کتابخانه روایات شیعه
و قيل 6294 : لا تجعلوا دعاءه عليكم كدعاء بعضكم على بعض، فلا تبالوا بسخطه، فإنّ دعاءه موجب.
و قيل 6295 : لا تجعلوا دعاءه ربّه كدعاء [صغيركم كبيركم، يجيبه مرّة و يردّه أخرى، فإنّ دعاءه مستجاب.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 6296 - رحمه اللّه-: و قوله- عزّ و جلّ-: لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ] 6297 بَعْضِكُمْ بَعْضاً . قال: لا تدعوا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- كما يدعو بعضكم بعضا.
و في رواية أبي الجارود 6298 ، عن أبي جعفر- عليه السّلام - في قوله- عزّ و جلّ-:
لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ، يقول: لا تقولوا «يا محمّد» و لا «يا أبا القاسم»، لكن قولوا: يا نبيّ اللّه، و يا رسول اللّه.
و في كتاب المناقب لابن شهر آشوب 6299 : القاضي [أبو محمد الكرخي في كتابه، عن الصادق- عليه السّلام-:] 6300 قالت فاطمة- عليها السّلام-: لمّا نزلت لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ، هبت رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- أن أقول له: يا أبه. فكنت أقول: يا رسول اللّه. فأعرض عنّي مرّة، أو ثنتين، أو ثلاثا. ثمّ أقبل عليّ، فقال: يا فاطمة! إنّها لم تنزل فيك، و لا في أهلك، و لا في نسلك. أنت منّي و أنا منك. إنّما نزلت في أهل الجفاء و الغلظة من قريش، أصحاب البذخ و الكبر. قولي: يا أبه، فإنّها أحيى للقلب، و أرضى للرّبّ.
قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ : يخرجون قليلا قليلا من الجماعة. و نظير تسلّل: تدرّج و تدخّل.
لِواذاً : ملاوذة بأن يستتر بعضهم ببعض، حتّى يخرج. أو: يلوذ بمن يؤذن له، فينطلق معه كأنّه تابعه.
و انتصابه على الحال.
و قرئ 6301 بالفتح.
فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ : يخالفون أمره بترك مقتضاه، و يذهبون سمتا خلاف سمته. و «عن» لتضمّنه معنى الإعراض. أو: يصدّون عن أمره دون المؤمنين.
من خالفه عن الأمر: إذا صدّ عنه دونه.
و حذف المفعول، لأنّ المقصود بيان المخالف و المخالف عنه. و الضّمير للّه، فإنّ الأمر له في الحقيقة. أو للرّسول، فإنّه المقصود بالذّكر.
أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ : محنة في الدّنيا.
أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (63) في الآخرة.
و استدلّ به على أنّ الأمر للوجوب. فإنّه يدلّ على أنّ ترك مقتضى الأمر، مقتض لأحد العذابين. فإنّ الأمر بالحذر عنه يدلّ على خشية المشروط بقيام المقتضى له. و ذلك يستلزم الوجوب.
و في الكافي 6302 : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن حسين بن عمر بن يزيد، عن أبيه قال: اشتريت إبلا و أنا بالمدينة مقيم، فأعجبتني إعجابا شديدا.
فدخلت على أبي الحسن الأوّل- عليه السّلام- فذكرتها له. فقال: مالك و للإبل!؟ أما علمت أنّها كثيرة المصائب!؟ قال: فمن إعجابي بها أكريتها، و بعثت بها مع غلمان لي إلى الكوفة. قال: فسقطت كلّها. فدخلت عليه، فأخبرته. قال: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ .
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 6303 : ثمّ قال- جلّ ذكره-: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ [يعني بليّة] 6304 . أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ . قال: القتل.
و فيه أيضا 6305 : قال اللّه- تبارك و تعالى-: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ، أي: يعصون أمره، أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ .
و في جوامع الجامع 6306 : و عن جعفر بن محمّد- عليهما السّلام-: يسلّط عليهم سلطان
جائر 6307 ، أو عذاب أليم في الآخرة.
أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ - أيّها المكلّفون!- من المخالفة و الموافقة و النّفاق و الإخلاص.
و إنّما أكّد علمه ب «قد» لتأكيد الوعيد.
وَ يَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ : يوم يرجع المنافقون إليه للجزاء.
و يجوز أن يكون الخطاب أيضا، مخصوصا بهم على طريق الالتفات.
فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا : من سوء الأعمال، بالتّوبيخ و المجازاة عليه.
وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (64) لا يخفى عليه خافية.
تفسير سورة الفرقان
سورة الفرقان مكّيّة و هي سبع و سبعون آية بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 6308 ، بإسناده عن أبي الحسن- عليه السّلام- قال: يا ابن عمّار! لا تدع قراءة سورة تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ . فإنّ من قرأها في كلّ ليلة، لم يعذّبه اللّه أبدا، و لم يحاسبه. و كان منزله في الفردوس الأعلى.
و في مجمع البيان 6309 : أبيّ بن كعب، قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: من قرأ سورة الفرقان، بعث يوم القيامة و هو مؤمن. أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ .
6310
تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ . تكاثر خيره. من البركة، و هي كثرة الخير. أو: تزايد على كلّ شيء، و تعالى عنه في صفاته و أفعاله. فإنّ البركة تتضمّن معنى الزّيادة. و ترتيبه على تنزيل القرآن، لما فيه من كثرة الخير، أو لدلالته على تعاليه.
أو: دام. من بروك الطّير على الماء. و منه: البركة، لدوام الماء فيها. و هو لا يستعمل إلّا للّه، و لا يتصرّف فيه.
و الفرقان: مصدر فرق بين الشيئين: إذا فصل بينهما. سمّي به القرآن، لفصله بين الحقّ و الباطل بتقريره، أو المحقّ و المبطل بإعجازه، أو لكونه مفصولا بعضه عن بعض في
الإنزال.
و في كتاب علل الشّرايع 6311 بإسناده إلى [عبد اللّه بن] 6312 يزيد بن سلام أنّه سأل رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- فقال له: لم سمّي الفرقان فرقانا؟ قال: لأنّه متفرّق الآيات و السّور، أنزلت في غير الألواح، و غيره- من الصّحف و التّوراة و الإنجيل و الزّبور- أنزلت كلّها جملة في الألواح و الورق.
و الحديث طويل: أخذت منه موضع الحاجة 6313 .
و قرئ 6314 : «على عباده». و هم: الرّسول- صلّى اللّه عليه و آله- و أمّته. كقوله: لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ 6315 . أو: الأنبياء، على أنّ الفرقان اسم جنس للكتب السّماويّة.
لِيَكُونَ : العبد، أو الفرقان.
لِلْعالَمِينَ : للجنّ و الإنس.
نَذِيراً (1): منذرال. أو: إنذارا. كالنّكير بمعنى الإنكار.
و هذه الجملة و إن لم تكن معلومة، لكنّها لقوّة دليلها، أجريت مجرى المعلوم، و جعلت صلة.
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ :
بدل من الأوّل، أو مدح، مرفوع أو منصوب.
وَ لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً : كزعم النّصارى.
وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ : كقول الثّنويّة.
أثبت له الملك مطلقا. و نفى ما يقوم مقامه و ما يقاومه فيه. ثمّ نبّه على ما يدلّ عليه، فقال: