کتابخانه روایات شیعه
فلاة قيّ. و هذه السّبع و البحر المكفوف عند الجبال البرد كحلقة في فلاة قيّ 22471 ، و تلا هذه الآية 22472 : وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ .
[و هذه السّبع و البحر المكفوف و جبال البرد عند الهواء الّذي تحار فيه القلوب كحلقة في فلاة قيّ. و هذه السبع و البحر المكفوف و جبال البرد و الهواء عند حجب النور كحلقة في فلاة قيّ] 22473 و هذه السّبع و البحر المكفوف و جبال البرد و الهواء و حجب النّور عند الكرسيّ كحلقة في فلاة قيّ، ثمّ تلا هذه الآية 22474 : وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ .
و هذه السّبع و البحر المكفوف و جبال البرد و الهواء و حجب النّور و الكرسيّ عند العرش كحلقة في فلاة قيّ، و تلا هذه الآية 22475 : الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى .
و في رواية الحسن، الحجب قبل الهواء الّذي تحار فيه القلوب.
و
في أصول الكافي 22476 ، بإسناده إلى أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال: إنّ اللَّه لمّا أراد أن يخلق آدم بعث جبرئيل في أوّل ساعة من يوم الجمعة، فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السّماء السّابعة إلى السّماء الدّنيا، و أخذ من كلّ سماء تربة، و قبض قبضة أخرى من الأرض السّابعة العليا إلى الأرض السّابعة القصوى. (الحديث)
و
في تفسير عليّ بن إبراهيم 22477 : حدّثني أبي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرّضا- عليه السّلام- قال: قلت له: أخبرني عن قول اللَّه 22478 - عزّ و جلّ-: وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ .
فقال: هي محبوكة إلى الأرض- و شبّك بين أصابعه.
فقلت: كيف تكون محبوكة إلى الأرض، و اللَّه يقول 22479 : رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ؟
فقال: سبحان اللَّه!
أليس يقول: بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ؟! فقلت: بلى.
فقال: فثمّ عمد و لكن لا ترونها.
قلت: كيف ذلك، جعلني اللّه فداك؟
قال: فبسط كفّه اليسرى ثمّ وضع اليمنى عليها، فقال: هذه أرض الدّنيا و سماء الدّنيا عليها فوقها قبّة، و الأرض الثّانية فوق السّماء الدّنيا و السّماء الثّانية فوقها قبّة، و الأرض الثّالثة فوق السّماء الثّانية و السّماء الثّالثة فوقها قبّة، و الأرض الرّابعة فوق السّماء الثّالثة و السّماء الرّابعة فوقها قبّة، و الأرض الخامسة فوق السّماء الرّابعة و السّماء الخامسة فوقها قبّة، و الأرض السّادسة فوق السّماء الخامسة و السّماء السّادسة فوقها قبة، و الأرض السّابعة فوق السّماء السّادسة و السّماء السّابعة فوقها قبّة، و عرش الرّحمن [- تبارك اللّه-] 22480 فوق السّماء السّابعة، و هو قول اللّه- تعالى-: الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ... وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ. فأمّا صاحب الأمر فهو رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-. و الوصيّ بعد رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- قائم على وجه الأرض، فإنّما يتنزّل الأمر إليه من فوق السّماء بين السّموات و الأرض.
قلت: فما تحتنا إلّا أرض واحدة؟
[فقال: فما تحتنا إلّا أرض واحدة] 22481 و إنّ السّتّ لهي فوقنا.
و
في بصائر الدّرجات 22482 : أحمد بن محمّد، عن عليّ بن سنان، عن عبد الرّحيم قال: ابتدأني أبو جعفر- عليه السّلام- قال: أما إنّ ذا القرنين فقد خيّر السّحابين 22483 فاختار الذّلول، و ذخر لصاحبكم الصّعب.
قلت: و ما الصّعب؟
قال: ما كان من سحاب فيه رعد أو برق أو 22484 صاعقة فصاحبكم يركبه، أما إنّه سيركب السّحاب و يرقى في الأسباب، أسباب السّموات السّبع، خمس 22485 عوامر و ثنتان 22486
خراب.
أحمد بن محمّد 22487 ، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران [أو غيره] 22488 ، عن أبي بصير، عن أبي جعفر- عليه السّلام- أنّه قال: إنّ عليّا- عليه السّلام- ملك ما فوق الأرض و ما تحتها، فعرضت له السّحابتان الصّعب و الذّلول فاختار الصّعب، فكان في الصّعب ملك ما تحت الأرض و في الذّلول ملك ما فوق الأرض، و اختار الصّعب على الذّلول فدارت به سبع أرضين، فوجد ثلاثا خرابا و أربعا عوامر 22489 .
لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12): علّة الخلق، أو «يتنزّل» أو مضمر يعمّهما فإن كلّا منهما يدلّ على كمال قدرته و علمه.
سورة التّحريم
مدنيّة.
و آياتها اثنتا عشرة بالإجماع.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 22490 ، بإسناده: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من قرأ سورة الطّلاق و التّحريم في فريضة 22491 ، أعاذه اللّه من أن يكون يوم القيامة ممّن يخاف أو يحزن، و عوفي من النّار، و أدخله اللّه الجنّة بتلاوته إيّاهما و محافظته عليهما، لانّهما للنّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-.
و
في مجمع البيان 22492 : أبيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال: من قرأ سورة يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ، [أعاذه اللّه من النّار، و] 22493 أعطاه اللّه توبة نصوحا.
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ قيل 22494 : إنّه- صلّى اللّه عليه و آله- خلا بمارية في يوم عائشة أو حفصة، فأطلعت على ذلك حفصة فعاتبته فيه، فحرّم مارية، فنزلت.
و قيل 22495 : شرب عسلا عند حفصة، فواطأت 22496 عائشة و سودة و صفيّة فقلن له: إنّا نشمّ منك مثل ريح المغافير 22497 . فحرّم العسل، فنزلت.
و
في تفسير عليّ بن إبراهيم 22498 : أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن ابن سنان 22499 ، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- في قوله: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ قال: اطّلعت عائشة و حفصة على النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- و هو عند مارية، فقال النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: و اللّه، ما أقربها. فأمره اللّه أن يكفّر عن يمينه.
قال عليّ بن إبراهيم: كان سبب نزولها، أنّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- كان في بعض بيوت نسائه، و كانت مارية القبطيّة تكون معه تخدمه، و كان ذات يوم في بيت حفصة، [فذهبت حفصة في حاجة لها،] 22500 فتناول رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- مارية، فعلمت حفصة بذلك فغضبت، و أقبلت على رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- فقالت: يا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- هذا في يومي و في داري و على فراشي؟! فاستحيا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله منها- فقال: كفى فقد حرّمت مارية على نفسي، و لا أطؤها بعد هذا أبدا، و أنا أفضي إليك سرّا فإن أنت أخبرت به فعليك لعنة اللّه و الملائكة و النّاس أجمعين.
فقالت: نعم، ما هو؟
فقال: إنّ أبا بكر يلي 22501 الخلافة بعدي، ثمّ من بعده أبوك.
فقالت: مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ 22502 .
فأخبرت حفصة به عائشة من يومها ذلك، و أخبرت عائشة أبا بكر، فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له: إنّ عائشة أخبرتني عن حفصة بشيء و لا أثق بقولها، فاسأل أنت حفصة.
فجاء عمر إلى حفصة فقال لها: ما هذا الّذي أخبرت عنك عائشة؟
فأنكرت ذلك، و 22503 قالت: ما قلت لها من ذلك شيئا.
فقال لها عمر: إن كان هذا حقّا فأخبرينا حتّى نتقدّم فيه.
فقالت: نعم، قد قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-.
فاجتمعوا أربعة على أن يسمّوا رسول اللّه، فنزل جبرئيل على رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- بهذه السّورة: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي- إلى قوله-:
تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ ، يعني: قد أباح اللّه لك أن تكفّر عن يمينك وَ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ .
و
في الكافي 22504 : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر، عن محمّد بن سماعة، عن زرارة، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: سألته عن رجل قال لامرأته: أنت عليّ حرام.
فقال لي: لو كان لي عليه سلطان أوجعت رأسه، و قلت له: اللّه أحلّها لك، فما حرّمها عليك؟ إنّه لم يزد على أن كذب فزعم أنّ ما أحل اللّه له حرام، و لا يدخل عليه طلاق و لا كفّارة.
فقلت: قول اللّه- عزّ و جلّ-: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ فجعل فيه الكفّارة.
فقال: إنّما حرم عليه جاريته، مارية و حلف أن لا يقربها، فإنّما جعل عليه الكفّارة في الحلف و لم يجعل عليه في التّحريم.
عليّ بن إبراهيم 22505 ، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس قال: قال أبو جعفر- عليه السّلام-: قال اللّه لنبيّه- صلّى اللّه عليه و آله-:
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ فجعلها يمينا، و كفّرها رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-.
قلت: بم كفّر؟
قال: أطعم عشرة مساكين، لكلّ مسكين مدّ.
قلنا: فما حدّ 22506 الكسوة؟
قال: ثوب يواري به عورته.
و
في مجمع البيان 22507 : و اختلف العلماء فيمن قال لامرأته: أنت عليّ حرام.
... إلى أن قال: و قال أصحابنا: إنّه لا يلزم به شيء، و وجوده كعدمه، و إنّما أوجب اللّه فيه الكفّارة، لأن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- كان حلف ألّا يقرب جاريته أو لا يشرب الشّراب المذكور، فأوجب اللّه عليه أن يكفّر عن يمينه و يعود إلى استباحة ما كان حرّمه، و بيّن أنّ التّحريم لا يحصل إلّا بأمر اللّه و نهيه، و لا يصير الشّيء حراما بتحريم من يحرّمه على نفسه إلّا إذا حلف على تركه.
و اعلم أنّه ليس في هذا دلالة على وقوع ذنب منه صغير أو كبير، لأنّ تحريم الرّجل بعض نسائه أو بعض الملاذّ لسبب أو لغير سبب ليس بقبيح و لا داخل في جملة الذّنوب، و لا يمتنع أن يكون خرج هذا مخرج التّوجّع له إذا بالغ في إرضاء أزواج و تحمّل في ذلك المشقّة، و لو أنّ إنسانا أرضى بعض نسائه بتطليق بعضهنّ، لجاز أن يقال له: لم فعلت ذلك و تحملت فيه المشقّة؟ و إن كان لم يفعل قبيحا. و لو قلنا: إنّه- صلّى اللّه عليه و آله- عوتب على ذلك، لأنّ ترك التّحريم كان أفضل من فعله، و لم يمتنع لأنّه يحسن أن يقال لتارك الفعل: لم لم تفعله، و لم عدلت عنه؟ و لأنّ تطييب قلوب النّساء ممّا لا تنكره العقول.
تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ : تفسير «لتحرّم»، أو حال من فاعله، أو استئناف لبيان الدّاعي إليه.
وَ اللَّهُ غَفُورٌ : لعباده.
رَحِيمٌ (1): بهم إذا رجعوا إلى ما هو الأولى و الأليق.
قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ : قد شرع لكم تحليلها، و هو حلّ ما عقدته بالكفّارة.
وَ اللَّهُ مَوْلاكُمْ : متولّي أمركم.