کتابخانه روایات شیعه
اليوم.
و
في شرح الآيات الباهرة 23502 : روى محمّد بن خالد البرقيّ 23503 ، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- في قوله- عزّ و جلّ-:
فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَ الْمَغارِبِ قال: المشارق الأنبياء، و المغارب الأوصياء- عليهم السّلام-.
و توجيهه: أنّه إنّما كنّى عن المشارق بالأنبياء لأنّ أنوار هدايتهم و علومهم تشرق 23504 على أهل الدّنيا كإشراق الشّمس، و كنّى عن المغارب بالأوصياء لأنّ علوم الأنبياء إذا أشرقت في أيام حياتهم تغرب عند وفاتهم في حجب قلوب الأوصياء- عليهم صلوات ربّ الأرض و السماء-.
إِنَّا لَقادِرُونَ (40) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ ، أي: نهلكهم و نأتي بخلق أمثل منهم. أو نعطي محمدا بدلكم و هو خير منكم، و هم الأنصار.
وَ ما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41): بمغلوبين إن أردنا أن نهلكهم.
فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَ يَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42).
مرّ في آخر الطّور.
يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً : مسرعين. جمع، سريع.
كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ : منصوب للعبادة. أو علم.
يُوفِضُونَ (43): يسرعون.
و قرأ 23505 ابن عامر و حفص: «إلى نصب» [بضمّ النون و الصّاد، و الباقون من السبعة: «نصب» بفتح النون و سكون الصّاد. و قرئ] 23506 بالضّمّ، على أنّه تخفيف نصب، أو جمع.
خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مرّ تفسيره.
ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (44): في الدّنيا.
في تفسير عليّ بن إبراهيم 23507 : قوله: إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ قال: إلى الدّاعي ينادون.
قوله: تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ قال: تصيبهم ذلّة 23508 . [ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ ] 23509 .
و
في شرح الآيات الباهرة 23510 : روي مرفوعا بالإسناد، عن سليمان بن خالد، عن ابن سماعة، عن عبد اللّه بن القاسم، عن محمّد بن يحيى، عن 23511 ميسر، عن أبي جعفر- عليه السّلام- في قوله- تعالى-: خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ . قال: يعني: [يوم] 23512 خروج القائم- عليه السّلام-.
[و هذا ممّا يدلّ على الرجعة في أيّامه- عليه و على آبائه أفضل صلوات ربّه و سلامه-] 23513 .
سورة نوح
و آيها تسع، أو ثمان و عشرون آية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 23514 ، بإسناده عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من كان يؤمن باللّه و يقرأ كتابه، لا يدع قراءة سورة إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ . فأيّ عبد قرأها محتسبا صابرا في فريضة أو نافلة، أسكنه اللّه مساكن الأبرار، و أعطاه ثلاث جنان مع جنّته 23515 كرامة من اللّه، و زوّجه مائتي حوراء و أربعة آلاف ثيّب [- إن شاء اللّه] 23516 .
و
في مجمع البيان 23517 : ابيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال: من قرأ سورة نوح، كان من المؤمنين الّذين تدركهم دعوة نوح.
و
في الكافي 23518 : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن سليمان، عن أحمد بن الفضل [عن] 23519 أبي عمرو الحذّاء قال: ساءت حالي، فكتبت إلى أبي جعفر- عليه السّلام-.
فكتب إليّ: أدم قراءة إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ .
قال: فقرأتها حولا فلم أر شيئا. فكتبت إليه أخبره بسوء حالي، و إني قد قرأت
إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ حولا، كما أمرتني، و لم أر شيئا.
قال 23520 : فكتب إليّ: قد و في لك الحول فانتقل منها إلى قراءة إنّا أنزلناه.
(الحديث)
إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ : بأن أنذر، أي: بالإنذار. أو بأن قلنا له: أنذر.
و يجوز «أن» تكون مفسّرة، لتضمّن الإرسال معنى القول.
و قرئ 23521 بغيرها على إرادة القول.
قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (1): عذاب الآخرة، أو الطّوفان.
و
في كتاب كمال الدّين و تمام النّعمة 23522 ، بإسناده إلى محمّد بن الفضيل: عن أبي حمزة الثّماليّ، عن أبي جعفر الباقر- عليه السّلام- حديث طويل، و فيه يقول: كان بين آدم و نوح عشرة آباء، كلّهم أنبياء.
و يقول فيه- أيضا-: و إنّ الأنبياء بعثوا خاصّة و عامّة. فأمّا نوح فإنّه أرسل إلى من في الأرض بنبوة عامّة و رسالة عامّة.
و
بإسناده 23523 إلى أبي عبد اللّه بن الفضل الهاشميّ قال: قال الصّادق جعفر بن محمّد- عليه السّلام-: لمّا أظهر اللّه نبوّة نوح و أيقن الشيعة بالفرج، اشتدّت البلوى و عظمت الفرية إلى أن آل الأمر إلى شدة شديدة نالت الشّيعة، و الوثوب على نوح بالضّرب المبرح، حتّى مكث في بعض الأوقات مغشيّا عليه ثلاثة أيّام يجري الدّم من أذنه ثمّ أفاق، و ذلك بعد ثلاثمائة سنة من مبعثه، و هو في خلال ذلك يدعوهم ليلا و نهارا فيهربون، و يدعوهم سرا فلا يجيبون، و يدعوهم علانية فيولّون.
فهمّ بعد ثلاثمائة سنة بالدّعاء عليهم، و جلس بعد صلاة الفجر للدّعاء، فهبط إليه و فد من السّماء السّابعة و هم ثلاثة أملاك فسلّموا عليه.
ثمّ قالوا: يا نبيّ اللّه، لنا حاجة.
قال: و ما هي؟
قالوا: تؤخّر الدّعاء على قومك، فإنّها أوّل سطوة اللّه في الأرض.
قال: قد أخّرت الدّعاء عليهم ثلاثمائة سنة أخرى. و عاد إليهم فصنع ما كان يصنع، و يفعلون ما كانوا يفعلون، حتّى إذا انقضت ثلاثمائة سنة أخرى و يئس من إيمانهم جلس في وقت ضحى النّهار للدّعاء.
فهبط عليه من السّماء السّادسة، و هم ثلاثة أملاك، فسلّموا عليه و قالوا: نحن و فد من السّماء السّادسة خرجنا بكرة و جئناك ضحوة. ثمّ سألوه مثل ما سأله و فد السّماء السّابعة، فأجابهم إلى مثل ما أجاب أولئك إليه.
و عاد- عليه السّلام- إلى قومه يدعوهم، فلا يزيدهم دعاؤه إلّا فرارا، حتّى انقضت ثلاثمائة سنة أخرى 23524 تتمّة تسعمائة سنة.
فصارت الشّيعة إليه، و شكوا ما ينالهم من العامة و الطّواغيت، و سألوه الدّعاء بالفرج، فأجابهم إلى ذلك و صلّى و دعا.
فهبط جبرئيل فقال له: إنّ اللّه قد أجاب دعوتك، فقل للشّيعة: يأكلون 23525 التّمر و يغرسون النّوى و يراعونه 23526 حتّى يثمر، فإذا أثمر فرّجت عنهم.
فحمد اللّه و أثنى عليه: و عرفهم ذلك فاستبشروا به، فأكلوا التّمر و غرسوا النّوى و راعوه حتّى أثمر، ثمّ صاروا إلى نوح بالتمر 23527 و سألوه أن ينجز لهم الوعد 23528 ، فسأل اللّه في ذلك.
فأوحى اللّه إليه: قل لهم: كلوا هذا التمر و اغرسوا النّوى، فإذا أثمر 23529 فرّجت عنكم.
فلمّا ظنّوا أنّ الخلف قد وقع عليهم، ارتدّ منهم الثّلث [و ثبت الثلثان] 23530 ، فأكلوا التّمر و غرسوا النّوى، حتّى إذا أثمر أتوا به نوحا فأخبروه و سألوه أن ينجز لهم الوعد، فسأل اللّه في ذلك.
فأوحى اللّه إليه: قل لهم: كلوا هذا التّمر و اغرسوا النّوى.
فارتدّ الثّلث [الآخر و بقي الثلث] 23531 ، فأكلوا التّمر و غرسوا النّوى، فلمّا أثمر أتوا به نوحا فقالوا له: لم يبق منّا إلّا القليل، و نحن نتخوّف على أنفسنا بتأخير الفرج أن نهلك.
فصلّى نوح، ثمّ قال: يا ربّ، لم يبق من أصحابي إلّا هذه العصابة، و إنّي أخاف عليهم الهلاك، إن تأخر عنهم الفرج.
فأوحى اللّه إليه: قد أجبت دعاءك فاصنع الفلك. و كان بين إجابة الدّعاء و بين الطّوفان خمسون سنة.
قالَ يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اتَّقُوهُ وَ أَطِيعُونِ (3).
مرّ في الشّعراء نظيره.
و في «أن» يحتمل الوجهان.
يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ : بعض ذنوبكم، و هو ما سبق، فإنّ الإسلام يجبّه فلا يؤاخذكم به في الآخرة.
وَ يُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى : هو أقصى ما قدّر لكم بشرط الإيمان و الطّاعة.
إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ : إنّ الأجل الّذي قدّره إِذا جاءَ .
قيل 23532 : على الوجه المقدر به آجلا.
و قيل 23533 : إذا جاء الأجل الأطول.
لا يُؤَخَّرُ : فبادروا في أوقات الإمهال و التّأخير.
لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4): لو كنتم من أهل العلم و النّظر لعلمتم ذلك.
و فيه: أنّهم لانهماكهم في حبّ الحياة كأنّهم شاكّون في الموت.
قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَ نَهاراً (5)، أي: دائما.
فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلَّا فِراراً (6): عن الإيمان و الطّاعة.
و إسناد الزّيادة إلى الدّعاء على السّببيّة، كقوله- تعالى-: فَزادَتْهُمْ إِيماناً .