کتابخانه روایات شیعه
السّلام- قال: إنّما سمّي أولو العزم [أولي العزم] 16824 لأنّهم كانوا أصحاب العزائم و الشّرائع، و ذلك أنّ كلّ نبيّ كان بعد نوح كان على شريعته و منهاجه و تابعا لكتابه إلى زمن إبراهيم الخليل، [و كلّ] 16825 نبيّ كان في أيّام إبراهيم و بعده كان على شريعة إبراهيم و منهاجه و تابعا لكتابه إلى [أيّام موسى، و كلّ نبيّ كان في أيّام موسى و بعده كان على شريعة موسى و منهاجه و تابعا لكتابه إلى] 16826 أيّام عيسى، و كلّ نبيّ كان في أيّام عيسى و بعده كان على منهاج عيسى و شريعته و تابعا لكتابه إلى زمن محمّد- صلّى اللَّه عليه و آله-.
فهؤلاء الخمسة أولو العزم، و هم 16827 أفضل الأنبياء و الرّسل، و شريعة محمّد- صلّى اللَّه عليه و آله- لا تنسخ إلى يوم القيامة و لا نبيّ بعده إلى يوم القيامة، فمن ادّعى بعده نبيّا أو أتى بعد القرآن بكتاب، فدمه مباح لكلّ من سمع ذلك منه.
و في كتاب الخصال 16828 : عن أبي جعفر- عليه السّلام- [قال : أولو العزم من الرسل خمسة: نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد- صلّى اللَّه عليهم أجمعين-.
و في كتاب علل الشّرائع 16829 ، بإسناده إلى جابر بن يزيد: عن أبي جعفر- عليه السّلام- ] 16830 في قول اللَّه 16831 : وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً . قال:
عهد إليه في محمّد- صلّى اللَّه عليه و آله- و الأئمة من بعده، فترك و لم يكن له عزم فيهم أنّهم هكذا، و إنّما سمّي أولو العزم، لأنّهم عهد إليهم في محمّد- صلّى اللَّه عليه و آله- و الأوصياء من بعده و المهديّ و سيرته، فأجمع عزمهم [أنّ ذلك] 16832 كذلك الإقرار 16833 به.
و في أصول الكافي 16834 ، كذلك سواء 16835 .
و في مجمع البيان 16836 : أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ و قيل: إنّ «من» هاهنا للتّبعيض، و هو قول أكثر المفسّرين، و الظاهر في روايات أصحابنا.
ثمّ اختلفوا فقيل:
أولو العزم من الرّسل من أتى بشريعة مستأنفة نسخت شريعة من تقدّمه، و هم خمسة: أوّلهم نوح، ثمّ إبراهيم، ثمّ موسى، ثمّ عيسى، ثم محمّد- صلوات اللَّه عليهم-. و هو المرويّ عن أبي جعفر- عليه السّلام- و أبي عبد اللَّه- عليه السّلام-.
قال: و هم سادة النّبيّين، و عليهم دارت رحا المرسلين.
وَ لا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ : لكفّار قريش بالعذاب، فإنّه نازل بهم في وقته لا محال.
و في روضة الكافي 16837 : حدثني عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضّال، [عن حفص المؤذّن] 16838 عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- [و عن ابن بزيع، عن محمّد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام-] 16839 أنّه قال في رسالة طويلة إلى أصحابه: إنّه لا يتمّ الأمر حتّى يدخل عليكم مثل ما دخل على الصّالحين قبلكم، و حتّى تبتلوا في أنفسكم و أموالكم، و حتّى تسمعوا من أعداء اللَّه أذى كثيرا فتصبروا و تعركوا بجنوبكم 16840 ، و حتّى يستذلّوكم و 16841 يبغضوكم، و حتّى يحملوا عليكم الضّيم فتحتملوه منهم 16842 تلتمسون بذلك وجه اللَّه و الدّار الآخرة، و حتّى تكظموا الغيظ الشّديد في الأذى في اللَّه يجترمونه إليكم 16843 ، و حتّى يكذبوكم بالحقّ و يعادوكم فيه و يبغضوكم عليه فتصبروا على ذلك منهم، و مصداق ذلك كلّه في كتاب اللَّه الّذي أنزله جبرئيل على نبيّكم، سمعتم قول اللَّه لنبيّكم: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَ لا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ .
كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ : استقصروا من هوله مدّة لبثهم في الدّنيا حتّى يحسبونها ساعة.
بَلاغٌ : هذا الّذي وعظتم به، أو هذه السّورة بلاغ، أي: كفاية. أو تبليغ من الرسل، و يؤيّده أنّه قرئ 16844 : «بلّغ».
و قيل 16845 : مبتدأ خبره «لهم»، و ما بينهما اعتراض، أي: لهم وقت يبلغون إليه، كأنّهم إذا بلغوه و رأوا ما فيه استقصروا مدّة عمرهم.
و قرئ 16846 ، بالنصب، أي: بلّغوا بلاغا.
فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ (35): الخارجون عن الاتّعاظ و الطاعة.
و قرئ: «يهلك» 16847 بفتح اللام و كسرها. «و نهلك». بالنّون، و نصب «القوم».
و في روضة الواعظين 16848 للمفيد- رحمه اللَّه- : و قيل للنّبي- صلّى اللَّه عليه و آله-: كم ما بين الدّنيا و الآخرة؟
قال: غمضة عين، قال اللَّه: كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ (الآية).
تفسير سورة محمّد
سورة محمّد- صلّى اللَّه عليه و آله- و تسمى سورة القتال.
و هي مدنيّة.
و قيل 16849 : إلّا آية منها نزلت بمكّة حيث يريد النّبي- صلّى اللَّه عليه و آله- التّوجّه إلى المدينة، و هي: وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ (الآية).
و آياتها تسع و ثلاثون، أو أربعون آية 16850 .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 16851 ، بإسناده إلى أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال : من قرأ سورة «الّذين كفروا» لم يرتب 16852 أبدا، و لم يدخله شكّ في دينه أبدا، و لم يبتله اللَّه بفقر أبدا، [و لا خوف من سلطان أبدا] 16853 و لم يزل محفوظا من الشّكّ و الكفر أبدا حتّى يموت، فإذا مات و كل اللَّه به في قبره ألف ملك يصلّون في قبره، و يكون ثواب صلاتهم له و يشيّعونه حتّى يوقفوه موقف الآمنين 16854 عند اللَّه، و يكون في أمان اللَّه و أمان محمّد- صلّى اللَّه عليه و آله-.
و في مجمع البيان 16855 ، بعد أن نقل حديث ثواب الأعمال: و قال- عليه السّلام-:
من أراد أن يعرف حالنا و حال أعدائنا فليقرأ سورة محمّد- صلّى اللَّه عليه و آله- فإنّه يراها آية فينا و آية فيهم.
ابيّ بن كعب 16856 قال: قال النّبي- صلّى اللَّه عليه و آله- : من قرأ سورة محمّد- صلّى اللَّه عليه و آله- كان حقّا على اللَّه أن يسقيه من أنّهار الجنّة.
و في أصول الكافي 16857 ، في كتاب فضل القرآن: عليّ بن إبراهيم- رحمه اللَّه-، عن صالح بن السّنديّ، عن جعفر بن بشير، عن سعد الإسكاف قال: قال رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله-: أعطيت السّور الطّوال مكان التّوراة، و أعطيت المئين 16858 مكان الإنجيل، و أعطيت المثاني مكان الزّبور، [و فضّلت بالمفضّل 16859 ثمان و ستّون سورة و هو مهيمن على سائر الكتب، فالتّوراة لموسى،] 16860 و الإنجيل لعيسى، و الزبور لداود.
و فيه 16861 ، في باب الشّرائع: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر و عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ، عن محمّد بن مروان، جميعا، عن أبان بن عثمان 16862 ، عمّن ذكره، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال : إنّ اللَّه أعطى محمّدا شرائع نوح و إبراهيم و موسى و عيسى.
... إلى أن قال: و فضّله بفاتحة الكتاب، و بخواتيم سورة البقرة، و المفصّل.
و في شرح الآيات الباهرة 16863 : ذكر محمّد بن العباس في تأويلها ما رواه، عن أحمد ابن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن حصين بن مخارق، عن سعد بن طريف 16864 و أبي حمزة، عن الأصبغ، عن عليّ- عليه السّلام- أنّه قال : سورة محمّد- صلّى اللَّه عليه و آله- آية فينا و آية في بني أميّة.