کتابخانه روایات شیعه
عنها الفعل،- على أنّ العلم بمعنى المعرفة- أو على «أصحاب» أو على «الصّراط» على أنّ المراد به النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله.
و في كشف المحجّة 3061 لابن طاوس 3062 - رحمه اللّه- حديث طويل عن أمير المؤمنين- عليه السّلام- فيه: و قيل: فمن الوليّ يا رسول اللّه؟ قال:
وليّكم في هذا الزّمان أنا. و من بعدي وصيّي. [و من بعد وصيّي] 3063 لكلّ زمان حجج اللّه. لكي لا تقولون كما قال الضّلّال من قبلكم فارقهم نبيّهم: رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى .
و إنّما كان تمام ضلالتهم جهالتهم بالآيات، و هم الأوصياء. فأجابهم اللّه: قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدى . و إنّما كان تربّصهم أن قالوا: نحن في سعة من معرفة الأوصياء حتّى يعلن إمام علمه.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 3064 في هذه الآية: حدّثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، قال: قال لي أبو عبد اللّه- عليه السّلام 3065 -: و اللّه نحن السّبيل 3066 الّذي أمركم اللّه باتّباعه. و نحن- و اللّه- الصّراط المستقيم.
و نحن- و اللّه- الّذين أمر اللّه [العباد] 3067 بطاعتهم. فمن شاء، فيأخذهنا. [و من شاء، فليأخذ من هنا] 3068 . لا تجدون 3069 و اللّه عنّا محيصا.
و في شرح الآيات الباهرة 3070 : قال عليّ بن إبراهيم- رحمه اللّه-: روى النّضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جابر، عن أبي جعفر- عليه السّلام - في قول اللّه- عزّ و جلّ-: قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ - إلى قوله:- وَ مَنِ اهْتَدى قال: إلى ولايتنا.
قال محمّد بن العبّاس 3071 - رحمه اللّه-: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه بن راشد، عن إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ، عن إبراهيم بن محمّد بن ميمون، عن عبد الكريم بن يعقوب، عن
جابر، قال: سئل محمّد بن عليّ الباقر- عليهما السّلام- عن قول اللّه- عزّ و جلّ-: فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدى . قال: اهتدى إلى ولايتنا.
و قال أيضا 3072 : حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، عن إبراهيم بن محمّد، عن إسماعيل بن بشّار، عن عليّ بن جعفر الحضرميّ، عن جابر، عن أبي جعفر- عليه السّلام - في قوله:
فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدى [قال: عليّ صاحب الصّراط السويّ. وَ مَنِ اهْتَدى ] 3073 أي: إلى ولايتنا أهل البيت.
و قال أيضا 3074 : حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود النّجّار، عن أبي الحسن موسى بن جعفر- عليهما السّلام- قال: سألت أبي عن قول اللّه- عزّ و جلّ-: فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدى . قال 3075 : أي:
إلى ولايتنا أهل البيت.
و قال أيضا 3076 : حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل العلويّ، عن عيسى بن داود النّجّار، عن أبي الحسن موسى بن جعفر- عليهما السّلام- قال: سألت أبي عن قول اللّه- عزّ و جلّ-: فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدى . قال:
«الصّراط السّويّ هو القائم. و الهدى من اهتدى إلى طاعته. و مثلها في كتاب اللّه 3077 - عزّ و جلّ-: وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى . قال: إلى ولايتنا.
تفسير سورة الأنبياء
سورة الأنبياء مكّيّة و هي مائة و اثنتا عشرة آية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 3078 بإسناده إلى أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من قرأ سورة الأنبياء، حبّا لها، كان كمن رافق النّبيّين أجمعين في جنّات النّعيم. و كان مهيبا في أعين النّاس حياة الدّنيا.
و في مجمع البيان 3079 : أبيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: قال: من قرأ سورة الأنبياء، حاسبه اللّه حسابا يسيرا، و صافحه و سلّم عليه كلّ نبيّ 3080 ذكر اسمه في القرآن.
اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ :
قيل 3081 : بالإضافة إلى ما مضى، أو عند اللّه، لقوله 3082 : إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَ نَراهُ قَرِيباً أو لأنّ كلّ ما هو آت قريب، و إنّما البعيد ما انقرض و مضى.
و
في مجمع البيان 3083 : و إنّما وصف ذلك بالقرب، لأنّ أحد أشراط السّاعة مبعث 3084
[رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله. فقد قال:] 3085 بعثت أنا و السّاعة كهاتين.
و في الجوامع 3086 عن أمير المؤمنين- عليه السّلام-: أنّ الدّنيا ولّت حذّاء 3087 ، و لم يبق منها إلّا صبابة كصبابة الإناء.
و اللّام صلة ل «اقترب». أو تأكيد للإضافة، و أصله: اقترب حساب النّاس، ثمّ اقترب للنّاس الحساب، ثمّ اقترب للنّاس حسابهم.
قيل 3088 : و خصّ النّاس بالكفّار لتقييدهم بقوله:
وَ هُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)، أي: في غفلة من الحساب، معرضون عن التّفكّر فيه.
و هما خبران للضّمير. و يجوز أن يكون الظّرف حالا من المستكنّ في «معرضون».
ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ ينبّههم عن سنة الغفلة و الجهالة.
صفة ل «ذكر» أو صلة ل «يأتيهم».
مُحْدَثٍ تنزيله، ليكرّر على أسماعهم التّنبيه، كي يتّعظوا.
و قرئ 3089 بالرّفع، حملا على المحلّ.
إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَ هُمْ يَلْعَبُونَ (2): يستهزئون به، لتناهي غفلتهم و فرط إعراضهم عن النّظر في الأمور و التّفكّر في العواقب 3090 . و هُمْ يَلْعَبُونَ حال من الواو. و كذلك لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ أي: استمعوه جامعين بين الاستهزاء [به، و التّلهّي و الذّهول عن التّفكّر فيه. و يجوز أن يكون الحال من واو «يلعبون».
و قرئ 3091 بالرّفع] 3092 على أنّه خبر آخر للضّمير.
وَ أَسَرُّوا النَّجْوَى : بالغوا في إخفائها، أو جعلوها بحيث خفي تناجيهم بها.
بدل من واو «أسرّوا» للإيماء بأنّهم ظالمون فيما أسرّوا به. أو فاعل له، و الواو لعلامة الجمع. أو مبتدأ و الجملة المتقدّمة خبره. و أصله: و هؤلاء أسرّوا النّجوى. فوضع الموصول موضعه، تسجيلا على [فعلهم بأنّه ظلم. أو منصوب على الذّم.
و في شرح الآيات الباهرة 3093 : قال محمّد بن العبّاس: حدّثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن] 3094 محمّد السّيّاريّ، عن محمّد بن خالد البرقيّ، عن محمّد بن عليّ، عن عليّ بن حمّاد الأزديّ، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام - في قوله- عزّ و جلّ-: وَ أَسَرُّوا النَّجْوَى [الَّذِينَ ظَلَمُوا قال:] 3095 الّذين ظلموا آل محمّد حقّهم.
هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَ فَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3):
بأسره في موضع النّصب، بدلا من «النّجوى» أو مفعولا لقول مقدّر.
قيل 3096 : كأنّهم استدلّوا بكونه بشرا على كذبه في ادّعاء الرّسالة، لاعتقادهم أنّ الرّسول لا يكون إلّا ملكا، و استلزموا منه أنّما جاء به من الخوارق- كالقرآن- سحر، فأنكروا حضوره. و إنّما أسرّوا به، تشاورا في استنباط ما يهدم أمره، و يظهر فساده للنّاس عامّة.
و في روضة الكافي 3097 : [عليّ بن محمّد عن] 3098 عليّ 3099 بن العبّاس، عن عليّ بن حمّاد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: و قال: إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ 3100 يقول: بما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك و الظّلم بعدك. و هو قول اللّه- عزّ و جلّ-: وَ أَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَ فَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ .
و الحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.
قل رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ ، جهرا كان أو سرّا، فضلا عمّا أسرّوا به.