّاعة أو إهلاك اللّه- تعالى- إيّاهم، كما فعل يوم بدر، استهزاء و تكذيبا، و يقولون: إن صحّ ما
يقوله 20683 ، فالأصنام تشفع لنا و تخلّصنا. فنزلت.
و المعنى: أنّ الأمر الموعود به بمنزلة الآتي المتحقّق، من حيث أنّه واجب الوقوع، فلا تستعجلوا وقوعه، فإنّه لا خير لكم فيه و لا خلاص لكم عنه.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 20684 : قال: نزلت لمّا سألت قريش رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- أن ينزّل عليهم العذاب.
و في تفسير العيّاشيّ 20685 : عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام-: إنّ اللّه إذا أخبر 20686 أنّ شيئا كائن، فكأنّه قد كان.
و في كتاب كمال الدّين و تمام النّعمة 20687 ، بإسناده إلى ابان بن تغلب قال: قال أبو عبد اللّه- عليه السّلام-: أوّل من يبايع القائم جبرئيل، ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه. ثمّ يضع رجلا على بيت اللّه الحرام و رجلا على بيت المقدس، ثمّ ينادي بصوت ذلق 20688 تسمعه الخلائق: أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ .
عن عليّ 20689 بن مهزيار 20690 ، عن القائم- عليه السّلام- حديث طويل. فيه أنّه- عليه السّلام- تلا: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ .
فقلت: سيّدي يا ابن رسول اللّه، ما الأمر؟
قال: نحن أمر اللّه و جنوده 20691 .
و روى الشّيخ المفيد 20692 في كتاب الغيبة، بإسناده: عن عبد الرّحمن بن كثير، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام - في هذه الآية قال: هو أمرنا، يعني: قيام قائمنا آل محمّد. أمرنا اللّه أن لا نستعجل به، فيؤيّده إذا أتى ثلاثة: جنود الملائكة، و المؤمنون، و الرّعب.
و خروجه- عليه السّلام-، كخروج رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- من مكّة. و هو قوله:
كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِ .
سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1): تبرّأ و جلّ عن أن يكون له شريك، فيدفع ما أراد بهم.
و قرأ 20693 حمزة و الكسّائي، بالتّاء، على وفق قوله: فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ . و الباقون، بالياء، على تلوين الخطّاب، أو على أنّ الخطّاب للمؤمنين، أو لهم و لغيرهم لما نقل: أنّه لمّا نزلت أَتى أَمْرُ اللَّهِ فوثب النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- و رفع النّاس رؤوسهم، فنزلت فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ .
يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ قيل 20694 : بالوحي. أو القرآن، فإنّه يحيى به القلوب الميّتة بالجهل، أو يقوم في الدّين مقام الرّوح في الجسد.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 20695 ، يعني: بالقوّة الّتي جعلها اللّه فيهم.
و عن أبي جعفر 20696 - عليه السّلام- يقول: بالكتاب و النّبوّة.
و قرأ 20697 ابن كثير و أبو عمرو: «و ينزل» من أنزل.
و عن يعقوب 20698 ، مثله. و عنه: «تنزّل»، بمعنى: تتنزّل.
و قرأ 20699 أبو بكر: «تنزّل» على المضارع المبنيّ للمفعول، من التّنزيل.
مِنْ أَمْرِهِ : بأمره. أو من أجله.
عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ : أن يتّخذه رسولا.
و في أصول الكافي 20700 : محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن عليّ بن أسباط، عن الحسين بن أبي العلا، عن سعد الإسكاف قال: أتى رجل أمير المؤمنين- عليه السّلام- يسأله عن الرّوح: أليس هو جبرئيل؟
فقال له أمير المؤمنين- عليه السّلام-: جبرئيل من الملائكة و الرّوح غير جبرئيل [فكرّر ذلك على الرّجل.
فقال له: لقد قلت عظيما من القول، ما أحد يزعم أنّ الرّوح غير جبرئيل.] 20701
فقال له أمير المؤمنين- عليه السّلام-: إنّك ضالّ تروي عن أهل الضّلال. يقول اللّه- عزّ و جلّ- لنبيّه: أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ، يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ . و الرّوح غير الملائكة- عليهم السّلام-.
و في كتاب بصائر الدّرجات 20702 : عن الباقر- عليه السّلام- أنّه سئل عن هذه الآية.
فقال: جبرئيل الّذي نزل على الأنبياء، و الرّوح يكون معهم و مع الأوصياء لا يفارقهم يفقّههم و يسدّدهم من عند اللّه. (الحديث).
أَنْ أَنْذِرُوا : بأن أنذروا، أي: أعلموا. من أنذرته 20703 بكذا: إذا أعلمته.
أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2): أنّ الشّأن لا إله إلّا أنا فاتّقون. أو خوّفوا أهل الكفر و المعاصي، بأنّه لا إله إلّا أنا.
قوله: «فاتّقون» رجوع إلى مخاطبتهم بما هو المقصود.
و «أن» قيل 20704 : هي مفسّرة، لأنّ الرّوح بمعنى الوحي الدّالّ على القول. أو مصدريّة في موضع الجرّ بدلا من الرّوح، أو النّصب بنزع الخافض. أو مخفّفة من الثّقيلة.
خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3): منهما، أو ممّا يفتقر في وجوده أو بقائه إليهما و ممّا لا يقدر على خلقهما.
خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ : جماد لا حسّ لها و لا حراك، سيّالة لا تحفظ الوضع و الشّكل.
فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ : منطيق مجادل.
مُبِينٌ (4): للحجّة. أو خصيم مكافح لخالقه قائل: مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ .
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 20705 : قال: خلقه من قطرة ماء منتن، فيكون خصيما متكلّما بليغا.
وَ الْأَنْعامَ : الإبل و البقر و الغنم.
و انتصابها بمضمر يفسّره: خَلَقَها لَكُمْ ، أو بالعطف على «الإنسان».