کتابخانه روایات شیعه
الجزء التاسع
سورة الحجّ
قيل 3927 : مكّيّة، إلّا ستّ آيات من هذانِ خَصْمانِ الى صِراطِ 3928 الْحَمِيدِ 3929 .
و قيل 3930 : مدنيّة. و هي ثمان و سبعون آية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
في كتاب ثواب الأعمال 3931 بإسناده إلى أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من قرأ سورة الحجّ في كلّ ثلاثة أيّام، لم تخرج سنته حتّى يخرج إلى بيت اللّه الحرام. و إن مات في سفره، دخل الجنّة.
قلت: فإن كان مخالفا؟ قال: يخفّف عنه بعض ما هو فيه.
و في مجمع البيان 3932 : أبيّ بن كعب قال: قال النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: من قرأ سورة الحجّ، أعطي من الأجر كحجّة حجّها و عمرة اعتمرها، بعدد من حجّ و اعتمر فيما مضى و فيها بقي 3933 .
و فيه 3934 : قال عمران بن الحصين و أبو سعيد الخدريّ: نزلت الآيتان من أوّل السّورة ليلا، و في غزاة بني المصطلق- و هم حيّ من خزاعة- و النّاس يسيرون. فنادى رسول اللّه
- صلّى اللّه عليه و آله. فحثّوا المطيّ، حتّى كانوا حول رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- فقرأها عليهم. فلم ير أكثر باكيا من تلك اللّيلة.
فلمّا أصبحوا، لم يحطّوا السّرج عن الدّوابّ، و لم يضربوا الخيام، و النّاس بين باك أو 3935 جالس حزين. متفكّر. فقال لهم رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: أ تدرون أيّ يوم ذاك؟ قالوا: اللّه و رسوله أعلم. قال: ذاك يوم يقول اللّه- تعالى- لآدم: ابعث بعث النّار من ولدك. فيقول آدم: من كم و كم؟ فيقول [اللّه] 3936 - عزّ و جلّ-: من كلّ ألف تسعمائة و تسعة و تسعين إلى النّار، و واحد إلى الجنّة.
فكبر ذلك على المسلمين، و بكوا. فقالوا: فمن ينجو يا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله؟ فقال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: أبشروا! فإنّ معكم خليقتين 3937 : يأجوج، و مأجوج، ما كانتا في شيء إلّا كثّرتاه. ما أنتم في النّاس إلّا كشعرة بيضاء في الثّور الأسود، أو كرقم في ذراع البكر، أو كشامة في جنب البعير.
ثمّ قال: إنّي لأرجو أن تكونوا [ربع أهل الجنّة. فكبّروا. ثمّ قال: إنّي لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنّة. فكبّروا. ثمّ قال: إنّي لأرجو أن تكونوا] 3938 ثلثي أهل الجنّة، و هم مائة و عشرون صفّا، ثمانون منها أمّتي. ثمّ قال: و يدخل من أمّتي سبعون ألفا الجنّة بغير حساب.
و في بعض الرّوايات أنّ عمر بن الخطّاب قال: يا رسول اللّه! سبعون ألفا!؟ قال:
نعم، و مع كلّ واحد سبعون ألفا. فقام عكاشة [بن محصن فقال: يا رسول اللّه! ادع اللّه أن يجعلني منهم. فقال: اللّهمّ اجعله منهم. فقام رجل من الأنصار فقال: ادع اللّه أن يجعلني منهم. فقال- صلّى اللّه عليه و آله-: سبقك بها عكاشة] 3939 . قال ابن عبّاس: كان الأنصاريّ منافقا. فلذلك لم يدع له.
يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ :
قيل 3940 : تحريكها للأشياء علي الإسناد المجازيّ. أو تحريك الأشياء فيها، فأضيفت إليها إضافة معنويّة- بتقدير في- أو إضافة المصدر إلى الظّرف، على إجرائه مجرى المفعول
به.
و قيل 3941 : هي زلزلة تكون قبيل طلوع الشّمس من مغربها. و إضافتها إلى «السّاعة» لأنّها من أشراطها.
شَيْءٌ عَظِيمٌ (1): هائل.
علّل أمرهم بالتّقوى بفظاعة السّاعة، ليتصوّروها بعقولهم، و يعلموا أنّه لا يؤمنهم منها سوى التدرّع بلباس التّقوى، فيبقوا على أنفسهم، و يتّقوها بملازمة التّقوى.
و في كتاب الاحتجاج 3942 للطّبرسيّ- رحمه اللّه- عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- حديث طويل. و فيه: معاشر النّاس! التّقوى! التّقوى! احذروا السّاعة! كما قال اللّه- عزّ و جلّ-: إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ .
يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ :
تصوير لهولها. و الضّمير للزّلزلة. و «يوم» منتصب ب «تذهل».
[و قرئ 3943 : «تذهل»] 3944 [و «تذهل»] 3945 مجهولا و معروفا. أي: تذهلها الزّلزلة.
و الذّهول: الذّهاب عن الأمر بدهشة. و المقصود الدّلالة على أنّ هولها بحيث إذا دهشت الّتي ألقمت الرّضيع ثديها، نزعته عن فيه، و ذهلت عنه. و «ما» موصولة، أو مصدريّة.
وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها : جنينها.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 3946 : قال: كلّ امرأة تموت حاملة عند زلزلة السّاعة، تضع 3947 حملها يوم القيامة.
و في كتاب التّوحيد 3948 بإسناده إلى عبد اللّه بن سلام مولى رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- [عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-] 3949 حديث طويل. و فيه يقول- صلّى اللّه عليه و آله-:
فيأمر اللّه- عزّ و جلّ- نارا يقال لها «الفلق» أشدّ شيء في جهنّم عذابا. فتخرج من مكانها سوداء مظلمة بالسّلاسل و الأغلال. فيأمرها اللّه- عزّ و جلّ- أن تنفخ في وجوه الخلائق نفخة. [فتنفخ] 3950 . فمن شدّة نفختها تنقطع السّماء، و تنطمس النّجوم، و تجمد البحار، و تزول الجبال، و تظلم الأبصار، و تضع الحوامل حملها، و يشيب الولدان من هولها يوم القيامة.
وَ تَرَى النَّاسَ سُكارى : كأنّهم سكارى وَ ما هُمْ بِسُكارى على الحقيقة.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 3951 : قال: يعني ذاهبة 3952 عقولهم من الحزن و الفزع متحيّرين.
وَ لكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) فأرهقهم هوله، بحيث تطير عقولهم و أذهب تميّزهم.
و قرئ 3953 : «ترى» بالبناء للمفعول [من: أريتك قائما، أو رأيتك قائما] 3954 بنصب «النّاس» 3955 و رفعه، على أنّه ناب مناب الفاعل، و تأنيثه على تأويل الجماعة و إفراده بعد جمعه. لأنّ الزّلزلة يراها الجميع، و أثر السّكر إنّما يراه كلّ أحد على غيره.
و قرئ 3956 : «سكرى»- كعطشى- إجراء للسّكر مجرى العلل.
و في طبّ الأئمّة 3957 - عليهم السّلام- بإسناده إلى سليم بن قيس الهلاليّ، عن أمير المؤمنين- صلوات اللّه عليه- قال: إنّي لأعرف آيتين من كتاب اللّه المنزل، تكتبان للمرأة إذا عسر عليها [ولدها] 3958 . تكتبان في رقّ ظبي، و تعلّقه عليها في حقويها: بسم اللّه و باللّه. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً 3959 - سبع مرّات يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا (إلى آخره) مرّة واحدة.
وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ :